حزب الله والتيار متفقان من جديد ... والهدف منع التمديد لقائد الجيش
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
لم ترتبط عودة الحرارة الى علاقة "التيار الوطني" وحزب الله بأي تفاهم رئاسي جديد ولا حتى بتفاهم استراتيجي مستقبلي، فمنذ احداث الجنوب بدا "التيار" الأكثر قربا من الحزب. وما قبل ذلك تأرجح حوارهما لكن لم يتم نعيه. في الوقت الراهن هناك انسجام في الرؤية بين الطرفين ومهما مرت علاقتهما من مد وجذر، فإنهما لم يتخليا عنها ، فالحاجة متبادلة لأستمرارها وتحصينها، اذا امكن وطبعا وفق حسابات معينة .
يقرأ الفريقان في الكتاب نفسه عندما يستدعي الأمر، يختلفان في الرؤى السياسية والرئاسية ، وفي بعض المرات يوجهان الرسائل خصوصا إذا كانا على تباين، وفي محطات هذه العلاقة وقف الحزب إلى جانب "التيار" وكذلك فعل "التيار" بالنسبة إلى الحزب حتى قيل أنه لا يقدم غلى خطوة من دون رضى الحزب .
منذ أيام قالها الرئيس السابق للحزب التقدمي الأشتراكي النائب وليد جنبلاط أنهما اتفقا على الاعتراض على التمديد لقائد الجيش العماد حوزف عون ، وذهب إلى التأكيد أنهما يحتاجان الى بعضهما البعض. وهذا الموقف يؤشر انهما على تفاهم بشأن هذا الهدف وترجمته قد تتضح في الأيام المقبلة لاسيما عندما ترتفع المطالبة بمعالجة الشغور في قيادة الجيش.
قد يقال إن السيناريو هو تعيين رئيس الأركان في الجيش وفي هذا السياق تنص المادة 47 من قانون الدفاع الوطني على مهام رئيس الأركان والدور المناط به في الحلول مكان قائد الجيش، لكنها لا تنص على حصرية استلام قيادة الجيش,لأن الامر مناط بالقائد فقط . ومن هذا المنطلق، فإن مصادر سياسية مطلعة تؤكد ل "لبنان 24"، أن "التيار" لن يقبل بالتمديد لقائد الجيش وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الله، والواضح ان تنسيقا يتم بينهما لهذه الغاية واذا كان ل"التيار" أسبابه الشخصية، فإن الحزب قرر الوقوف في صفه مع العلم ان التمديد أو عدمه ليسا معركته، والبعض يذهب هنا إلى ربط الأمر بموافقة رئيس "التيار" النائب جبران باسيل على الانفتاح على رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وإبقاء ذلك قائما في المرحلة المقبلة ، فالفيتو على قائد الجيش للرئاسة كبير بالنسبة إلى "التيار"، في حين أن حزب الله لديه مرشحه الوحيد وهو فرنجية، وفي الأصل فان تركيزه منصب على معركة الجنوب.
وتفيد هذه المصادر أن الحزب "التيار" لم يتوصلا إلى مبدأ فتح صفحة جديدة لكنهما في المسار نفسه وجاءت تطورات الجبهة الجنوبية لتفرز من يدين دخول الحزب ومن لا يدينه، وهنا ربح "التيار" نقطة لمصلحته، ولكن هناك من يقول أن رفض الحزب التمديد لقائد الجيش لا علاقة له بموقف "التيار" ، وليس معلوما من بادر في إبداء الدعم لذلك أولا. وتتوقع المصادر ان يقف الحليفان مجددا في وجه من يسعى إلى فرض التمديد ومعروف أنه يشكل الحل الأنسب منعا للفراغ في المؤسسة العسكرية، معتبرة أن الاستحقاقات المقبلة تشكل محور اختبار هذا التوافق بينهما وتظهر ما إذا كان آنيا فحسب أم لا .
من جهتها تقول اوساط نيابية في المعارضة أن الطرفين اعتادا أن يتفاهما عندما تناديهما المصالح لكن في النهاية يبقى الرابط الجامع بين الحزب وحركة امل أقوى من تنسيق "التيار" والحزب، وهنا لا بد من مراقبة ما تحمله الأيام المقبلة. وتوضح أن باسيل افترق رئاسيا عن الحزب برضاه وعاد للتحاور معه برضاه، وعلّق الحوار برضاه أيضا، ما يعزز التأكيد أن العلاقة بينهما غير مستقرة ، مشيرة إلى أن هناك عدة افرقاء يدعمون قائد الجيش نظرا لدوره وحضوره ودعمه الجيش دائما وإن المعارضة تكثف اتصالاتها لهذه الغاية.
اللاءات التي يحملها "التيار" بوجه التمديد لقائد الجيش ومعه حزب الله ستواجه بنعم من القوى السياسية الأخرى والرهان على عودة الأمور إلى مجراها بين الفريقين تختبره الأيام والمستجدات وجملة ملفات أيضا. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش حزب الله
إقرأ أيضاً:
خامنئي يعيين نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قراراً بتعيين نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، ممثلاً له في لبنان، وفقاً لما أعلنته وكالة أنباء "تسنيم". وكان هذا المنصب يشغله سابقاً الزعيم السابق لحزب الله، حسن نصرالله.
يُذكر أن نعيم قاسم تم تعيينه أميناً عاماً لحزب الله بعد عقود قضاها نائباً لنصرالله، وكان من بين مؤسسي الحزب، على الرغم من أنه لم يكن من الأسماء المتوقعة لتولي هذا المنصب.
وقد قلصت اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من القيادات البارزة في الحزب، بما في ذلك هاشم صفي الدين، ابن خالة نصرالله، الذي كان مرشحاً محتملاً لخلافته، من الخيارات المتاحة لقيادة الحزب.
في 27 أيلول/ سبتمبر 2024، نفّذ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثّفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن اغتيال حسن نصر الله. وفي 3 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، شنّ الاحتلال غارات أخرى أدّت إلى مقتل رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين.
ويذكر أنه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل، بدأ حزب الله اللبناني سلسلة من عمليات القصف المستمرة من جنوب لبنان نحو الجبهة الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، معلنًا أنها جبهة إسناد لقطاع غزة.
من هو نعيم قاسم؟
ونعيم قاسم، البالغ من العمر 71 عاماً، يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهو حاصل على دراسات عليا في الكيمياء، بالإضافة إلى دراساته الدينية تحت إشراف كبار علماء الشيعة في لبنان.
كما عمل لسنوات كمدرس لمادة الكيمياء، حيث وصفه أحد طلابه، بأنه كان هادئ الطباع ويُدرّس الكيمياء باللغة الفرنسية في ثانوية حمانا شرق بيروت.
إلى جانب ذلك، تولى قاسم مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان، حيث كان يشرف على عمل وزراء ونواب الحزب، بالإضافة إلى متابعته لملف البلديات والنقابات، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية لنفوذ حزب الله في المؤسسات الرسمية اللبنانية.