أكد النائب علاء مطصفى، عضو مجلس الشيوخ، أن الأبحاث أظهرت أن التقنيات الرقمية يمكن أن تلعب دورًا فعالًا في تقليل انبعاثات الكربون على الصعيدين الوطني والعالمي.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبدالرازق، لمناقشة تقرير لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة عن التنمية الاقتصادية بين مصادر الطاقة والحد من مشكلات البيئة فيما يتعلق بسوق الكربون وضريبة الكربون في ضوء الدراسة المقدمة من النائب عمرو عزت.

وقال: يمكن أن تقلل هذه التقنيات من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 15%، مشيرا إلى أن هذه النسبة تُعد جزءًا كبيرًا من الخفض البالغ 50% الذي يجب تحقيقه بحلول عام 2030، بالإضافة إلى ذلك، تعادل هذه النسبة أكثر من البصمة الكربونية الحالية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مجتمعين.

وأوضح النائب، أن الأبحاث أشارت إلى أن التحول الرقمي في مختلف القطاعات مثل الطاقة والتصنيع والزراعة والإنشاء والخدمات والنقل وإدارة المرور يمكن أن يساهم بشكل فعال في تحقيق هذا الهدف، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاعتماد على تقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن هذه الجهود تتضمن تغييرًا في طرق تصميم وصناعة المنتجات، بالإضافة إلى استفادة من الابتكار والتكنولوجيا في مراحل البحث والتطوير المبكرة، ويمكن أن يسهم كل ذلك بشكل كبير في تقليل البصمة البيئية للمنتجات.
وطالب عضو مجلس الشيوخ، بضرورة أن تتضمن الدراسة جهودًا لتحفيز الشركات على اعتماد تقنيات التحول الرقمي بشكل يسهم بشكل مباشر في تقليل انبعاثات الكربون، مؤكدا أن استخدام التقنيات الحديثة فى الصناعة يساهم في خفض الانبعاثات الإلكترونية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التقنيات الرقمية الكربون الجلسة العامة انبعاثات الکربون فی تقلیل

إقرأ أيضاً:

البنايات المهدمة.. سلاح فعال بيد المقاومة في غزة؟

عمدت إسرائيل إلى تدمير أكبر عدد من البنايات في غزة، بوسع طائراتها أن تضربه، وهي تظن أن مثل هذا الفعل سيسهل مهمة تقدم قواتها نحو أنفاق المقاومة وكمائنها، لكن لم يلبث فعلها أن ارتد عليها، فتحولت الخرائب والركام إلى واحدة من نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة.

تحفر قوات المشاة في الجيوش النظامية خنادق، أو تقيم سواتر ترابية وخرسانية، إن كانت في مهمة دفاعية، وتشق فجاجًا صعبة إن كانت في حالة هجوم، وتفعل كل هذا لتسهيل مهمتها في اصطياد عدوها، أو صده، أو فتح طريق الوصول إليه. ويطلق العسكريون على المساحات المفتوحة "الأرض الصعبة"، لأن القوات تكون مكشوفة أمام العدو، بينما الأماكن ذات التضاريس الوعرة هي "الأرض السهلة"، لأن الطبيعة يمكن أن تعمل لصالحها.

"فن الحرب"

في كل الأحوال تعد الأشياء المادية الثابتة، من غابات وحدائق، ومن بيوت وشوارع، ومن تلال وتبّات وكثبان، ومن أنهار وترع وقنوات ري، جزءًا أصيلًا من مسرح العمليات العسكرية التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار، حال وضع خطط القتال وإحكامها، بحيث يتم تحويل موجودات البيئة إلى عنصر مساعد للقوات في الهجوم والدفاع.

وينصح سون تزو، في كتابه الكلاسيكي "فن الحرب" بتجنب الحروب في المدن، لاسيما إن كانت ذات أسوار عالية، لأنها تستهلك طاقة القتال، وتعمل لصالح سكانها الأصليين. فحروب المدن موصومة بعدم اليقين والتقلب والتعقيد والمخاطر التي يصنعها تداخل منشآت عسكرية ومدنية. ولذا كان جل الجنرالات، على مدار التاريخ، يكرهون القتال في المدن، ويسعون إلى تفاديه.

