رحلة عهد التميمي مع الاعتقال.. الطفلة التي صفعت الجنود صارت شابة تُرعب الاحتلال
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
«بعد كل سجن في حرية.. فلسطين ربتنا منخافش من أشكالهم».. على هذه الكلمات تربت وعليها بدأت الطفلة عهد التميمي رحلتها في النضال والدفاع عن القضية الفلسطينية منذ نعومة أظافرها، فكانت طفلة لا يتجاوز عمرها الـ 10 سنوات، لكنها تقف بشجاعة الأسود في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي تهاجم سلاحهم المتطور بالكلمات وتضرب رجاله المغتصبين بالصفعات واللكمات، وتدافع عن قريتها بشجاعة الأبطال، وكأنها شبل خرج للتو من عرين الأسود ليلتهم هؤلاء الطغاة.
عهد التميمي التي اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى عام 2017 وهي في عمر الـ 16 عامًا، بعدما صفعت أحد جنودها على وجهه، عادت الآن لتقبع داخل سجون العدو، بسبب نضالها ودفاعها المستميت عن أرضها، وكأن الطفلة التي استحل الاحتلال طفولتها وبراءتها لم يُكتب لها حتى أن تعيش شبابها بالحرية التي تنادي بها دول الغرب التي لم تتوانى عن دعم إسرائيل في عدوانها على الأبرياء في الأراضي المحتلة، فمن هي عهد التميمي؟ وكيف كانت رحلتها في النضال؟
اعتقال عهد التميمي أول مرةعُرفت عهد التميمي منذ طفولتها بهمتها وشجاعتها في مواجهة جنود الاحتلال، أثناء دفاعها عن قرية النبي صالح في الضفة الغربية، لكن أبرز موقف لها والذي أرعب إسرائيل بأكملها عندما حاولت طرد الجنود من ساحة بيتها أثناء مواجهات في قريتها، وظهرت في مقطع فيديو وهي تطرد عنصرين من جنود الاحتلال وصفعتهما على وجهيهما، ودفعتهما للخروج من ساحة المنزل.
وتسببت صفعات عهد، على وجه جنود الاحتلال، في ثورة الجيش الإسرائيلي بكافة قياداته، فكان القرار باعتقال فتاة كل تهمتها أنها لا تخشى الموت ولا تخاف سلاح العدو الذي احتل أرضها، كل تهمتها أنها دافعت عن منزلها وقريتها التي هي ملك جدودها، فاقتحم جنود الاحتلال مننزلها واقتادوها إلى السجن.
كسر قيود الاعتقال وحرية عهد التميميفي 9 يوليو 2018، أفرج جيش الاحتلال، عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، بعدما قضت 8 أشهر في سجن الاحتلال، بتهمة صفع جنديين إسرائيليين، فى واقعة تم تسجيلها بواسطة كاميرا فيديو، وهي الواقعة التي حولتها إلى رمزًا للمقاومة الفلسطينية بل والعالمية.
ظن جيش الاحتلال ان الفتاة التي مارس عليها كافة أنواع الضغوط والانتهاكات داخل سجنه سوف تستكين وتخاف من العودة له، لكن عهد التميمي ظلت على العهد الذي أخذته على نفسها والذي ربتها عليه فلسطين، فكانت «لا تخاف من أشكالهم»، وتقف بشجاعتها المعهودة في وجه هؤلاء الجنود المحتمين في دروعهم الواقية وبأسلحتهم المتطورة، بل ووقفت في وجه العالم بأكمله وفضحت جرائم العدو الغاشم.
اعتقال عهد التميمي للمرة الثانيةيبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يشفي غليله مما فعلته تلك الفتاة الفلسطينية، فعندما تذكر صفعتها على وجوه جنوده، قرر أن يعاود عدوانه عليها، فاعتقلها فجر اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2023، للمرة الثانية، لكن هذه المرة بحجة أخرى، غير صفع جنوده، فاتهمها بالتحريض على الإرهاب.
وأكد ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي: «أوقفت عهد التميمي للاشتباه بتحريضها على العنف ونشاطات إرهابية في بلدة النبي صالح، وأحيلت على قوات الأمن الإسرائيلية لمزيد من الاستجواب».
وعلق وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير، على اعتقال الفتاة ذات الـ 22 عامًا، قائلًا: «تحية لقوات الجيش التي اعتقلت عهد التميمي التي أدينت سابقًا بمهاجمة الجنود، وقد أظهرت التعاطف مع القتلة.. يجب أن لا يكون لدينا صبر على المخربين ومن يدعمهم».
