فصل إسرائيل العنصري.. تاريخ جنوب أفريقيا واقع بفلسطين المحتلة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
في السنوات الأخيرة، وصفت منظمات حقوق الإنسان والخبراء القانونيون بشكل متزايد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين بأنها تمييز عنصري يذّكر بما كان قائما في دولة جنوب أفريقيا، بحسب أيان محمد علي في تقرير بموقع "بوليتيكس توداي" الأمريكي (politics today) ترجمه "الخليج الجديد".
وتجدد التركيز على ممارسات إسرائيل العنصرية جراء حرب مدمرة تشنها على غزة للشهر الثاني على التوالي، ما خلّف آلاف التقلى، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال، في القطاع الذي يسكنها نحو 2.
وفي 1973، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لمكافحة جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها. ويعرّف المركز الدولي لمنع القسوة على الأطفال الفصل العنصري بأنه "أفعال غير إنسانية ترتكب لغرض إقامة والحفاظ على سيطرة مجموعة عنصرية واحدة من الأشخاص على أي مجموعة عنصرية أخرى واضطهادهم بشكل منهجي".
ولفتت أيان إلى "سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا فرضت على مواطنيها غير البيض، وهم غالبية السكان، الإقامة في مناطق منفصلة عن مناطق جنوب البلاد البيضاء واستخدام مرافق عامة منفصلة".
ومن بين القوانين العنصرية التي كانت في جنوب أفريقيا، قانون جلين جراي 1894، الذي أطلق عليه رئيس الوزراء آنذاك سيسيل رودس اسم "مشروع قانون من أجل أفريقيا"، لزيادة حرمان السود من حقوقهم والحد من فرصهم الاقتصادية.
وقانون تسجيل السكان لعام 1950 على أساس سماتهم العرقية، بحيث تحدد المجموعة التي ينتمي إليها الفرد حقوقه الاجتماعية والسياسية وآفاقه التعليمية ومكانته الاقتصادية.
وكذلك قانون المرافق المنفصلة لعام 1953، الذي سمح بالفصل العنصري في الأماكن العامة ووسائل النقل والخدمات.
اقرأ أيضاً
عريضة لمئات الأكاديميين: الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أسفر عن "نظام فصل عنصري"
دولة يهودية
في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، كتب وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور رسالة شهيرة، تُعرف باسم "وعد بلفور"، إلى زعيم الجالية اليهودية البريطانية ليونيل روتشيلد، يعد فيها بـ"إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
وقالت أيان إن "إنشاء دولة يهودية على أرض غير يهودية أصبح ركيزة أساسية للفصل العنصري، وبالتالي أصبح الفلسطينيون، مسلمين ومسيحيين، الأغلبية المضطهدة في أرضهم".
وتحت عنوان "الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام قاسٍ للسيطرة وجريمة ضد الإنسانية"، رصدت منظمة العفو الدولية عبر تقرير شامل في 2022 كيف يتم الاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وعمليات القتل غير القانوني والتهجير القسري والقيود الشديدة على الحركة والحرمان من حقوق الإنسان.
وشددت على أن "الجنسية والمواطنة الفلسطينية كلها مكونات لنظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي، ويستمر هذا النظام عبر انتهاكات تمثل جريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي (المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية) واتفاقية الفصل العنصري".
وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامارد، في بيان، إن "تقريرنا يكشف عن المدى الحقيقي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي. وسواء كانوا يعيشون في غزة أو القدس الشرقية أو بقية الضفة الغربية، أو في إسرائيل نفسها، فإن الفلسطينيين يُعاملون على أنهم مجموعة عنصرية أدنى ويحُرمون من حقوقهم".
وتابعت: "سياسات إسرائيل القاسية، المتمثلة في الفصل والسلب والإقصاء في جميع الأراضي الخاضعة لسيطرتها، ترقى بوضوح إلى مستوى الفصل العنصري، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك".
اقرأ أيضاً
طبيعة العرب.. تسريب لتصريحات عنصرية من قائد الشرطة الإسرائيلية تثير غضبا
استراتيجية تهويد
ومنذ إنشاء إسرائيل عام 1948، قامت الإدارات المتعاقبة بسن وإنفاذ نظام من القوانين والسياسات والممارسات لقمع الفلسطينيين والسيطرة عليهم، والهدف هو تفضيل اليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين، كما زادت أيان.
وأوضحت أن إسرائيل حققت ذلك من خلال "الحفاظ على السيطرة والهيمنة على السكان غير اليهود. وفي 2018، سن الكنيست مشروع قانون يتمتع بسلطة دستورية يؤكد أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، ويؤكد أن الحق في تقرير المصير "فريد للشعب اليهودي" في تلك المنطقة، ويحدد "الاستيطان اليهودي كقيمة وطنية".
وأردفت: "قامت إدارات إسرائيلية مختلفة بسن قوانين وسياسات لضمان استمرار تجزئة السكان الفلسطينيين، إذ يقتصر وجودهم على جيوب في إسرائيل والضفة الغربية وغزة ومخيمات اللاجئين. وساهم ذلك في تآكل التحالفات الاجتماعية والسياسية بين الجماعات الفلسطينية، فضلا عن خنق المقاومة الطويلة ضد نظام الفصل العنصري".
وزادت بأنه "في الضفة الغربية المحتلة، قامت إسرائيل بنقل الفلسطينيين قسرا وهدمت منازلهم لإفساح المجال أمام إقامة المستوطنات غير القانونية المخصصة لليهود فقط، والتي يدينها المجتمع الدولي باعتبارها غير شرعية".
