الراعي دان جريمة الجنوب البشعة.. وهذا ما دعا اليه
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
إفتتح البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، في حضور السفير البابوي باولو بورجيا والمطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامات.
وفي كلمة له، قال الراعي: نلتقي فيما لبنان يعاني من أزمة سياسية حادّة حرمته من رئيس منذ سنة، من دون أيّ مبرّر، ولكنّنا نعرف السبب، وهو مخالفة متعمِّدة للدستور.
أضاف: "نجتمع وشبحُ الحرب الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين جاثم على حدودنا الجنوبية. وفيما نستنكر بشدّة هذه الحرب الإبادية والمدمِّرة والتهجيرية بحقّ الشعب الفلسطيني، فإنّنا نتضامن معهم وندافع عن قضيّتهم ونساند الحلّ بإنشاء الدولتَين، ونطالب المجتمع الدولي العمل على إيقاف هذه الحرب وما تنطوي عليه من قتل وتدمير وتهجير وتدنيس للأرض التي قدّسها المسيح الفادي بأقدامه وغسلها بدمه المُراق على الصليب". ودعا الراعي المسؤولين في الدولة اللبنانية العمل على تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب، هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو أجدى. وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر إسرائيل وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين. وأضاف: "إنّنا ندينُ بشدّة المجزرة البشعة التي طالت أطفالاً أبرياء، من طلاّب مدارسنا الكاثوليكية، في مدرسة راهبات القلبَين الأقدسيَن في عين إبل، وإننا نقف الى جانب أهالي الطلاّب الضحايا ورفاقهم في المدرسة، والى جانب إدارة المدرسة ورهبانية القلبَين الأقدسَين، وإننا نعرب عن ألمنا الكبير للعائلة التي سقطت بكاملها بالأمس في الجنوب، نعزّيها ونصلي من أجلها". وتابع: "يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الإستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات".
ولفت الى أن لبنان يفصل الدين عن الدولة، وفي الوقت عينه يحترم جميع الأديان، وعقائدها وأنظمتها شرط ألّا تتعارض مع الانتظام العام، ويقرّ جميع الحريات وفقًا لشرعة حقوق الإنسان التي كان بين أولى الدول التي وقّعتها وأولى الحريات حرية الضمير والمعتقد كما يعزّز التعدّدية الثقافية والدينية في الوحدة، ويرفض الأحادية في الدين والرأي والقرار، بل يتبنّى "النظام الديموقراطي البرلماني"، "والاقتصاد الحرّ"، مع المحافظة على حقوق المواطنين وعيشهم بكرامة. وقال: لبنان يتبنّى ميثاق العيش المشترك، ويجعله شرطًا لشرعية السلطة السياسية، بحيث إذا ناقضته السلطة، فقدت شرعيّتها، وعلى أساس هذا الميثاق كانت صيغة الحكم في لبنان بالمشاركة المتساوية والمتوازية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، لا بالمحاصصة بين الأحزاب والكتل، ولا بالتمسّك بهذه الوزارة أو تلك للطائفة أو للمذهب. فهذا انتهاك لجوهر الميثاق الوطني".
وأضاف: "في ضوء هذه الميزة اللبنانية، كيف وبأيّ حق يُحجم المجلس النيابي عمدًا عن عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية، وسدّة الرئاسة فارغة منذ سنة. ومعلوم أنّ بغياب الرأس ينشلّ الجسم كلّه. ومعلوم ايضًا أنّ رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة ثلاثة مؤتمنون على السلطة التشريعية والإجرائية بشكل مترابط يعطي السلطة العليا في الدولة شرعيّتها. فنتساءل: اين شرعيّة ممارسة سلطة المجلس النيابي وسلطة الحكومة والرأس الأعلى غير موجود؟ ألا يناقض ذلك العيش المشترك والميثاق، بموجب منطوق البند، (ي) من مقدمة الدستور؟". وتابع: "لذلك، لا نستطيع القبول بإحجام المجلس النيابي عن القيام بواجبه الوطني الأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو فوق كلّ اعتبار وكلّ شخص. أمام مصلحة الوطن، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، تتبخّر جميع المصالح والاعتبارات، وما عدا ذلك مخالفة جسيمة للدستور".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وديع الخازن زار الراعي مهنئاً بالعيد: لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي مطارنة الأبرشيات مع الكهنة، كما التقى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن يرافقه نجله المهندس إيلي ووفد من المجلس برئاسة ميشال متى.
وقال الخازن بعد اللقاء: "تشرّفنا بلقاء أبينا الكاردينال للتهنئة بعيد الميلاد المجيد وحلول السنة الجديدة آملين أن تحمل في طيّاتها تباشير الخير والاستقرار للبنان، كما تطرّقنا إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر فيها البلد، وقد اثنينا على مواقف غبطته النابعة من صميم ثوابت الكنيسة المارونية التي تُكرّس وحدة العيش، والتي هي بمثابة الأقنوم الأول في مفهوم لبنان. فلا ميثاقية دستورية إلاّ بموجب هذا المفهوم الذي يُعطي للبنان وجهه الحضاري المُتميّز في تنوّعه الديني والثقافي والديمقراطي الذي نشأ في بيئة حاضنة لخصوصياته التاريخية من دون المسّ بالمسؤوليات في تقاسم السلطة وتراتبيتها وفق اتفاق الطائف، الأمر الذي يحتّم إجراء انتخاب رئيسًا للجمهورية في أسرع وقت ممكن وفي الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري، فضلًا عن تأليف حكومة إنقاذية وموثوقة تحظى بصلاحيات استثنائية للحفاظ على مسيرة مؤسسات الدولة وعودة الثقة إلى البلد".
الى ذلك، زار وفد المجلس العام الماروني السفارة البابوية في حريصا ، وقدم التهاني بالأعياد للسفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا.