إسحق بريك.. نبي الغضب الإسرائيلي الذي تنبأ بطوفان الأقصى
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
يطرح الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك رؤيته للحرب على غزة، والإستراتيجية التي يمكن من خلالها أن يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي أهدافه المعلنة.
يلقب الجنرال بريك (75 عاما) بـ"نبي الغضب" في إسرائيل، لأنه تنبأ بهجوم يشنه آلاف المسلحين الفلسطينيين على مستوطنات غلاف غزة على غرار عملية "طوفان الأقصى"، كما أنه يتنبأ بهجوم فلسطيني عارم في المستقبل القريب على المستوطنين في الضفة الغربية.
يعرف بريك بأنه خبير عسكري لا يشق له غبار في إسرائيل، فهو من أعلم الناس بالمشاكل التي تتعلق بمدى جاهزية الجيش الإسرائيلي، وقد التقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر من مرة منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
قاد سلاح المدرعات بين عامي 2009 و2018، ثم تولى قيادة "مفوضية شكاوى الجنود"، التي تتلقى الملاحظات العامة حول الجيش ووضعه ووضع الجنود وشكاواهم الشخصية والمتعلقة بخدمتهم العسكرية.
أنهى خدمته برتبة لواء بعد 34 سنة قضاها في السلك العسكري، وبعد تسريحه كان يحذر من جوانب كثيرة من الخلل في الجيش والتبذير والفساد.
وعرف بانتقاده الشديد لمستوى أداء الجيش، وأعد تقريرا عام 2018 عن المشاكل الصعبة التي يواجهها جيش الاحتلال على المستويات اللوجيستية والتكنولوجية والتنفيذية، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن حقيقة الواقع السيئ في الجيش، وعدم تقديم صورة حقيقية عن هذا الواقع للمستوى السياسي.
إسحاق بريك خدم 34 سنة في جيش الاحتلال الإسرائيلي (مواقع التواصل الاجتماعي) هجوم بري كاسحبعد الحرب على غزة عام 2021 التي أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معركة "سيف القدس"، اعتبر بريك أن المقاومة الفلسطينية حققت الانتصار.
وإزاء ذلك شدد بريك على ضرورة أن ينفذ الجيش عملية برية كاسحة، يتم خلالها ضرب المقاومة في عمق القطاع فوق الأرض وتحتها، معتبرا أن الغارات الجوية لا يمكنها القيام بذلك وحدها.
وقال إن خوف إسرائيل من خوض معركة برية قد يقتل فيها عدد كبير من الجنود، يحرمها من تحقيق إنجاز على الأرض، معتبرا أن "من يخشى أن يقتل في الحرب لا يحقق الانتصارات".
ماذا عن طوفان الأقصى؟
لكن هذه الرؤية تغيرت جذريا خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، ففي مقاله الأخير الذي نشر قبل يومين في صحيفة معاريف، وصف الجنرال المتقاعد المتحمسين للاجتياح بالمغرورين الذين لا يفقهون شيئا في الحرب.
وتساءل في مقاله عن الإنجاز الحقيقي المطلوب الذي يبرر دخول الجيش الإسرائيلي إلى قلب مدينة غزة، على افتراض أن الهدف النهائي هو القضاء على حكم حماس والجهاد في غزة.
وقال إنه لو حققنا إنجازا كبيرا في الأشهر المقبلة وقتلنا الآلاف من عناصر كتائب القسام والمقاومة في الأنفاق، فسيبقى 500 كيلومتر من الأنفاق وآلاف العيون بعرض وطول مدينة غزة، ولن نتمكن من الوصول إلى معظمها لعدة أشهر، وبالتالي سيظل عشرات الآلاف من عناصر حماس والجهاد في الأنفاق، ولن تكتمل المهمة.
وتابع أنه كلما طالت فترة البقاء في مدينة غزة، سيكون لدينا المزيد من الخسائر، وستزداد الضغوط العالمية بسبب المشاهد الأليمة التي تنتشر حول العالم عن جرحى وشهداء غزة الذين تتزايد أعدادهم جراء هجماتنا برا وجوا وبحرا.
وقال إن المجتمع الدولي "سينظر لنا بحقارة، وسيتغلب الضغط علينا" لأن زعماء العالم لا يصمدون أمام الضغوط الشعبية والمظاهرات القاسية ضد إسرائيل في بلدانهم.
ضغوط سياسية واقتصادية
وتوقع أن لا تصمد إسرائيل أمام الضغوط السياسية والدبلوماسية، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية في العديد من المجالات مثل النفط والمنتجات الصناعية والبنية التحتية والمستوردات والمواد الغذائية والمواد الخام وغيرها.
وقال إن الوقت يعمل أيضا ضد إسرائيل اقتصاديا من حيث تجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وعدم تمكن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منازلهم إلى الفنادق من الذهاب إلى أعمالهم.
وتوقع أنه مع استمرار القتال في غزة ومقتل الآلاف من المدنيين، سيزداد الخوف من حدوث انفجار في الضفة، يؤدي إلى خروج عشرات آلاف الفلسطينيين، بما في ذلك مقاتلو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، سوف يهاجمون المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال إن هذا من الممكن أن يؤدي إلى تسليح عشرات الآلاف من البدو والعرب داخل الخط الأخضر، وسيحاولون مهاجمة اليهود، وقد تكون النتيجة أسوأ بعشرات المرات مما كانت عليه في عملية "حارس الأسوار" (سيف القدس).
