انتخاب صقر غباش بالتزكية رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أبوظبي: «الخليج»
انتخب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، خلال الجلسة الإجرائية الأولى من دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الثامن عشر التي عقدها بمقره في أبوظبي، يوم الإثنين 6 نوفمبر 2023، صقر غباش، رئيساً للمجلس بالتزكية للفصل التشريعي الثامن عشر.
وقال غباش: إخواني وأخواتي أشكركم كل الشكر على الثقة الغالية التي أوليتموني إيّاها، لتولي رئاسة المجلس الموقّر، وأعدكم بأن أكون عند حسن ظنكم جميعاً، بتوفيق من الله ثم بتعاونكم معي، لنحقق طموحاتنا وآمالنا الوطنية التي تنبعُ من تطلعات شعب الإمارات النبيل، نحو استمرار ما يعيشه من النهضة والتقدم والمشاركة السياسية والتعاون البنَّاء مع السلطة التنفيذية.
وأضاف: كما أعدكم بأن يكون مرشدنا فيما نقوم به في هذا الفصل بمشيئة الله، هو أنَّ حكمةَ القرارِ البرلماني تستلزمُ منا جميعاً التبصرَ بتباينِ وتشعبِ الآراء، واستيعابِ ما هو قابلٌ للتنفيذ منها وفق ما تنتهي إليه إرادةُ الأغلبية، ووفق ما تسمح به أحوال الحركة من حولنا بوعي الفهم، وبميزان الحكمة من جانب، ودون التقليل، على الجانب الآخر، من رأي الأقلية، بل نحرص على أن نستوعب ما به من وجهات نظرٍ هي محل تقديرٍ واحترامٍ، ليكون ذلك ميثاق عملنا وتعاملنا فيما بيننا ومع الآخرين وفي مقدمتهم وزارة شؤون المجلس الوطني الاتحادي التي يقود عملها بحكمة واقتدار الأخ عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعه فريق عمل تنفيذي متميز يترأسه الأخ طارق لوتاه، وكيل الوزارة، وسوف يستمر التعاون والتكامل معهم كما كان، على أفضل صورة من الاحترام والمودة.
وقال: كما أنَّ علاقتنا المتميزة مع المؤسسات الإعلامية، والعاملين بها، سوف تظل موضع احترام متبادل وتثمين مشترك لخدمة العمل البرلماني والعمل الإعلامي في الوقت ذاته، ونسأل الله التوفيق والسداد لنا جميعاً، والسلام عليكم ورحمة وبركاته. ونرفع الجلسة الآن، لنستكملها، بمشيئة الله، بعد انتهاء مراسم الافتتاح.
وكان المجلس قد عقد صباح اليوم الإثنين الجلسة الإجرائية الأولى برئاسة الدكتور علي راشد النعيمي، بصفته أكبر الأعضاء سناً.
وقال: بسم الله وعلى بركته نفتتح الجلسة الإجرائية الأولى من دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الثامن عشر، ويسرني، في البداية أن أهنّئ جميع الإخوة والأخوات أعضاء المجلس بثقة الشعب وثقة القيادة في اختياركم لتكونوا ممثلين لشعب الإمارات جميعه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا جميعاً التوفيق والسداد لخدمة الوطن والمواطن، وأن نكون خير من يمثل شعب الإمارات، والله الموفِّق والمُستعان.
وتلا الدكتور عمر النعيمي، الأمين العام للمجلس، المرسوم الاتحادي الذي أصدره صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رقم 165 لسنة 2023 بدعوة المجلس الوطني الاتحادي للانعقاد في دوره العادي الأول من الفصل التشريعي الثامن عشر، والمرسوم الاتحادي رقم 164لسنة 2023 بتشكيل أعضاء المجلس.
وأدى أعضاء المجلس، اليمين الدستورية، وانتخبوا رئيس المجلس، تطبيقاً لنص المادة (84) من الدستور والمادتين ( 30 و36 ) من اللائحة الداخلية للمجلس، بشأن انتخاب رئيس المجلس الذي سيكون سرياً وبالأغلبية المطلقة للحاضرين.
وقال العويس: يسعدني في مستهل اللقاء تحت هذه القبة العريقة في بداية أعمال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثامن عشر للمجلس الوطني الاتحادي، أن أتقدم إليكم جميعاً بأسمى التهاني على الثقة التي أولتكم إياها قيادتنا الرشيدة، بتعيين نصف عدد أعضاء المجلس الموقر وثقة شعب الإمارات بانتخاب النصف الآخر، عبر الدورة الانتخابية الخامسة 2023، التي أُجريت الشهر الماضي. كما يسعدني أن أتقدم بالتهنئة لصقر غباش، على إعادة انتخابه رئيساً للمجلس.
وأضاف: لقد شهدت الدورة الخامسة، مشاركة فاعلة من أعضاء الهيئات الانتخابية، ما يعكس - بوضوح- ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي ومدى الولاء لقيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ونائبيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وإخوانهم أصحاب السموّ حكام الإمارات، الذين تمكنت دولتنا الفتية من تبوء أعلى المراتب إقليمياً ودولياً بفضل رؤيتهم الاستشرافية وتوجيهاتهم الحكيمة، ومواصلة مسيرة التميز والريادة والازدهار خلال الخمسين عاماً المقبلة.
وأكد أن العلاقة الفريدة بين شعب الإمارات وقيادته الرشيدة، على مر الزمان- كانت وستظل إن شاء الله تعالى- الركيزة الرئيسة في سبيل نهضة وتطور وطننا الغالي، التي تجسدت جليّاً في النجاح الكبير الذي حققته الانتخابات وشهدت زيادة كبيرة في عدد أعضاء الهيئات الانتخابية لجميع الإمارات، كما شهدت مشاركة واسعة في التصويت... ما يعكس الشعور الكبير بالمسؤولية الوطنية الذي يتحلى به أبناء الوطن الذين هم الثروة الأغلى والأهم في دولة الإمارات.
وأضاف: مع انتهاء الدورة الانتخابية الخامسة، التي شكلت محطة جديدة في مسيرة نجاحات برنامج التمكين السياسي، وما تلاه من انطلاق أعمال الفصل التشريعي الثامن عشر، تترسخ قيم المشاركة السياسية في مجتمع دولة الإمارات، وتتعزز معها مسيرة التنمية السياسية التي تنتهجها دولة الإمارات، التي تقوم على تمكين جميع فئات المجتمع مع الحفاظ على المكتسبات الوطنية، والبناء عليها للوصول إلى الهدف الأسمى، وهو أن تصبح دولة الإمارات الأولى عالمياً في عام 2071، وهذه الرؤية تحرص قيادتنا الرشيدة على تحقيقها بترسيخ العلاقة التكاملية بين الحكومة والمجلس الوطني، بهدف إبداع الحلول لبناء غد أفضل ومستقبل مشرق لأبناء الإمارات.
وقال: لطالما كانت رؤية قيادتنا الرشيدة وتوجهاتها واضحة وخطة عمل مستقبلية وخريطة طريق للسعي الدائم نحو العمل المشترك وتوحيد الجهود وطرح الأفكار المبتكرة، لمواصلة مسيرة التطور المستمر والتنمية المستدامة في دولة الإمارات، حتى تكون في مكان الصدارة الذي تستحقه ويستحقه شعبها بين سائر الدول.
وأضاف: واستجابة لهذه الرؤية الواضحة للمستقبل، يتعين علينا جميعاً، كل في مكان عمله، وأياً تكن مسؤولياته، الحرص على تحقيق هذه الرؤية والإخلاص في العمل وبذل العطاء للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققتها دولة الإمارات في جميع المجالات وتحقيق مزيد من الازدهار والنجاح لتجربتنا البرلمانية، التي أصبحت واحدة من أفضل التجارب الإقليمية، ونموذجاً يحتذى في تجارب الكثير من دول المنطقة، لأن أساس تجربتنا البرلمانية، السعي الدائم لخدمة وطننا الغالي ورفعة شأنه وتحقيق مصلحة المواطن.
وأضاف: انعقاد مجلسكم الموقر اليوم تعبير صادق عن مدى الثقة التي تضعها قيادتنا الرشيدة وشعب الإمارات بكم، لأنكم الأقدر على نقل احتياجاته وطموحاته وتطلعاته إلى متخذي القرار بكل أمانة وصدق، لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها وإيجاد أفضل الحلول لها.
وختاماً ادعو الله تعالى أن يوفقنا جميعاً ويسدد خطانا لخدمة وطننا الغالي، وتحقيق مصالح وتطلعات الوطن والمواطن.
ورفعت الجلسة لاستكمالها، بعد مراسم حفل الافتتاح.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات صقر غباش المجلس الوطنی الاتحادی التشریعی الثامن عشر قیادتنا الرشیدة دولة الإمارات أعضاء المجلس شعب الإمارات العادی الأول رئیس الدولة
إقرأ أيضاً:
هل يكون انتخاب عون بسترينة العيد؟
إذا صحّت التوقعات وتمّ الاتفاق بشبه إجماع على ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية بعد تعديل الدستور فلماذا أضاع اللبنانيون أو قسم منهم سنتين وعدة شهر من عمر الوطن قبل أن يصلوا إلى هذه النتيجة وهذا الخيار الذي لا بد منه للخروج من عنق زجاجة الأزمات؟ ولماذا لم يذهبوا إلى هذا الخيار من أول الطريق فكانوا استراحوا وريحوا؟ ولماذا لا يزال بعض منهم، ومن بينهم بالطبع "حزب الله" مصرًّا على إبقاء موقفه من هذا الترشيح ضبابيًا وملتبسًا؟ ولماذا لم تسمِّ قوى "المعارضة" التي اجتمعت في بكفيا قائد الجيش في شكل واضح وصريح تمامًا كما فعل "اللقاء الديمقراطي"، الذي سبق الجميع؟ ولماذا لا يتمّ تقريب موعد الجلسة الانتخابية إلى ما قبل رأس السنة فتكون بمثابة "بسترينة" لجميع اللبنانيين، وبالأخصّ لجمهور "الثنائي الشيعي" المتأثرّ بتداعيات الحرب الإسرائيلية بالمباشر أكثر من غيره؟ ولماذا لا يزال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل حاملًا السلم بالعرض رافضًا حتى مفاتحته بإمكانية قبوله بهذا الخيار؟
فما قام به الوزير السابق وليد جنبلاط بعد عودته من فرنسا ولقائه رئيسها ايمانويل ماكرون، وقبل إعلانه رسميًا تأييده ترشيح العماد عون، قد يكون له الأثر الإيجابي على مسار جلسة 9 كانون الثاني، إلاّ أن ما اتخذه رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية من مواقف فاجأت الجميع قد يكون منسقا مع "حزب الله"، الذي لا يزال يراهن على بعض التغيّرات في مواقف بعض الكتل النيابية في جلسة الاستحقاق الرئاسي لمصلحة فرنجية. وقد تكون هذه المراهنة هي من بين أسباب أخرى جعلت "البيك" يغيّر رأيه في آخر لحظة بعدما كان قد أبلغ عددًا لا بأس به من الكتل النيابية التي زارته مؤخرًا في بنشعي عزمه على سحب ترشيحه، على أن يرشح في الوقت ذاته العماد عون للرئاسة كونه أحد المرشحين، الذين تنطبق عليهم المواصفات الرئاسية، التي أصبحت معروفة.
وبترشيح "اللقاء الديمقراطي" قائد الجيش يمكن القول إنه قد قطع نصف المسافة التي تفصل اليرزة عن بعبدا، ولكن هذه الخطوة الإيجابية التي خطاها جنبلاط لن تكون يتيمة، بل ستتبعها خطوات أخرى سيقوم بها في اتجاه كل القوى، التي لا تزال تنتظر بعض الإشارات الخارجية لحسم موقفها. فبداية تحرّك "بيك المختارة" كانت من "عين التينة"، باعتبار أن الرئيس نبيه بري هو "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، وهو الوحيد القادر على أن يقنعه بالسير بترشيح "الجنرال". فمن استطاع أن يقنع أركان "الحزب" بالسير باتفاق وقف النار في الشكل والمضمون، والذي لم يكن لمصلحة "الحزب"، لن يكون من الصعب عليه إقناعهم بتبنّي ترشيح "العماد"، الذي يبقى، من وجهة نظر جنبلاط، من بين أفضل الخيارات المتاحة لمثل هذه الظروف التي يمرّ بها لبنان، والتي تتطلب رئيسًا مؤسساتيًا بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ وطنية.
إلا أن هذه المهمة ليست بهذه السهولة التي يتصورها البعض، لأن "حزب الله" الخارج حديثًا من شرنقة الحرب المدمرة يحتاج اليوم إلى "ضمانات" أكثر من أي وقت مضى، وذلك لكي يستطيع أن "يتحرّر مما لديه من فائض قوة لا يمكن "تقريشها" في الداخل، خصوصًا بعدما تبيّن له مدى حاجته إلى حاضنة وطنية تكون عابرة للطوائف على غرار ما لمسه جمهور "المقاومة" من احتضان شعبي في مختلف المناطق حتى تلك التي كان يعتبرها "الحزب" مناطق غير مؤيدة لخيار "وحدة الساحات"، ورافضة بالتالي لسلاحه، التي تعتبره غير شرعي.
فما تبقّى من وقت يفصل اللبنانيين عن موعد جلسة الانتخابات الرئاسية يُقاس بالدقيقة والثانية وليس بالساعات. ففي هذه الأيام المتبقية يتقرّر المصير الرئاسي المرتبط عضويًا بالمصير الوطني بما يمكن أن يحمله هذا الاستحقاق من إيجابيات لا بد من أن تبدأ ترجمتها على أرض الواقع توافقًا وطنيًا غير مسبوق بعد أن يقتنع "حزب الله" بأن الوحدة الداخلية وحدها القادرة على أن تؤمن له حماية مجتمعية كمقدمة لانخراطه في العمل السياسي والاجتماعي مثله مثل أي لبناني آخر. المصدر: خاص "لبنان 24"