يعانى مرضى الفشل الكلوى والكبد والأورام من صعوبات شديدة فى الحصول على كيس دم، وهم فى حاجة ماسة إلى نقل دم باستمرار، حرصا على حياتهم المهددة بالموت، وهناك شح ونقص حاد فى عدد من أنواع فصائل الدم وخاصة النادرة منها «السالبة»، ليقع المريض ضحية، وقد تتوقف حياته تماما نتيجة لانتظاره كيس دم واحداً، أو ينتظر الموت المحقق على مرأى ومسمع من الجميع.

 وتتفاقم أزمة نقص أكياس الدم ومشتقاته لدى عدد من بنوك الدم بالمستشفيات الخاصة وبعض الحكومية، التى تشترط وجود أربعة متبرعين فى مقابل الحصول على كيس دم واحد للمريض، وبعض الحالات المرضية تتطلب ثلاثة أو أربعة أكياس، وهنا يتحول الأمر إلى شبه مستحيل لتوفيرعدد مناسب من المتبرعين، وهى حالات صعبة تهدد حياة المرضى. 

ومن المعلوم أن حالات مرضى الفشل الكلوى والكبد والأورام فى حاجة إلى نقل دم باستمرار، وكذلك مرضى أنيميا البحر المتوسط «الثلاثيميا»، والتى تحتاج نقل الدم شهرياً على الأقل 2 كيس شهريا أو أكثر، وهذا يحتاج 8 متبرعين على الاقل شهريا لأخذ 2 كيس دم، وهناك حالات تحتاج كيس دم أسبوعياً ومعه 4 متبرعين كل أسبوع.

وهناك نقص واضح فى مشتقات الدم مثل أكياس البلازما والصفائح الدموية وكذلك التوافق حسب فصيلة دم المريض وكيس الدم، والخط الساخن للهاتف ينتظر المريض نصف ساعة دون جدوى، ويخبره الموظف بالعودة للتواصل معه، دون فائدة، والمرضى حالات طوارئ وجراحات.

ومن جانب آخر أصبح التبرع بالدم عملة نادرة، وعلى الرغم من أنه عمل إنسانى بالمقام الأول، ينقذ أرواح مئات الآلاف من المواطنين، ورغم انتشار عربات التبرع بالدم فى كثير من المناطق، إلا أنها لم تحقق هدفها المطلوب نتيجة لغياب الوعى لدى المواطن.

ويوضح أحد أطباء أمراض الدم، أن السبب الرئيسى لنقص الدم هو انعدام ثقافة التبرع لدى المواطنين، ومطلوب التوعية بثقافة التبرع بالدم طوال العام، وليس فى أثناء الحوادث فقط، وهذا المتبع فى أغلب دول العالم، ويكون الدم متوافراً فى المستشفيات طوال العام.

ويؤكد أستاذ أمراض الدم، أن جزءاً كبيراً من المشكلة يتحمله الإعلام فى التوعية بأن الدم ليس للأزمات فقط، وهناك حالات مرضية تحتاج إلى دم بشكل منتظم، لذلك لا بد أن يكون هناك تبرع ثابت لهذا المنتج النادر، حتى يتوافر رصيد دائم منه طوال العام.

ويختتم قائلاً: لا يمكن مواجهة هذا النقص إلا بزيادة الإقبال على التبرع، وأن يعلم كل مواطن أن مشكلة نقص أكياس الدم ترجع إلى إحجامه نفسه عن التبرع، وإذا تمكنا من سد العجز الموجود سوف تختفى تلك المشكلات ونجد الدم متوافراً دون أى تكاليف.