من هي عهد التميمي؟ولدت عهد التميمي في 31 يناير عام 2001 في قرية النبي صالح، بالضفة الغربية، وهي من عائلة معروفة بناضلها ضد الاحتلال، فوالديها أعضاء في لجنة المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان، وينظمان دائمًا فعاليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في القرية، وهو ما منحها الشجاعة والإيمان بالقضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً«الأسرى الفلسطينية»: الاحتلال اعتقل 1680 شخصا من الضفة الغربية منذ «طوفان الأقصى»
الاحتلال اعتقلها للمرة الثانية.. من هي الفلسطينية عهد التميمي؟
غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة تركزت على الشريط الشمالي الغربي لمدينة غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل الضفة الغربية غزة عهد التميمي لحظة اعتقال عهد التميمي التميمي عهد اعتقال عهد التميمي من هي عهد التميمي محمد التميمي قرية النبي صالح الاحتلال الإسرائيل الاحتلال الإسرائیلی جنود الاحتلال جیش الاحتلال عهد التمیمی
إقرأ أيضاً:
يديعوت: زامير يصعد إلى قيادة الجيش في فترة بالغة الصعوبة بينها حربان
مع صعوده لقيادة جيش الاحتلال، من الواضح أن آيال زامير يتولى منصبه في ظل فترة مضطربة، مما سيدفعه للتركيز على إعادة بناء الجيش بعد العدوان، وتنفيذ خطة جديدة متعددة السنوات، مع مراعاة ميزانيات الدولة.
يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "زامير بصفته الأخيرة مديرا عاما لوزارة الحرب، عمل طيلة حرب "السيوف الحديدية خلال خمسة عشر شهرا، على قيادة قطار جوي وبحري يضم مئات الطائرات والسفن لدولة الاحتلال، بهدف تزويد الجيش بأسلحة من جميع أنحاء العالم، والتعامل مع نقص الذخيرة الذي زاد مع تقدم القتال، وإدانة الاحتلال من الدول الغربية، التي فرض بعضها حظرا عليه".
وأشار في مقال ترجمته "عربي21" أن "بناء قوة الجيش تحت قيادة زامير سيشمل عمليات شراء إضافية تهدف لتعزيز غير مسبوق، بما في ذلك سفن جديدة للبحرية؛ وإنشاء فرقة شرقية لإغلاق الحدود الهشة مع الأردن؛ والإصرار على قبول مطالب الجيش الخاصة بالميزانية".
على الساحة الأمنية المباشرة، يقول الكاتب إن "زامير سينتقل مباشرة لمتابعة وقف إطلاق النار الهش في الشمال والجنوب، فقد تم تمديد وقف إطلاق النار مع حزب الله بمبادرة من الولايات المتحدة، لكنه قد ينفجر مرة أخرى مع قوات الحزب التي تحاول إعادة تأهيل نفسها، كما سيتم اختبار الاتفاق مع حماس قريبا، وإذا استؤنف القتال في غزة، سيتعين على زامير تنفيذ الخطوط الحمراء، ومهاجمة الحركة التي تحاول إعادة تأهيل نفسها بقوة، وفي الوقت نفسه ملء المنطقة العازلة الموسعة التي تم إنشاؤها على حدود غزة".
واعترف الكاتب أن "زامير سيواجه واقعا صعبا في غزة، بعد أن فشل المستوى السياسي في توفير بديل حاكم لحماس، التي لا تزال مسؤولة مدنيا عن الفلسطينيين، مما يجعل الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش خلال أشهر العمليات البرية تتآكل كل يوم، وربما يتعين عليه العودة لذات السياسة التي انتهجها كقائد للمنطقة الجنوبية في العقد الماضي من خلال جولات متكررة من المناوشات ضد حماس، لكن هذه المرة بدفاع أقوى من شأنه أن يمنع تكرار سيناريو السابع من أكتوبر".
وأوضح ان "زامير لن يخفي أمام المستوى السياسي والجمهور تحديات استنزاف الجنود، النظاميين والاحتياط، في مواجهة الحرب المستمرة في ظل غياب بديل يحلّ محلّ حماس، لاسيما عقب احتجاجات جنود الاحتياط الذين يستجيبون لطلبات الاستدعاء بنسب منخفضة نسبيا، 60 بالمئة إلى 70 بالمئة، بعد أن خدم بعضهم ما بين ستة أشهر إلى عام بالزي الرسمي في الميدان طوال الحرب".
وأكد أنه "سيضطر لإعلان موقفه الرافض لقانون التهرب من الخدمة العسكرية الخاصة بالحريديم، لأن الوحدات القتالية بحاجة ماسة للمزيد من الجنود، وعدد جنود الاحتياط آخذ في الانخفاض".
وشدد بالقول: "في مثل هذا الوضع، سيطالب زامير المستوى السياسي بتحديد الأولويات، حيث قرر إبقاء القوات على الأرض في لبنان وسوريا مؤقتا بعد سقوط الأسد، صحيح أنه أصدر تعليمات للجيش بالتركيز الآن على ساحة الضفة الغربية، لكن الغطاء القصير سيدفع رئيس الأركان القادم لاتخاذ قرارات بشأن الأولويات، وتوزيع الحمل داخل الجيش، الذي يعاني نقصا في الجنود، ومن الواضح بالفعل أن وحداته القتالية ستزداد".
https://www.ynet.co.il/news/article/hygakb300kl