قامات مضيئة عبر “أثير”: شاعر العودة إلى فلسطين؛ الكبير هارون هاشم رشيد
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد : محمد الهادي الجزيري
قالها ومضى إلى حاله ..آمنا مطمئنا ..تدثّر بالتراب الدافئ وغاص فيه ثمرة صالحة للحياة والتجدّد في أشكال أخرى ..، نعم قالها الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد وغنّتها فيروز لتبقى خالدة خلود الماء والهواء والنار والتراب..، من منّا لم يترنّم بمقطع تلك الأغنية الأيقونة .
” سنرجع يوماً الى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلآ ولا ترتم
على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود
رفوف الطيور ونحن هنا
هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء هى فانحنى
تعب الظهيرات في ظلّها
عبير الهدوء وصفو الهنا
سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
ومازال بين تلال الحنين
وناس الحنين مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح
تعال سنرجع هيا بنا ”
ولد الشاعر والمناضل الكبير هارون هشام رشيد، في حارة الزيتون بمدينة غزة العام 1927، وتوفي في 2020 ، ومنذ طفولته شهد على الأحداث والتطورات التي شكلت المأساة الفلسطينية، حيث رأى الأطفال والنساء والشيوخ يبتلعهم البحر الهائج، حيث كانت مراكب اللجوء تنقلهم إلى شواطئ غزة، بعد أن شردتهم العصابات الصهيونية عن ديارهم وأراضيهم.
من الصور التي ظلت منقوشة في ذاكرة الشاعر، صورة تلك المرأة التي رمت نفسها في البحر الهائج، في محاولة يائسة لإنقاذ ابنها من أمواجه العاتية، ومنذ ذلك الوقت وهو يكتب شعراً مسكوناً بهموم الوطن ونكباته، وملامح الصمود وأساطير المقاومة، فخرج شعراً مقاوماً وطنياً تغنت به الأجيال الفلسطينية، ولا تزال.
وهو علاوة على كونه قامة شعرية كبيرة، فهو مناضل وسياسي وإعلامي ودبلوماسي، حيث شغل منصب مندوب فلسطين المناوب في جامعة الدول العربية.
أطلق عليه تسميات مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبنا فهو: شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثورة وهي تسمية اطلقها عليه الشهيد خليل الوزير عام 1967 بعد قصيدة «الأرض والدم» وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194).
أصدر قرابة عشرين ديواناً شعرياً منها (الغرباء عام 1954, وعودة الغرباء 1956,غزة في خط النار،حتى يعود شعبنا 1965 , سفينة الغضب 1968ورحله العاصفة 1969 ,فدائيون 1970 مفكرة عاشق 1980 يوميات الصمود والحزن 1983, ثورة الحجارة 1991 , طيور الجنة 1998) وغيرها.
اختير ما يقارب 90 قصيدة من أشعاره قدمها إعلام الغناء العربي، وفي مقدمة من أشدوا أشعاره فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.
كما نال عدة جوائز تقديرية منها: وسام القدس عام 1990، الجائزة الاولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977 الجائزة الاولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988.
وكان الرئيس محمود عباس، قد قلد الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد وسام الثقافة والعلوم والفنون (مستوى الإبداع)، تقديرا لأعماله الإبداعية في المجال الثقافي والشعري، وتثميناً عالياً لإسهاماته الوطنية في خدمة فلسطين أرضاً وشعباً وقضيةً، إضافة لنتاجه الشعري الغزير.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
سلطان العويس.. أسس مشاريع اقتصادية بقلب شاعر
ضمن احتفالات ندوة الثقافة والعلوم بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، نظمت الندوة أمسية بعنوان «سلطان بن علي العويس ودوره في المجتمع، الحياة العامة، والعمل الثقافي والاقتصادي»، أدارها بلال البدور رئيس مجلس الإدارة.
شارك في الندوة سعيد الرقباني مستشار حاكم الفجيرة ووزير الزراعة والثروة السمكية الأسبق، وأحمد حميد الطاير وزير المواصلات سابقاً، ومحمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وحضرها محمد حسين الشعالي، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم المدير الإداري وأعضاء مجلس إدارة الندوة وسلطان السويدي ود. محمد المزروعي ود. سليمان الجاسم ود. سعيد حارب ود. حصة لوتاه ود. عبد الخالق عبد الله وعدد كبير من المسؤولين والمهتمين والإعلاميين.
