أثير- مكتب أثير في تونس

إعداد : محمد الهادي الجزيري

قالها ومضى إلى حاله ..آمنا مطمئنا ..تدثّر بالتراب الدافئ وغاص فيه ثمرة صالحة للحياة والتجدّد في أشكال أخرى ..، نعم قالها الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد وغنّتها فيروز لتبقى خالدة خلود الماء والهواء والنار والتراب..، من منّا لم يترنّم بمقطع تلك الأغنية الأيقونة .

.” سنرجع يوما إلى حينا ـ ونغرق في دافئات المنى ” ..وها إنّنا نعيدها مرّات بل آلاف المرات أو ملايين المرّات على وقع القنابل الملقاة على أهلنا في غزة ..بل في فلسطين السبية المجاهدة منذ وقعت النكبة ..، سنرجع يا طفلتي إلى حديقتنا التي حرقت ..، سنرجع يا أمّ أطفالي إلى بيتك العامر بك …بروائح مطبخك ورنّة ابتسامتك ..، سنرجع يا شيخنا المسبّح باسم الله ..الباكي خلسة على الجميع ..، سنرجع يا كلّ الكائنات والعناصر ..لأنّ القدس لنا والأرض لنا ..، سنغني هذه الأغنية كاملة دون نقصان :
” سنرجع يوماً الى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلآ ولا ترتم
على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود
رفوف الطيور ونحن هنا
هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء هى فانحنى
تعب الظهيرات في ظلّها
عبير الهدوء وصفو الهنا
سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
ومازال بين تلال الحنين
وناس الحنين مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح
تعال سنرجع هيا بنا ”
ولد الشاعر والمناضل الكبير هارون هشام رشيد، في حارة الزيتون بمدينة غزة العام 1927، وتوفي في 2020 ، ومنذ طفولته شهد على الأحداث والتطورات التي شكلت المأساة الفلسطينية، حيث رأى الأطفال والنساء والشيوخ يبتلعهم البحر الهائج، حيث كانت مراكب اللجوء تنقلهم إلى شواطئ غزة، بعد أن شردتهم العصابات الصهيونية عن ديارهم وأراضيهم.
من الصور التي ظلت منقوشة في ذاكرة الشاعر، صورة تلك المرأة التي رمت نفسها في البحر الهائج، في محاولة يائسة لإنقاذ ابنها من أمواجه العاتية، ومنذ ذلك الوقت وهو يكتب شعراً مسكوناً بهموم الوطن ونكباته، وملامح الصمود وأساطير المقاومة، فخرج شعراً مقاوماً وطنياً تغنت به الأجيال الفلسطينية، ولا تزال.


وهو علاوة على كونه قامة شعرية كبيرة، فهو مناضل وسياسي وإعلامي ودبلوماسي، حيث شغل منصب مندوب فلسطين المناوب في جامعة الدول العربية.

أطلق عليه تسميات مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبنا فهو: شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثورة وهي تسمية اطلقها عليه الشهيد خليل الوزير عام 1967 بعد قصيدة «الأرض والدم» وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194).

أصدر قرابة عشرين ديواناً شعرياً منها (الغرباء عام 1954, وعودة الغرباء 1956,غزة في خط النار،حتى يعود شعبنا 1965 , سفينة الغضب 1968ورحله العاصفة 1969 ,فدائيون 1970 مفكرة عاشق 1980 يوميات الصمود والحزن 1983, ثورة الحجارة 1991 , طيور الجنة 1998) وغيرها.

اختير ما يقارب 90 قصيدة من أشعاره قدمها إعلام الغناء العربي، وفي مقدمة من أشدوا أشعاره فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.

كما نال عدة جوائز تقديرية منها: وسام القدس عام 1990، الجائزة الاولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977 الجائزة الاولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988.
وكان الرئيس محمود عباس، قد قلد الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد وسام الثقافة والعلوم والفنون (مستوى الإبداع)، تقديرا لأعماله الإبداعية في المجال الثقافي والشعري، وتثميناً عالياً لإسهاماته الوطنية في خدمة فلسطين أرضاً وشعباً وقضيةً، إضافة لنتاجه الشعري الغزير.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

قناة السويس ترد على ما أثير حول سماح مصر بعبور سفينة حربية اسرائيلية

أعلنت هيئة قناة السويس المصرية، التزامها بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية الملاحة البحرية للسفن العابرة "سواء كانت تجارية أو حربية دون تمييز لجنسياتها".

