بعد أن أعلنت التمرد وأصبحت خارج السيطرة.. هل باتت فاغنر تهديدا وجوديا لروسيا؟
تاريخ النشر: 24th, June 2023 GMT
موسكو- بشكل دراماتيكي ومفاجئ خالف توقعات أكثر المراقبين السياسيين والعسكريين الروس تشاؤما بمستقبل الأزمة بين مجموعة فاغنر ووزارة الدفاع الروسية، وفيما يتطابق مع حالات التمرد العسكري، جاءت دعوة قائد المجموعة يفغيني بريغوجين الشعب الروسي إلى العصيان المدني ضد قيادة الجيش، متهمًا وزير الدفاع سيرغي شويغو باستهداف مواقع للمجموعة في أوكرانيا والتسبب في مقتل عدد كبير من عناصرها.
وفي حين نفت وزارة الدفاع اتهامات بريغوجين، قامت المخابرات الروسية من جانبها بفتح قضية جنائية ضد قائد فاغنر، وقد يواجه -في حال تمت محاكمته- عقوبة السجن من 12 إلى 20 عاما، وفقا لمكتب المدعي العام.
بريغوجين دعا الروس إلى العصيان المدني ضد قيادة الجيش، في حين فتحت المخابرات الروسية دعوى قضائية ضده (الأناضول) تطورات متسارعةوبدأ تحرك قوات بريغوجين من مدينة روستوف على نهر الدون، المدينة الإستراتيجية والمقر اللوجستي المهم للقوات الروسية جنوبي البلاد، التي تقع على بعد 60 كيلومترا من الحدود الدولية مع أوكرانيا. وقامت قواته بالسيطرة على مرافق المدينة الإدارية والعسكرية، مما أدى إلى شل عمل أجهزة السلطة والإدارة المحلية بشكل شبه كامل.
وإلى جانب ذلك، سيطرت فاغنر على المواقع العسكرية كافة في فارونيغ القريبة كذلك من الحدود الدولية مع أوكرانيا، التي تعرضت لقصف أوكراني متقطع عدة مرات في السابق.
وحمل بيان وجّهه بريغوجين إشارات واضحة بأن الأزمة قد ذهبت إلى خط اللاعودة، فقد انتقل إلى تنفيذ ما هدد به منذ أسابيع قليلة، بعد ما عُرفت بـ"أزمة العقود" مع وزارة الدفاع.
كما أنها المرة الأولى التي يتعرض فيها للرئيس فلاديمير بوتين شخصيا وبشكل مباشر، بعد أن كان يرى أنه قد يكون الوسيط أو "الحل والربط" مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، وفق مراقبين روس.
خيانة وطعنة في الظهر
من جانبه، أصدر الرئيس بوتين بيانا "حازما" وجهه إلى الأمة، وكان واضحاً فيه توجه الكرملين إلى القضاء على "تمرّد" بريغوجين. وشدد فيه على ضرورة "نبذ أي صراع خلال فترة العملية الخاصة"، وعلى أن "مصير شعبنا يتقرر الآن"، وأن "الإجابة ستكون قاسية"، وأن الذين "سلكوا طريق الابتزاز سيعانون عقابا لا مفر منه"، متهما بريغوجين بالخيانة و"الطعن في الظهر".
وفي خطوة استباقية وفي ما يبدو تحسبا لخروج الأزمة عن السيطرة، صادق بوتين على قرار يمنح السلطات صلاحية احتجاز أي شخص يخالف قوانين الطوارئ المعلنة في البلاد.
وبينما تشهد موسكو ومدن روسية أخرى تعزيزات أمنية مشددة هي الأولى من نوعها بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتعرض العاصمة للهجوم بالمسيرات الأوكرانية أكثر من مرة، يجمع مراقبون روس على أن التحدي الجديد المتمثل في إحباط محاولة التمرد و"خنقها" في مهدها لا يقل أهمية عن مسار الحرب في أوكرانيا ونتائجها، بل قد يتجاوز في خطورته وأهميته هذه الحرب.
المحللون يرون أن تحركات فاغنر الآن "أكبر هدية" يمكن أن تُقدَّم لأوكرانيا والغرب (رويترز) خلط أوراق
وبرأي المحلل السياسي فيتالي يفدوكيموف، فإن تحرك بريغوجين سيُعقّد الأوضاع ويعيد خلط الأوراق، مرجحا أن تلجأ السلطات الرسمية إلى التعامل مع التمرد بصرامة، حتى لو أدى ذلك إلى التصفية الجسدية لبريغوجين ومعاونيه.
