كشف دبلوماسيون غربيون عن أن حلفاء إسرائيل، بما فيهم الولايات المتحدة، يشعرون بالإنزعاج من رغبة تل أبيب في تهجير فلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية المجاورة، بحسب تقرير لباتريك كينجسلي "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times).

والإثنين، بدأ شهر ثانٍ من حرب يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، حيث يعيش نحو 2.

3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وقال كينجسلي، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "إسرائيل ضغطت على مصر لإدخال عدد كبير من سكان غزة إلى أراضيها، ورغم أنها لن تعلن عن رغبتها بتهجير أعداد كبيرة من الغزيين، إلا أن دبلوماسيين يقولون إنها فعلت هذا، مما زاد من مخاوف الفلسطينيين حول تهجير دائم".

وتابع أن "إسرائيل حاولت بهدوء حشد دعم دولي، في الأسابيع الماضية، ترحيل مئات الآلاف من المدنيين في غزة إلى مصر، حتى تنتهي حربها في القطاع حسب ستة دبلوماسيين أجانب بارزين".

ولفت إلى أن القادة والدبلوماسيين الإسرائيليين حاولوا تسويق الفكرة لحكومات أجنبية كمبادرة إنسانية تسمح للمدنيين بالهروب مؤقتا من مخاطر الحرب إلى مخيمات لاجئين في صحراء سيناء.

لكن "دول كثيرة، حتى من حلفاء إسرائيل وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا، عبرت عن انزعاجها من الفكرة؛ لأن مخاطر تهجير جماعي قد تصبح دائمة، كما تخشى هذه الدول من تأثير هذه التطورات على استقرار مصر وترك أعدادا كبيرة من الفلسطينيين بعيدا عن وطنهم"، وفقا للدبلوماسيين الذين طلبوا عدك الكشف عن هويتهم.

كما يرفض الفلسطينيون هذه الخطة؛ خشية تهجير سكان غزة، في "نكبة ثانية" كتلك التي حدثت لأجدادهم في عام 1948، حين تم فيها تشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم التي أُقيمت عليها إسرائيل، كما تابع كينجزلي.

اقرأ أيضاً

بديل لقناة السويس.. ما علاقة إبادة غزة بإحياء مشروع قناة بن جوريون؟

رفض مصري

وبعد أيام من بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين اتلأول الماضي، بحسب كينجسلي، طلبت إسرائيل من سكان شمال غزة الانتقال إلى جنوبها؛ بحجة التحضير لهجوم بري، وهذا يعادل نصف سكان القطاع، ولكن إسرائيل لم تتحدث علانية عن اجتيازهم الحدود مع مصر التي أغلقت منذ بداية الحرب.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة له: "لقد أكدت مصر وكررت رفضها التام للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء؛ فذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية".

وبحسب كينجسلي فإن الغموض زاد بشأن ما سيحدث لو سيطرت إسرائيل على غزة كله، عبر غزو تقول إن هدفه هو تفكيك قدرات "حماس" العسكرية، وتأمين إطلاق سراح ما لايقل عن 242 أسيرا.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أسرت "حماس" هؤلاء الإسرائيليين، وبينهم عسكريون برتب رفيعة، لمبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وزاد كينجسلي بأن جزء من خطط إسرائيل لما بعد "حماس" هو نشر قوة دولية تعيد  إعمار القطاع وتنظيمه، ثم تسليمه للسلطة الوطنية أو قوة معتدلة، لكن السلطة التي تدير جزءا من الضفة الغربية، لا تريد إدارة القطاع إلا حالة موافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية.

اقرأ أيضاً

كيف يهدد تهجير الفلسطينيين بانهيار اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن؟

مخاوف مشتركة 

لكن هناك نواب متشددون يطالبون بمواصلة احتلال غزة وطرد سكانها، ودعا أرييل كالنير، عضو الكنيست عن الليكود إلى "نكبة جديدة تفوق التشريد الأول"، كما أردف كينجسلي .

وأضاف أن "تلعب مصر دورا دقيقا في غزة، كحرس حدود ووسيط وميسر للمساعدات،  لكنها لا تريد أن ينتهي بها الأمر كإدارة فعلية للقطاع، فبعد أكثر من عقد على الربيع العربي تعيش اضطرابات اقتصادية حادة ولا تريد مفاقمة الوضع سياسيا".

ومضى قائلا إن "مصر تخشى أن يؤدي تدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء، التي كافح فيها الجيش لاحتواء تمرد تنظيم الدولة، إلى اضطرابات وبخاصة لو شن فلسطينيون هجمات ضد إسرائيل من سيناء، مما يجر القاهرة لمواجهة مع إسرائيل".