 وفى معاناة تتجدد كل يوم، لكثير من الحالات المرضية، وخاصة مرضى الأمراض المزمنة كالكبد والفشل والكلوى والأورام، على حد سواء، نتيجة إرتفاعات متتالية فى الأسعار، للدم ومشتقات الدم، ووصلت الزيادة والغلاء فى بعض الأصناف إلى ثلاثة وأربعة أضعاف الثمن خلال هذا العام، مع اختفاء وشح واضح فى بعض الأنواع النادرة الهامة، مما فتح الباب على مصراعيه أمام السوق السوداء للتلاعب بالأسعار، واستغلال حاجة المريض، ووصل الحال بإحدى الأمهات التى قالت «إنها تجارة الحرام، هل معقول شراء كيس الدم من أحد المستشفيات الخاصة بمبلغ ألفين وثلاثمائة جنيه، بسبب اختفائه من المستشفيات، فى حين أن ثمنه يتراوح بين أربعمائة إلى ثمانمائة جنيه بالمستشفيات الحكومية، نجيب منين ونعمل إيه، والبدائل مرتفعة الثمن لا نقدر عليها، والمعاش ضئيل لا يكفى مصاريف الإيجار والطعام؟!».

ولدينا احتياجات وأدوية يومية مستمرة للمريض مدى الحياة مثل حاجته للطعام والشراب، وتمثل عبئاً غير طبيعى على الأهالى، بجانب أسعار الدم، وهى تفوق فى تكلفتها الأسر محدودة الدخل.

وطالب المرضى بسرعة تدخل الجهات المعنية بالدولة والرقابية على وجه الخصوص، لبحث وعلاج هذه المشكلة الضخمة التى تهدد حياة آلاف الحالات المعتمدة فى حياتها على أكياس الدم.

كما طالب الأهالى بتوفير أكياس الدم بأسعار مناسبة دون مبالغة فى متناول المواطن البسيط، وإلغاء شرط وجود 4 متبرعين مقابل الحصول على كل كيس دم.

الدولة مشكورة تقدم كل شيء مجاناً للمرضى المنتفعين بنظام التأمين الصحى، لكن هناك أعداداً ضخمة من الحالات المرضية خارج منظومة التأمين الصحى، وليس لديهم بديل لتوافر أكياس الدم.

د. خالد عبدالغفار وزير الصحة

«الوفد» تضع هذه المأساة والمناشدة العاجلة إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، لسرعة التدخل وضبط التجاوزات التى تحدث فى بنوك الدم وتهدد صحة وحياة آلاف المرضى. 

 «الوفد»، قامت بجولة ميدانية على عدد من بنوك الدم بالمستشفيات الخاصة والحكومية بعدة مناطق مختلفة، كما قابلت عدداً من الحالات المرضية، التى تتجرع مرارة الألم والفقر والمرض، نتيجة عدم توافر بعض فصائل الدم المطلوبة، وأغلب المرضى من الفقراء البسطاء المعدمين الذين لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، وأصبحت صحتهم فى تدهور مستمر، نتيجة التوقف عن تعاطى الدواء غير المتوافر، والعجز عن سداد ثمن أكياس الدم ومشتقاته بعد مضاعفة الأسعار عدة مرات، والتى وصلت لارتفاعات جنونية لا يقدر عليها أغلب المواطنين، وصارت مهددة للحياة بعد توقف البعض عن تعاطى الدواء الضرورى.

وهذا لا يرضى أبداً الجهات المسئولة بالدولة، التى تسخر نفسها فى خدمة الوطن والمواطن، لكن المشكلة فى مافيا الدم التى تتاجر وتتربح بآلام مرضى بين الحياة والموت، للتلاعب بأسعارها، لإجبار المواطن على قبول الأمر الواقع، والتى أوصلت المرضى لهذا الوضع المؤلم، وفى الوقت ذاته لا يتحملون تهديد صحتهم وتعرضها للخطر، ولماذا 4 أكياس من متبرعين مقابل كيس دم واحد للمريض؟!.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفشل الكلوى الكبد والأورام كيس دم نقل دم الوفد رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الحالات المرضیة أکیاس الدم بنوک الدم کیس دم

إقرأ أيضاً:

خطر خفي في أكياس الشاي «الفتلة».. نصائح لتجنب مخاطرها

تناول كوب من الشاي في أي وقت من اليوم، من سمات كثير من الناس، لكن هناك خطر خفي قد لا يعرفونه في أكياس الشاي، يمكن أن يضر الصحة على المدى البعيد، ويقع فيه محبو مشروب الشاي الساخن «الفتلة»، إذ يؤثر على المعدة ويسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.