ويصف يفدوكيموف -في حديث للجزيرة نت- التطورات الحاصلة الآن بأنها "أكبر هدية" يمكن أن تُقدَّم لأوكرانيا والغرب، لا سيما من قبل رأس حربة القوات الروسية في أوكرانيا، الذي كان يعد الخصم الأول للجيش الأوكراني، والمطلوب الأول من بين العسكريين الروس على قائمة العقوبات الغربية.
وفي هذا السياق، يشير يفدوكيموف إلى مسارعة رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف إلى تأييد تمرد فاغنر، معتبرا أن أوكرانيا من خلال ذلك حصلت على "جرعة معنويات" لم تكن تحلم بها، لا سيما في ضوء تعثر الهجوم المضاد الذي كانت تتوعد بنتائج قوية له.
هروب إلى الأمامأما الكاتب في الشؤون العسكرية فلاديمير أولسكي، فرأى أن خطوة بريغوجين جاءت نتيجة سقوط رهانه على معالجة الأزمة مع وزير الدفاع، وشعوره بـ"مظلومية" بسبب عدم تقدير دور مجموعته في الحرب بأوكرانيا والتعامل مع مقاتليه كمتطوعين عاديين.
وبرأيه، فإنه في حال عدم السيطرة على تبعات التمرد، فستكون له ارتدادات ملموسة في أكثر من اتجاه، وعلى رأسها تشتيت وإرباك عمل القوات الروسية في أوكرانيا.
ويشير في هذا السياق إلى حساسية وخطورة سيطرة قوات فاغنر على مدينة روستوف، فهي تمثّل رأس الحربة في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد، ومن المؤكد أن خروجها من العملية العسكرية سيؤثر بشكل مباشر على أداء القوات الروسية في أوكرانيا ويجعلها أكثر "رخاوة" أمام أي تقدم محتمل لقوات كييف.
إلى جانب ذلك، يلفت أولسكي إلى أن المدينة تضم قيادة القوات المشتركة الروسية المسؤولة بشكل مباشر عن العمليات العسكرية في أوكرانيا، فضلًا عن خطوط الإمداد الحيوية التي تمر من خلالها.
امتحان صعببالموازاة مع ذلك، يعتبر المحلل العسكري أن تقدم قوات فاغنر نحو "ليبيتسك" (420 كلم جنوب شرق موسكو) وسيطرتها عليها سيكون محفوفًا بمخاطر، من أبرزها تمدد رقعة المواجهات، وإدخال البلاد في دوامة قد تضعفها نظرًا إلى القدرات الكبيرة للمجموعة، وتجاربها الكبيرة في حروب المدن (خارج نطاق روسيا).
وبرأيه، فإن الدولة الروسية، رغم ذلك، ستتعامل بوتيرة سريعة وحازمة مع فاغنر، لأن خروج الأمور عن السيطرة يضع البلاد أمام أخطر تهديد وجودي منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديًا من قوات كوريا الشمالية الداعمة لروسيا في معارك كورسك
قتل وأصيب 30 جنديا في الوحدات الكورية الشمالية التي تقاتل إلى جانب موسكو في منطقة كورسك الروسية، حسبما أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إتش يو آر (HUR) يوم الاثنين. يأتي ذلك بينما تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من دخول عامها الثالث دون التوصل إلى صورة لإنهائها حتى الآن، بل تتجه للتعقيد.
اعلانتبدو هذه الواقعة مختلفة عن سابقاتها، إذ تعد المرة الأولى التي تعلن فيها كييف عن خسائر في صفوف القوات الكورية الشمالية.
وأفادت وكالة الاستخبارات الأوكرانية في بيان لها بأن "المجموعات الهجومية يتم تعزيزها بقوات جديدة لتعويض الخسائر، لا سيما من اللواء 94 المنفصل التابع لجيش كوريا الشمالية، لمواصلة العمليات القتالية النشطة في منطقة كورسك". ومع ذلك، لم تقدم الوكالة أي أدلة ملموسة لدعم هذا الادعاء.