وضمن رفض فلسطيني للتهجير، قال عميد عابد (35 عاما)، وهو أحد سكان مخيم جباليا الذي دمرته إسرائيل قبل أيام، للصحيفة عبر الهاتف: "كفلسطيني لن أجدد النكبة مرة أخرى.. ولن نترك بيوتنا.

وفي 13 أكتوبر الماضي، نشرت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ورقة توصي فيها "بإجلاء المدنيين إلى سيناء. وبعد تسريب الورقة إلى صحيفة محلية، أكدت الحكومة صحتها واعتبرت أنها "مشاورات مبدئية".

ودعا وزير التراث الإسرائيلي المنطرق أميخاي إلياهو إلى منح غزة للجنود الذين قاتلوا فيها أو المستوطنين الذين عاشوا بمستوطناتها (من 1967) حتى عام 2005، ثم دعا أمس الأحد إلى ضرب بـ"قنبلة نووية"، كما لفت كينجسلي.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: ضغوط من الكونجرس على مصر للتجاوب مع تهجير أهالي شمالي غزة

المصدر | باتريك كينجسلي/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حرب تهجير مصر سيناء

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: إعادة سكان الشمال إلى منازلهم يتطلب إبعاد حزب الله عن حدودنا

أعلنت الحكومة الإسرائيلية، إعادة سكان الشمال إلى منازلهم يتطلب إبعاد حزب الله عن حدودنا والجيش جاهز لكل السيناريوهات، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل إيران: لن نرسل مقاتلين لمواجهة إسرائيل في لبنان وغزة

 

إيران: لن نرسل مقاتلين لمواجهة إسرائيل في لبنان وغزة


 

وفي سياق منفصل، وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، أن طهران لن ترسل مقاتلين إلى لبنان وغزة لمواجهة إسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الإثنين، إن إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية" لإسرائيل تمضي من دون رد، في إشارة إلى مقتل أمين عام حزب الله ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني في لبنان.

 

وقُتل عباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري، يوم الجمعة، في غارة إسرائيلية على بيروت قُتل فيها أيضا أمين عام حزب الله، حسن نصر الله.

وأثارت وتيرة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على جماعة حزب الله في لبنان وحركة الحوثي اليمنية مخاوف من خروج القتال في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة، وانجرار إيران والولايات المتحدة إليه.

 

وقال كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي "سنتعامل بحزم وسنتصرف بطريقة تجعل (العدو) يندم"، مضيفا أن إيران لا تسعى إلى الحرب لكنها لا تخشاها.

 

وذكر أن إيران تتابع الأمور عن كثب مع السلطات اللبنانية، في إشارة إلى الضربات التي قتلت نصر الله ونيلفوروشان.

 

ومن جانبه أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن "اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والعميد عباس نيلفروشان، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في لبنان، يحدث تغييرا وتحولا تاريخيا في العالم الإسلامي.

وقال اللواء سلامي، في تصريحات من منزل العميد نيلفروشان بمحافظة أصفهان، إن "دماء حسن نصر الله والعميد نيلفروشان غالية جدا ونواصل طريق هؤلاء الشهداء"، مشيرا إلى أن "هناك دماء ثمينة سالت على الأرض، وكان الاستشهاد أفضل مصير يمكن أن يحدث لهما".

 


 

مقالات مشابهة

  • مؤسس النادي الأهلي «إسكندراني».. عمر لطفي بك صاحب فكرة الإنشاء عام 1905
  • إسرائيل تدعو سكان صنعاء للمغادرة ..إليك الحقيقة
  • أستاذ علوم سياسية: عزيمة مصر أفشلت مخطط نتنياهو في إزاحة سكان غزة إلى سيناء.. فيديو
  • إخلاء سكان قرى جنوب لبنان.. ماذا يحدث على الحدود مع إسرائيل؟
  • إسرائيل تحث سكان في أحياء بالضاحية الجنوبية ببيروت على إخلاء المباني
  • حلفاء الظل
  • إسرائيل: إعادة سكان الشمال إلى منازلهم يتطلب إبعاد حزب الله عن حدودنا
  • ياسين: لا يمكن لبلد أن يتعامل مع تهجير ربع سكانه مهما كان مستقراً
  • بعد مقتل هنية ونصر الله.. ما مصير حلفاء إيران بالمنطقة؟
  • واشنطن: الحرب الشاملة ليست سبيل إعادة سكان شمال إسرائيل