معظمها تعاني الديون ومحكومة باتفاقات مالية مسبقة.. ماذا يستفيد الاقتصاد المصري من خصخصة الأندية؟
تاريخ النشر: 24th, June 2023 GMT
القاهرة– "حان وقت خصخصة الأندية الرياضية بمصر"، هكذا دعا مقترح برلماني الحكومة المصرية -الأيام الماضية- لاستغلالها في دعم الاقتصاد الوطني، لتتعزز مطالب رائجة في الفضاء الرياضي المصري للاتجاه نحو هذا الطريق.
وجاء ذلك بالتزامن مع دعوة المستثمر الإماراتي البارز خلف الحبتور الحكومة المصرية إلى فتح باب الاستثمار في الأندية الرياضية، وفق تدوينات له على مواقع التواصل.
وتكشف إحصائيات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (جهة حكومية) في آخر عام إحصائي (2021) عن وجود 5240 منشأة رياضية بمصر، بينها 206 أندية حكومية، و595 ناديا تابعا للقطاع الخاص، و4449 مركز شباب رياضيا بالمدن والقرى تتبع وزارة الشباب والرياضة.
وقدمت عضو تحالف الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب النائبة آمال عبد الحميد مقترحا إلى الحكومة المصرية، للإسراع في خصخصة الأندية الرياضية، مستنكرة تقديم دعم سنوي لأكثر من ألف ناد يقدر بنحو 800 مليون جنيه سنويا (السعر الرسمي للدولار نحو 31 جنيها) بما يرهق الميزانية، وفق اعتقادها.
وتقدم الحكومة بين الحين والآخر دعما للأندية المملوكة للدولة، سواء الجماهيرية أو المغمورة، للحفاظ على استقرار الأوضاع بكافة الكيانات الرياضية من الناحية المالية والإدارية، وفق بيانات رسمية.
وشهد مارس/آذار 2021 آخر دعم مقدم من الوزارة للأندية الجماهيرية، ومنها أندية الأهلي والزمالك والمصري، قُدر بنحو 42 مليون جنيه.
وصرح وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي -في مؤتمر صحفي لتدشين مبادرة بالتعاون مع القطاع الخاص- بأن الوزارة تسعى طوال الوقت إلى مزيد من التلاحم والتفاعل والتعاون مع القطاع الخاص.
خصخصة مفيدةمن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام أن خصخصة الأندية الرياضية الحكومية مفيدة للاقتصاد المصري وتعطي قوة لتلك الأندية، خاصة أن للقطاع الخاص تجربة لافتة في ذلك، وهو ما يؤدي لرفع مستوى الفرق الرياضية، وزيادة الإنفاق على التدريب وصفقات شراء النجوم، بعيدا عن التعقيدات الرسمية، كما أنه يقلل معدلات الفساد داخل هذه الأندية بسبب زيادة الرقابة عليها.
ويضيف عبد السلام -في حديث للجزيرة نت- أن خصخصة الأندية الرياضية ظاهرة عالمية، وبات اللافت مؤخرا تدافع رأس المال العربي والخليجي للاستحواذ على أندية كبرى في أنحاء العالم، كما نجح رجل الأعمال المصري البريطاني محمد منصور في الاستحواذ على أحد الأندية الأميركية لكرة القدم.
ماذا لو تحولت نوادي كرة القدم المصرية الكبيرة إلى شركات مساهمة عامة؟ فهل ستحظى يا ترى بفرص اكبر لتتطوّر فنياً وتقنياً وتتمكن من تنمية مواهب اللاعبين الشباب بطريقة أفضل؟
وهل سيفتح ذلك امامها آفاق جديدة لتطوير مستوى اللعبة؟
فكرة لابد من دراستها وتقييم ايجابياتها وسلبياتها. وكيف…
— Khalaf Ahmad Al Habtoor (@KhalafAlHabtoor) June 2, 2023
ويؤكد الخبير الاقتصادي أن خصخصة أي قطاع خدمي بمصر في صالح الاقتصاد الوطني، لأنها ستجعله يدار بكفاءة وتمنع الفساد.