وفي حال غزة، يواجه الجيش الإسرائيلي مجموعات تمارس نوعًا من "حرب العصابات" التي منحتها الأنفاق كثيرًا من عناصر الفاعلية، وصنعت لها مساحات إضافية للحركة، في بقعة جغرافية ضيقة، حشدت لها إسرائيل كل هذه الفرق القتالية كي تحكم السيطرة عليها.

وساهمت البنايات المهدمة في حدوث انقلاب في "المعادلة العسكرية"، حيث تحولت إلى أماكن اختباء للمقاومين، تمنحهم فرص المباغتة والانقضاض السريع، وتحمي ظهورهم حال انسحابهم بعد مهاجمة الجيش

الإسرائيلي. على النقيض باتت تمثل عبئًا على تقدم هذا الجيش للوصول إلى المقاومين في الأنفاق أو الكمائن.

وما رصدته الأقمار الصناعية، حتى نهاية فبراير/شباط الماضي، يبين أن القصف الإسرائيلي تسبب في إلحاق أذى بحوالي 89 ألف مبنى، أكثر من 31 ألفًا منها دُمّرت تمامًا، ونحو 17 ألف مبنى تضررت بشدة، ونحو 41 ألفًا تضررت بشكل متوسط. وهذا الرقم أكبر مما حدث خلال حرب 2008، حيث بلغ عدد المباني المدمرة 5350 مبنى كُليًا، و16 ألفًا جُزئيًا.

إن البيوت المدمرة خلقت بيئة جغرافية مغايرة لتلك التي اعتاد الجيش الإسرائيلي القتال فيها، سواء كانت أرضًا مفتوحة أو ممرات في سيناء في حروب: 1956 و1967 و1973 ضد مصر، أو هضابًا تكون لمن يسرع في الاستيلاء عليها اليد الطولى على خصمه، مثل هضبة الجولان السورية، أو أرضًا تجمع بين الربوات والسهول في جنوب لبنان.

توغل خاطف ومحسوب

ويطلق الجيش الإسرائيلي على الحرب الحضرية اسم "لاشاب بالعبرية"، وهو لديه تكتيكات حربية واسعة النطاق، تشمل استخدام ناقلات جنود مُدرّعة ثقيلة، وجرافات مُدرّعة، وطائرات بدون طيار للاستخبارات السرية، وغيرها، فضلًا عن تدريب القوات على القتال في مساحات صغيرة.

وفي مواجهة الفلسطينيين، وقفت الثقافة العسكرية الإسرائيلية، عند حدود التطويق والاختراق المحسوب على الأرض، والقصف المفرط من الجو والبحر. ففي حرب 1948 كانت القوات الإسرائيلية تطوّق القرى والبلدات الفلسطينية من ثلاث جهات، وتترك جهة رابعة للخروج والهروب، ثم تتوغل ضاربة بشدة، وفق طريقة عرفت بـ "حدوة الفرس"، محققة بها هدفها في تهجير الفلسطينيين من قراهم.

وفي الضفة الغربية أقامت إسرائيل جدارًا عازلًا عنصريًا، يؤدي دورًا دفاعيًا من الناحية العسكرية، إذ يحرم أية مجموعات فلسطينية مقاتلة من تنفيذ هجمات مباغتة. أما المداهمات التي تقوم بها وحدات عسكرية إسرائيلية بين حين وآخر للمدن والمخيمات والقرى، فقد كانت تتم بحذر، ووسط تأمين لتقدم القوات، لمنع خسائرها أو تقليصها إلى أدنى حد، وكانت تقوم أحيانًا بهدم بيت أو بيوت قليلة، لتسهيل تقدمها، أو تأمين تمركزها.

أما غزة فقد عانت القوات الإسرائيلية من هجمات مباغتة لقواتها ومستوطناتها قبل أن تضطر إلى تفكيكها والانسحاب من القطاع نهائيًا عام 2004. وركزت إسرائيل في حروبها اللاحقة ضد غزة على القصف الجوي، أو التوغل البري الخاطف والمحسوب، وهو ما تغير في الحرب الراهنة من خلال اجتياح بري كامل من عدة محاور، بعد قصف عنيف هدمت فيه أحياء سكنية بكاملها.

