ماذا يحدث في مهرجان القاهرة السينمائي؟!
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
ما يجري على أرض غزة، المدينة الباسلة التي تباد عيانًا بيانًا، على مرأى ومسمع من العالم الأصم، مشهد دموي بشع لم يخطر ببال أعتى مخرجي أفلام العنف، ولم تكن أصداؤه بعيدة عن أهل الفن في بلادنا، حيث قررت وزارة الثقافة تأجيل العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية المهمة، في مقدمتها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي كان مقررًا انعقاد نسخته الـ"45" منتصف نوفمبر الجاري.
لم يمر قرار التأجيل مرور الكرام، وثارت حالة من الجدل والانقسامات بين مؤيد ومعارض، ولم تمض بضعة أيام أخرى حتى فوجئ الجميع بـ"استقالة" المخرج أمير رمسيس من منصبه كمدير لـ"القاهرة السينمائي".
تجددت التساؤلات، بعد الاستقالة المفاجئة (التي لم يفصح أمير عن أسبابها)، خاصة أن رئيس المهرجان، الفنان حسين فهمي، "قَبِل" الاستقالة بلا تعليق، ودون توجيه شكر (كما هو معتاد بروتوكوليًا)، وتم حذف صورة "أمير" من صفحة المهرجان، فورًا، ما أوحى للبعض بوجود "نار تحت الرماد"، و"خلافات حادة"، وإن لم يجزم بذلك أي طرف مسئول.
انحصرت التصريحات الرسمية لـ"رمسيس" حول قرار الانسحاب، في "ظروفه الصحية"، وعجزه عن أداء المزيد من المجهود "البدني"، وانشغاله بمشروعات فنية خاصة به (كمخرج)، بينما تناثرت "الأسباب الخفية" في كواليس إدارة المهرجان، فالمخرج الشاب أبدى رفضه لفكرة "إلغاء المهرجان"، بدعوى أن إقامته في مثل هذا التوقيت يمثل رسالة دعم مؤثرة من أهم قوة ناعمة في الشرق الأوسط، وفرصة ذهبية لطرح القضية الفلسطينية أمام العالم، خاصة أنه كان من المقرر منح "جائزة الهرم الذهبي" للمخرج الكبير يسري نصر الله، الذي أعلن رفضه (أيضًا) لفكرة إلغاء المهرجان، حتى لا يوحي ذلك بأن في مصر "قلاقل أمنية".
كان يسري نصر الله، ينتظر حلول الدورة "45" للمهرجان، لطرح أفكاره حول القضية الفلسطينية، وعرض فيلمه "باب الشمس"، الذي أحدث ضجة في العالم، عقب طرحه في 2004، كما أبدى "نصر الله" رغبته بأن تكون النسخة الـ"45" دورة خاصة بالفيلم الفلسطيني.
دار في الكواليس، أيضًا، أن مدير المهرجان فوجئ بقرار الإلغاء، دون تنسيق معه لتقديم اعتذارات لائقة للضيوف الأجانب والمدعوين، وأصحاب الأفلام المشاركة، ما وضعه في موقف محرج، فيما تهامس البعض حول وجود "أزمة مالية" تدور رحاها في الخفاء، وتوجيه "وابل من النقد" للدورة الماضية (الـ44) بتجاهل ضيوف المهرجان شكل الـ"دريس كود" الذي قرره حسين فهمي، وفشل الأخير في إحضار النجم العالمي "ريتشارد جير" لحفل الافتتاح، رغم الإعلان عن دعوته، وفشله أيضًا في إقامة "معرض ملابس عمر الشريف"، رغم الإعلان عنه، وتكرار تكريم الفنانين (مثل لبلبة)، في نفس الوقت تم رفض تكريم الفنانة نجوى فؤاد (التي لعبت دورًا في تأسيس المهرجان وكانت تستضيف فعالياته بأحد فنادقها)، وتجاهل إدارة المهرجان اسم الراحل سعد الدين وهبة (الرئيس الأسبق)، وعدم توجيه الدعوة لزوجته الفنانة القديرة سميحة أيوب، رغم مرور الذكرى "25" لرحيل "وهبة" في نفس موعد إقامة المهرجان، وكذا أزمة عرض "6" أفلام تتناول علاقات مثلية، وأزمة الإقالة المفاجئة لمدير المركز الإعلامي، قبيل افتتاح الدورة الماضية بيوم واحد، وتبادل الاتهامات بينه وبين إدارة المهرجان عبر السوشيال ميديا، واستبعاد مفاجئ أيضًا لكل من أندرو محسن المدير الفني للمهرجان، وجيهان عبد اللطيف مدير حركة الأفلام، دون إبداء أسباب!!
أمير رمسيس، سبق له تقديم استقالة مفاجئة من منصبه كمدير "مهرجان الجونة"، قبل يوم واحد من ختام دورته الخامسة، في 20 أكتوبر 2021، أعلنها على صفحته الشخصية عبر "فيسبوك"، وهو في طريق عودته للقاهرة!!
وبـ "غض النظر" عن الأسباب الحقيقية للانسحاب، ظلت الآراء متأرجحة بين أهمية انعقاد تظاهرة فنية ثقافية بحجم "القاهرة السينمائي" مع إلغاء "الطابع الاحتفالي" تضامنًا مع غزة، وبين الموافقة على تأجيله إلى أجل غير مسمى، لحين وقف شلالات الدم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الثقافة أمير رمسيس مهرجان القاهرة السينمائي تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي القاهرة السینمائی
إقرأ أيضاً:
د.مصطفي ثابت يكتب.. مهرجان الفيوم السينمائي: انطلاقة ثقافية وتسويقية فريدة
تشهد محافظة الفيوم حدثًا استثنائيًا لأول مرة في تاريخها، حيث أُقيم مهرجان الفيوم السينمائي، الذي يمثل نقلة نوعية ستترك أثرًا كبيرًا على المستويين التسويقي والثقافي للمحافظة. هذا المهرجان ليس فقط مناسبة فنية، بل هو منصة تبرز الهوية الثقافية للفيوم، وتعيد تعريفها كمركز جذب سياحي وفني على مستوى مصر والمنطقة.
تحية واجبة إلى محافظ الفيوم ونائبه وكل الأجهزة التنفيذية التي شاركت في تنظيم هذا الحدث البارز، حيث أظهروا تنسيقًا رائعًا وروحًا جماعية أثمرت نجاحًا يليق باسم المحافظة.
اللافت في هذا المهرجان هو الشراكة المثمرة بين محافظة الفيوم وجامعة الفيوم من خلال قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وهو ما يعكس عمق التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية في المحافظة. هذه الشراكة تمثل نموذجًا يحتذى به، حيث تجسدت في دعم وتنظيم فعاليات المهرجان، ما يبرز قيمة العمل المشترك في تحقيق نجاحات كبيرة.
كما أُثني على مشاركة فلسطين، البلد الشقيق، في فعاليات المهرجان، مما أضفى بعدًا قوميًّا وإنسانيًّا على الحدث، وذكرنا بأهمية الفن كوسيلة للتعبير عن القضايا العادلة ومد جسور التواصل بين الشعوب.
نأمل أن تكون هذه النسخة الأولى خطوة أولى نحو تطوير الفكرة واستمراريتها، مع توسيع دائرة المشاركين وتنوع الفعاليات، ليصبح مهرجان الفيوم السينمائي تقليدًا سنويًّا يحتفي بالإبداع والفن، ويعزز مكانة الفيوم كوجهة ثقافية وسياحية رائدة.