الجنود الإسرائيليون "بالكاد يرون" المسلحين الفلسطينيين التابعين لحركة "حماس"، وباتوا يدركون أن المعارك الأقوى لا تزال في انتظارهم داخل قطاع غزة.

هكذا تحدثت صحيفة "هاآرتس" العبرية، في تقرير لها الأحد ترجمه "الخليج الجديد"، حول العملية البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد مرور نحو أسبوع من انطلاقها.

وينتشر جنود لواء جفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي في شمال غربي قطاع غزة، ويتمركزون في مواقعهم ويرصدون عبر الفجوات داخل المباني المدمرة، المنطقة المحيطة بهم، وأسلحتهم مجهزة، لكنهم نادرا ما استخدموها حتى الآن، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن أحد جنود اللواء القول، إنهم "لم ينفذوا عمليات قتالية بالمعنى المفهوم بعد"، موضحا: "كل ما نفعله هو الصعود على المركبات المدرعة، ونعلم أن العمليات على الأرض ستأتي لاحقا".

وتنفذ العمليات البرية حاليا في قطاع غزة المعدات الأكثر تطورا، مثل دبابات "ميركافا" وناقلات جند من طراز "النمر"، والتي تتقدم بأعداد كبيرة، تحت حماية نيران ثقيلة.

ونظرا لأن عمليات القصف الإسرائيلية المكثفة دمرت العديد من البلدات الصغيرة شمالي غزة، فإن الجنود داخل الدبابات والمدرعات يتحركون وسط تلك الأنقاض، مستخدمين كاميرات حرارية، باحثين عن "أي إشارة على وجود كمين ينتظرهم".

اقرأ أيضاً

أبوعبيدة يعلن تدمير 24 آلية إسرائيلية.. والاحتلال يقر بمقتل 4 جنود

فيما قال ضابط من القوات الإسرائيلية في غزة: "هناك الكثير من المعارك الصغيرة بالأسلحة والقذائف الصاروخية، لكننا بالكاد نرى الإرهابيين.. هم في الأنفاق ويظهرون فقط لمهاجمتك".

وتابع: "وجدنا بالفعل عددا قليلا من فتحات الأنفاق.. وحينما نجد أحدها نتواصل على الفور بوحدة يهلوم (وحدة الهندسة للعمليات الخاصة) التي تدمر تلك الفتحات".

وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل عدد من قادة حماس، بالإضافة إلى مسلحين تابعين لها، فإن مسلحي الحركة "يواصلون تنفيذ الكمائن للقوات الإسرائيلية".

قبل أن تضيف الصحيفة، ليس "كمائن" بقدر ما هي "أفخاخ" لاستهداف القوات الإسرائيلية.

وتمركزت المجموعة الإسرائيلية بأحد المباني المهدمة، حيث يتم استهدافهم بقذائف الهاون، ومع التقدم أكثر داخل القطاع تزداد المباني المهدمة وتزيد احتمالية تعرضهم لكمائن وهجمات من داخلها، قرب موقعهم.

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود، أن "مسلحي حماس أطلقوا النار عليهم من داخل إحدى المدارس، ومن داخل مسجد أيضًا".

اقرأ أيضاً

مسؤولون إسرائيليون: أمهات جنودنا يشعرن بالهلع على مصير أولادهم داخل غزة

وأشارت إلى أنه "حتى حال كان الجنود داخل مدرعة متطورة، فلن يكونوا في أمان كامل"، لافتة إلى "مقتل 10 جنود الأسبوع الماضي حينما تم استهداف مركبتهم من طراز (النمر) بضربة صاروخية، ليموتوا جميعا".

كما أكد التقرير أن "التوغل في قطاع غزة من أجل الأهداف الأكبر، وهم قادة حماس داخل الأنفاق، سيكون مسألة غاية في الصعوبة، فيما يتعلق باستخدام الدبابات والمدرعات، حيث ستكون الشوارع ضيقة، وأسهل بالنسبة لنصب الكمائن بواسطة مسلحي الحركة الفلسطينية".

وسيكون الجزء الأكثر صعوبة وخطورة في العملية العسكرية، هو "حينما يبدأ الجنود الإسرائيليون في التحرك على الأقدام، وهي مرحلة تأتي فيما بعد"، وفق الصحيفة.

فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن البيت الأبيض محبط من الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، لكنه يرى خيارات قليلة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن دعوات الولايات المتحدة لوقف مؤقت للقصف ليس لها تأثير يذكر، كما أن شكل الشرق الأوسط ما بعد الحرب غير مؤكد بشكل كبير.

ووصل الأمر، حسب الصحيفة، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تجد نفسها حاليا في وضع محفوف بالمخاطر بسبب استمرا هذه الحرب.

اقرأ أيضاً

الجيش الإسرائيلي: 222 أسيرا في قطاع غزة و308 قتلى بين الجنود

ووفقا للصحيفة، يقول مسؤولو الإدارة إن الهجوم الإسرائيلي المضاد ضد حركة حماس كان شديدًا ومكلفًا للغاية فيما يتعلق بسقوط ضحايا من المدنيين، كما أنه يفتقر إلى نهاية ورؤية متماسكة، لكنهم "غير قادرين على ممارسة تأثير كبير على أقرب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط لتغيير مسارها".

والتوتر بين الإدارة الأميركية وإسرائيل ظهر مؤخرا، كما ذكرت الصحيفة، بسبب فشل  الجهود الأمريكية لإقناع إسرائيل بتقليص هجومها المضاد ردًا على الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي خلف ما لا يقل عن 1400 قتيل، حسب السلطات الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة بايدن حثت إسرائيل على عدم الغزو البري لغزة، وطلبت منها بشكل خاص مراعاة التناسب في هجماتها، ودعت إلى إعطاء أولوية أعلى لتجنب مقتل المدنيين، ودعت إلى هدنة إنسانية، لكن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون جميع هذه الدعوات.

والتصميم الإسرائيلي على مواصلة اجتياح غزة، دفع إدارة بايدن، كما أشارت الصحيفة، إلى أن تسعى بشكل عاجل إلى تهدئة الغضب في العالم العربي من خلال التوضيح، علنًا وسرًا، أن الولايات المتحدة تشعر بحزن عميق بسبب المعاناة في غزة.

لكن الصحيفة ترى أنه ليس هناك ما يشير إلى أن القادة العرب تأثروا بهذه الضمانات، الأمر الذي يجعل شكل الشرق الأوسط بعد الحرب، ودور الولايات المتحدة فيها، غير مؤكد إلى حد كبير.

كما ترى الصحيفة أن كبار مساعدي بايدن أصيبوا بالإحباط بسبب عدم وجود إجابات واضحة من المسؤولين الإسرائيليين حول أهداف العملية، وما يتوقعون أن يبدو عليه المستقبل في غزة، إذا تمكنوا من النجاح في هدفهم المتمثل في تدمير "حماس".

اقرأ أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي يُلمح لجنوده باقتراب العملية البرية على غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: البيت الابيض حماس مقاتلو حماس أنفاق توغل بري إسرائيل الحرب على غزة فی قطاع غزة اقرأ أیضا إلى أن

إقرأ أيضاً:

جنود الاحتياط.. عمرو خليل: أزمة داخل جيش الاحتلال بسبب استمرار الحرب

قال الإعلامي عمرو خليل، إنّه مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عامه الثاني وتصاعد التوتر على جبهات مختلفة، يواجه جيش الاحتلال ضغوطا كبيرة في تجنيد قوات الاحتياط، بسبب حالة الغضب العامة داخل المجتمع لطول فترة الخدمة والضغوط النفسية المتزايدة عليهم، خاصة مع قرار مد حالة الطوارئ لعام إضافي.

السلطة الفلسطينية تسلم الاحتلال منفذة عملية دير قديس .. ومطالب لعائلات الأسرى من نتنياهوقوات الاحتلال تنسحب من القطاع الغربي لجنوب لبنان قبيل انتشار الجيش اللبناني

وأضاف "خليل"، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "ووفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فقد قفز متوسط خدمة جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي من "25 يوما إلى 42 يوما" في العام، إلى حوالي 136 يوما في السنة للمقاتلين خلال الحرب".

وتابع: "ورغم أن الجيش الإسرائيلي قال إن 85 بالمئة من جنود الاحتياط لا يزالون يؤدون الخدمة، فإن صحيفة " جيروزاليم بوست" شككت في ذلك، وأشارت إلى أن "الأعداد أقل بكثير، لا تقترب حتى من 50 بالمئة"، معتبرة ذلك "تهديدا محتملا لقدرة جيش الاحتلال على مواصلة المهام الموكلة إليه من قبل الحكومة كجزء من الحرب المستمرة سواء في غزة أو لبنان".

