فـي مواجهة العدوان الوحشي على غزة .. الاصطفاف العربي مطلوب
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
انتشر منذ يومين مقطع فيديو لشاب من داخل قِطاع غزَّة، يقف أمام شاحنة تحمل مساعدات إنسانيَّة قادمة من مصر عَبْرَ معبر رفح، يسْخَر فيه من سوء حالة وتواضع مستوى المساعدات، وكيف أنَّها لا تحتوي سوى أكفان، وبسكويت أوشك على انتهاء صلاحيَّته للاستهلاك. والحقيقة أنَّ الطريقة الَّتي تحدَّث بها الشَّاب والتعليقات الَّتي رافقت الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حملت قدرًا كبيرًا من الإساءة للمصريِّين (حكومةً وشَعبًا)؛ لأنَّ مُعْظم هذه المساعدات هي حصيلة تبرُّعات شَعبيَّة وجمعيَّات أهليَّة هبَّت لنجدة ومساعدة أهالي غزَّة في مواجهة العدوان الوحشي الغاشم الَّذي دخلَ شهْرَه الثاني، وأدمى قلوب المصريِّين مشاهد آلاف الضحايا من الأطفال والنِّساء والمُسنِّين، الَّذين أمعنَ العدوان الغاشم في سفْكِ دمائهم دُونَ ذَنْبٍ جنوه.
ورغم أنَّ هذا ليس العدوان الأوَّل الَّذي تتعرَّض له غزَّة، ولكن بشاعة العدوان هذه المرَّة وعدد الضحايا فاق كُلَّ تصور، ولَمْ أرَ من قَبْل هذا القدر من الحزن والتعاطف والالتفاف من عموم المصريِّين تجاه ما يحدُث لإخوانهم الفلسطينيِّين في غزَّة، ولأوَّل مرَّة ألْمسُ اتِساع دائرة المشاركة الشَّعبيَّة في حملات المقاطعة للشركات الدَّاعمة للكيان الصهيوني الموجودة في مصر إلى هذا الحدِّ، حتَّى اضطر كثير مِنْها لخفَّض أسعاره إلى الثُّلث، وتبرَّع الآخر بملايين الجنيهات لصالح غزَّة، ولَمْ تفلح الدَّعوات المضادَّة للمقاطعة في إثناء المصريِّين عن المشاركة فيها، ولَمْ يلتفتوا للفزَّاعات الَّتي رفعَها دعاة عدم المقاطعة، من كون هذه الشركات مصريَّة ولا علاقة لها بالشركة الأُمِّ الدَّاعمة لـ»إسرائيل»، وأنَّها تشغِّل آلاف الأيدي العاملة المصريَّة، وأنَّ هذه المقاطعة الخانقة للشركات الأجنبيَّة، ستتسبَّب في هجرة رؤوس الأموال الأجنبيَّة، في وقتٍ مصر أحْوَج ما تكُونُ فيه لجذب الاستثمارات، في بلدٍ يعاني أزمة اقتصاديَّة طاحنة، انعكست تداعياتها على قِطاعات كبيرة من المواطنين، يعانون قلَّة الدَّخل وارتفاع الأسعار.
خرج رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني، المسؤول عن توزيع المساعدات داخل قِطاع غزَّة، لِيردَّ على ما جاء في مقطع الفيديو المُسيء، والَّذي أكَّد أنَّ ثًلثَي المساعدات الداخلة لغزَّة، منذ فتح المعبر يوم 21 أكتوبر الماضي، جاءت من مصر، وأنَّ شحنة المساعدات الَّتي جاء ذكرها في الفيديو ضِمْن المساعدات الواردة من برنامج الغذاء العالَمي التَّابع للأُمم المُتَّحدة، بل إنَّ برنامج الأُمم المُتَّحدة أصدرَ بيانًا أكَّد فيه تبعيَّة البسكويت له، وعِلْمَه بتاريخ صلاحيَّته، وبرَّر ذلك بأنَّ هذه الكميَّات سيتمُّ استهلاكها في ساعات، بل نشَرَ صورة مقرَّبةً لغلاف البسكويت وعَلَيْه شعار البرنامج، كما أكَّد أنَّ الأكفان جاءت بناءً على طلبِ الجانب الفلسطيني، الَّذي طلبَ طعامًا مدعمًا بالحديد للأطفال، وأكفانًا للموتى، بعد أن اقترب عددُ الشهداء من العشرة آلاف.
