هل خيّب نصر الله انتظارات المنتظرين؟.. بين الطاقة العاطفية ومقتضيات الجغرافيا والزمن
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
1- ملاحظات في الشكل
أ- تم الإعلان عن الخطاب قبل أيام، وفي ذلك دلالات ورسائل عديدة بأن الخطاب ليس مجرد كلام عادي وأنه حدث وليس حديثا، وأنه يستحق أن يُضرب له موعد وأن يستعد له المهتمون فيرتبون التزاماتهم بما يسمح بتخصيص وقت لسماع الخطاب.
ب- الخطاب ليس موجها فقط لجمهور المقاومة أو لأنصار الحزب أو للناس في غزة وباقي الأراضي المحتلة، إنما هو موجه للعدو ولداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
ج- الإعلان عن موعد الخطاب كان فسحا لمجال الوساطات وتقديم العروض قبل إعلان أي التزام عسكري لن يكون ممكنا التراجع عنه حفاظا على ما يتمتع به صاحب الخطاب من مصداقية وموثوقية، فالخطاب الذي سمعناه ليس خاليا من "تعديل" على ضوء اتصالات أعتقد أنها حصلت من أجل تهدئة الأجواء في المنطقة مع تعهد تلك الجهات المتدخلة بالإسراع في العمل على إيقاف العدوان، وقد أشار الخطيب إلى الجهة المسؤولة عن الحرب محملا إياها مسؤولية إيقافها ومشيرا إلى مطالبتها هي للحزب بعدم توسيع دائرة الصراع.
2- في دلالات الخطاب
في الحروب، التهديد بسلاح أفضل من استعماله، وأكثر الحروب ربحية هي التي نحقق أهدافها دون خوضها، وهذا أسلوب يستخلصه ذوو التجارب الكبيرة من معاركهم السابقة التي خاضوها وقدموا فيها تضحيات، وهو أسلوب يوائم بين تحقيق قدر عال من الأهداف مع تخفيف حجم الكوارث والمصائب
في الحروب، التهديد بسلاح أفضل من استعماله، وأكثر الحروب ربحية هي التي نحقق أهدافها دون خوضها، وهذا أسلوب يستخلصه ذوو التجارب الكبيرة من معاركهم السابقة التي خاضوها وقدموا فيها تضحيات، وهو أسلوب يوائم بين تحقيق قدر عال من الأهداف مع تخفيف حجم الكوارث والمصائب، وهي كوارث كبرى ولكنها ستكون أكبر بدخول المنطقة حربا كبرى.
الخطيب أكد حقيقة أن عملية "طوفان الأقصى" هي قرار حماس وتنفيذ حماس، والأرجح أنها رسالة لأطراف تبرر قبولها ذبح حماس وتدمير غزة بكون إيران وحزب الله وراء العملية. المتخوفون من حضور إيران في الطوفان هم الأمريكان والأوروبيون وأغلب حكام العرب، وقد أشار الخطيب بوضوح إلى ذلك حين قال إن المتخوفين من انتصار حماس يخشون أن يكون انتصارها انتصارا لإيران وللإخوان.
الخطيب طمأن حكام العرب بأن انتصار غزة هو انتصار للبنان ولمصر ولسوريا وللعراق وللجميع.
التحكم في منسوب الدعم تحكمه موازنات عدة؛ موازنة لبنانية حيث يعارض عدد من اللبنانيين اشتراك الحزب في حرب قد تجلب على بلدهم ويلات شبيهة بويلات حرب تموز 2006، وموازنات عربية، حيث لا يريد حزب الله ولا الإيرانيون ملأ الفراغ بالكامل في غياب عواصم عربية وازنة مثل مصر والسعودية حتى لا يجد أعداء المقاومة الفلسطينية مبررا للتحريض عليها. وقد لاحظنا تحركات وزير خارجية إيران في كل الاتجاهات واتصالاته بالمسؤولين في مصر والسعودية وتركيا إلى جانب لبنان وسوريا، وكذلك فعل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
الخطاب كانت فيه إشادة كبيرة بشجاعة المقاومة الفلسطينية وبعراقة الشعب الفلسطيني وعلو همته ووافر عطائه وعظيم صبره، وفي الخطاب تذكير بالقيم الانتصارية وبمعاني الصبر والصمود، وهي رسالة موجهةٌ لطَيْفٍ كبير من ذوي العواطف الجياشة قد يضعفون أمام مشاهد الخراب والموت والعذاب، تلك طبيعة إنسانية تجعلنا أحيانا نفقد معنى الحياة حين تتكالب علينا المصائب بما يفوق طاقتنا وصبرنا وقدراتنا، وهي حالات نحتاج فيها استمداد طاقة إضافية من عالم الغيب.
وتأكيده على أن الجبهة اللبنانية "لم تكتف" بما قدمته بداية من اليوم الثاني لطوفان الأقصى، هو ليس كلاما لطمأنة أصدقاء يعرفون ما قد يكون بينهم من اتفاق ضمني، ولكنه كلام موجه للعدو لتهديده بأن الجبهة اللبنانية ستتدخل بما يخدم الهدف من المعركة وهو انتصار فلسطين وانتصار حماس بالذات.
ذكر بأن الانتصار لن يكون انتصارا "بالضربة القاضية" لأن موازين القوى لا تسمح بذلك، وهذا لا يحتاج تفصيلا، وإنما الانتصار الممكن هو "انتصار بالنقاط"، وهذه استراتيجية الحروب الطويلة، تحتاج طول نفس وصبرا واحتسابا واستعدادا للتضحية والعطاء.
نقطة مهمة تضمنها الخطاب، وهي الذهاب مباشرة إلى "رأس الأفعى" بدل ضرب ذيلها، فقد اتهم أمريكا بكونها هي المعتدية وكونها أتت للمنطقة لتخويف الشعوب ولمساندة الكيان الغاصب، وهو يذكّرها بتفجير مقر المارينز ببيروت في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1983؛ وقتل 300 من عناصرها، ليقول لهم إن من هزموكم يومها هم الآن معهم أبناؤهم وأحفادهم وأن الوسائل متوفرة (وهذه رسالة يفهما الأمريكان جيدا).
3- سقف الخطاب وأحلام المنتظرين
حدد الخطيب هدفين؛ هدفا عاجلا هو شرط لعدم توسع دائرة الحرب، وهدفا بعيدا رأى أن تحققه حتمي لارتباطه بأمن الجميع وخاصة لبنان ومصر وسوريا والأردن، حيث سيمنع انتصار غزة عنجهية الكيان المحتل فلا يفكر في مزيد العدوان على تلك الدول، والهدفان هما:
من يرفعون سقف الانتظارات هم من يحسنون الظن بجهة معينة، وبقدر ما تكون الانتظارات عالية تكون الخيبات صادمة حين لا نجد حدا معقولا مما انتظرناه. ولكن علينا ونحن نرسم انتظاراتنا أن نعيد النظر في المشهد لا بما هو حالة نفسية، بل بما هو واقع متحرك في الجغرافيا وفي الزمن
أ- إيقاف العدوان، وهو هدف عاجل وممكن، ومتاح حتى للدول المتراخية، إذ يمكن أن يكون لها شرف الإسهام في تحقيقه، وقد عجزت عن دعم المجهود القتالي للمقاومة. ويرى الخطيب أن الأمريكان معنيون قبل غيرهم بذلك لكونهم هم من يدير العدوان.
ب- تحقيق انتصار غزة، وهذا يترك مجال تدخل الجبهة اللبنانية مفتوحا ويبقى الاحتمال واردا في أي لحظة، وتلك رسالة واضحة لمن يشتغل على دلالات الخطاب، فالذين يعملون على إطالة أمد الحرب ويشجعون الكيان الغاصب على التمادي في العدوان عليهم أن ينتظروا تدخل أطراف عدة في المعركة وبنسق أكبر، وقد ذكر العراق واليمن.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي كان فيها الكثير من الخيبة، خاصة ممن كانوا شبه متأكدين من أن الأمين العام لحزب الله سيُعلن بشكل واضح عن دخوله المباشر في المعركة.