جاء ذلك في بيان لهيئة القناة، مساء الجمعة، قالت إنه "رد على ما تم تداوله من تساؤلات على بعض منصات التواصل الاجتماعي حول قيام هيئة قناة السويس بالسماح بعبور السفن الحربية من جنسيات مختلفة عبر المجرى الملاحي"، دون تحديد تلك الجنسيات.

وأكد هيئة قناة السويس في البيان "التزامها بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية الملاحة البحرية للسفن العابرة للقناة سواء كانت سفنا تجارية أو حربية دون تمييز لجنسية السفينة".

وشددت على أن ذلك الالتزام "يأتي اتساقا مع بنود اتفاقية القسطنطينية (1888) التي تشكل ضمانة أساسية للحفاظ على مكانة القناة كأهم ممر بحري في العالم".

وأوضحت أن "الاتفاقية رسمت منذ ذلك الوقت الملامح الأساسية لطبيعة التعامل الدولي لقناة السويس حيث حفظت حق جميع الدول في الاستفادة من هذا المرفق العالمي".

ونصت الاتفاقية في مادتها الأولى على "أن تكون قناة السويس البحرية على الدوام حرة ومفتوحة سواء في وقت الحرب أو في وقت السلم، لكل سفينة تجارية أو حربية دون تمييز لجنسيتها"، وفق بيان الهيئة.

وشددت هيئة قناة السويس على أن "عبور السفن الحربية لقناة السويس يخضع لإجراءات خاصة".

ولم توضح الهيئة لأي دول تنتمي تلك السفن العابرة، غير أنه يأتي مع تداول أنباء غير مؤكدة بمنصات التواصل عن مرور سفن حربية، لم يتسن الوصول إلى معلومات عن جنسياتها من مصدر مصري رسمي على الفور.

وأثار مقطع فيديو للحظة عبور سفينة إسرائيلية، المجرى الملاحي لقناة السويس، جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، لا سيما ف ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتباينت آراء مستخدمي مواقع التواصل في مصر، بين رافض لهذه الواقعة في ظل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة، وبين مبرر للأمر بأن قناة السويس، ممر ملاحي دولي خاضع للاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية القسطنطينية.

وانتقد بعض المصريين السماح للسفينة الحربية الإسرائيلية بالمرور، واعتبروا أنه كان من الممكن منعها في وقت الحرب، كنوع من الدعم لقطاع غزة، كما عبروا عن غضبهم من رفع العلم المصري بجانب الإسرائيلي أعلى السفينة.

وفي بيانين منفصلين الخميس والجمعة، أكد الجيش المصري عدم وجود أي نوع من التعاون مع إسرائيل، بينما أوضحت وزارة النقل المصرية أن "السفينة التي أثير حولها اللغط كانت تحمل معدات لصالح وزارة الإنتاج الحربي في مصر"، دون ذكر جنسيتها.

ونفى بيان الجيش المصري "جملة وتفصيلاً، ما يتم تروجيه من مساعدة القوات المسلحة المصرية إسرائيل في عملياتها العسكرية بشكل قاطع بعد ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات المشبوهة".

وأكد الجيش المصري أنه "لا يوجد أي شكل من التعاون مع إسرائيل".

وتعتبر قناة السويس من أهم القنوات والمضائق حول العالم، وهي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وتعد من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر

مقالات مشابهة

  • قادربوه يناقش التصورات المتعلقة بمشروع تطوير وصيانة “الفندق الكبير” في طرابلس
  • توقيف المُحرّض على قتل هاشم الأيوبي
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • ” المعاناة التي تنتظر الهلال”
  • في افتتاح “الكومسيك”.. اردوغان يدعو لتوحيد الصف في دعم فلسطين ولبنان
  • بالفيديو.. سيدة سودانية: (مراهق شاب يعمل سائق ركشة قام باستدراجي إلى منزلهم بحجة وجود “حنانة” معهم وبعد أن وصلنا صدمني خاله الكبير وهو يسخر مني “بقيت بتاع خالات كمان”)
  • المهندس “بالقاسم حفتر” يبحث مع عمداء بلديات الجنوب المشاكل التي تعاني منها البلديات
  • رشيد والسوداني يؤكدان على تشغيل الأسطوانة المشروخة ” مكافحة الفساد”
  • إطلاق جائزة الشاعر السعودي الكبير باشراحيل قريبا.. ونشر أعماله الكاملة في مصر
  • قناة السويس ترد على ما أثير حول سماح مصر بعبور سفينة حربية اسرائيلية