وواصل: "ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست رسالة وقعها 153 جنديا من جنود الاحتياط وقُدمت إلى بنيامين نتنياهو، هددوا فيها بالامتناع عن أداء الخدمة العسكرية، وتحت عنوان "هذه ليست البلاد التي سأضحي بحياتي من أجلها" نشرت هآرتس الإسرائيلية تقريرا مطولا لقصص 130 جنديا وضابطا في قوات الاحتياط قالوا جميعًا إنهم لن يقدموا أنفسهم للخدمة من جديد إذا لم يفلح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تأمين صفقة مع الفصائل الفلسطينية تضمن تحرير المحتجزين الإسرائيليين الواقعين في أيدي المقاومة وتنهي الحرب".

وذكر، أنّ صحيفة هآرتس أيضا نقلت عن زوجة جندي احتياط قولها إنه لو قتل زوجها في الحرب الحالية ستكتب على قبره عبارة "كان أحمق" في إشارة إلى عدم جدوى استمرار القتال الدائر منذ 15 شهرا، لا من الناحية العملية أو الأخلاقية، ويأتي ذلك في الوقت الذي عجزت خلاله الحكومة الإسرائيلية عن إقرار تشريع لزيادة مدة الخدمة الإلزامية رسميا وبشكل دائم من 32 شهرا إلى 36 شهرا، فضلا عن صعوبة ضم طلاب المعاهد اليهودية المتشددين دينيا المعروفين باسم "الحريديم" إلى الجيش بسبب أنهم حلفاء نتنياهو في الحكومة.

وواصل: "ومنذ عام 1948، وضع ديفيد بن جوريون، وهو أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال، مفهوم "جيش الشعب"، بما يعني أن يكون المجتمع الإسرائيلي كله مستعدا للقتال والانخراط في الحرب، وذلك عبر تطبيق التجنيد الإلزامي على كل من يتراوح عمره بين 17 و54 عاما، ومن ثمّ صارت بنية الجيش الإسرائيلي تنقسم إلى قوات نظامية وقوات احتياط، وتنقسم القوات النظامية إلى مجندين يؤدون الخدمة الإجبارية (32 شهرا للذكور و24 شهرا للنساء) ويبلغ عددهم قرابة 133 ألفا، ومجندين دائمين يعملون وفق عقود طويلة الأمد مع الجيش بعد انتهاء خدمتهم الإجبارية، ويبلغ عددهم 40 ألفا فقط".

وأردف: "أما قوات الاحتياط فهي الجزء الأوسع من الجيش، وتتشكل من الذين انتهت مدة تجنيدهم الإلزامية، ولكنهم يبقون على أهبة الاستعداد للاستدعاء في أوقات الطوارئ، ويبلغ عدد قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي ما يقرب من 460 ألف جندي وفقا لإحصائيات عام 2023 حسب موقع جلوبال فاير باور".

وأتم: "ويحدد قانون الاحتياط فترة الخدمة السنوية للجنود بمعدل 18 يومًا في السنة و54 يوما كل 3 سنوات، وفقا لتعديلات القانون في عام 2008، لكن الأوضاع اختلفت بعد استمرار الحرب وتعدد جبهات القتال، وبالتالي، فإن إسرائيل حاليا في أزمة، وجيش الاحتلال يعاني وسيعاني أكثر مع كل يوم تستمر خلاله هذه الحرب التي يقودها تحالف اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، وشركائه سموتريتش وإيتمار بن جفير".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنود جراء انفجار دبابة شمالي غزة
  • مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بتفجير دبابة شمال غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يغير إستراتيجياته الإعلامية لتجنب ملاحقة جنوده دوليا
  • شاهد - التحام مقاتلي القسام مع جيش الاحتلال في جباليا
  • قائد بالجيش الإسرائيلي قتل أسيرا فلسطينيا ضمن بروتوكول البعوض
  • إعلام العدو الإسرائيلي: العالم جبهة معادية ويلاحقنا
  • جنود الاحتياط.. عمرو خليل: أزمة داخل جيش الاحتلال بسبب استمرار الحرب
  • اعلام العدو: تصاعد الملاحقات القانونية ضد جنود الاحتلال دوليًا
  • خبير عسكري: هذه دلالات ملاحقة المقاومة الجنود الفارين من كمائن غزة
  • ارتفاع محاولات استهداف جنود الاحتلال قانونيا بالخارج