حرب غزة تدخل شهرها الثاني.. دمار شامل ومدينة أشباح وأزمة إنسانية غير مسبوقة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
دخل العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، شهره الثاني، فيما يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر المروعة بحق المدنيين ما أسفر عن عشرات آلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين، جلهم من الأطفال والنساء.
واستيقظت غزة الإثنين، على شروق يوم جديد من أيام الحرب المستمرة منذ 31 يوما، تحولت فيها المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم إلى مساحات من الدمار، يخيم على سمائها بالنهار لون الغبار والدخان الرمادي القاتم، ويصبغ القصف العنيف ليلها بلون النيران.
الدمار والنيران الناجم عن الغارات ليس كل ما يمكن رؤيته في غزة، فجنازات القتلى لا تتوقف، ونزيف دماء الجرحى يسيل في كل مكان، وطوابير المياه والخبز والطعام والدواء توزع عشوائيا في طرقات وأزقة محاطة بأكوام الحجارة.
وبعد ثلاثين يوما من الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصبحت النجاة من قصف قريب أمرا اعتياديا لا يثير اهتمام أحد، فالجميع تعرض لموقف مشابه.
أما القصص الأكثر إثارة في أحاديث المساء، فتتمحور حول طريقة الحصول على ربطة خبز أو قارورة مياه صالحة للشرب أو ابتكار طريقة جديدة لصنع الخبز دون غاز أو كهرباء.
أما سهرات الفلسطينيين في غزة، فلم تعد كما كانت قبل الحرب، فهذه الأيام تبدأ ساعات السمر عصرا، لأنه مع غروب الشمس يعود الجميع إلى ما تبقى من منازلهم، فإسرائيل تستهدف في الغالب أي حركة أو تجمعات بالطرقات ترصدها الطائرات الإسرائيلية خلال الليل.
اقرأ أيضاً
على وقع الحرب في غزة.. نتنياهو يكافح لإنقاذ مستقبله السياسي في إسرائيل
كما أن النوم مبكرا ليس رفاهية في غزة، بل محاولة للحصول على ساعات متفرقة من النوم، فكل عدة دقائق هناك غارات "تكاد توقظ الأموات"، كما يردد الفلسطينيون.
وحتى مساء الأحد، استشهد 9770 فلسطينيا، منهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصيب أكثر من 24 ألفا آخرين، حسب مصادر فلسطينية رسمية.
وقال متحدث وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة، إن "70% من ضحايا العدوان من الأطفال والنساء"، هذا فضلا عن 2660 بلاغا عن مفقودين تحت الأنقاض، منهم 1270 طفلا.
وأفاد بـ"استشهاد 175 من الكوادر الصحية، وتدمير 31 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي".
وقال إن "الاحتلال استهدف أكثر من 110 مؤسسة صحية، ما أدى إلى خروج 16 مستشفى عن الخدمة، و32 مركزا للرعاية الأولية بسبب الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود".
هذه الأرقام التي ينقلها الصحفيون تشملهم أيضا، فحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فإن القصف الإسرائيلي خلف 46 شهيدا من الصحفيين.
اقرأ أيضاً
شهر ثانٍ من حرب غزة.. إبادة إسرائيلية بغطاء أمريكي ومزاعم إنسانية
المنازل التي دمرت على رؤوس الصحفيين وعائلاتهم وآلاف الفلسطينيين بالقطاع بلغ عددها نحو 220 ألف منزل، تضم 40 ألف وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن، وهو رقم يمثل نحو 60% من إجمالي الوحدات بالقطاع، ما حوله إلى مدينة أشباح.
هذه البيانات الصادرة عن حكومة غزة تحدثت أيضاً عن أن "القصف الإسرائيلي أوقع أضراراً كبيرة في 88 مقراً حكومياً خلال أيام الحرب".
وهذا ليس كل شيء، فوفق تصريحات رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، فإن "الاحتلال الاسرائيلي دمر بشكل كلي 55 مسجدا، إضافة إلى تضرر 112 مسجدا بشكل جزئي".
