تحولت الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات إلى بوصلة للعمل الوطني التكاملي في الدولة، ومنصة للإعلان عن المبادرات الفارقة لاستكمال مسيرة البناء والتطوير وضمان مستقبل واعد للأجيال القادمة.

وحققت مخرجات الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، بما شملته من جلسات نوعية منذ انطلاقها في عام 2017، نجاحاً ملحوظاً تلخص في إطلاق العديد من الاستراتيجية طويلة المدى، والمئات من المبادرات التي تستهدف تعزيز المكتسبات الوطنية والبناء عليها لرفع مستوى الأداء والإنتاجية وتعزيز الاقتصاد الوطني المستدام القائم على المعرفة والابتكار، بما يدعم مواصلة المسيرة التنموية وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة.


 الدورة الأولى

تميزت الدورة الأولى من الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات بإطلاق 4 إستراتيجيات طويلة المدى، هي إستراتيجية القوة الناعمة للإمارات، وإستراتيجية الإمارات للتعليم العالي، وإستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وإستراتيجية الإمارات للأمن المائي 2036.
وشهدت الدورة الأولى إطلاق نحو 120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعاً مشتركاً بين المستويين الاتحادي والمحلي، تضمنت مبادرات في مجالات الخدمات الاجتماعية، وتطوير بنية تحتية تشريعية متكاملة، وتعزيز التواصل والتنسيق الفعال بين كل الجهات المعنية، ومواجهة تداعيات التغير المناخي، وتطوير المنظومة الصحية، كما تم الإعلان عن إطلاق مشروع مدينة المريخ العلمية.
وشملت المبادرات مجالات التعليم العام والتنمية المستدامة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتمكين الموارد البشرية، إضافة إلى تعزيز دور الشباب واطلاع المسؤولين على اقتراحاتهم وآرائهم، وتأسيس مجلس القيادات والقدرات الحكومية الإماراتية، وتطوير المنظومة الإعلامية.


الدورة الثانية

وحفلت الدورة الثانية بمخرجات هامة تضمنت أكثر من 100 مبادرة وطنية في قطاعات مشتركة بين الجهات الاتحادية والمحلية، تشمل التعليم والصحة والأمن والإسكان والاستثمار والخدمات الحكومية، إضافة إلى الاطلاع على الواقع الجيوسياسي العالمي، ومناقشة مستهدفات الدولة وصولا إلى تحقيق مستهدفات رؤية 2021.
وعلى صعيد المبادرات أيضا، أطلقت الاجتماعات مبادرة "تحدي 10× 10 للتنافسية الدولية"، ومبادرة "منصة تنافسية أرقام الإمارات"، كما تم إطلاق مبادرات لتطوير آليات عمل قطاعي البيئة والبلديات، ولتمكين الشباب من المشاركة في صناعة المستقبل، ولتطوير جودة الحياة، إضافة إلى تطوير إدارة الطاقة والموارد المائية، وتعزيز الأمن الغذائي.
وأعلنت ثلاث مبادرات لتعزيز استدامة الاقتصاد تمثلت في الخريطة المائية لدولة لإمارات، والمخزون الاستراتيجي للمياه، ومرصد الإمارات للطاقة، وفي القطاع السياحي، وتم الإعلان عن ثلاث مبادرات تطويرية شملت الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، وهوية الإمارات السياحية، وآليات تعزيز القطاع السياحي.
وأسفرت الاجتماعات عن إطلاق 7 استراتيجيات طويلة الأمد هي استراتيجية المهارات المتقدمة، واستراتيجية الإمارات للعلوم المتقدمة، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، والاستراتيجية الوطنية للتشغيل 2031، والأجندة الثقافية لدولة الإمارات 2031، والإطار الوطني لجودة الحياة (الأجندة الوطنية لجودة الحياة).
وشهدت الاجتماعات إطلاق استراتيجية التنمية الصناعية 2030، والمنصة الإماراتية للصناعة، و"دليل الذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية" و"البرنامج الوطني لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية".


الدورة الثالثة

في الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات بحث أكثر من 500 مسؤول في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، التوجهات المستقبلية للقطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الناس.
وبحثت الاجتماعات عدداً من المبادرات في 11 موضوعاً رئيسياً، تضمنت في محور المجتمع مواضيع: نهج زايد، والمعلم، والمتقاعدين، والطفولة المبكرة، وفي محور الاقتصاد مواضيع الترويج التجاري، والاقتصاد الرقمي، والسياحة، وتأسيس الأعمال، وفي محور تطوير الخدمات مواضيع بوابة الدفع الوطنية، والملف الصحي الوطني، والملف الرقمي لكل متعامل.
كما بحث المسؤولون الحكوميون الأولويات التنموية للعشرية المقبلة، والخطط والاستراتيجيات والتوجهات المستقبلية الكفيلة بدعم مسيرة التنمية في الإمارات وصولاً إلى تحقيق مستهدفات مئويتها.
وخرجت الاجتماعات بقرار مفصلي في ملف التوطين من حيث إلزام جميع المنشآت الحكومية والقطاع الخاص بمنح أولوية التعيين للمواطنين في 160 مهنة ومتابعة الجهات الحكومية وشبه الحكومية المحلية بشأن توطين وظائف الخدمات المساندة من خلال رفع نسب التوطين بها بنسبة 10 في المائة سنوياً بحيث تصل إلى 50 في المائة على الأقل خلال خمس سنوات وفقا لمستهدفات التوطين.


الدورة الرابعة

شهدت الدورة الرابعة العديد من المبادرات والمخرجات التي تضمنت إطلاق نحن الإمارات 2031، وهو برنامج تنموي متكامل يرتكز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية في دولة الإمارات للعقد القادم، وزيادة دعم رواتب المواطنين في القطاع الخاص والمصرفي، وتوسيع نطاق دعم الرواتب ليضم جميع المواطنين العاملين في القطاع الخاص بكل تخصصاتهم ومؤهلاتهم الدراسية من غير استثناء وتوسيع القطاعات المشمولة.
وأسفرت الاجتماعات عن إطلاق مشروع قرى الإمارات برنامج تنموي بقيمة مليار درهم بهدف توفير فرص اقتصادية وتطوير 500 مشروع اقتصادي واستثماري تحقق الاستقرار الاجتماعي والحياة الكريمة لمواطني القرى، وقد شهد المشروع توقيع 7 شركاء رئيسين ضمن الدفعة الأولى من المساهمات المجتمعية لدعم المشروع بقيمة تتجاوز 200 مليون درهم.
وأقرت الاجتماعات إطلاق مستهدفات وتوجهات قطاع التعليم في الإمارات عبر تنفيذ 30 برنامجاً ومشروعاً، وضمن 6 مسارات طموحة، كما أطلقت 12 محوراً رئيسياً لتطوير قطاع التعليم المبكر وإطار تنظيمي شامل للحضانات ومنهج تعليمي محدث لمراحل التعليم المبكر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الاجتماعات السنویة لحکومة السنویة لحکومة الإمارات

إقرأ أيضاً:

«حق الليلة».. موروث عريق يرسخ الهوية الوطنية

مريم بوخطامين (أبوظبي)
يشكل الموروث التراثي والمجتمعي ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية، والمحافظة على التقاليد والقيم الأصيلة، خاصة في ظل مبادرة «عام المجتمع 2025»، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الترابط الأسري والروابط الاجتماعية، من خلال تنظيم وتفعيل المناسبات التراثية، والتي يتم من خلالها نقل العادات والتقاليد بين الأجيال، مما يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء. 
كما أن الموروث الشعبي يمثل مصدر إلهام للأفراد والمجتمعات، حيث يعكس القيم التي شكلت تاريخ المجتمع وأسست لنمط حياته.
وتعد هذه المبادرات فرصة لإحياء التراث بأساليب معاصرة، مما يضمن استمراريته ودوره في التنمية والتطوير، ويجعل منه عنصراً فاعلاً في بناء مستقبل أكثر ترابطاً وأصالة، وهنا يصب إحياء هذه الفعاليات في دائرة مبادرة «عام المجتمع».
وأكد عدد من المواطنين أن الإمارات تستلهم نهج المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في صون التراث والحفاظ على الهوية الوطنية. فقد كرّس جهوده لتحقيق التوازن بين النهضة العمرانية وحماية الموروث الثقافي، مما أسهم في ترسيخ هوية الإمارات، وسط موجة التطور الحضاري التي شملت جميع القطاعات في الدولة.

«حق الليلة»
قال المواطن خميس سليمان الصغير: «إن التراث الإماراتي يشكل معلماً حضارياً، والذي تحرص على وجوده الجمعيات والمؤسسات التراثية والمهتمين بالجانب التراثي والثقافي عبر نقله وتنظيمه في المهرجانات والمراكز الثقافية التي تهدف إلى إبراز هذه الجوانب المضيئة في حضارة الإمارات، منوهاً بأن هناك العديد من المؤسسات والدوائر والشركات تهتم بتعزيز هذه الموروثات الإماراتية، وتستعين في كل المناسبات بالجمعيات التراثية المنتشرة في مدن الدولة؛ لأنها تعتبر جسور تواصل تربط الماضي بالحاضر، وتحافظ على تراث الآباء والأجداد، وعلى العادات والتقاليد المستمدة من المجتمع المحلي وبيئاته الجبلية والبحرية والصحراوية، معولاً أن مناطق الدولة تحتفل خلال شهر شعبان بفعالية «حق الليلة» التي تعتبر من الموروثات المستمرة والممتدة على مدار السنين. 

