بغداد اليوم -  بغداد

منذ اليوم الأول لانطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر المنصرم، أعلن العراق وبشكل رسمي وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني بالدفاع عن نفسه ضد الاحتلال، إلا إن الرد الصهيوني على العملية كان على طريقة التنظيمات الارهابية التي ترتكب المجازر دون محاسبة.

وتعالت صيحات وقف إطلاق النار بين كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس- والكيان الصهيوني إثر المجزرة التي ارتكبها الكيان بعد استهداف مستشفى المعمداني الأهلي بقطاع غزة، إلا إن الكيان لم يستجب للصيحات وواصل ارتكاب مجازر جديدة في جباليا وغيرها من أحياء القطاع المحاصر.

وفي الميدان العراقي تواصل الفصائل العراقية الضغط على الجانب الأمريكي عبر استهداف مصالحه وقواعده في العراق وسوريا لاجباره على وقف الدعم المقدم للكيان الصهيوني الذي يواصل عملياته دون توقف، لاسيما القصف الجويّ.

ويسعى العراق الذي خاض غمار الوساطة للصلح بين الجانب السعودي والإيراني أن يسخّر علاقاته لوقف اطلاق النار وعقد هدنة في غزة بعد طلباته اليومية عبر مواقفه الرسمية لادخال المساعدات الى قطاع غزة، والتي أرسلت بغداد أطنانًا منها إلى مصر بغية ادخالها عبر معبر رفح إلى فلسطين.

ليس أمامه إلا الضغط

ويحدد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية النائب عباس الجبوري، اليوم الاثنين (6 تشرين الثاني 2023)، نقاط تاثير بغداد في عقد هدنة في غزة، فيما وصف في حديث لـ"بغداد اليوم" ما يجري في غزة بأنه مأساة لايختلف عليها اثنان مع ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى الى اكثر من 30 الفًا، 70% منهم من الاطفال والنساء ناهيك عن تدمير الاف الوحدات السكنية في صورة دامية تنقلها وسائل الاعلام كل دقيقة".

ويكمل الجبوري، إن" العراق ليس أمامه إلا الضغط واستثمار كل علاقاته وطرق كل الأبواب لتوفير هدنة في غزة لإنقاذ ما تبقى منها وهي مسؤولية انسانية وشرعية لفتح باب السلام وصناعة حل لمأساة لايمكن تخيل تداعياتها بالوقت الحالي لاننا امام موقف معقد وصعب جدا".

ويضيف، ان" نجاح العراق في صناعة مقدمات المفاوضات بين الرياض وطهران قبل توقيع الاتفاق بينهما في الصين تؤكد قدرته على لعب ادوار مهمة وفعاله على النطاق الاقليمي بالاضافة الى ان دوره سيزداد بعد زيارة وزير الخارجية الامريكي مساء يوم امس خاصة وان هناك تفهمًا لمواقف بغداد على الصعيد الحكومي والشعبي وأراؤها غير المنحازة من الاحداث في غزة وفي صناعة رؤية تكون بوابة للخروج من الازمة الراهنة".

جنوب وشمال غزة

وكان جيش الإحتلال أعلن مساء أمس الأحد (5 تشرين الثاني 2023) تنفيذ ضربات "كبيرة" في قطاع غزة وتقسيمه إلى شطرين. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن "ضربات كبيرة تشن حاليا وستتواصل هذه الليلة وفي الأيام المقبلة"، مؤكدا أن القوات التي تنفذ عمليات برية في القطاع قسمته شطرين: "جنوب غزة وشمال غزة".

بدورها أكدت حكومة حماس أن جيش الإحتلال يشن "قصفا كثيفا" حول مستشفيات عدة في شمال القطاع، حيث قطعت إسرائيل الاتصالات الهاتفية والإنترنت قبيل ذلك.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن محيط المستشفيات شهدت قصفا عنيفا، خصوصا قصف قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر.

"هذا يكفي"

في المقابل، أصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة بيانا مشتركا نادرا أبدوا فيه غضبهم من عدد الضحايا المدنيين في غزة، مطالبين ب"وقف فوري إنساني لإطلاق النار".

وكتب رؤساء الوكالات الأممية "منذ شهر تقريبا، يراقب العالم الوضع الحاصل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب إزاء العدد المتزايد من الأرواح التي فقدت ودُمرت".

كما أعرب مسؤولو 18 منظمة، بينها يونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، عن أسفهم لعدد القتلى في الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقالوا في بيانهم "يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويُحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويُقصَف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول".

كذلك أضافوا أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى القطاع لمساعدة السكان. وكتبوا في البيان "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن".

إلى ذلك، دعوا حماس إلى إطلاق سراح أكثر من 240 أسيراً نقلوا إلى قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حاضين كل جانب على احترام التزاماته بموجب القانون الدولي.

واستشهد نحو 10 آلاف فلسطيني، قرابة نصفهم من الأطفال، في القصف الإسرائيلي المدمر منذ بداية الحرب التي اندلعت في السابع من الشهر الماضي، إثر هجوم مباغت شنته حركة حماس الفلسطينية على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، وأودى بحياة أكثر من 1400 شخص حسب سلطات الكيان الإسرائيلي.

 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: هدنة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصر حاضنة للقضية الفلسطينية.. ضياء رشوان: نواصل العمل لتثبيت وقف إطلاق النار

تحظى القضية الفلسطينية باهتمام بالغ ومستمر من قبل جمهورية مصر العربية، التي تعتبرها قضية مركزية وأساسية في سياستها الخارجية، وقد تجسد هذا الاهتمام عبر عقود من الدعم السياسي والدبلوماسي والميداني للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

دور مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، خلال تصريحات له، إن مصر منحازة للحقوق الفلسطينية الشرعية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

وأضاف: "مصر تعمل على الدفاع عن أمنها القومي والقضية الفلسطينية، والجهود المصرية القطرية تنحاز إلى الحق والعدل والشرعية الدولية وحقوق الفلسطينيين".

وتابع: "الجهود المصرية القطرية استهدفت التوصل إلى اتفاق لـ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، و الجهود المصرية تواصلت رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أن القاهرة بذلت جهودا حثيثة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة بمراحله كافة".

ومن جانبه، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تواصل مصر طرح مبادرات واقعية وجادة تهدف إلى إعادة الأمور إلى مسار التهدئة، تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وتأتي هذه المبادرات في مقابل مقترحات أخرى "جزئية ومرحلية" تطرح من بعض الأطراف، تقتصر على تبادل جثامين أو التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، دون معالجة جذرية للأزمة.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد":  "تتحرك مصر ضمن دوائر متعددة على المستويين الإقليمي والدولي، لإعادة الزخم إلى القضية الفلسطينية، ووضعها مجددا في صدارة الاهتمام العالمي، مذكرة بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، التي يجب أن تبقى حاضرة في الضمير العالمي والقرارات الدولية".

واختتم: "ترى مصر أهمية تحديد المسارات التي يجب أن يعمل من خلالها، بما يضمن وضوح الرؤية وتماسك الجهود، كما تؤكد في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بثوابت العمل العربي المشترك، باعتبارها مرجعية لا غنى عنها في التعامل مع القضية الفلسطينية وسائر قضايا المنطقة".

والجهود التي تبذلها الدولة المصرية بالتعاون مع قطر، تنحاز بشكل واضح وصريح للحق والعدل والشرعية الدولية، وتجسد التزام القاهرة الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كما أن مصر لم تتوقف لحظة عن دعم القضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.

منظمة كنائس من أجل السلام تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزةالرئيس السيسي وأمير الكويت يتفقان على ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزةاتفاق وقف إطلاق النار

ومصر بذلت جهودا حثيثة في الأشهر الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونجحت إلى حد كبير في تحقيق تهدئة مؤقتة، رغم التحديات الكبيرة والتعنت الإسرائيلي المستمر، ولم تكتف مصر بالتوصل إلى اتفاق مبدئي، بل سعت للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله كافة، من خلال التنسيق المستمر مع مختلف الأطراف، والاتصالات المتواصلة مع الفصائل الفلسطينية والدول المؤثرة في المجتمع الدولي.

مصر لعبت دورا محوريا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية، واستضافة لقاءات المصالحة الوطنية، حيث كانت ولا تزال العاصمة القاهرة مقرا دائما لاجتماعات الفصائل منذ عقود.

وبالفعل مصر قدمت ما يقرب من 75% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة منذ اندلاع العدوان، حيث عبرت آلاف الشاحنات من معبر رفح محملة بالمواد الغذائية والطبية والإغاثية، كما استقبلت مصر نحو 105 آلاف فلسطيني من الجرحى والمصابين بالأمراض المزمنة لتلقي العلاج في أكثر من 100 مستشفى على مستوى الجمهورية.

الرئيس السيسي وأمير الكويت يشددان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزةماكرون: أكدت للرئيس الفلسطيني ضرورة استئناف وقف إطلاق النار بقطاع غزة

مقالات مشابهة

  • اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة قد يمتد لسنوات
  • مفاوضات حاسمة في القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار في غزة
  • روسيا تدلي بتصريحات بشأن هدنة عيد الفصح
  • ‏رئيس الشاباك: نتنياهو طلب مني استخدام صلاحيات الشاباك ضد المظاهرات المناهضة وطلب مني الانصياع للحكومة لا للمحكمة العليا
  • زيلينسكي: أوكرانيا تسجل 3000 انتهاك لتعهد روسيا بوقف القتال
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات
  • الخارجية الروسية: كييف تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
  • زيلينسكي: الجيش الروسي يحاول خلق انطباع بوقف إطلاق النار
  • زيلينسكي: سنتصرف على غرار روسيا فيما يتعلق بوقف إطلاق النار
  • مصر حاضنة للقضية الفلسطينية.. ضياء رشوان: نواصل العمل لتثبيت وقف إطلاق النار