في بداية الجلسة قُدِّم فيلم تسجيلي يستعرض مسيرة العويس وحياته وتجارته وثقافته وإسهاماته الاقتصادية والاجتماعية، باعتباره أحد رواد النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالدولة والوطن العربي، ما دعا منظمة اليونسكو إلى اعتماد عام 2025، عاماً للاحتفال بالذكرى المئوية لمولده، وقال المشاركون في الأمسية أن الشاعر سلطان العويس أسس مشاريع اقتصادية كبرى.. بقلب شاعر. وأكد بلال البدور، أن الحديث عن مئوية سلطان العويس يستدعي استعراض مسيرة حياته وهو أمر مهم للتعريف بأدباء ومبدعي الإمارات للعالم كله، وقدم الشكر والتحية لمؤسسة سلطان بن علي العويس التي اجتهدت بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الإماراتية لطرح اسم سلطان بن علي العويس للاحتفاء بمئويته.
رجل اقتصاد
قال أحمد الطاير: إن العويس نشأ في بيت تجاري كان والده تاجراً في مجالات اقتصادية عدة في ذلك الوقت، وكان لوالده اليد في تأسيس كثير من الشركات والأعمال التجارية، وكانت أول أعمال سلطان التجارية في الهند، بعدها شرع مع مجموعة من رجال الأعمال في تأسيس بنك دبي الوطني، كأول بنك وطني إماراتي، على نهج بنك الكويت الوطني الذي أنشأ أولاً، وطرح الفكرة على الشيخ راشد الذي شجع مجموعة التجار على تأسيس بنك كشركة مساهمة، رغم التحديات وقلة الخبرات المتوفرة في ذلك الوقت.
وأضاف: إن العويس أسهم في تأسيس العديد من المشاريع الاقتصادية، إلى جانب دعمه لمشاريع المساهمة العامة، وأوضح أن العويس كان قريباً من الشيخ زايد، حيث ناقش معه آليات تمويل مشاريع وبرامج التنمية دون الحاجة للاقتراض الحكومي.
بناء السدود
تحدث سعيد الرقباني عن ندرة الأمطار في دولة الإمارات، وعندما تهطل على الأودية لا يستفاد منها، لذلك طرح على سلطان العويس مشروع بناء سدود للاستفادة من هطول الأمطار في بعض المناطق والأودية، فاقتنع العويس بالفكرة ووافق على البدء بالمشروع بعد أخذ الموافقات الحكومية اللازمة، وطرح الأمر على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برغبة سلطان العويس في دعم المياه في الدولة ببناء سدود، وترحيب الشيخ زايد بالمبادرة.
وأضاف الرقباني: إن سد الطويين يُعد من أكبر السدود التي توفر المياه، كذلك سد العويس وغيره الكثير من السدود التي توفر المياه لكل المناطق المحيطة بها.
الثقافة والإعلام
من جانبه، تطرق محمد المر لدور سلطان العويس في دعم الثقافة والإعلام باعتباره شخصية متعددة الأبعاد نجحت في كل المجالات، فقد كان معظم أفراد عائلة العويس من كبار المثقفين والمهتمين بالأدب والشعر والفكر، فكان نتاج خلفية ثقافية في عائلته ومجتمعه، وبفعل تجارة الذهب مع الهند في الخمسينيات كان هناك نوع من الرفاهية في الإمارات وكان التجار يسافرون إلى معظم الأقطار العربية، وكان سلطان العويس مرتبطاً بالشيخ صقر بن سلطان الذي كان مهتماً بالثقافة والأدب ويستضيف الأدباء والمفكرين العرب في الشارقة كذلك يذهب لزيارتهم في بلدانهم.
وأضاف: إن العويس كان يطمح أن يكون هناك كيان ثقافي مؤسسي يستفيد منه أبناء الدولة وبدأ المشروع الثقافي قبل أكثر من ثلاثة عقود بإنشاء ندوة الثقافة والعلوم وطرحت الفكرة مكتوبة وأخذت المباركة الرسمية من سمو الشيخ محمد بن راشد بدعمه ورعايته ومساهمة سلطان بن علي العويس وبعض التجار المهتمين بالشأن الثقافي.وترافق مع هذا الرغبة في تكريم الأدباء العرب بحكم علاقاته معهم على مدار سنوات طويلة، فقرر إنشاء جائزة العويس الثقافية التي تحولت فيما بعد إلى مؤسسة ثقافية تكرم المثقفين والأدباء العرب.
دعم القراءة
أشارت الدكتورة حصة لوتاه إلى ضرورة إطلاق مبادرة باسم سلطان العويس لتحفيز الطلاب، وخاصة المواطنين، على الاهتمام بالثقافة والفكر، وأوضحت أن تزايد أعداد الطلاب غير المواطنين في الفعاليات الأدبية مؤشر على الحاجة لتعزيز دور المواطنين في المشهد الثقافي.
فيما أشار د. محمد مراد عبد الله، إلى أهمية الوقف في دعم القطاعات الصحية والتعليمية.
أما الروائية فتحية النمر، أكدت على أن إرث سلطان العويس لا يقتصر على الإنجازات المادية، بل يمتد إلى أثره الثقافي والإنساني.