نظمت وزارة الطاقة والبنية التحتية النسخة الثانية من منتدى الإمارات للطاقة، في العاصمة أبوظبي، والذي يكتسب أهمية خاصة لدعمه مستهدفات الانتقال من مصادر الطاقة التقليدية إلى مصادرها النظيفة والمتجددة، لأنها أولوية قصوى تسعى الدولة إلى تطبيقها عبر وضع مجموعة من الخطط والاستراتيجيات المستقبلية التي تسهم في تسريع التحول في الطاقة.

حضر فعاليات المنتدى وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل بن محمد المزروعي، و وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول المهندس شريف العلماء، و الوكلاء المساعدون، وقادة الفكر والخبراء في مجال الطاقة والاستدامة.
وقال سهيل محمد المزروعي في كلمة افتتاحية: "ونحن على بُعد أسابيع قليلة من استضافة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، يأتي انعقاد النسخة الثانية من منتدى الإمارات للطاقة، وفي لحظة حاسمة من رحلة الإمارات نحو التحول في قطاع الطاقة، ومعالجة المعضلة الثلاثية المتمثلة في استدامة الطاقة، وأمنها، وتوفيرها بأسعار معقولة، من خلال التطوير والاستثمار في نظم طاقة حديثة، واتباع نهج تعاوني وتشاركي، بما يساهم في بناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات."
وأضاف "يعد المنتدى فرصة بالغة الأهمية بالنسبة لنا لدوره في دعم مسيرتنا الناجحة وإحراز تقدم ملموس في التحول الفاعل في قطاع الطاقة والعمل المناخي، وحشد وتنسيق الجهود لإنجاز مستهدفاتنا المستقبلية المرتبطة بإستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 المحدثة، والتي تتمحور مستهدفاتها حول رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول 2030، وخفض الانبعاثات للوصول للحياد المناخي في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، ورفع إجمالي القدرة المركبة للطاقة النظيفة من 14.2 جيجاوات الى 19.8 جيجاوات بحلول 2030، إضافة إلى رفع مساهمة القدرة المركبة للطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة بحلول 2030 إلى 30%، وزيادة مساهمة توليد الطاقة النظيفة بحلول 2030 إلى 32% لضمان البقاء على المسار الصحيح للحد من آثار تغيّر المناخ، مشيراً إلى أن المنتدى مثال واضح على مدى قدرة الشراكات الفعالة على قطع شوط طويل في دفع التقدم نحو الأهداف المشتركة، ومعبراً عن شكره للشركاء الذين دعموا القيم التي ساهمت في إنجاح هذا المنتدى وتحقيق نتائج بعيدة المدى".

مرحلة تنموية 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء المُهندس يوسف أحمد آل علي، إن الجُهود الوطنية المُتواصلة في المرحلة التنموية الراهنة على مستوى قطاع الطاقة، بمختلفِ محاورها وجوانبها التطويرية والتحوُّلية والمناخية، تُتَرجم رؤية القيادة بشأنِ النُمو المستقبلي المُستدام، وتُرسِّخ مكانة الإمارات كدولةٍ رائدة في التعاملِ مع قضايا الطاقة والمناخ.
وثَمَّن آل علي، مساعي وزارة الطاقة والبنية التحتية في هذا المجال، وآخرها تنظيم مُنتدى الإمارات للطاقة بنسختهِ الثانية، كما أثنى على دور الشركاء والأطراف في المنتدى، مُؤكدًا أنه، وبما يوفره من معلوماتٍ وبيانات، أو يطرحه من فرصٍ للتعاون المشترك والاستثمار الأخضر في القطاع، إنما يُتمِّم أركان الصورة التي ستظهر بها الإمارات في مؤتمر الأطراف (COP28)، وتُوجه خطابها ورسالتها إلى العالم من خلالها.
وأصدر خلال النسخة الثانية من منتدى الإمارات للطاقة، تقرير " حالة الطاقة لدولة الإمارات لعام 2022-2023 " والذي يعد مرجعاً وطنياً لإبراز النجاحات في مجال الطاقة والتي تخدم استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، بفضل ما يقدمه من لمحة عامة عن أحدث التطورات في قطاع الطاقة، حيث تحدد فصوله السبعة السياسات والرؤى والابتكارات التكنولوجية التي تدعم طموح الإمارات إلى تحويل طريقة إنتاج الطاقة واستهلاكها بما يدعم مستهدفات الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ويجمع التقرير، الذي تم تطويره من قبل وزارة الطاقة والبنية التحتية بالتعاون مع دائرة الطاقة في أبوظبي، والاتحاد للماء والكهرباء، وشركة بترول الإمارات الوطنية إينوك، وشركة دولفين للطاقة، رؤى ومساهمات من الخبراء حول مجموعة من المواضيع ذات الصلة بقطاع الطاقة والحياد المناخي.

منتج ومورد 

كما شهد الحدث الإطلاق الرسمي للاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، التي أعلنت سابقاً في يوليو (تموز)، التي تحدد خطة الدولة لتصبح منتجاً ومورداً رائداً للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول 2031، وتستهدف الاستراتيجية إنتاجية محلية تبلغ 1.4 مليون طن سنوياً من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول2031، مع طموح لزيادة الإنتاج إلى 15 مليون طن سنوياً بحلول  2050، وتشتمل أيضاً على خطوات ملموسة لإنشاء  واحتين للهيدروجين ودراسة إطلاق ثلاث أخرى مستقبلاً، بما يساهم في تعزيز مكانة الإمارات منتجاً ومصدراً عالمياً للطاقة النظيفة، وتعزيز القدرات المحلية للإنتاج وتسريع اقتصاد الهيدروجين العالمي، وبناء سلسلة توريد قوية، وإنشاء بنية تحتية متكاملة. وطورت الاستراتيجية بالشراكة بين وزارة الطاقة والبنية التحتية، وشركة جي إتش دي الأسترالية ومركز الأبحاث فراوتهوفر سينس الألماني.
من جانبه، قال ريتشارد فيشتر، المدير العام التنفيذي لشركة GHD الاستشارية إن إطلاق هذه الاستراتيجية يوضح أن هناك رحلة أكثر استدامة. ويُعد الهيدروجين عنصرا أساسيا في إزالة الكربون من القطاعات الصعبة وتقود الإمارات هذا الجهد العالمي، ويشرفنا أن نكون جزءاً من هذه العملية الحاسمة، ومع الالتزامات والسياسات القوية، ووضع الشهادات والمعايير، وتشجيع الاستثمارات الاستراتيجية، فإن أهداف الحياد المناخي في دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت في متناول اليد".
وقال المدير العلمي ورئيس التعاون الهيدروجيني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فراوتهوفر سينس جان فريدريك براون إن هذه الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، تأخذ في الاعتبار جميع جوانب سلسلة قيمة الهيدروجين: الإنتاج، والتوزيع، والاستخدام، حيث ستكمن الفرص المتاحة لدولة الإمارات لخلق قيمة في سوق الهيدروجين العالمي في قدرتها على إنتاج منتجات نهائية مبتكرة وتنافسية تعتمد على هذا العنصر على طول سلسلة القيمة، وباعتبارها أكبر منظمة للأبحاث التطبيقية في أوروبا تملك فراونهوفر الخبرة اللازمة لتطوير واختبار تقنيات الهيدروجين للشركاء الصناعيين في الإمارات وتقديمها إلى السوق"

مذكرات تفاهم

وخلال المنتدى، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية الفائزين بجائزة الإمارات لإدارة الطاقة ISO 50001، النسخة المحلية لجائزة الريادة في إدارة الطاقة العالمية المنبثقة من المؤتمر الوزاري للطاقة النظيفة الذي تنتمي إليه الإمارات، وهي الجائزة التي تُمنح للجهات والمؤسسات التي تحقق إنجازات لافتة في قطاع الطاقة المستدامة، حيث فازت شركة بروج بالمركز الأول، تلتها حكومة رأس الخيمة، وشركة النخيل للصناعات الورقية في المركزين الثاني والثالث على التوالي، ومن خلال الجائزة السنوية، تعمل الوزارة على إشراك الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاعين العام والخاص في تحقيق هدف البرنامج الوطني لإدارة الطلب على المياه والطاقة المتمثل في خفض استهلاك بنسبة 42-45%.
وخلال المنتدى، أبرمت الوزارة عدداً من مذكرات التفاهم مع ويز أبوظبي للطيران، لنشر وترويج رسائل للترشيد والاستدامة موجهة للسياح، والدار العقارية، واللولو هايبر ماركت لتطوير الشبكة الوطنية لمحطات شحن المركبات الكهربائية حول الامارات، ودعم سوق المركبات الكهربائية فيها بتوسيع التعاون مع القطاع الخاص.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات وزارة الطاقة والبنیة التحتیة الإمارات للطاقة للطاقة النظیفة فی قطاع الطاقة بحلول 2030

إقرأ أيضاً:

هيتاشي للطاقة.. مستقبل مستدام وطاقة للجميع

أبوظبي: «الخليج»

تُعد «هيتاشي للطاقة» شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، تلتزم بدفع التقدم نحو مستقبل مستدام للطاقة، حيث تهدف الشركة إلى جعل نظام الطاقة العالمي أكثر استدامة ومرونة وأماناً وذلك عبر تعاوننا الوثيق مع عملائنا وشركائنا، حيث نعمل بجهد كبير لتحقيق مستقبل مستدام للطاقة للجميع قادر على خدمة الأجيال الحالية والمقبلة وبفضل سجلنا الحافل وخبرتنا الواسعة في أكثر من 140 دولة، نقدم خدماتنا للعملاء في قطاعات المرافق والصناعة والنقل ومراكز البيانات والبنية التحتية.
تسهم تقنياتنا وخدماتنا المبتكرة، بما في ذلك دمج أكثر من 150 جيجاواط من وصلات التيار المباشر عالي الجهد (HVDC) في نظام الطاقة، في تعزيز كفاءة الطاقة وسلاستها، وتسهيل الوصول إلى الكهرباء، كما نعمل على تحقيق التحول الرقمي المطلوب لتسريع الانتقال إلى مستقبل خالٍ من الكربون وذلك بالتعاون مع جميع الجهات المعنية عبر مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية، يقع المقر الرئيسي للشركة في سويسرا ولدينا حوالي 45 ألف موظف في 90 دولة، بينما يصل حجم أعمالنا إلى نحو 13 مليار دولار.
بصفتنا روّاداً في مجال التكنولوجيا نهتم بروح الريادة والالتزام بالابتكار، فنحن نتصدر جهود التحوّل نحو نظام الطاقة المستقبلي ونعمل على تطويره، حيث تسهم تقنياتنا المتقدمة في زيادة الوصول إلى طاقة مستدامة وموثوقة ومعقولة التكلفة وهو ما يعد أمراً أساسياً لضمان تقدّم المجتمع، كما نعمل بشكل مشترك مع عملائنا وشركائنا لابتكار حلولٍ تسهم في تسريع عملية التحول في قطاع الطاقة ودمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكات ودعم التحول نحو استخدام الكهرباء في قطاعات النقل والصناعة والحياة الذكية.
وانطلاقاً من ريادتنا في هذا المجال ومكانتنا الراسخة التي تمتد لأكثر من قرن، نعمل باستمرار على توقّع احتياجات المستقبل لضمان نجاح عملائنا ونؤمن بأن التنوّع والتعاون يمثلان محركاً رئيسياً للابتكار، حيث تواصل فرق العمل لدينا بذل جهودها لتعزيز الابتكار، بهدف تحقيق قيمة اقتصادية وبيئية واجتماعية ذات تأثير يمتد للأجيال القادمة.
ونركز على الريادة العالمية من خلال أربع وحدات أعمال وهي: أتمتة الشبكات، دمج الشبكات، منتجات الجهد العالي، المحولات، ونوفر مساراتٍ لتسريع التحول في قطاع الطاقة وتحقيق النجاح لعملائنا، حيث تلبي حلولنا الطلب المتزايد على الكهرباء بأسعار معقولة وموثوقة ومستدامة وذلك بفضل عملياتنا المنظمة ضمن أربع وحدات أعمال عالمية، إلى جانب مكاتبنا ومراكز أبحاثنا المنتشرة في 90 دولة، ما يسهم في بقائنا على تواصل دائم مع عملائنا، ويرفع من مستوى وعينا ومعرفتنا بظروف الأسواق المحلية.

مقالات مشابهة

  • على هامش اجتماعات الربيع بواشنطن.. جبريل إبراهيم: الحكومة تسعى إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة
  • الإمارات.. مواصفة قياسية جديدة لنقل البضائع الخطِرة على الطرق البرية
  • «ديوا» تطلق مع «الإمارات للطبيعة» محاكاة حلول المناخ
  • «الدبيبة» يتابع أوضاع الكرة الليبية ويؤكد دعم المنتخبات والبنية التحتية
  • هيتاشي للطاقة.. مستقبل مستدام وطاقة للجميع
  • الأعلي على الإطلاق.. الاستثمار: 46.1 مليار دولار تدفقات استثمارية لمصر 2023-2024
  • وزير الأشغال العامة والإسكان يبحث مع وزير النقل والبنية التحتية التركي تعزيز التعاون المشترك
  • الحكومة تراهن على الطاقات المتجددة لتأمين نصف حاجيات المملكة من الكهرباء بحلول 2030
  • يتخطى 4 الاف دولار في هذا الموعد.. ماذا توقع جي بي مورغان عن سعر أوقية الذهب .. تقرير
  • قوتنا كوكبنا.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة المتجددة