بيع للمنشآت فقطفي المقابل، يعتقد الخبير الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي أن ما يُطرح عن تلك الخصخصة هو تفكير جديد في بيع الممتلكات الحكومية لجلب بعض الموارد المالية لجيب الدولة فقط، من دون تفكير حقيقي في الاستثمار الرياضي، عبر صناعة النجوم من أبناء مصر النابغين في مختلف المجالات الرياضية، مع احترام حق المواطن في ممارسة الرياضة من دون تحميله أعباء مالية إضافية.
ويرى الصاوي -في حديث خاص للجزيرة نت- أن الرياضة تمت خصخصتها في مصر منذ فترة، ولم يتبق إلا طرح المنشآت للبيع كما يحدث في المصانع وغيرها، موضحا أن الخصخصة بدأت عندما بدأ ظهور صالات الرياضة الخاصة "الجيم"، وتوغل القطاع الخاص في مراكز الشباب والرياضة الحكومية، حتى الأنشطة الرياضية داخل الأندية الحكومية والخاصة كالسباحة والكاراتيه، تقدم باشتراكات خاصة إلى جانب اشتراكات النادي نفسه، ويتحمل المواطن فيها أعباء اقتصادية مرهقة.
ويؤكد الصاوي أهمية وجود إستراتيجية كبرى للرياضة المصرية قبل الحديث عن أي فائدة من بيع جديد لمؤسسات الدولة، بما يصب في صالح جلب موارد مالية حقيقية ودائمة مع الحفاظ على حقوق المواطن.
قيود تقوض الشراءمن جانبه، يرى الناقد الرياضي أحمد سعد -في حديثه للجزيرة نت- أن في مصر عدة قيود تقوض أي مساع لخصخصة الأندية الحكومية، في مقدمتها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أثرت سلبا على الاستثمار الرياضي لرجال الأعمال المصريين.
ويوضح سعد أن الأندية الجماهيرية مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي والاتحاد السكندري، قد تمثل مطمعا لرجال الأعمال من الخارج أو حتى القادرين من الداخل، ولكن تلك الأندية باتت مديونة من جهة وتحت رهن شراكة مع جهات مهمة في الدولة كالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو ما يعني أننا أمام بيع أندية مديونة ومحكومة باتفاقات مالية مسبقة من الصعب التأثير عليها، وهو ما يؤثر سلبا على قيمتها السوقية لدى أي مشتر.
ويضيف سعد أن فرض قيود أمنية على الجماهير يهدد مسألة البيع والشراء، مثلما حدث من احتجاز عشرات المشجعين من النادي الأهلي مؤخرا، وهو الأمر الذي يقوض استفادة المستثمر القادم من جماهيرية النادي الذي سيشتريه.
ويشير سعد إلى أن المناخ الكروي مقلق كذلك، خاصة بعد إصدار جمعية اللاعبين المحترفين "فيفبرو" -قبل أيام- تحذيرات شديدة اللهجة للاعبين من الانتقال إلى مصر، بسبب عدم احترام الأندية المصرية التعاقدات وانتشار النزاعات القضائية مع اللاعبين، وهو ما يقلق أي راغب في الشراء، وما يعني في نهاية المطاف أن عمليات الخصخصة لن تجد سبيلا في مصر حاليا في ظل الأوضاع الراهنة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ملتقى شامل ومميز للأولمبياد الخاص المصري بالجيزة | صور
شهد نادي نيو جيزة فعاليات ملتقي الأولمبياد الخاص المصري بمحافظة الجيزة بهدف رفع مستوى الوعي، وتعزيز التعاون المجتمعي، وتمكين رياضي الاولمبياد الخاص من خلال الرياضة والنشاطات التفاعلية.
شهد الملتقى حضور عدد من الشخصيات البارزة. كان في مقدمة الحضور من الاولمبياد الخاص المصري الأستاذ الدكتور باسم تهامي، المدير الوطني للأولمبياد الخاص المصري، وطارق النجار مدير المبادرات، والدكتور طارق محسن مدير فرع القاهرة، والدكتور مصطفى شوقي مدير فرع الجيزة، والدكتور مروان أشرف مدير برنامج الرياضات الموحدة. كما حضر محمد سرور مدير برنامج المدارس والشباب.
ومن اندية نيو جيزة، حضر المهندس خالد الشواربي الرئيس التنفيذي لأندية نيو جيزة، ياسمين لطيف مدير النشاط الرياضي بالنادي، ونائبها مينا عاطف.
كما كان هناك حضور مميز للنائبة الدكتورة هادية حسني، عضو مجلس النواب ورئيس الاتحاد المصري للريشة الطائرة.
صرح الأستاذ الدكتور باسم تهامي – المدير الوطني للأولمبياد الخاص المصري "أن الملتقى الذي نظمناه اليوم يمثل خطوة هامة نحو تعزيز روح الشمولية والمشاركة المجتمعية بين رياضي الاولمبياد الخاص والمجتمع ككل. نحن في الأولمبياد الخاص المصري نؤمن بأهمية دمج الرياضيين من جميع الفئات، وتنمية مهاراتهم البدنية والفكرية على حد سواء. اليوم كان فرصة رائعة لتسليط الضوء على قدرات اللاعبين، وتوفير بيئة رياضية واجتماعية داعمة للأسر. نشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، ونؤكد على استمرارنا في تقديم كافة الدعم لتمكين هؤلاء الأبطال من الوصول إلى إمكانياتهم القصوى."
من جانبه قال المهندس خالد الشواربي – الرئيس التنفيذي لأندية نيو جيزة " نحن في أندية نيو جيزة نفخر بمشاركة الأولمبياد الخاص المصري في هذا الحدث المهم. إن دعم مثل هذه المبادرات الرياضية والاجتماعية يعد جزءاً من رسالتنا في تعزيز الشمولية والإندماج الاجتماعي. نحن ملتزمون بتوفير بيئة رياضية متكاملة لجميع الأفراد، بغض النظر عن احتياجاتهم الخاصة، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تلاحماً وتفاهماً. اليوم كان مثالاً حيّاً على مدى قوة الرياضة في جمع الجميع تحت هدف واحد، وهو التأثير الإيجابي على حياة الأفراد."
وعبرت النائبة الدكتورة هادية حسني – عضو مجلس النواب ورئيس الاتحاد المصري للريشة الطائرة عن سعادتها بتواجدها في هذا الملتقي الهام ، مشيرة الي إن هذا الملتقى يعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها مختلف المؤسسات لتعزيز دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وهو أمر نفتخر به جميعاً.
وكعضو في مجلس النواب ورئيس للاتحاد المصري للريشة الطائرة، أؤمن بقوة الرياضة في تمكين الأفراد وتطوير مهاراتهم. كانت المشاركة في هذا الحدث فرصة رائعة لمشاهدة التفاعل المباشر بين اللاعبين من مختلف الفئات. أؤكد أن دعم هذه المبادرات سيستمر في كونها أولوية على مستوى التشريعات والمبادرات التي تخدم هذه الفئة من المجتمع."
وقد بدأ اليوم بملتقى مخصص لأسَر وعائلات اللاعبين، حيث قدمت الدكتورة أمينة حامد، أخصائي التخاطب والتدخل المبكر، محاضرة هامة حول دعم وتوجيه الأسر.
ثم انتقل الملتقى إلى الفعاليات الرياضية، حيث تم تنظيم رياضات موحدة مدمجة، أبرزها كرة القدم التي شهدت مشاركة لاعبين من الأولمبياد الخاص إلى جانب غير المعاقين، مما عزز روح التعاون والاندماج بين جميع المشاركين.
كما تم عرض مهارات حركية أساسية من قبل اللاعبين الصغار من الأولمبياد الخاص، الذين تراوحت أعمارهم بين سنتين وسبع سنوات، ما أتاح لهم فرصة تطوير مهاراتهم البدنية.
اختتم اليوم بعرض مميز لرياضة الريشة الطائرة الهوائية، حيث تم تقديم عرض من قبل من لاعبي الاولمبياد الخاص وباشراف من مدربين معتمدين من الاتحاد المصري للريشة الطائرة، ما أضاف لمسة من التميز لهذا الملتقى الرياضي والاجتماعي الرائع.
كان الملتقى فرصة رائعة لدمج مختلف الأنشطة الرياضية والاجتماعية تحت سقف واحد، مما يعكس الاهتمام الكبير من قبل الأولمبياد الخاص المصري بتطوير مهارات اللاعبين وتعزيز روح المشاركة المجتمعية.
واشنطن وبكين تؤكدان مخاوفهما بشأن قضايا التجارة الثنائية