لم ترتبط عودة الحرارة الى علاقة "التيار الوطني" وحزب الله بأي تفاهم رئاسي جديد ولا حتى بتفاهم استراتيجي مستقبلي، فمنذ احداث الجنوب بدا "التيار" الأكثر قربا من الحزب. وما قبل ذلك تأرجح حوارهما لكن لم يتم نعيه. في الوقت الراهن هناك انسجام في الرؤية بين الطرفين ومهما مرت علاقتهما من مد وجذر، فإنهما لم يتخليا عنها ، فالحاجة متبادلة لأستمرارها وتحصينها، اذا امكن وطبعا وفق حسابات معينة .


يقرأ الفريقان في الكتاب نفسه عندما يستدعي الأمر، يختلفان في الرؤى السياسية والرئاسية ، وفي بعض المرات يوجهان الرسائل خصوصا إذا كانا على تباين، وفي محطات هذه العلاقة وقف الحزب إلى جانب "التيار" وكذلك فعل "التيار" بالنسبة إلى الحزب حتى قيل أنه لا يقدم غلى خطوة من دون رضى الحزب .
منذ أيام قالها الرئيس السابق للحزب التقدمي الأشتراكي النائب وليد جنبلاط أنهما اتفقا على الاعتراض على التمديد لقائد الجيش العماد حوزف عون ، وذهب إلى التأكيد أنهما يحتاجان الى بعضهما البعض. وهذا الموقف يؤشر انهما على تفاهم بشأن هذا الهدف وترجمته قد تتضح في الأيام المقبلة لاسيما عندما ترتفع المطالبة بمعالجة الشغور في قيادة الجيش.
قد يقال إن السيناريو هو تعيين رئيس الأركان في الجيش وفي هذا السياق تنص المادة 47 من قانون الدفاع الوطني على مهام رئيس الأركان والدور المناط به في الحلول مكان قائد الجيش، لكنها لا تنص على حصرية استلام قيادة الجيش,لأن الامر مناط بالقائد فقط . ومن هذا المنطلق، فإن مصادر سياسية مطلعة تؤكد ل "لبنان 24"، أن "التيار" لن يقبل بالتمديد لقائد الجيش وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الله، والواضح ان تنسيقا يتم بينهما لهذه الغاية واذا كان ل"التيار" أسبابه الشخصية، فإن الحزب قرر الوقوف في صفه مع العلم ان التمديد أو عدمه ليسا معركته، والبعض يذهب هنا إلى ربط الأمر بموافقة رئيس "التيار" النائب جبران باسيل على الانفتاح على رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وإبقاء ذلك قائما في المرحلة المقبلة ، فالفيتو على قائد الجيش للرئاسة كبير بالنسبة إلى "التيار"، في حين أن حزب الله لديه مرشحه الوحيد وهو فرنجية، وفي الأصل فان تركيزه منصب على معركة الجنوب.

وتفيد هذه المصادر أن الحزب "التيار" لم يتوصلا إلى مبدأ فتح صفحة جديدة لكنهما في المسار نفسه وجاءت تطورات الجبهة الجنوبية لتفرز من يدين دخول الحزب ومن لا يدينه، وهنا ربح "التيار" نقطة لمصلحته، ولكن هناك من يقول أن رفض الحزب التمديد لقائد الجيش لا علاقة له بموقف "التيار" ، وليس معلوما من بادر في إبداء الدعم لذلك أولا. وتتوقع المصادر ان يقف الحليفان مجددا في وجه من يسعى إلى فرض التمديد ومعروف أنه يشكل الحل الأنسب منعا للفراغ في المؤسسة العسكرية، معتبرة أن الاستحقاقات المقبلة تشكل محور اختبار هذا التوافق بينهما وتظهر ما إذا كان آنيا فحسب أم لا .

من جهتها تقول اوساط نيابية في المعارضة أن الطرفين اعتادا أن يتفاهما عندما تناديهما المصالح لكن في النهاية يبقى الرابط الجامع بين الحزب وحركة امل أقوى من تنسيق "التيار" والحزب، وهنا لا بد من مراقبة ما تحمله الأيام المقبلة. وتوضح أن باسيل افترق رئاسيا عن الحزب برضاه وعاد للتحاور معه برضاه، وعلّق الحوار برضاه أيضا، ما يعزز التأكيد أن العلاقة بينهما غير مستقرة ، مشيرة إلى أن هناك عدة افرقاء يدعمون قائد الجيش نظرا لدوره وحضوره ودعمه الجيش دائما وإن المعارضة تكثف اتصالاتها لهذه الغاية.
اللاءات التي يحملها "التيار" بوجه التمديد لقائد الجيش ومعه حزب الله ستواجه بنعم من القوى السياسية الأخرى والرهان على عودة الأمور إلى مجراها بين الفريقين تختبره الأيام والمستجدات وجملة ملفات أيضا. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش حزب الله

إقرأ أيضاً:

سلاح حزب الله: الحاجة والضرورة لردع العدو الصهيوني

الثورة نت/..