أضرار أكياس الشاي الفتلة

الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، وهناك أضرارا تختبئ في أكياسه، بحسب ما أشارت إليه دراسة علمية نُشرت في ديسمبر 2024، موضحة أن أكياس الشاي  تحتوي على مليارات من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، التي تتسرب إلى الجسم وتؤثر عليه، كما تعطل التوازن الطبيعي للإنزيمات والميكروبات المفيدة في الأمعاء، ما قد يدمر الجهاز الهضمي بالجسم.

وذكرت الدراسة أنّ مليارات من جزيئات البلاستيك الضارة يمكن أن تطلقها أكياس الشاي في أجسامنا، بحسب ما نشره موقع «Science Alert»، المتخصص في الشئون الصحية، فإن تلك الجزيئات تسبب التأثيرات الصحية طويلة المدى مثل السرطان، لأنه يؤثر على الأمعاء التي تعتبر مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية الضرورية.

الجزيئات الضارة ليست مجرد ملوثات عادية، إذ تصل إلى حد تدمير الجسم، بحسب الدكتور محمد عفيفي، أخصائي التغذية العلاجية، إذ أوضح خلال حديثه لـ«الوطن»، أن تفاعل أكياس الشاي مع درجة الحرارة العالية للماء، قد يسبب بيكتيريا للجسم، بسبب مادة البوليفينول الموجودة في الشاي.

الطريقة الصحية لتناول الشاي

وأوضح أخصائي التغذية العلاجية، أنه لتحقيق الاستفادة من الشاي، يجب الاهتمام بجودة التحضير، كالتالي: 

تناول الشاي غير المعبأ في أكياس، لأنه يعتبر آمنًا وبديلًا صحيًا. شرب الشاي بمعدل كوب إلى اثنين في اليوم، لا يؤثر على الصحة، لكن يُشترط أن يكون قبل ساعات كافية من النوم.  الابتعاد عن وضع كميات كبيرة من السكر داخل كوب الشاي. غلي الشاي في البراد العادي لمدة تلت ساعة، أو في الغلاية الكهربائية التي تتيح ضبط درجة الحرارة المناسبة. من الممكن إضافة الزنجبيل أو النعناع إلى الشاي لتعزيز فوائده. الانتظام في تناوله مع عدم الإفراط فيه، لعدم التأثير على القولون العصبي وعلى أجهزة وأعضاء الجسم.

ونوه «عفيفي»، إلى أنه إذا اضطررت لتناول أكياس الشاي، يجب عدم ترك الكيس بداخل الكوب، لتخفيف الضرر.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن أكثر من 170 حالة اشتباه بحمى الضنك والكوليرا بساحل حضرموت
  • خطر خفي على الرجال.. أكياس الشاي الفتلة تهدد خصوبة الأزواج
  • اكتشاف علاقة بين لقاحات كورونا والتهاب عضلة القلب
  • معرض الكتاب يستقبل 2 مليون زائر خلال 5 أيام.. أنشطة للتثقيف والتوعية والترفيه
  • محافظ بني سويف يوجه بصرف مساعدات مالية لعدد من الحالات الإنسانية
  • انطلاق معارض "أهلا رمضان" فبراير المقبل.. "التموين" تستعد لتوفير كافة السلع الأساسية خلال الشهر الكريم.. واقتصاديون يطالبون بتشديد الرقابة على الأسواق
  • التصرف الصحيح في حالات ارتفاع ضغط الدم “الحاد”
  • لجنة تغيير العملة السودانية توجه بتشديد الرقابة على المعاملات الربوية وتوفير السيولة للمصارف
  • خطر خفي في أكياس الشاي «الفتلة».. نصائح لتجنب مخاطرها
  • متحدث مجلس الوزراء: الحكومة تعمل على تحسين مناخ الاستثمار وتسهيل الإفراج الجمركي