وزاد على ذلك أن مثل هذا الواقع قد يفتح شهية حزب الله والجماعات المسلحة الموالية لإيران في اليمن والعراق وسوريا، وسيطلقون آلاف الصواريخ والطائرات من دون طيار لقصف إسرائيل.
وأكد أن كل ذلك لا بد أن يؤخذ بالاعتبار، مضيفا "طوال فترة وعيي باقتراب كارثة أمنية، قيل لي: لا تخيفونا، قلت: خير لنا أن نخاف ونعيش من أن نبقى غير مبالين ونقتل".
في ختام مقاله قدّم رؤيته للحرب في غزة، وهي تقوم على الخطوات التالية:
مواصلة تطويق مدينة غزة من جميع الجهات، ومنع دخول الوقود إليها، متوقعا أنه "بهذه الطريقة، ومع مرور الوقت، سنُفقدهم نشاط المولدات التي تولد الضوء والتهوية في الأنفاق، وهو الوضع الذي سيضعف بشكل كبير تهديدات حماس والجهاد". عدم دخول قوات الجيش إلى قلب غزة، فذلك سيكلف الكثير من الأرواح، ولن يحل مشكلة عشرات الآلاف من المقاتلين المتمركزين في العديد من المناطق الواقعة تحت مدينة غزة، وليس فقط في الأماكن التي سيوجد فيها الجيش الإسرائيلي. يجب أن يستمر قصف الطائرات بقذائف العمق بدقة لإضعاف قوة حماس، "مع تقليل إلحاق الضرر بالسكان المدنيين في غزة"، وبهذه الطريقة لن يثور العالم كله ضد إسرائيل. مع ضعف حماس، لا بد من ضربها بغارات من قوات برية مدربة لذلك (وحدات خاصة)، بدعم جوي ونيران دقيقة في مناطق مهمة في قلب غزة. وبعد ذلك لا ينبغي أن نبقى مع قواتنا في قلب غزة، بل يجب أن نغادرها. ويجب أن تستمر هذه الأعمال طالما كان ذلك ضروريا حتى نهزم حماس والجهاد في غزة. وفي المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، ينبغي السماح بتقديم المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين غير المشاركين، بل وحتى التفكير في إنشاء مستشفى ميداني لعلاج الجرحى والمرضى من سكان غزة. بهذه الطريقة يمكننا أن نمنع أو نؤخر دول العالم من العمل ضدنا، وسيتاح للجيش استكمال مهمة القضاء على حماس والجهاد.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حماس والجهاد الآلاف من مدینة غزة وقال إن فی غزة
إقرأ أيضاً:
“السنوار 2”.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
#سواليف
تبدي أوساط في #حكومة #الاحتلال تخوفها من إطلاق سراح عدد من #قادة #الأسرى #الفلسطينيين، في إطار #صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى، خشية أن يتحول أحدهم إلى ” #سنوار_جديد “.
وفي الوقت الذي تتصدر فيه #صفقة_تبادل #المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، النقاش العام في “إسرائيل”، فقد طرح مسؤول إسرائيلي اسما من بين الأسرى الأمنيين الذين يقضون أحكامًا طويلة في السجن، وحذر من أنه يمكن أن يتحول إلى قائد جديد، كبديل لرئيس حركة #حماس في غزة، يحيي السنوار.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن اللواء دوفيدو هراري، رئيس قسم جمع المعلومات في وحدة الاستخبارات بمصلحة السجون، قوله، إن “بين الشخصيات البارزة من حركة حماس، #الأسير_إبراهيم_حامد، رئيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، والمُدان بعشرات أحكام بالسجن المؤبد”.
ويشير هراري إلى الأسير “عباس السيد من طولكرم، الذي قاد الهجوم على فندق بارك في نتانيا، والأسير حسن سلامة من غزة، المسؤول عن الهجمات الكبرى في القدس في التسعينيات، إضافة إلى محمد عرمان، الذي كان وراء الهجوم في مقهى مومنت في القدس”.
ومن جانب حركة فتح، يبقى مروان البرغوثي الشخصية الرمزية الأكثر أهمية في الشارع الفلسطيني، وإلى جانبه يُذكر ناصر عوف من نابلس، الذي كان شخصية قيادية في فترة الانتفاضة الثانية، وفق الجنرال الإسرائيلي.
ووفقًا لبيانات مصلحة السجون، فإنه يوجد حاليًا نحو 10 آلاف أسير “أمني” فلسطيني، 40% منهم ينتمون إلى حركة فتح، و40% آخرين إلى حركة حماس، وحوالي 10% إلى حركة الجهاد الإسلامي، والبقية ينتمون إلى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية.
ولفت هراري إلى التغيير داخل السجون والتشديد الكبير على الأسرى قائلا: “منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حدث تغيير دراماتيكي، فلقد فصلنا بين الأسرى، وقطعنا كل قدرتهم على إدارة أي نوع من بناء القوة في السجون، وكل قدرة نقل الرسائل، والهواتف، والزيارات، وكل قدرة لتوجيه أسرى آخرين، وإدارة عمليات القيادة والانتخابات داخل السجن”.