في هذه الأوقات العصيبة الَّتي تمرُّ بها الأُمَّة العربيَّة والقضيَّة الفلسطينيَّة، يجِبُ عَلَيْنا كعَربٍ الاصطفاف، وتجنُّب كُلِّ ما يجلب الشِّقاق والانقسام، فلا داعيَ للمزايدة على الوطنيَّة والعروبة والإسلام، فكُلُّ مَنْ يقدر على المساعدة يُسهم، سواء بالمال أو التبرُّع بالدَّم، أو بالدُّعاء، دُونَ النظر للآخرين، فالتناحر والتنابز بَيْنَنا لَنْ يستفيدَ مِنْه سوى الأعداء الَّذين توحَّدوا على هدف وحيد هو القضاء على المقاومة ودفْنُ القضيَّة الفلسطينيَّة.
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مفاجأة.. «ظاهرة» مارسيليا مطلوب في ليفربول
أنور إبراهيم (القاهرة)
أشاد الإيطالي روبرتو دي زيربي، المدير الفني لأولمبيك مارسيليا الفرنسي، بوالد اللاعب الإنجليزي ميسون جرينوود، على الدور الذي يلعبه من أجل الحفاظ على لياقة ابنه و«الفورمة» العالية التي يظهر عليها، خاصة بعد أن تراجعت لياقة اللاعب وتأثيره في اللعب خلال الأسابيع الأخيرة، رغم أنه سجل حتى الآن 14 هدفاً، وصنع 3 أهداف في 23 مباراة خاضها منذ وصوله هذا الصيف إلى نادي الجنوب الفرنسي.
وقال دي زيربي: يجب أن يواصل جرينوود العمل على نفسه، وألا يركن إلى ما حققه في الأشهر الأولى لمجيئه هنا، لأنه يملك الموهبة والمهارة والقوة الذهنية، وهو لاعب ذكي، وأتحدث إليه كل يومين، حتى يمكن أن نُخرج أفضل ما لديه، ومن حسن حظنا لديه أب حاضر دائماً في الصورة من أجل المساعدة، وأتحدث إليه هو الآخر كل يومين، ونحاول معاً مساعدة اللاعب على تحقيق أكبر قدر من التقدم والتطور وبلوغ مستوى آخر.
وكشفت مصادر صحفية فرنسية عن أن أندية أوروبية عديدة تطمع في الحصول على خدمات جرينوود، بينما لا يزال في موسمه الأول مع مارسيليا الذي اشتراه من مانشستر يونايتد مقابل 5. 26 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي، وكان قبلها معاراً لمدة موسم واحد من «اليونايتد» إلى خيتافي الإسباني.
وقالت المصادر نفسها إنه بخلاف اهتمام يوفنتوس وبرشلونة وأتلتيكو مدريد بالحصول على خدمات جرينوود، فإن المرشح المفاجأة هو ليفربول الإنجليزي الذي يبدو أنه يسعى لتدعيم خياراته الهجومية تحسباً لاحتمالات رحيل الجناح المصري محمد صلاح، وإن كان البعض يستبعد تقديم «الريدز» لعرض رسمي لجرينوود الذي كان لاعباً سابقاً في «الغريم اللدود» مانشستر يونايتد.
وعلى أية حال، فإن إدارة مارسيليا حددت مبلغ 75 مليون يورو «62 مليون جنيه إسترليني» ثمناً لبيع جرينود، على أمل «ردع» الطامعين في الحصول على خدماته.
وذكر موقع جول العالمي أن أكثر ما يجعل مارسيليا متردداً فيما يتعلق ببيع جرينوود، أن عقد بيعه من «اليونايتد» يتضمن بنداً يسمح لـ«الشياطين الحمر» بالحصول على 50 في المئة من عائد بيعه، أي نصف مبلغ الـ75 مليون يورو الذي حدده مارسيليا، ما يجعله يُفكر ألف مرة قبل عرضه للبيع.