الأم والشعور بالتعب الشديد!
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
عِندما تسأل أُمًّا عن حال طفلها بعد الولادة بأيَّام؟ تقول: بأنَّها تستطيع حساب عدد المرَّات الَّتي نامت فيها طفلتها طوال الليل منذ ولادتها. وتستطرد مكملة بقولها إنَّها في اليوم الَّذي أحضرتها من المستشفى إلى المنزل، وضعتها في قيلولة، ـوقمطتها ـ بإحكام بالطريقة الَّتي تعلَّمتها. فنامت الرضيعة بسرعة، ولكن بعد دقائق قليلة بدأت في البكاء.
ولعلِّي هنا أسردُ تلك التفاصيل، لكَيْ يدركَ الآباء أنَّه أحيانًا ليسوا هُمُ السبب في بكاء الطفل، حيث إنَّ الحقيقة المريرة أنَّ بعض الأطفال لا يستطيعون البقاء نائمين. وبالنسبة للكثيرين فالقضيَّة ليست سلوكيَّة، بل إنَّها قَدْ تكُونُ طبيَّة. لا سِيَّما وأنَّه يعاني تقريبًا أربعة بالمئة من الأطفال من متلازمة تململ السَّاقَيْنِ، ممَّا قَدْ يجعل من الصَّعب استقرار الجِسم في السرير، بَيْنَما يعاني عشرون بالمئة من الأطفال في سنِّ الخمس سنوات من التبوُّل في الفراش. بل إنَّ أيضًا ثلاثة إلى ستَّة بالمئة من الأطفال يعانون من انقِطاع التنفُّس الانسدادي أثناء النَّوم. ولكَيْ نكُونَ دقيقِين ـ وحسب الدراسات ـ يعاني ما يصل إلى نصف الأطفال من شكلٍ من أشكال الذعر مِثل الرُّعب الليلي أو المشي أثناء النَّوم!
لذلك وفي هكذا حالات يجِبُ أن تراعى الأُم والزوجة، خصوصًا وأنَّ الحرمان من النَّوم يلحق الضَّرر بجسمها، وهي تراعي طوال أيَّام وليالي بكاء الرضيع. كيف لا؟ وقلَّة النَّوم قَدْ تقضي على قدرتك على التركيز، وتتلاشى الموانع لدَيْك، ممَّا يزيد من صعوبة تمييز السلوك المناسب أو غير المناسب. وبشكلٍ حقيقي يُمكِن أن يؤدِّيَ نقص النَّوم على المدى الطويل إلى التهاب الجسم، ممَّا يضعف جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض. وأيضًا من المحتمل أن يزدادَ وزنُك، ويزيدَ خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويَّة والسكري ومجموعة من الأورام السرطانيَّة.
بطبيعة الحال، تلك الرضيعة الَّتي أسردنا قصَّتها، كانت حقيقة تعاني من استيقاظات مشوّشة، وهو اضطراب في النَّوم ناجم عن الانشقاق بَيْنَ النَّوم والاستيقاظ. فأثناء النَّوم العميق، يستيقظ الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب، ولكن بشكلٍ جزئي فقط. وهذا يضعهم في حالة من اليقظة والنَّوم تتميز بسلوكيَّات تشمل البكاء، والتلوِّي، والتبوُّل في الفراش، وعدم الاستجابة للمنبِّهات الخارجيَّة مِثل صوت الوالدين، وعِند الاستيقاظ يفتقر الطفل للتذكُّر، ولذلك يجِبُ على الوالدين إن استمرَّت حوادث كتلك، التواصل مع طبيب متخصص يساعد الوالدين لإدراك حالة الرضيع أو الطفل، والتعامل معها بشكلٍ صحيح.
ولعلَّ الدَّاعي لهذا المقال، هو الواقع الَّذي أراه من أنَّ اضطرابات النَّوم لا يتمُّ تشخيصها بشكلٍ جيِّد عِند الأطفال، مقارنةً بالحالات السلوكيَّة مِثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والحالات الطبيَّة مِثل الربو. فمن السَّهل الخلط بَيْنَ الاستيقاظ المُربِك والاستيقاظ الليلي المعتاد، خصوصًا عِند الرضَّع!
ختامًا، حالة تلك الطفلة النادرة تعني أنَّها لا تنام أبدًا طوال الليل. لذلك ولسنوات، ألْقَتِ الأُمُّ اللوم على نَفْسِها وزوجها، مع عدم وجود تشخيص فعلي يشرح حالتها. لذلك كلمتي الأخيرة هنا لتلك الأُمِّ، أنَّه ليس هناك نهاية مشمسة لهذا النَّفق؛ لأنَّه بالأصل لا يوجد نفق هناك. هناك هذه الحياة، حياتها الرائعة الوحيدة… هناك طفلها، وهناك حبُّها له ولها الَّذي لا حدود له!