كما تعرضت كنيسة القديس برفيريوس ثالث، أقدم كنيسة بالعالم، للقصف أيضا، كما دمرت وتضررت كنيستان أيضا.
هذه الحرب غير المسبوقة على غزة، طالت غاراتها 15 مرفقا صحيا و51 عيادة صحة أولية تم تدميرها بالكامل، فيما تضررت 150 سيارة إسعاف وأغلق 16 مستشفى رئيسي من أصل 35 في القطاع.
ونالت المدارس نصيبها من القصف أيضا بعدد 220 مدرسة، منها 38 تم تدميرها كليا، حسب بيانات "الإعلامي الحكومي".
اقرأ أيضاً
الحرب على غزة تدخل شهرها الثاني.. إسرائيل تقطع الاتصالات والإنترنت وتواصل القصف
وتعرضت 42 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للتدمير، بما في ذلك أماكن لجأ إليها النازحون من المناطق المدمرة.
الدمار جزء بسيط من المعاناة الإنسانية في القطاع، حيث أوقف 55% من شركاء القطاع الصحي عملياتهم جراء الأضرار الكبيرة في البنية التحتية، ما أجبر المستشفيات على العمل بأقل من ثلث الاحتياج اللازم لعلاج العدد الكبير من الجرحى، بحسب بيان لوزارة الصحة بغزة.
ولفتت الوزارة إلى "احتمال توقف حاضنات حديثي الولادة، لافتة إلى وجود 350 ألف مريض من المصابين بالأمراض غير المعدية، و1000 مريض بحاجة إلى غسيل الكلى، حيث أن 80% من آلات الغسيل موجودة في مشافي شمال غزة".
من جانبه، يقول نائب مدير الرعاية الصحية الفلسطينية رامي العبادلة، إن "تناول الفلسطينيين بالقطاع للمياه الملوثة يزيد من فرص انتشار الأوبئة".
ويضيف العبادلة: "المياه مقطوعة بشكل تام والجيش الإسرائيلي قطع 3 خطوط مياه كان يمد بها قطاع غزة".
ويتابع: "يتم رصد حوالي 1000 حالة يوميا ما بين الإسهال والجدري والتهابات الجهاز التنفسي والتسمم"، مشيرا إلى أنه سابقا كان يتم تسجيل 1000 حالة خلال 6 أشهر.
اقرأ أيضاً
و.ستريت جورنال: استمرار الحرب الإسرائيلية ضد غزة يزيد الضغوط على بايدن
ويلفت إلى أن "بعض اللقاحات متوفرة، ولكن الهجرة الجماعية وعدم مأمونية الحركة جعلت نسبة المترددين على التطعيم قليلة جدا، بسبب الخوف من التردد على المراكز الصحية لتطعيم الأطفال".
كل هذه الظروف أجبرت نحو 1.5 مليون فلسطيني بغزة على النزوح داخليا بينهم 117 ألف نازح يقيمون في مرافق صحية ونحو 69 ألفا 400 يقيمون في 149 ملجأ طوارئ تابع لوكالة الأونروا، وفق بيانات حكومية.
ويعاني 15% من النازحين قسرا من إعاقات مختلفة، كما أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة لتلبية احتياجاتهم.
وتصف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ"الكارثي ويزداد سوءا كل لحظة".
وتتابع أن "المدنيين في قطاع غزة يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال".
وفي وصفها لما يجري بالقطاع: "ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم بالعام 1967، التدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة، حيث خرج معظمها عن الخدمة مما ينبئ بكارثة بيئية".
وحذرت اللجنة من أن "مستشفيات غزة على حافة الانهيار التام، والأطباء منهكون وهناك شح بالمستلزمات الطبية والوقود".
اقرأ أيضاً
نصفها للدفاع.. تقديرات إسرائيلية بخسائر تصل إلى 51 مليار دولار بسبب حرب غزة
وأشارت إلى أن "العمليات الجراحية تتم دون مخدر، وتتم في طرقات المستشفيات بسبب العدد الكبير من المصابين".
