بوابة الفجر:
2025-03-20@03:14:27 GMT

تعرف على سجود السهو وأحكامه

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

 

سجود السهو في الإسلام يُعتبر صفةً كمالية تختص بالله تعالى ولا يشاركه فيها أحد من البشر. إنَّ الإنسان بطبيعته ناقص ومعرفة الكمال هي من صفات الله. ولذلك، شرعت التشريعات الإسلامية مفهوم سجود السهو في الصلاة لتصحيح أي خطأ أو نقص في أداء الصلاة. هذا يظهر تسهيل العبادات في الإسلام ومرونتها.

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقوم بسجود السهو عندما نسي في صلاته، مما يؤكد أنه بشر نسيانه مثل غيره من البشر.

في الحديث الشريف ورد قوله: "إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون، فإذا نسيتُ فذكروني، وإذا شكَّ أحدُكم في صلاتِه فليتحرَّ الصوابَ، فلْيُتِمَّ عليه، ثم لِيسجدْ سجدتين".

لذلك، يجب على كل مسلم أن يفهم أسباب وأحكام سجود السهو ومواضعه لضمان صحة صلاته ولكي يحصل على أجرها. في الإسلام، لا يُعذر المسلم بجهالته في أمور العبادات المفروضة عينًا، ولذلك يجب على كل مسلم أن يعرف ويتعلم هذا المفهوم.


أحكام السهو

أحكام السهو في الصلاة تستند إلى تصحيح الخلل الحاصل خلال الصلاة، سواء كان الخلل في الأركان الصلاة القولية أو في الواجبات أو السنن. فيما يخص السهو في أركان الصلاة القولية، يمكن للمصلي أن يترك ركنًا في الصلاة أو ينقله أو يغيِّره.

1. إذا ترك المصلي تكبيرة الإحرام، يجب عليه إعادة الصلاة؛ لأنها مفتاح بداية الصلاة، والمصلي لا يمكنه تداركها.

2. إذا نقل المصلي ركنًا قوليًا إلى موضع غير موضعه المشروع في الصلاة، مثل قراءة الفاتحة في ركوع أو تشهده في مكان القيام، في مذهب الشافعية يجب سجود السهو. أما المالكية فلا يلزمه السجود، وبعض الحنابلة يرونه مستحبًا. أما الحنفية فهم يعتبرون قراءة الفاتحة في ركوعها أو سجودها سببًا لسجود السهو.

3. إذا ترك المصلي الركن القولي، مثل قراءة الفاتحة، في أغلب المذاهب يجب عليه إعادة ركعة كاملة مكانها وأداء سجود السهو. هذا ينطبق على جميع الركعات، باستثناء المذهب الحنفي الذي يجوز للمصلي إعادة القراءة في الركعتين الأخيرتين مع سجود السهو.

4. في حالة عدم أداء مصلي سجود السهو بعد الركن الذي حدث فيه الخلل، تُعتبر الصلاة باطلة، وذلك حسب إجماع الفقهاء.

هذه هي بعض الأحكام المتعلقة بالسهو في الصلاة وفقًا للمذاهب الفقهية المختلفة.


السهو في واجبات وسنن الصلاة

السهو في واجبات وسنن الصلاة يختلف في أحكامه. إليك بعض التفاصيل حسب المذاهب الفقهية:

1. الواجبات في الصلاة: إذا نسي المصلي أداء واجب من الصلاة، يلزمه سجود السهو لتصحيح الخلل. على سبيل المثال، إذا نسي المصلي التشهد الأول وقام للركعة الثالثة، فإذا كان للجلوس أقرب إليه من القيام، فيجب عليه أن يعود للتشهد دون سجود السهو. إذا كان القيام أقرب إليه، فيشرع له أن يستمر في ركعته دون العودة للتشهد. سجود السهو يساعد على تصحيح الخلل.

2. السنن في الصلاة: ترك السنن سهوًا أو عمدًا لا يعتبر خللًا موجبًا لسجود السهو، ما لم تكن هناك حالات استثنائية نادرة. على سبيل المثال، في المذهب الشافعي، إذا نسي المصلي دعاء القنوت في صلاة الفجر، فيلزمه سجود السهو. بعض العلماء قد تطرقوا إلى مسألة نسيان الجهر في الصلاة السرية أو نسيان الإسرار في الصلاة الجهرية، واعتبروا أنها تستدعي سجود السهو. ومن السنن التي يجب فيها سجود السهو الاستثناء الجهر في الصلاة السرية أو الإسرار في الصلاة الجهرية، وهذا يختلف حسب المذهب. على سبيل المثال، في مذهب الشافعي يجب سجود السهو في حالة نسيان الجهر في الصلاة السرية.

3. الأذكار والأدعية المأثورة: في الغالب، لا يتوجب سجود السهو عند ترك الأذكار والأدعية المأثورة في الصلاة، ما لم يكن ترك بعضها في واجبات الصلاة. على سبيل المثال، في المذهب الحنبلي، إذا قام المصلي بترك بعض الأذكار المأثورة في الواجبات، فيجب عليه سجود السهو.

هذا توضيح مختصر لأحكام السهو في واجبات وسنن الصلاة وفقًا لبعض المذاهب الفقهية. يجب على المصلي أن يستشير عالم دين مؤهل للحصول على توجيه دقيق حسب مذهبه والظروف الخاصة بصلاته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سجود السهو السجود

إقرأ أيضاً:

حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا في الصلاة.. علي جمعة يوضح

يتساءل الكثيرون عن مدى جواز الدعاء بقضاء حوائج الدنيا أثناء الصلاة، وهل يؤثر ذلك على صحتها؟

أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الدعاء أثناء الصلاة مشروع ولا يبطلها، مستشهدًا بما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد، ثم قال في نهايته: "ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو"، مما يدل على جواز الدعاء بما يختاره المصلي.

وأكد الإمام النووي في كتاب الأذكار أن الدعاء في الصلاة مستحب وليس واجبًا، ويُفضل تطويله بشرط ألا يكون المصلي إمامًا، مشيرًا إلى جواز الدعاء بأمور الدنيا والآخرة، سواء من الأدعية المأثورة أو مما يبتكره المصلي.

دعاء اليوم السابع عشر من رمضان.. ردده تتنزل عليك رحمات اللههل الدعاء يغير القدر المكتوب .. علي جمعة يجيب

كما أيد الحافظ ابن حجر في فتح الباري هذا الرأي، مشيرًا إلى أن الحديث يؤكد حرية المصلي في الدعاء بما يشاء، بينما أضاف الشوكاني في تحفة الذاكرين أن المصلي له أن يطلب من الله ما يحب، بشرط ألا يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.

وفي حديث آخر رواه مسلم عن ابن عباس، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء أثناء السجود، حيث قال: "فأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم". 

وعلق المناوي في فيض القدير على هذا الحديث بأن الأمر يشمل الدعاء لكل حاجة، حتى لو كانت بسيطة، مما يدل على سعة الأمر.

وأشار علماء المالكية وغيرهم إلى أن الدعاء في الصلاة بأمور الدنيا والآخرة أمر جائز، حتى إن ابن عمر رضي الله عنهما استدل بآية ﴿واسألوا الله من فضله﴾ [النساء: 32]، مؤكدًا شمولية الدعاء وعدم وجود ما يمنع منه أثناء الصلاة.

مقالات مشابهة

  • أنصار العصر
  • أحمد عمر هاشم يوضح مكانة سورة الفاتحة عند الله
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دعاء اليوم الثامن عشر من شهر رمضان 2025.. تعرف عليه
  • كيف تصل للخشوع في الصلاة؟.. ادركه بـ 6 أمور
  • عمليات البصرة تنوّه الى تفجير مسيطر عليه بالمحافظة
  • المفتي يوضح أحكام سجود السهو وصلاة التسابيح والقصر والاستخارة
  • نسيان التشهد الأول في الصلاة .. مفتي الجمهورية يوضح الحكم الشرعي
  • ما فضل التسبيح بعد الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا في الصلاة.. علي جمعة يوضح