ناقش عدد من المسئولين الصينيين والمستثمرين والخبراء المصريين، فرص التعاون والتكامل الاقتصادي بين المنطقة النموذجية المحلية للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهيئة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك في لقاء تحت عنوان "التعاون المفتوح ومشاركة طريق الحرير الجديدة".

وفي السنوات الأخيرة، استمرت العلاقات الودية والتعاون بين الصين ومصر في مختلف المجالات، حيث تتزامن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية مع "رؤية مصر 2030".

 

وقال وانج لومينج، مدير اللجنة الدائمة لمجلس نواب تشينجدوا، منظمة التعاون بين الصين وشانغهاي: إن المزيد من الشركات الصينية تستثمر في مصر في مجالات الطاقة والكهرباء والصحة. وقد ساهمت المرافق وغيرها من المجالات المهمة في تعزيز نمو التجارة والاستثمارات الثنائية. 

وأكد أن مدينته -تشينجداو- يمكنها توفير منصة دعم للشركات المصرية لدخول السوق الصينية وتوسيعها "سوف نندمج بشكل أفضل في التداول المزدوج الدولي والمحلي ونخدمه، ونعمل بنشاط على تعزيز تكامل التجارة المحلية والخارجية، وتسريع بناء مدينة مركز الاستهلاك الدولي، وفتح القنوات اللوجستية الدولية، وتقديم خدمات عالية الجودة للشركات المصرية التي مقرها في تشينغداو لمواصلة توسيع سوق شاندونغ والسوق الصينية".

الاقتصاد البحري 
وتُعّد تشينجداو مدينة مركزية ساحلية مهمة ومركز سياحي للمنتجعات في الصين، وهي مدينة تاريخية وثقافية تتمتع بنظام صناعي كامل، ولها مزايا واضحة في مجالات تجارة الموانئ والأجهزة المنزلية والإلكترونيات، معدات النقل بالسكك الحديدية والاقتصاد البحري "وقد تم اختيارها المدينة الصينية الأكثر جاذبية في عيون المواهب الأجنبية لعشر مرات متتالية" حسب قوله.


وأكد لومينج أن تشينجداو تعاونت في وقت سابق مع مصر لبناء حديقة هاير البيئية الصينية-المصرية ومشروع السكك الحديدية مدينة العشرة أيام رمضان "ونأمل أن يغتنم الطرفان بشكل مشترك فرص التنمية الرقمية والشبكية والذكية، ويعمقا التبادلات التفاعلية، ويتقاسما نتائج التعاون والابتكار".
وأوضح كذلك أهمية إجراء تبادلات كاملة مع مصر بشأن التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وتعميق التعاون في الصناعة الخضراء والطاقة الخضراء والتمويل الأخضر وغيرها من المجالات.
وأكد عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، والخبير في الشأن الصيني، أن السنوات الأخيرة شهدت تعاونا كبيرا بين مصر والصين في مختلف المجالات "وحققا نجاحات لافتة، سواء فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية بالعين السخنة بخليج السويس (تيدا) أو العاصمة الإدارية الجديدة أو مدينة العلمين الجديدة أو القطار الكهربائي، أو في مجال الطاقة الشمسية في بنبان بأسوان". 
وفي سنوات قليلة، انتشرت الاستثمارات الصناعية والزراعية الصينية المنتشرة بمحافظات بني سويف والمنيا والمنوفية وكفر السيخ والاسماعيلية والقليوبية والبحيرة والإسكندرية وغيرها من المحافظات المصرية المختلفة.

 المناطق جاذبية للاستثمار الأجنبي


وأكد الأزرق أن مصر تعتبر من أكثر المناطق جاذبية للاستثمار الأجنبي وخاصة الصيني لما تتمتع به من مزايا نسبية عدة تساهم بشكل كبير في إنجاح الاستثمارات خاصة الصناعية والزراعية بها "فالسوق المصري ليس مجرد نحو 112 مليون نسمة، وانما بفضل اتفاقيات مناطق التجارة الحرة والاتحاد الجمركي، فإنه يضاف إلى السوق المصري نحو 1.700 مليار أفريقي، ونحو 480 مليون عربي، ونحو 750 مليون أوروبي، ليبلغ اجمالي السوق المتاح للمنتج المصري نحو 3.042 مليار نسمة.

إقامة المناطق اللوجستية


وأوضح أن الموقع الجغرافي المتميز لمصر وتوسطه قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا والمنطقة العربية يوفر ميزة هامة تتعلق بخفض كبير جدا لتكاليف النقل واللوجستيات "خاصة وأن مصر أيضا تسعى للتحول إلى مركز لوجستي عالمي، وتولي اهتماما كبير بالموانئ ووسائل النقل وإقامة المناطق اللوجستية، بالإضافة إلى مشاريع ربط البحرين الأحمر والمتوسط بالقطار السريع الجاري اقامته حاليا العين السخنة - العلمين، وكذلك ربط طابا على خليج العقبة بالعريش على البحر المتوسط بخط سكك حديدية".
وفي ظل التنافس المحتدم القائم حاليا بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والذي من المتوقع أن يزداد مستقبلا، واتجاه واشنطن وعدد من العواصم الغربية لفرض عقوبات على المنتجات الصينية، فإن الاستثمار الخارجي لبكين، خاصة في مصر -الحليف الاستراتيجي للصين- يعد أحد أهم وسائل مواجهة المخططات الأمريكية. 


في 19 أكتوبر من هذا العام، خلال منتدى "الحزام والطريق" الثالث للتعاون الدولي، التقى الرئيس الصيني شي جين بينج رئيس الوزراء مصطفي مدبولي، وقال مدبولي: "تتطلع مصر إلى مزيد من التقدم في العلاقات المصرية الصينية في مختلف المجالات. إننا نتطلع إلى المزيد من الشركات الصينية التي تستثمر في مصر. ومصر مستعدة لتقديم الدعم السياسي والضمانات الأمنية لتحقيق ذلك.
خلال الاجتماع، أشار الرئيس الصيني إلى أن "مصر هي الدولة الأولى التي تعاونت مع الصين الجديدة"، وأكد أن الصين ومصر صديقتان حميمتان تشتركان في نفس الأهداف وتثقان ببعضهما البعض، كما أنهما شريكان جيدان يعملان معا من أجل التنمية والرخاء المشترك.
وأكد لي قانج، نائب المدير التنفيذي للجنة إدارة منطقة العرض لمنظمة شنغهاي للتعاون، إن مصر والصين من الحضارات القديمة ذات التاريخ الطويل والحضارات الرائعة، وتلعب كل منهما دورا هاما في تنمية الاقتصاد والتجارة العالميين. 
وقال: "على الرغم من أننا متباعدون، إلا أن صداقتنا تعود إلى زمن بعيد". 
لذلك، فإن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع مصر في الإطارين "الصيني- العربي" و"الصيني- الأفريقي"، وكذلك في إطار الأمم المتحدة ومجموعة البريكس، وسننسق ونتعاون مع المنصات المتعددة الأطراف الأخرى لحماية التعددية الحقيقية، وحماية الإنصاف والعدالة الدولية والمصالح المشتركة للدول النامية، وضخ المزيد من اليقين والاستقرار في المنطقة والعالم. التعاون التجاري والثقافي والسياحي. حسب لي قانج.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: والمستثمرين الاقتصادي المسؤولين الصينيين العلاقات الودية الطاقة والكهرباء

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: الدولة تتكبد خسائر شهرية تقدر بـ٨٠٠ مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب أوضاع المنطقة

تزامنا مع الاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان وذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم؛ حضر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل الإفطار السنوي الذي أقامته القوات المسلحة، وذلك بحضور المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وقادة القوات المسلحة والشرطة المدنية ولفيف من كبار رجال الدولة وقدامى قادة القوات المسلحة وعدد من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس استهلّ كلمته بتقديم التهنئة لرجال القوات المسلحة والشعب المصري بمناسبتي العاشر من رمضان ويوم الشهيد، مشيرًا إلى الظروف الصعبة التي يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن مصر استطاعت التحرك بخطى ثابته ومدروسة على الرغم من التحديات التي واجهتها خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية التي تأثر بها العالم أيضًا، حيث تتكبد الدولة خسائر شهرية تقدر بحوالي ٨٠٠ مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الأوضاع في المنطقة. وأكد السيد الرئيس أن الاقتصاد المصري يشهد مؤشرات إيجابية، مشيراً إلى موافقة صندوق النقد الدولي مؤخرًا على صرف شريحة جديدة لمصر، كما أشاد سيادته بدور الشعب المصري وتماسكه وقوة مؤسسات الدولة، وخصوصًا القوات المسلحة والشرطة المدنية، حيث تمثلان الركيزة الأساسية للدولة في هذه الأوقات الاستثنائية.

وأضاف السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس وجه رسالة طمأنة للشعب المصري، مشيرًا إلى إدراكه للقلق الذي يعيشه المصريون بسبب الأحداث الراهنة، مما يعكس المسئولية الوطنية لديهم وحرصهم على استقرار البلاد. وأكد السيد الرئيس أن الأوضاع الاقتصادية بدأت تتحسن بفضل الله وعمل مؤسسات الدولة وجهود الشعب، مشدداً على أهمية تكثيف العمل والمضي قدمًا نحو تطوير المجتمع المصري وفق خطوات مدروسة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس شدد على أهمية الإعلام الإيجابي المفيد، حيث تبادل الحديث مع الفنان سامح حسين، مشيدًا ببرنامجه خلال شهر رمضان. وقد أكد السيد الرئيس على ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة، مشددًا على الدور الجوهري للإعلام المصري في هذا المجال، إلى جانب دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في بناء مجتمع قوي، ووجه سيادته الحكومة إلى المشاركة في هذه الجهود الإعلامية من اجل بناء مواطن مصري متمسك بمبادئ و ثوابت المجتمع.
واختتم المتحدث الرسمي بأن السيد الرئيس أثنى على جهود القوات المسلحة ودورها في دعم ركائز الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم المنطقة الشرقية في مدينة نابلس
  • السيسي: خسائر عائدات قناة السويس بلغت 800 مليون دولار بسبب الوضع في المنطقة
  • «الرئيس السيسي»: الدولة تخسر شهريا حوالي 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب أوضاع المنطقة
  • الرئيس السيسي: الدولة تتكبد خسائر شهرية تقدر بـ٨٠٠ مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب أوضاع المنطقة
  • نائب محافظ الإسماعيلية يبحث عددًا من الموضوعات المشتركة مع الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس
  • استعرض الأداء التنموي وأكد ريادة المملكة..”الشؤون الاقتصادية”: نجاح تنويع الاقتصاد السعودي ونمو «غير النفطية»
  • جامعة قناة السويس تبحث إنشاء حاضنة للبيوتكنولوجي وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي
  • اقتصادية قناة السويس توقع عقدا مع «جيانجسو جوتاي» لإنشاء مصنع للملابس الجاهزة
  • 54 عامًا على تأسيس العلاقات العُمانية التونسية
  • ليالي رمضان.. الفوانيس المضيئة تُزين شوارع مدينة الباحة