قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن البلدان الأوربية، باتت تسن قوانين صارمة تلزم بالعناية الكاملة للأطفال، خصوصاً الدول التي تمنح للفئات الهشة من المجتمع مساعدات مالية “Allocations familiales”، مخصصة لتوفير تعليم وتطبيب وترفيه للأطفال حتى يكبروا ويدرسوا في بيئة سليمة بعيداً عن المشاكل العائلية.

وتبعا لهذه الإجراءات الصارمة، تقوم المصالح الاجتماعية التابعة للبلديات والهيئات التعليمية والصحية في بلدان أوربا، بمراقبة مدى التزام العائلات بتوفير الحقوق للأطفال وتعمد إلى انتزاعهم – وبحكم قضائي- إذا ما تبين أن عائلة الطفل تعيش الاهتزاز والتوتر والإدمان أو العنف الأسري.

وأوضح وزير الخارجية، في جواب عن سؤال توجهت به النائبة البرلمانية، فريدة خنيتي عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، في ماي الماضي، تحدث عن “ظاهرة انتزاع الأطفال من أسرهم”، أن هذه القوانين باتت تسري أيضاً على كافة الشرائح المجتمعية دون تمييز للعرق أو الدين أو الانتماء، إذ هو قانون يطبق على الجميع.

لكن الوزير بوريطة، عاد ليكشف بأن هذه الظاهرة هي بمنآى عن مغاربة أوربا، قائلا: “بما أن العائلات المغربية في عموم أوربا عائلات متزنة، فقليلاً ما يشملها هذا الإجراء، اللهم بعض الحالات النادرة”.

حسب جواب بوريطة، فإن إشكال ظاهرة انتزاع الأطفال ككل، يكمن في عدم استيعاب عدد لا بأس به من القادمين إلى أوربا في السنوات الأخيرة، لقوانين بلد الاستقبال وحقوق الأطفال التي تأخذها هذه الدول مأخذ الجد، إضافة إلى الفجوة الثقافية والاختلاف الجذري في تربية الأطفال.

وعرج الوزير في جوابه عن حالة انتزاع أطفال مغاربة من ذويهم في  إسبانيا، ليؤكد أنه بعد تواصل مع القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة، تبين أنه لم يسبق لأي من المواطنات أو المواطنين المغاربة المتحدرين من إقليم الناظور، أن تقدم إلى مصالح القنصلية العامة التابعة لمنطقة كتالونيا بالتظلم من أجل انتزاع أطفاله، من لدن المديرية العامة لحماية الطفولة والمراهقة “DGAIA”، التابعة لدائرة العدل الكتلانية.

وأوضح الوزير، أنه في حال إذا تقدم الأولياء بشكاية في الموضوع، يتم استقبالهم والاستماع إليهم وتوجيههم إلى كيفية الاحتفاظ بحقهم في احتضان أبنائهم، علما بأن المديرية المذكورة لا تتخذ هذا الإجراء دون توجيه إنذار مسبق للأسرة المهتزة، وإخبارها بعواقب وتبعات عدم توفير بيئة سليمة للطفل، مع اشتراط المراجعة الدورية والمفاجئة إلى أن تتأكد أن الأسرة تعرف استقراراً تاماً.

وقال بوريطة، إنه في حالة تجاهل هذا الإنذار واستمرار أحد الأبوين في الإدمان على الكحول أو المخدرات والعنف، واستحالة استقامة الوضع، تلجأ المديرية المذكورة، إلى المحكمة المختصة بشؤون الأطفال وتصدر حكما قضائيا في الموضوع يقضي بانتزاع الطفل وإيداعه في مراكز الرعاية الخاصة بالأطفال.

وشدد وزير الخارجية في جوابه عن سؤال برلمانية التقدم والاشتراكية، أن الحالة التي تشير إليها في سؤالها تعود، حسب ما أفادت به قنصلية المملكة ببرشلونة، إلى حالة ثبوت عنف متكرر من طرف أحد الآباء اتجاه زوجته وأولادها الثلاثة، مما دفع المديرية إلى التنبيه عليه وتحذيره، فعمدت بعد استيفاء كل الشروط إلى استصدار حكم قضائي بتسليم إثنين لخالتها القاطنة ببلباو وإيداع الطفل الأكبر بمركز الإيواء، لكونه كان الضحية الرئيسية في عملية العنف.

وبخصوص الإجراءات المتخذة، فإن الوزارة حسب بوريطة، ما انفكت تلح في لقاءاتها الثنائية مع الجانب الإسباني ومع باقي الدول الأوربية على مراعاة الخلفية الثقافية للجالية المغربية، وضرورة إشراك المصالح الاجتماعية للقنصليات في عملية إصلاح ذات البين في الأسر قبل اللجوء إلى القضاء من أجل انتزاع الأطفال من أسرهم.

وبالمقابل، قال الوزير إن السلطات الإسبانية، تنفي الاتهامات بخصوص اعتيادها سياسة ممنهجة ترمي إلى سحب أبناء الجاليات العربية والمسلمة المهاجرة، بقدر ما يشمل هذا الإجراء عائلات من كافة المجتمع الإسباني ممن ثبت في حقها سوء معاملتها لأطفالها .

كما أضافت السلطات الإسبانية، أنه لا يتم اللجوء إلى السحب إلا بعد التيقن بشكل لا يدع مجالا للشك، من صحة ما يتعرض له الطفل من عنف جسدي وضغوط نفسية حادة من قبل محيطه العائلي المباشر، وأن المسطرة القانونية تسري على المواطنين الإسبان بالمساواة الكاملة مع باقي المواطنين من أصول عربية ومسلمة، حيث عرضت إحصائيات تشير إلى أن عدد الأطفال الذين سحبوا من أسر إسبانية أكثر بكثير ممن سحبوا من أسر عربية ومسلمة.