وكانت إسرائيل تريد من وراء هذا الهدم المنظم أن تجبر السكان على النزوح، إما للتخلية بين قواتها وبين المقاومين، تحت الأرض أو فوقها، أو الدفع تجاه تحقيق الهدف الأكبر المتواري، وهو تهجير أهل القطاع بشكل تام، لتحويله كاملًا أو جزءًا كبيرًا منه إلى مستوطنات مرة أخرى، إلى جانب تحقيق نصر عسكري سريع باستخدام نظرية "الصدمة والرعب"، أو الانتقام مع أهل غزة جميعًا، الذين نبتت بينهم المقاومة.

تبديد الأهداف

لكن هذا الهدم المنظم للمباني، الذي لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وجاء هذه المرة أشد وطأة نظرًا لضيق المساحة الجغرافية لغزة، لم يلبث أن تحول إلى واحد من الأسباب المهمة لتبديد الأهداف الإسرائيلية برمتها، سواء في التهجير أو القضاء المبرم على المقاومة، حسبما أعلنت إسرائيل في اليوم الأول للحرب، أو على الأقل إثارة الفزع والغضب العارم بين السكان، بغية نزع الحاضنة الشعبية عن المقاومين.

فالأحياء السكنية المهدمة عززت الصورة المتوحشة للقوات الإسرائيلية، جنبًا إلى جنب مع دم الأطفال والنساء والعجائز، وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ومراكز الإيواء، وكل هذا نبّه العالم إلى مسألة تهجير الفلسطينيين. في الوقت نفسه منحت المباني المهدمة المقاومة فرصًا للحركة، التي تعتمد بالأساس على الفرد المقاتل، أو الراجِل المسلح بسلاح خفيف، لمباغتة تجمعات القوات الإسرائيلية، لاسيما في ظل إصرارها على التقدم للوصول إلى ما تقول إنها بدايات الأنفاق.

في الوقت نفسه لم يحل هدم المنازل، الذي يشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن إعادة بنائها قد تستغرق عقدين من الزمن على الأقل، دون إصرار السكان على البقاء في أماكنهم، حتى لو نصبوا خيامًا فوق أطلال بيوتهم، وحتى حين اضطروا إلى النزوح عنها، لم يلبثوا أن عادوا إليها حين سنحت لهم الفرصة بذلك. ووفر وجودهم هذا حاضنة شعبية ودعمًا لوجيستيًا للمقاومة المنتظمة والمدربة، أو لمقاومين متطوعين انخرطوا في القتال مع طول أمد الحرب.

لقد زاوجت المقاومة بين الاستفادة من تكتيكات "حرب المدن" و"سياسة الأرض المحروقة" التي صنعها الجيش الإسرائيلي نفسه، بهدم أحياء كاملة؛ بغية الاستيلاء التام عليها، فحدث العكس تمامًا. طوق الركام الإسرائيليين، وجعل هجومهم يحتاج المزيد من المقاتلين، وصار بالنسبة لهم أكبر شَركٍ خداعي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مطالب الأحزاب من الحكومة المرتقبة: تعزيز برامج الحماية.. والاعتماد على كفاءات تدعم التنمية
  • جو هارت: الفوز على سلوفاكيا جعل إنجلترا تخرج من موقف صعب
  • برلمانى: انعكاسات إيجابية على الاقتصاد بعد مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي
  • بدء الوقف التدريجي لخدمات "الجيل الثالث" في السلطنة
  • وزير الطاقة: لن يغلبنا أحد في عملية تقليل كلفة إنتاج الطاقة بكل أشكالها
  • وزيرة البيئة: برنامج الصناعة الخضراء يحسن الأداء ويقلل انبعاثات الكربون
  • 4 عادات خاطئة يجب التوقف عنها لخفض استهلاك الكهرباء
  • البنايات المهدمة.. سلاح فعال بيد المقاومة في غزة؟
  • إليك بعض النصائح النفسية لتتواصل بشكل فعال مع ابنك المراهق
  • بعد توقيع اتفاقية لإنتاجها.. ماذا تعرف عن الأمونيا الخضراء وأبرز مزاياها؟