وفي تطور آخر، نشرت القوات الأوكرانية صورًا ومقاطع فيديو تظهر قتلى من الجنود الروس والكوريين الشماليين في منطقة كورسك، عقب هجمات مكثفة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولم تتمكن يورونيوز من التحقق من صحة هذه الادعاءات بشكل مستقل.
يأتي هذا الإعلان بعد تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أشار فيها إلى أن "عددًا كبيرًا" من الجنود الكوريين الشماليين انضموا إلى القوات الروسية في معارك كورسك. وأضاف زيلينسكي: "الروس يدمجون الكوريين في الوحدات المشتركة ويستخدمونهم في العمليات العسكرية بالمنطقة".
وزير دفاع كوريا الشمالية نو كوانغ تشول ووزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف في مطار بيونغيانغ الدولي 30 تشرين الثاني نوفمبر 2024KCNA via KNS/APحتى الآن، لم تشارك القوات الكورية الشمالية في أي مناطق أخرى على الجبهة الروسية، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار إلى أن ذلك قد يتغير قريبًا. وقال متسائلًا: "إذا لم يكن هذا تصعيدًا، فما هو التصعيد الذي يتحدث عنه الجميع؟".
وتم تسجيل أولى المواجهات بين القوات الأوكرانية والكورية الشمالية في منطقة كورسك الروسية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، حسب التقارير.
كما صرح زيلينسكي أن جنودًا كوريين شماليين قتلوا بالفعل خلال القتال لصالح روسيا في الأول من ديسمبر/كانون الأول، دون تقديم تفاصيل دقيقة عن أعدادهم.
ويقدر مسؤولون أوكرانيون وغربيون، أن روسيا قامت بحشد أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في كورسك لدعم قواتها في العمليات العسكرية.
Relatedروسيا على عتبة بوكروفسك: المدينة التي تهدد خطوط الإمداد الأوكرانية.. وزيلينسكي غير مستعد للمفاوضاتروسيا تقصف أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية.. وبايدن يرسل تعزيزات عسكرية جديدةزيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في كورسك لمواجهة القوات الأوكرانيةفي سياق آخر، ذكرت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كذلك يوم السبت أن القوات الكورية الشمالية المتواجدة في كورسك أطلقت النار مؤخرًا على مركبات إحدى الكتائب، وقتلت ثمانية أفراد شيشانيين يعملون في الكتيبة في حادث يعتبر "نيرانا صديقة". وأشارت الاستخبارات إلى أن عدم القدرة على التواصل الفعال يعيق التنسيق القتالي بين القوتين.
كما قالت مديرية الاستخبارات العسكرية الرئيسية في أوكرانيا إن الجيش الروسي وضع بروتوكولات خاصة للحماية، في الأماكن التي يتواجد فيها أفراد من كوريا الشمالية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ناشطات "فيمن" يهاجمن "الكرسي المكسور" في جنيف احتجاجًا على استخدام الألغام في أوكرانيا حيث تتوقف الإمدادات الروسية.. تبدأ رحلة تقاسم الرغيف بين أوكرانيا وسوريا زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في كورسك لمواجهة القوات الأوكرانية فولوديمير زيلينسكيروسياكوريا الشماليةالحرب في أوكرانيا كورسكالشيشاناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب بيومها الـ437: إسرائيل تصل إلى المرحلة الأخيرة في قطاع غزة وتنفذ أعنف حملة جوية في سوريا يعرض الآن Next الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن يعرض الآن Next لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي! يعرض الآن Next البرلمان الألماني يصوت اليوم على منح الثقة لشولتس وحكومته: هل سيفشل؟ يعرض الآن Next أجسام طائرة مجهولة تثير الفزع في أمريكا وترامب يطالب بإسقاطها فورًا.. ماذا نعرف حتى الآن؟ اعلانالاكثر قراءة ما الذي يخبئه فروٌ على كتفي سيدة؟ كاميرا خفية تدخل مزارع تربية الثعالب في فنلندا فماذا وجدت؟ عزل رئيس كوريا الجنوبية.. احتجاجات حاشدة في سيول تطالب بسحب القرار مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق سوريا ما بعد الأسد.. تصريحات أردوغان تثير البلبلة فهل تتحول البلاد إلى محمية تركية؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلبشار الأسدهيئة تحرير الشام إيرانروسيابنيامين نتنياهوعيد الميلادغزةدونالد ترامبداعشألمانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024