كلمات دلالية أوروبا إجراءات قانونية المغاربة انتزاع الأطفال ناصر بوريطة وزير الخارجية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أوروبا وزير الخارجية

إقرأ أيضاً:

جامعة الملك سلمان الدولية تنظم حفل استقبال لـ "جامعة الطفل"

نظمت جامعة الملك سلمان الدولية اولى فعاليات البرنامج الأول 1E لجامعة  الطفل بفرعي الجامعة بمدينتى رأس سدر وشرم الشيخ. 

يأتي ذلك في اطار توجيهات ورعاية الدكتور اشرف سعد حسين رئيس الجامعة والدكتور جينا الفقي رئيس اكاديمية البحث العلمي وإشراف الدكتور عبدالغني الجندى مدير فرع الجامعة بمدينة رأس سدر.

وشارك في الفاعلية التي نظمتها الجامعة  (100 طالب و طالبة) واولياء أمور الطلاب المشاركين من أبناء محافظة جنوب سيناء، بحضور الدكتورة أيناس سمير نائب محافظ جنوب سيناء وقيادات مدينة راس سدر  ممثله في اللواء نادر علام رئيس مجلس المدينة وادارات المجلس القومي والتربية والتعليم والزراعة وبمشاركة السادة اعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لكليات فرعى راس سدر و شرم الشيخ.

وشدد رئيس جامعة الملك سلمان الدولية على ضرورة الاستفادة من  هذه التجربة التي ستؤثر إيجابيا على مستقبل الطلاب و تعزز إمكانياتهم العلمية والمعرفية. 

وقدم الدكتور عبدالغني الجندي منسق جامعة الملك سلمان الدولية تقديم عن الدراسة بجامعة الطفل واهدافها ومخرجاتها لتخريج جيل جديد للمستقبل  قادر علي التفكير العلمي والنقدي والإبداع وحل المشكلات والعمل على تمكين هؤلاء الأطفال من مقابلة الأساتذة والعلماء كنماذج يحتذى بها لتعزز من فهمهم للعلوم بطريقة ممتعة. 

وتضمنت الفعالية محاضرات مبسطة قدمها أساتذة متخصصون، تشرح مبادئ العلوم بشكل يسير يلائم عقول الأطفال مع التوعية بالانتماء للوطن.

وقدمت الدكتورة رهام حلوة مدير برنامج العلوم والدكتورة فاتن محمد مدير برنامج السياحة والضيافة شرح لبرنامج الدورة الأولى من محاضرات ومعامل وفصول وتضمنت الفعالية ورش عمل تفاعلية تغطي موضوعات متنوعة، بما في ذلك العلوم، والفنون، والتكنولوجيا، مما أتاح للأطفال فرصة التعلم بطريقة ممتعة وملهمة، كما تم تنظيم عروض تقديمية ومسرحيات تعليمية تهدف إلى تحفيز خيال الأطفال وتعزيز حبهم للمعرفة.

جولة في جامعة الملك سلمان الدولية 

وبعد الافتتاح اصطحب الاساتذة الطلاب وأولياء الأمور في جولة بكل فرع للتعرف علي الموارد المادية من مدرجات وفصول ومعامل وخدمات طلابية وعيادات طبية وملاعب وحمام سباحة ومزرعة الجامعة وسكن الطلبة والطالبات كما قاموا بتقديم هدايا عينية للطلاب لتشجيعهم على اداءهم في أنشطة اليوم الأول.

وأعرب الدكتور اشرف سعد حسين رئيس جامعة الملك سلمان الدولية عن سعادته بنجاح هذه الفعالية قائلاً: "نسعى من خلال برنامج جامعة الطفل إلى تنمية مهارات التفكير العلمي والإبداعي لدى الأطفال منذ سن مبكرة، ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في بناء مجتمع المعرفة وإتاحة الفرصة للأطفال لاستكشاف العالم العلمي والتكنولوجي بشكل ممتع وتفاعلي، وتعزيز حبهم للتعلم من خلال ورش عمل وأنشطة عملية مبتكرة لبناء جيل من الشباب الواعد القادر على الابتكار والمساهمة في تنمية المجتمع، والجدير بالذكر أن "جامعة الطفل" هي مبادرة تعليمية رائدة تستهدف الأطفال حيث يتم توفير البيئة المناسبة لتطوير قدراتهم العلمية والإبداعية، ويعزز من وعيهم بأهمية البحث العلمي والابتكار.

مقالات مشابهة

  • أول يوم مدارس.. 6 خطوات لتهيئة الأطفال نفسيًا وبدنيًا
  • احتفالات المولد النبوي مع أطفال "أهالينا"
  • جامعة الملك سلمان الدولية تنظم حفل استقبال لـ "جامعة الطفل"
  • “أمنية” تُحقق أمنيات 21 طفلاً من أطفال غزة المرضى بالتعاون مع مدينة الإمارات الإنسانية
  • طرق تربية طفلك بشكل سليم
  • لعبة غميضة تتحول إلى مأساة بعد مصرع أربعة أطفال اختناقا داخل ثلاجة
  • «كنف» يبحث مع بلدية الشارقة التعاون في حماية الأطفال
  • مقتل 4 أطفال خلال لعبهم الغميضة في ناميبيا الأفريقية.. هذا ما جرى
  • أطفال المحافظات الحدودية يواصلون إبداعاتهم بمطروح ضمن أسبوع "أهل مصر"
  • الأنبا رافائيل يرسم شمامسة جدد بأكاديمية مفرح القلوب