وعلى الصعيد العسكري، فبعد تقدم متواصل للآليات العسكرية الإسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة على مدى الأيام الماضية، عادت السبت للتراجع في أحد أهم محاور التوغل شمال غرب القطاع لمسافة 2 كيلومتر.
وفي المقابل، تقدمت الدبابات الإسرائيلية في محور الجنوب بحي الزيتون وأطراف حي تل الهوى باتجاه الغرب وصولا لشارع "الرشيد" على شاطئ البحر.
ويأتي ذلك وسط مواجهات عنيفة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
متحدث "كتائب القسام" أبوعبيدة، قال في كلمة مسجلة، مساء السبت، إن "مجاهدينا يقاتلون في محاور تقدم العدو ببلدة بيت حانون (شمال) وشمال غرب مدينة غزة (حي الزيتون) وجنوبها (حيي تل الهوى)".
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي خوضه معارك متواصلة وجهًا لوجه مع مسلحين في شمالي قطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب، قتلت حركة "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
اقرأ أيضاً
الحرب الإسرائيلية على غزة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة فلسطين غزة إسرائيل أزمة إنسانية شهداء المقاومة اقرأ أیضا قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير قطاع الأعمال: تطوير شامل لقطاع الغزل والنسيج لتحفيز الإنتاج المحلي
قام المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، بجولة تفقدية في مصانع شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، لمتابعة سير العمل في المصانع القائمة التي خضعت لعمليات رفع الكفاءة وإعادة التأهيل، وكذلك لمتابعة الإنتاج والتشغيل في المصانع الجديدة ومحطة الكهرباء التي تمثل المرحلة الأولى من مشروع التطوير الشامل للشركة، في إطار تنفيذ المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج.
وخلال جولته، اطلع الوزير على الموقف التنفيذي للمصانع الجديدة ونسب الإنجاز في مختلف المواقع، مشددًا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لإنجاز الأعمال. تأتي هذه الزيارة ضمن المتابعة الدورية لتنفيذ المشروع القومي، الذي يُعد أحد الركائز الصناعية الوطنية الهامة لدعم الاقتصاد المصري.
بدأ الوزير جولته بتفقد مصانع الإنتاج القائمة، معربًا عن تقديره لجهود رفع كفاءتها وزيادة طاقتها الإنتاجية، من خلال تشغيل الماكينات المتوقفة، وتوفير قطع الغيار، وإجراء الصيانات اللازمة. كما شملت الجولة متابعة عمليات الإنتاج في مصانع “غزل 4” و”غزل 1” و”تحضيرات النسيج”، التي تعمل بأحدث التقنيات لتعظيم الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات. كما تفقد الوزير الأعمال الجارية في المواقع الإنشائية للمصانع الجديدة، بما في ذلك مصانع “غزل 6”، “تحضيرات النسيج 2”، “النسيج”، و”الصباغة”.
أكد المهندس شيمي على أهمية الالتزام بالمعايير الفنية العالمية لضمان جودة الإنتاج وتعزيز الابتكار. وأشار إلى أن المرحلة الجديدة ستشهد زيادة غير مسبوقة في القدرة الإنتاجية لشركة غزل المحلة، ما يتيح تلبية الطلب المحلي والدولي على المنتجات القطنية. كما أوضح أن التطوير الجاري يمثل نموذجًا يحتذى به في تحسين بيئة العمل وتعزيز التنافسية، مشددًا على دور القطاع الصناعي كأحد المحركات الرئيسية للتنمية المستدامة.
وفي ختام الجولة، التقى الوزير بقيادات الشركة والعاملين، حيث شدد على أهمية الاستثمار في تنمية العنصر البشري وتوفير بيئة عمل تحفز الابتكار والمساهمة الفاعلة لتحقيق أهداف المرحلة المقبلة. كما أكد دعم الوزارة الكامل لجهود تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة صادرات قطاع الغزل والنسيج، الذي يُعد أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري.