تعتبر "المسيرة الخضراء" حدثا تاريخيا مهما فى تاريخ المغرب المعاصر، لكن على الرغم من النية الواضحة للمسيرة بعودة الصحراء إلى قلب الوطن الأم المملكة المغربية، إلا أن الاضطرابات التى ظهرت فى أعقابها أدت إلى إعلان تلك المنطقة انفصالها وإعلان الاستقلال.

و تمر اليوم الذكرى الـ 48 على انطلاق المسيرة الخضراء، وهى مسيرة سلمية انطلقت فى مثل هذا اليوم الخميس 6 نوفمبر من عام 1975، نحو الأراضى الصحراوية المغربية بهدف استرجاعها وإنهاء الاستعمار الإسبانى بها، شارك فيها 350 ألف مغربى ومغربية.

وبحسب عدد من التقارير، كان شيوخ قبائل الصحراء المغربية، يقدمون قديما البيعة لسلطان المغرب، ويعلنون الولاء له، وقد عرفت لك المنطقة تاريخيا باسم "المخزن"، وارتبط قبائلها بروابط جغرافية وتجارية هامة مع أرض المغرب، إلا أن الاستعمار الأسبانى قد ساعد فى زيادة التوتر بين القبائل والحكومة المغربية بعد استقلال المغرب، فأصبحت هناك دعوات للانفصال.

وفى عام 1973، بدأ الملك الحسن الثانى بالتواصل مع زعماء القبائل فى الصحراء الغربية، وإعلان دعمه لحراك مقاومة الاحتلال الإسباني، والتنسيق مع الأطراف الموريتانية والمغربية، وبالفعل، نجح هذا التوجه فى زيادة رصيد شعبية الملك لدى الشعب المغربي، الذي اعتبر أرض الصحراء جزءا من المغرب.

لم تقف حكومة الاستعمار الإسبانى مستسلمة أمام التحرك المغربى، وأعلنت فى أغسطس من عام 1974، نيتها إجراء استفتاء يعطى سكان المنطقة حق تقرير مصيرهم، سواء بالانفصال أو أن يظلوا تحت الحكم المغربى، وحددت موعد يوليو من العام التالى (1975) لإجراء الاستفتاء.

وهنا تقدم المغرب بطلب الحصول على رأى قانونى استشاري، ووافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 13 ديسمبر عام 1974، وعندما جاء قرار المحكمة مغايرا للطموح المغربى، خرج الحسن الثانى داعيا للمسيرة الخضراء، وحدد فيها عدد المتطوعين من العامة ليكون 306,500. أما الباقين، وعددهم 43,500، فهم من المسؤولين والموظفين الحكوميين.

كما أن الرقم الإجمالى، 350 ألفا، لم يكن عشوائيا، وإنما يمثل عدد المواليد سنويا فى المغرب، نجح المغرب فى ضم الصحراء الغربية بعد هذه المسيرة، التى اعتُبرت أكبر مسيرة على الإطلاق فى أفريقيا، كما كانت انتصارا للملك الحسن الثاني، إذ اعتُبرت توحيدا لصفوف القوى الوطنية ونجح النظام بعدها فى لجم المعارضة.

لكن مقابل هذا الانتصار، اندلعت فى فبراير 1976 مواجهات لم تهدأ حتى اليوم، مع إعلان جبهة البوليساريو إقامة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" فى منطقة الصحراء.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأراضى الصحراوية استعمار الاحتلال الحكومة المغربية الصحراء الغربية الصحراء المغربية الوطن الأم مقاومة الاحتلال ملك المغرب

إقرأ أيضاً:

مطار بيروت يُسجل أعلى رقم مسافرين في يوم واحد

أعلن المدير العام للطيران المدني فادي الحسن عن تسجيل وصول 11 ألف و700 راكب في يوم واحد وهو أعلى رقم وصول سجّل خلال الشهر الجاري ويُعدّ رقما جيدا جدا مقارنة بالأعوام الماضية، لافتا الى ان عدد الواصلين خلال هذا الشهر ولغاية تاريخه بلغ حوالى 220 الف راكب وبالتالي اصبحنا متقاربين بالأرقام مع السنوات الماضية في الفترة نفسها.

وأوضح الحسن  في حديث الى "صوت كل لبنان" ان شركات الطيران التي استأنفت رحلاتها أبقت على عدد محدّد ومن المتوقع أن ينتظم أعداد الرحلات الشهر المقبل، إنما هناك بعض الشركات مثل الفرنسية والألمانية لم يستأنف بعد رحلاته كما ينتظر ان يستأنف طيران الإمارات رحلاته في غضون 10 ايام.

وطمأن الحسن الى ان المطار آمن وقد حافظ طيلة فترة العدوان على استمرارية التشغيل فيه.

أما في ما خص الشخصيات السورية التي يُحكى عن خروجها عبر المطار بشكل غير قانوني، فأكد ان هذا الموضوع قيد المتابعة من قبل الأجهزة الأمنية.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: رئيس الكنيست يحشد الدعم لمغربية الصحراء
  • شركة هواوي والحكومة المغربية تعززان تحويل التعليم الوطني من خلال مشروع المدرسة الرقمية
  • شهر رجب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر رجب عقب صلاة المغرب اليوم
  • فرسان الشرق تستهل العام الجديد بعرض أول لـ ست الحسن فى الجمهورية
  • جيمي كارتر.. وداعا صاحب المسيرة الملهمة
  • تراجع سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 30 ديسمبر 2024
  • أتالاير: الدبلوماسية المغربية تحقق نجاحًا ملموسًا في الملف الليبي وسط انتقادات جزائرية
  • مطار بيروت يُسجل أعلى رقم مسافرين في يوم واحد
  • رئيس الجمهورية:”موقفنا تجاه الصحراء الغربية لن يتغير لا اليوم ولا مستقبلا”
  • سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 29 ديسمبر 2024