أخبار ذات صلة مصرف لبنان يعتزم وضع خطة عادلة لإعادة أموال المودعين الإمارات تبدأ صيانة شبكات الصرف الصحي المتضررة في خان يونس عام المجتمع تابع التغطية كاملة

القيم الاجتماعية
قال أحمد الشميلي: «إن «عام المجتمع» يخلق حالة ارتباط بينه وبين القيم الاجتماعية والتقاليد الموروثة التي تشكل هوية الأفراد والجماعات، مثل العادات والتقاليد والفنون الشعبية واللغة، وتلعب دوراً أساسياً في بناء النسيج الاجتماعي، وترسيخ الهوية الوطنية، منوهاً بأن له دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز انتماء الأفراد لوطنهم وثقافتهم وتلاحم ووحدة أفراد المجتمع، خاصة أن هناك العديد من الموروثات التي تحمل قيماً وأفكاراً تعكس تجارب الأجداد، والتي تفيد المجتمع الحديث، ومنها المناسبات التراثية والتي ستحتفل بها خلال أيام قليلة البيوت الإماراتية وغير الإماراتية مناسبة «الحق الليلة» والتي تسهم في إثراء الثقافة المحلية، حيث يبقى هذا الاحتفال بحق الليلة تقليداً عريقاً شاهداً على الفرح ووسيلة للتواصل بين الأجيال، مما يسهم في تعزيز أواصر المودة وتقوية روابط المجتمع».

الوعي بالموروثات
قالت ابتسام الدعن: «إن عام المجتمع يركز في عام 2025 على تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الأواصر الاجتماعية بين الأجيال وتوثيق الموروثات القديمة والتي تسهم في عدم تعرضها للاندثار، وذلك من خلال إدخالها في المناهج التعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بها، ناهيك عن تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تعزز الوعي بالموروثات، واستخدام وسائل الإعلام الحديثة لنشر المحتوى الثقافي التقليدي، وتشجيع الشباب على الاهتمام بالحرف والفنون التقليدية، مؤكدة أن الاهتمام بالموروث ليس مجرد مسألة تاريخية، بل هو استمرارية ثقافية تعزز من تماسكه واستقراره، وتجعل ماضيه حاضراً ومستقبله أكثر وضوحاً، موضحة أن المؤسسات المجتمعية وجمعيات النفع العام تسعى جاهدة في تحقيق هذه الأهداف التي من شأنها تخلق ماضي وحاضر ومستقبل الإمارات أكثر قوة ومنفعة للفرد والمجتمع.

«قرقيعان» 
من جانبها، تحدثت مريم الواجف عن المناسبات التراثية بأنها بوابة الربط بين الماضي والحاضر، مستشهدة بمناسبة «حق الليلة» التي تعبر عن جزء من الماضي الذي لن يندثر، والتي تعنى بإحيائها وتنظيمها الجهات والمؤسسات المجتمعية في الدولة، موضحة أن مناسبة «حق الليلة» (قرقيعان) في الإمارات تعد جزءاً من التراث الأصيل الذي تناقلته الأجيال عبر الزمن، رغم تطور الملابس والحلويات والديكورات الخاصة بهذه المناسبة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بلمستها التراثية التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الجدات والأمهات عن طفولتهن، ويشكل هذا الاحتفال فرصة رائعة يتشارك فيها الكبار فرحة الأطفال، مما يعزز روح الألفة والمحبة في المجتمع، وكان الأطفال، وما زالوا، ينتظرون «حق الليلة» بشغف وسعادة، كحال الكبار، حيث تبدأ التحضيرات مبكراً بحياكة الملابس التقليدية المستوحاة من التراث الإماراتي، يرتدي الأولاد «الكندورة»، بينما تتألق الفتيات بالثوب الملون المخصص لهذه المناسبة، ويكتمل زيهما بحمل «الخريطة»، وهو كيس قماشي يجمعون فيه الحلوى والمكسرات.

مقالات مشابهة

  • باستور يعود للقاهرة لاستكمال مهامه مع منتخب اليد.. غدا
  • المنتخب الوطني للجيدو أشبال يحرز 9 ميداليات ذهبية في البطولة الإفريقية
  • “الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب” تتسلم 8000 استبيان من القطاع الخاص
  • الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب تتسلم 8000 استبيان من القطاع الخاص
  • الزيودي يعقد سلسلة اجتماعات خلال القمة
  • الأمانة الفنية بالحوار الوطني تعلن عن توصيات جديدة للهوية الوطنية
  • "مجلس التوازن" يستعرض أحدث المبادرات في "آيدكس ونافدكس"
  • ميرال تستثمر بأكثر من 175 مبادرة وبرنامجاً للمسؤولية المجتمعية
  • إطلاق النسخة الأولى من المنتدى العالمي للتشريعات الحكومية
  • «حق الليلة».. موروث عريق يرسخ الهوية الوطنية