في ظل التصعيد العسكري الصهيوني المستمر على جنوب لبنان، تتجلى الأهمية القصوى والضرورة الفعلية لسلاح حزب الله؛ باعتباره خيار تقتضيه مقاومة المحتل وردع محاولاته العدوانية المستمرة؛ وهو ما تؤكده قيادات الحزب مجددة موقفها المتمسك بالسلاح كرديف لفعل المقاومة وكضمانة وحيدة لردع العدو الصهيوني.

في رسالة أرادها حزب الله أن تكون شديدة الوضوح بوجه الطروحات الداخلية والخارجية بشأن نزع سلاح المقاومة، وضع الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حدًا لأي نقاش، وأعلن بشكل واضح أن الحزب لن يسلم سلاحه تحت أي ظرف.

وقال قاسم في خطابه الأخير إن الحديث المتجدد عن سلاح المقاومة ما هو إلا جزء من الضغوط الأمريكية على الحكومة اللبنانية الجديدة، والتي تربط استمرار الدعم الدولي بملف السلاح، لافتا إلى أن المقاومة لا تخشى هذه الضغوط، وأن تهديدات الولايات المتحدة و”إسرائيل” لا تُرهب الحزب ولا بيئته الحاضنة، وأن سلاح المقاومة سيبقى ما دامت الأرض محتلة والاعتداءات مستمرة.

وأكد أن كل ما يقال عن نزع سلاح الحزب يصب في خدمة المشروع الصهيوني، ويستهدف إضعاف لبنان وفتح الطريق أمام الاحتلال لإعادة التمدد داخل أراضيه.

وأشار قاسم إلى أن المقاومة نجحت خلال السنوات الماضية في فرض معادلة ردع مع “إسرائيل”، ومنعت الأخيرة من تحقيق أهدافها العدوانية ضد لبنان.

كلام الشيخ قاسم تلقفه نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي بموقف مؤيد، معلنا في تصريح صحفي تمسّك الحزب بسلاحه، مشدّدًا إلى أن “اليد التي ستمتد إليه ستُقطع”، في استعادة لما كان قد قاله الشهيد السيد حسن نصر الله في أحد الأيام.

وفي رد مباشر على هذه الطروحات اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “المقاومة ضمانة بلد وسيادة وأي خطأ بموضوع المقاومة وسلاحها ووضعيتها يفجّر لبنان، ولبنان بلا مقاومة بلد بلا سيادة ودولة عاجزة لا تستطيع فعل شيء بوجه “إسرائيل”، والخيار الديبلوماسي مقبرة وطن، وما يجري جنوب النهر يكشف العجز الفاضح للدولة”.

وبلهجه أكثر حزما، أكد مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، أن سلاح الحزب “لن يُنزع” ولن يستطيع أحد على فعل ذلك.

وحول ما أثير مؤخّرا من حملات إعلامية وسياسية حول سلاح المقاومة أشار صفا إلى أن ذلك ليس معزولًا عن سياق “الحرب النفسية” التي تستهدف بيئة المقاومة ومصداقيتها، معتبرًا أنّ هذه العبارة يتمّ الترويج لها من قبل المحرّضين على منصّات التواصل الاجتماعي.. إذْ لو كان مَن يطالب بنزع سلاحنا بالقوّة قادرًا لفعل”.

وبينما شدد أن الاستراتيجية الدفاعية هي لحماية لبنان وليست لتسليم السلاح ، لفت إلى أن أيّ حوار على هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يتمّ قبل انسحاب العدو الصهيوني من كامل الأراضي اللبنانية، وتحرير الأسرى ووقف الاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية.

وبشأن موقف الحزب تجاه مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل، أن “الحوار الوطني في لبنان لا يمكن أن يتم إلا مع القوى التي تؤمن بأن الاحتلال الإسرائيلي عدو، وتضع سيادة لبنان فوق أي اعتبار خارجي، سواء كان أمريكيًا أو إسرائيليًا”.

وقال فضل الله، في تصريح صحفي، إن “الحوار لا يكون إلا مع الذين يؤمنون بأن سيادة لبنان مقدّمة على أي شروط خارجية، وأن الاحتلال عدوّ لا يمكن التهاون معه”.

وشدد على أن “قيادة المقاومة لا تفرّط بنقطة دم من دماء الشهداء ولا بأي عنصر من عناصر القوة التي تمتلكها المقاومة”.

وأضاف: “نحن لا ندعو إلى حوار مع الذين يضلّلون الرأي العام، ويثيرون الانقسامات، ويهاجمون المقاومة، بل نتحاور مع الذين يشاركوننا هذه المبادئ للوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وتحفظ سيادته”.

مقالات مشابهة

  • خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات
  • طرح مفاجئ عن سلاح الحزب.. باحث إسرائيلي يكشفه
  • الرئاسة والحزب... نحو مخرج منظّم
  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • سلاح حزب الله: الحاجة والضرورة لردع العدو الصهيوني
  • كلمة مرتقبة لقائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • بالفيديو: دخول الجيش إلى أحد مواقع الحزب في يحمر الشقيف
  • التيار ومعركة الوجود في الاستحقاق البلدي تفاديا لهزائم لاحقة
  • سلاح حزب الله إلى دائرة الضوء