د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
كم غراما من البروتين يحتاجه طفلك يوميا؟
مع اهتمام الأهالي بتقديم غذاء صحي لأبنائهم، يتصدر البروتين قائمة التساؤلات حول أهميته ومصادره المثلى للأطفال، إذ يُعد البروتين مكونا غذائيا ضروريا يساهم بشكل كبير في نمو الأطفال وتطورهم، إلى جانب تعزيز مناعتهم وتزويدهم بالطاقة اللازمة للحركة والنشاط اليومي.
أهمية البروتين للأطفاليشكل البروتين أساسا لكل خلية في الجسم، حيث تتكون العضلات والأنسجة من الأحماض الأمينية، وهي المكونات الأساسية للبروتين. ويلعب البروتين أيضا أدوارا متعددة، بما في ذلك نقل الجزيئات داخل الجسم، وتعزيز وظائف الجهاز المناعي من خلال إنتاج الأجسام المضادة، وتنظيم مستويات السكر في الدم عند تناوله مع الكربوهيدرات.
مصادر البروتين للأطفالويمكن للأمهات تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالبروتين التي تناسب جميع الأعمار، ومنها:
الفاصولياء والبازلاء والبيض والأسماك والمكسرات والبذور واللحوم الخالية من الدهون والدواجن والحليب النباتي والتوفو.
نسبة البروتين يجب أن تتراوح بين 10% و30% من إجمالي الطاقة اليومية التي يحتاجها الطفل (بيكسلز) الاحتياجات اليومية من البروتين حسب العمرتختلف احتياجات البروتين وفقا للعمر والوزن، ولكن التوصيات العامة تشمل ما يلي:
الأطفال (2-3 سنوات): 2-4 أونصات يوميا. الأطفال (4-8 سنوات): 3-5.5 أونصات يوميا. الأطفال (9-13 سنة): 5-7 أونصات يوميا. الذكور في مرحلة البلوغ والمراهقة (14-18 سنة): 5.5-7 أونصات يوميا. الفتيات في مرحلة البلوغ: 5-7 أونصات يوميا. إعلان كيف نضمن تناول الأطفال البروتين الكافي؟تختلف كمية البروتين التي توفرها الأطعمة بناء على الحصة الغذائية. على سبيل المثال:
3 أوقيات من الدجاج أو اللحوم أو السمك توفر 21 غراما من البروتين، مما يغطي أكثر من 100% من احتياجات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات، ونحو 62% للأطفال بين 9 إلى 13 سنة. نصف كوب من العدس أو الفاصولياء يوفر 9 غرامات من البروتين، وهو ما يغطي 47% من احتياجات الفئة العمرية الأصغر و27% من الفئة الأكبر. كوب من الحليب أو الحليب النباتي يحتوي على 8 غرامات من البروتين، مما يلبي نحو 42% و24% من احتياجات المجموعتين على التوالي. بدلا من التركيز على كمية البروتين التي يستهلكها الطفل يوميا، يُفضل تقييم نظامه الغذائي على مدى أسبوع أو أسبوعين (بيكسابي) النظام الغذائي المتوازنيجب أن يشكل البروتين نسبة تتراوح بين 10% و30% من إجمالي الطاقة اليومية التي يحتاجها الطفل، مع تخصيص النسبة المتبقية للكربوهيدرات والدهون. لتحقيق ذلك، يوصى بتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالبروتين جنبا إلى جنب مصادر أخرى للطاقة لضمان نظام غذائي متوازن.
بدلا من التركيز على كمية البروتين التي يستهلكها الطفل يوميا، يُفضل تقييم نظامه الغذائي على مدى أسبوع أو أسبوعين. الهدف هو تعزيز علاقة إيجابية مع الطعام من خلال السماح للأطفال بالتحكم في كميات ما يتناولونه من دون إجبار. فالأطفال بطبيعتهم يتمتعون بقدرة فطرية على تنظيم شهيتهم، وقد يأكلون أكثر في بعض الوجبات وأقل في غيرها.
توفير تغذية متوازنة وغنية بالبروتين للأطفال يُسهم بشكل كبير في تعزيز نموهم وصحتهم العامة. وعبر تنويع الغذاء للأطفال واحترام احتياجاتهم الطبيعية من الجوع والشبع، يمكن للأهالي دعم أطفالهم في بناء علاقة إيجابية مع الطعام تُساهم في تطورهم ونموهم بشكل مستدام.