عادة، من يرفعون سقف الانتظارات هم من يحسنون الظن بجهة معينة، وبقدر ما تكون الانتظارات عالية تكون الخيبات صادمة حين لا نجد حدا معقولا مما انتظرناه. ولكن علينا ونحن نرسم انتظاراتنا أن نعيد النظر في المشهد لا بما هو حالة نفسية، بل بما هو واقع متحرك في الجغرافيا وفي الزمن. وهنا علينا الاستعانة بأهل الاختصاص في مجال الحروب وحركات المقاومة حتى يكون فهمنا أدقّ وحتى لا نشعر بالخيبة بسبب توقعات هي أقرب للأمنيات منها إلى الاستشراف.
twitter.com/bahriarfaoui1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس لبنانية حزب الله الفلسطينية لبنان فلسطين حماس حزب الله نصر الله مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بما هو
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يبارك انتصار لبنان ويصفه بـ «التاريخي»
وتوجه السيد القائد بالتهاني والمباركة لحزب الله قيادة ومجاهدين ولكل جمهور المقاومة وللشعب اللبناني بكله وللبنان رسميا وشعبيا سائلا الله أن يتم لهم هذا النصر وأن يقيهم شر العدو الإسرائيلي. مؤكدا أن ما بعد الانتصار في لبنان تتعاظم المسؤولية على أمتنا الإسلامية لنصرة غزة.
وقال السيد القائد: “ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات” جملة هتف بها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه متوجا بها انتصارا إلهيا تاريخيا في مرحلة مهمة جدا”، لافتا إلى أنه عندما نشأت في لبنان أمة مجاهدة مؤمنة تأخذ بأسباب النصر تَحَقق الوعد الإلهي الذي وعد الله به عباده المؤمنين، والله لا يخلف وعده
وأكد السيد أن الله سبحانه وتعالى منَّ بانتصار تاريخي عظيم ومهم جدا على العدو الإسرائيلي مباشرة، ليضاف هذا الانتصار إلى سجل من الانتصارات الكبرى والتاريخية والمهمة.
موضحا أن الانتصار الذي منّ الله به في هذه المرحلة الحساسة والمهمة في مواجهة العدو الإسرائيلي جاء بعد عدوان واستهداف غير مسبوق للبنان وحزب الله، فالاستهداف الذي تعرض له لبنان وحزب الله كان مدعوما أمريكيا بشكل كبير جدا، فالأمريكي شريك في خيبة الأمل كما كان شريكا في العدوان والإجرام بكل ما قدمه من دعم كبير للعدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان.
وأضاف: النصر الذي تحقق في لبنان هو من الله سبحانه وتعالى وثمرة لجهود الرجال المؤمنين الثابتين، والحاضنة الشعبية الصابرة. لافتا إلى أن الصبر من أهم أسباب النصر عنما يكون في إطار الموقف والعمل والتضحية والتوكل على الله والثقة به واحتساب الشهداء عند الله.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي كان يراهن على ما قد ألحقه بحزب الله من ضربات موجعة ومؤلمة واستهداف للقادة أنه قد هيأ الأرضية اللازمة لإلحاق هزيمة كاملة بحزب الله.
وقال السيد:” إذا كان لدى البعض تصور أنه ليس بالإمكان إفشال العدو الإسرائيلي فهذا الانتصار التاريخي في لبنان شاهد من الواقع على أنه بالإمكان أن يتم إفشال العدو الإسرائيلي”.
فشل أهداف العدو في لبنان
وأوضح السيد أن الأهداف التي أعلنها العدو الإسرائيلي لعدوانه على لبنان مرتفعة السقف وتمثل طموحاته وأمانيه ضد حزب الله فأهداف وطموحات العدو الإسرائيلي في لبنان كانت تدمير حزب الله ونزع سلاحه وألا يبقى للمقاومة الإسلامية أي وجود في لبنان وألا يبقى للجهاد أي راية، كما أراد العدو أن يفرض تغييرا سياسيا من خلال الحملة التي أطلقها الأمريكي لفرض معادلات في خدمة العدو الإسرائيلي ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى ما يعبرون عنه بالشرق الأوسط بشكل كامل. مؤكدا أن الأعداء يعتبرون جبهة حزب الله في لبنان ذات أهمية كبيرة جداً على مستوى واقع الأمة بكلها.
