عاجل| المشدد 15 سنة لـ محامية متهمة بالاشتراك في قتل طبيب الساحل
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
قضت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم العباسية، منذ قليل، برئاسة المستشار عبد الغفار جادالله، بالسجن المشدد 15 سنة لمحامية متهمة بالاشتراك في قتل طبيب الساحل.
وجاء في أمر الإحالة أن المتهمين هم الأول أحمد، ويبلغ من العمر 32 عاما، محبوس، طبيب بشري بمعهد ناصر مقيم بأبو حماد شرقية، المتهم الثاني أحمد، ويبلغ من العمر 27 عاما محبوس، والمتهمة الثالثة إيمان، والتي تبلغ من العمر 28 سنة محامية.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن المتهمين قتلوا المجني عليه الذي يدعى أسامة عبد الصبور، سبقا مع سبق الإصرار والترصد، حيث بيتا النية لقتله، وأعدا لذلك مقبرة داخل عيادة أحد المتهمين، وعقاقير مخدرة واستدرجوا المجني عليه واعتديا عليه ثم أنهوا حياته وقاموا بدفنه داخل مقبرة في عيادة أحد المتهمين.
كما ذكرت تحريات الأجهزة الأمنية أن المتهمين حازوا أجهزة مثل صاعق كهربائي ووثاق مما تستخدم في التعدي على الآخرين بغير ترخيص أو ضرورة أو حرفية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شمال القاهرة قتل طبيب الساحل
إقرأ أيضاً:
دارفور: مقبرة الغزاة
تقع دارفور في مجال جيوبوليتكي هام وحاسم من جيرانها في الغرب (تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان) ومن الشمال (ليبيا) ومن علاقتها بالسودان من الشمالية وكردفان. يعطي التكوين الإثني تحديد وضعها الجغرافي والتاريخي وتكوين السلطنة. من أقصى الشمال تحدد قبيلتي الميدوب في حدود دارفور مع الشمالية والزغاوة في الركن الشمالي الغربي ولها امتداد غربي في تشاد تسيطر على الدولة هناك. في الحدود الغربية هناك قبائل صغيرة من القمر والتاما والمساليت والبرنو والبرقو وكلها متداخلة مع تشاد. منها تمتد قبيلة الفور الكبرى من جبل مون وجبل مرة إلى وسط دارفور وجزء من جنوب دارفور حتى عاصمتهم الفاشر وزالنجي وكاس. من مناطق الميدوب والزغاوة تمتد قبيلة البرتي في سائر شمال دارفور وتعيش في كنفها قبيلتين عربيتين هما الزيادية والبني حسين وقبيلة التنجور في كتم وترجع للفور قديما فقدت لغتها وتتحدث العربية.
تحتل قبائل الزرقة ثلثي دارفور وتعيش القبائل العربية في الثلث الأخير قريبا من بحر العرب وتضم الرزيقات شرقا متداخلة مع المسيرية في كردفان والمعاليا والفلاتة العرب كما يسمون انفسهم في منطقة تلس والتعايشة على حدود إفريقيا الوسطى وحاضرتهم رهيد البردي والسلامات على الحدود مع تشاد وجزء منهم هناك متداخلين مع السودان. في الركن الجنوبي مع جبل مرة توجد قبائل الرزيقات الشمالية وهي قبائل ترعى الجمال وهي الهبانية والماهرية والنوايبة. تعيش هذه القبائل على حدود تشاد وهناك تداخل حدودي وهو ما يفسر جنسية حميدتي التشادية
بعكس كردفان والتي تجد قبائل البقارة طريق رحلتها الصيفية لمراعيها مفتوحة من بحر العرب وحتى حمرة الشيخ، فبقارة العرب وابالتهم في دارفور يجدون طريق رحلتهم مغلقة بالقبائل الزراعية المستقرة خاصة الفور لانتشارهم الواسع في منتصف دارفور، خاصة مع الرزيقات الشمالية الإيالة الذين يسلكون طريق جبل مرة في رحلتهم من اجل الكلأ. وشكلوا دائما توترات في رحلتهم.
كل قبائل الزرقة أصبحت مسلحة و مقاتلة مع حمل السلاح عبر الحركات المسلحة المتعددة. رغم الصراعات القديمة فقد أججت الإنقاذ هذه الصراعات اولا باعتمادها على الزرقة في بدء وصولها للحكم (أربعة من خمسة من مجلس الشوري كانو من الزرقة) وأعتقد ان الشيخ الترابي كان هو مهندس هذا الخيار. ومع تمرد بولاد في منتصف التسعينات بدات اعادة النظر في هذا التوجه.
بدأ التفكير الانقاذي جديا في التغيير الديمغرافي وإحلال عرب الشتات في مكان الفور خاصة وقام الجنجويد بهذا منذ ٢٠٠٣ وحدثت الكوارث الكبرى من القتل الذي بلغ ٣٠٠-٤٠٠ الف (حسب تقديرات دراسة الأمم المتحدة) وتهجير اكثر من ٣-٤ مليون وحرق القرى والاغتصابات وغيرها مما ادى لاتهام عمر البشير وثلاثة من معاونية لدي المحكمة الجنائية الدولية واجراءات عديدة متنوعة ودخول اليوناميد. لم يكن اعتداءات الجنجويد تشمل الزرقة فقط فقد امتدّت يدهم احيانا لعرب دارفور ومهاجمة قراهم والاعتداءات عليهم كما حدث في الهجوم على مرابض موسى هلال واعتقاله وغيرها.
ان قبائل الزرقة تختزن الكثير من الجرائم والقتل والاغتصابات وغيرها التي ارتكبت بحقهم، والان هم مسلحون والدولة من خلفهم في هزيمتهم وطرد المغتصبين من أراضيهم ومن حلالهم ومن كافة دارفور في معركة الجنجويد الأخيرة هناك. ان تحرك الجنجويد لغزو داخل السودان حيث القبائل المستقرة والسلميّة لم يكن عشوائيا لكن لأنها تعلم ان قبائل دارفور ستكون لها بالمرصاد وسوف تذيقها الهزيمة.
على القبائل العربية في دارفور، إذا كانت ترغب في ان تعيد علاقاتها مع جيرانها ومواصلة حياتها، اعباءاً كثيرة من توضيح موقفها وادانة الجنجويد وإعادة المسروقات والمنهوبات، وإعادة تثقيف الحكامات لإيقاف الاستفزاز والشحن، وإيقاف مثقفيها المتماهين مع الجنجويد والتنصل منهم وإخراسهم وجعلهم يعتذرون للشعب السوداني ( قال عنهم د. تكنة انهم يمتطون ظهور قبائلهم للحصول على مكاسب سياسية في المركز) وغيرها مما يعيد الثقة.
في المجال التنموى فإنني سوف أعالج كيفية استيعاب مجتمعات عرب دارفور عن طريق توطين الرحل وجعل مناطقهم ضمن المجال الحضري (التحضر بدل البداوة) وسوف أتناوله للحوار في مقال آخر.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842