وأكد السيد أن ما تحقق في لبنان هو نعمة من الله في فشل العدو الإسرائيلي وخيبة آماله. لافتا إلى أن المعيار للانتصار في لبنان يتجلى في ثلاثة أمور: أهداف العدو المعلنة، وعمليات حزب الله التي ألحق بالعدو النكاية الكبيرة، والفشل المتكرر في الميدان.
وأشار إلى أن ما كان يتمناه العدو الإسرائيلي ويسعى له أن يتحول الوضع لحزب الله إلى حالة سياسية تترك المسار الجهادي وتتخلى عن راية الجهاد.
وأكد السيد أن العدو فشل فيما كان يتمناه بتغيير الوضع السياسي في لبنان من خلال الحملة الأمريكية لإثارة الفتنة الداخلية والضغط على القوى اللبنانية لفرض متغيرات لخدمة العدو الإسرائيلي
وقال السيد: يشهد لوجود قدرات حزب الله الأحد اللاهب الذي أمطر فيه حزب الله بالصواريخ وبالطائرات المسيرة يافا المحتلة التي يسميها العدو بـ “تل أبيب””، وأضاف: “تجلى في عمليات حزب الله اليومية وخصوصا يوم الأحد اللاهب أنه على مستوى القدرات لا يزال في وضع قوي ومتماسك وبمستوى كبير”.
انتصار حزب الله
وأكد السيد أن انتصار حزب الله تجلى بالنكاية الكبيرة التي ألحقها بالعدو الإسرائيلي في ضباطه وجنوده وآلياته العسكرية والتأثير على المستوى المعنوي في الجيش الإسرائيلي، كما تجلى انتصار حزب الله في الفشل المتكرر في عمليات العدو الإسرائيلي التي أراد بها التوغل والتقدم في مسارات أخرى كان يسعى للوصول إليها في الميدان.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي حرص على التكتم الإعلامي والتغطية على ما يحدث حتى لا يظهر حجم خسائره في الميدان والمغتصبات والقواعد، وإعلام العدو يتحدث عن الخسائر والتأثير الكبير على الوضع الاقتصادي وكلفته الكبيرة بسبب الشلل الذي أصابع مصانع العدو شمال فلسطين المحتلة، كما أن حجم المواجهة الساخنة جدا مع الجبهة اللبنانية زاد من التأثيرات الكبيرة على وضع العدو الاقتصادي المتأثر والمتضرر جدا بفعل عدوانه المستمر على غزة.
وأضاف: “كان للنكاية بالعدو والتأثير عليه تأثير كبير في تحقيق الانتصار المهم”، مشيرا إلى أن العدو رأى أن الكلفة إلى الوصول لأهدافه المعلنة كبيرة وأصبحت متعذرة ووصل إلى حالة يأس من القضاء على حزب الله.
وقال السيد القائد: الصمود والتماسك العظيم في الجبهة الداخلية اللبنانية لم يكن يتوقعه الأعداء. موضحا أن الوضع الداخلي في لبنان كان يعتبره الأعداء هشا ومأزوما ويتصورون أنه سيساعد على إثارة فوضى عارمة في كل لبنان.
شواهد فشل العدو
وقال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي:” ان تبرير المجرم نتنياهو للاتفاق الذي تم شاهد على حجم النكاية بالعدو الإسرائيلي، لأنه تحدث عما يعانيه ما يسميه بـ “الجيش الإسرائيلي” وحاجته إلى الترميم فالمجرم نتنياهو تحدث عن مستوى الخسائر والكلفة الكبيرة بالرغم من الدعم الأمريكي والدعم الغربي الهائل جدا.
ولفت إلى أن في مقدمة دلالات النصر المهم في لبنان هو الدلالة الواضحة على إمكانية فشل العدو الإسرائيلي مهما حظي به من دعم أمريكي وغربي.
وأوضح أن الجبهة الإسرائيلية ضد أمتنا الإسلامية وفي مقدمة العرب باتت كما يتضح ويتجلى جبهة غربية أمريكية، فما يُلقى من قنابل وصواريخ على الفلسطينيين واللبنانيين قد يكون بكله من القنابل والصواريخ الأمريكية.
وجدد التأكيد على أن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه المعلنة رغم الدعم الكبير بالعتاد من ألمانية وفرنسا وبريطانيا وهولندا ودول أوروبية وغربية.
وأشار السيد إلى أن حالة اليأس وعُقَد الإحباط والشعور بالهزيمة أثّرت عند بعض العرب على مواقفهم تجاه ما يحصل، مؤكدا أن الانتصار في لبنان يدل على أنه بالإمكان أن يفشل العدو وأن يُهزم عندما تتوفر العناصر الأساسية والمهمة لتحقيق النصر.
وقال السيد: “لو نجح العدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان فلن تكون المأساة على لبنان بل سيوظف ذلك على مستوى المنطقة بكلها”. لافتا إلى أن واقع الأنظمة يشهد أنها جاهزة للهزيمة ابتداء.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي يطمع فعلا أنه لو تخلص من لبنان وفلسطين والقوى الحية في الأمة، سيطمع في السيطرة على الأمة وفرض ما يريده مع الأمريكي. انتصار حزب الله انتصار للأمة.
وأكد السيد القائد أن الانتصار في لبنان انتصار للأمة بكلها ويدفع عن الأمة الكثير من المخاطر، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي هو قلق جدا من حزب الله في لبنان ومن الجبهة اللبنانية باعتبارها جبهة قوية فعّالة مباشرة ألحقت به الهزائم تلو الهزائم.
موضحا أن جبهة لبنان جبهة مباشرة وقريبة على الحدود مع فلسطين المحتلة وهذا يزعج العدو جدا، كما يزعجه النموذج الذي قدمه حزب الله فنموذج حزب الله يشهد على أنه عندما تتحرك شعوب أمتنا الإسلامية وتحمل التوجه الإيماني والبصيرة والوعي، وتأخذ بأسباب النصر، فإنه يمكنها أن تهزم أعداءها وأن تكون في منعة وعزة.
ولفت إلى أن الأعداء يرون في نموذج حزب الله عائقا أمام مشروعهم في السيطرة على المنطقة ومشجعا وحجة على بقية الشعوب. مؤكدا أن جبهة حزب الله المتقدمة حالت بين العدو الإسرائيلي وبين امتداده بالمستوى الذي يريده إلى بقية البلدان.
وقال السيد: “لقد تجلى في لبنان ثمرة الصبر والجهود العملية والأخذ بأسباب النصر والاستعداد المسبق من البناء الإيماني المعنوي والعملي، مؤكدا أن مما أفاد حزب الله وساعده على التماسك والصمود بالرغم مما حدث له هو الاستعداد في الشقين المعنوي والمادي وكان سببا في الرعاية الإلهية.
وأضاف: “الله مع الصابرين ممن هم في إطار عمل وموقف، صبر أثناء العمل لما يلزم من إعداد وتجهيز واستعداد”. وأشار السيد إلى أن الأمريكي يحاول أن يقلل من حجم الانتصار لحزب الله في أساليبه المتنوعة التي يشتغل فيها لاحتواء الوضع السياسي، فقد حاول الأمريكي أثناء ذروة التصعيد أن يوظف الهمجية الإسرائيلية لصناعة اهتزاز كبير في الساحة الداخلية لكنه فشل ولا يزال يعيد الكرة من جديد. وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي يطلق تصريحات عنترية، يحاول أن يتحدث بلغة المنتصر ولكنه فاشل وفشله واضح. وأكد أن الجولة هذه لا تعني نهاية الصراع ولا نهاية الخطر الإسرائيلي على لبنان. موضحا أنه ليس هناك أي ضمانة لحماية لبنان مستقبلا إلا مجاهدوها وأهمية المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، مضيفا أن الخطر الإسرائيلي متربص وبكل حقد وبكل طمع ووفق الرؤية الاستراتيجية للعدو التي تجعل لبنان بكله جزءا من مناطق السيطرة التي يسعى الإسرائيلي للسيطرة عليها، كما أن الأمريكي يحرّض باستمرار ضد حزب الله، ومن المتوقع أن يكثر من التحريض في هذه المرحلة وأن يشغّل كل أبواقه. وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الجبهة اللبنانية في مرحلة الإسناد ومرحلة مواجهة العدوان حققت نتائج مهمة في النكاية بالعدو الإسرائيلي وألحقت به الخسائر الكبيرة.