و"في صحراء النقب في إسرائيل، حيث يعيش الفلسطينيون البدو الآن في البلدات، انتقدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في السكن الملائم، راكيل رولنيك، خطة إسرائيل للتطهير العرقي المنسق ووصفتها بأنها "استراتيجية تهويد" "تستبعد الأقليات وتشريدها"، كما تابعت أيان.
اقرأ أيضاً
استدعاء السفير الإسرائيلي بعمّان.. الأردن وفلسطين ومصر تستهجن تصريحات سموتريتش العنصرية
دعم لفلسطين
أيان قالت إنه "منذ أن تولى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السلطة في (جنوب أفريقيا) عام 1994، فإن السياسة الخارجية للبلاد ثابتة في دعمها للدولة الفلسطينية، ولهذا برزت جنوب أفريقيا كواحدة من أبرز منتقدي إسرائيل في العالم".
وقال المتحدث باسم الحزب ماهلينجي بينجو موتسيري إن "تاريخ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا هو واقع فلسطين المحتلة".
وشدد على أن "حزب المؤتمر يقف إلى جانب شعب فلسطين المحتلة؛ فمن الواضح أن الوضع الأمني المتدهور يرتبط ارتباطا مباشرا بالاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي".
ويدعم حزب المؤتمر "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (BDS)، التي تهدف إلى تكرار حملة مناهضة الفصل العنصري والمقاطعة المعروفة، ومع اكتساب المطالبات بمقاطعة البضائع الإسرائيلية زخما واسع النطاق، توفر حركة المقاطعة للفلسطينيين أداة جديدة للتحرر سبق وأن تم استخدامها في جنوب أفريقيا، كما ختمت أيان.
((4))
المصدر | أيان محمد علي/ بوليتيكس توداي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين فصل عنصري جنوب أفريقيا تهويد فی جنوب أفریقیا الفصل العنصری
إقرأ أيضاً:
مقتل إمام مسجد مثلي في جنوب أفريقيا.. والسلطات تحقق (شاهد)
أعلن نائب وزير العدل في جنوب أفريقيا، أندريس نيل، أن الشرطة تلاحق المشتبه بهم وراء مقتل محسن هندريكس، الذي كان يُعرف نفسه كأول إمام مثلي في العالم.
بينما تجري الشرطة تحقيقاتها في الحادث، صرح نيل لقناة "نيوزروم أفريكا" التلفزيونية أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت جريمة كراهية.
#فيديو من #جنوب_افريقيا
لحظة قتل من سمى نفسه
اول امام مسلم (شاذ) ????????
محسن هندريكس يعتبر نفسه أول إمام شاذ في العالم حيث أعلن عن مثليته الجنسية عام 1996،
العالم الغربي وجمعيات حقوق الإنسان في حالة استنفار تام ولم يهمها قتل اكثر من 100 الف مسلم في غزة امام عدسات الإعلام ! pic.twitter.com/4hutWNhser — PIC | صـور من التـاريخ (@inpic0) February 16, 2025
وقُتل هندريكس، البالغ من العمر 57 عاماً، يوم السبت الماضي رمياً بالرصاص في وضح النهار في مدينة جكيبيرها الساحلية (المعروفة سابقاً باسم بورت إليزابيث)، أثناء جلوسه في المقعد الخلفي لسيارة.
أظهرت لقطات كاميرات المراقبة في مكان الحادث شخصاً يرتدي قناعاً يخرج من شاحنة صغيرة سدّت طريق السيارة التي كان فيها هندريكس، ثم أطلق النار عليه عبر النافذة. في المقطع، الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عاد مطلق النار فوراً إلى الشاحنة التي كان يقودها شخص آخر، وغادرا مسرح الجريمة بسرعة. وكان محسن معروفًا بعمله في إنشاء ملاذ آمن للشواذ في المجتمع.
وُلِدَ محسن هندريكس في كيب تاون عام 1967، ونشأ في عائلة مسلمة، وفي عام 1996، أعلن عن مثليته الجنسية، مما صدم المجتمع المسلم في مدينته كيب تاون وأماكن أخرى. كلفه ذلك منصبه كإمام، وتوترت علاقاته الأسرية.
في العام نفسه، أسس منظمة "الحلقة الداخلية" (The Inner Circle)، وهي منظمة لدعم الشواذ في جنوب أفريقيا. وكرّس حياته للدفاع عنهم اندماجهم في المجتمع.
وأسس لاحقاً مؤسسة الغربة ومسجد الغربة، أول مسجد يؤكد على المثلية الجنسية في جنوب أفريقيا.
كان هندريكس يقول "كانت الحاجة إلى أن أكون أصيلاً وواضحاً أكبر من الخوف من الموت". وله العديد من المحاضرات حول أهمية الحوار بين الأديان، والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة العقلية والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الشواذ داخل المجتمعات الدينية.
ردود أفعال
أدان المجلس القضائي الإسلامي في جنوب أفريقيا، أحد الهيئات الدينية الرئيسية في البلاد، حادث القتل، رغم عدم اتفاقه مع هندريكس. وقال المجلس في بيان "بصفتنا أعضاء في مجتمع ديمقراطي تعددي، يظل المجلس القضائي الإسلامي ثابتًا في الدعوة إلى التعايش السلمي والاحترام المتبادل، حتى في ظل وجهات النظر المتباينة".
كما أدان مجلس علماء جنوب أفريقيا "عمليات القتل خارج نطاق القضاء" وحث الناس على عدم استخلاص استنتاجات حول الدافع. من جهته، أدان مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع الشواذ حادث القتل ودعا إلى إجراء تحقيق شامل، خشية أن يكون الدافع وراء القتل هو الكراهية.
أدانت منظمة "الشمول والتأكيد" (IAM)، وهي شبكة تركز على دعم الشواذ والمصابين بفيروس نقص المناعة، مقتل هندريكس، ووصفته بأنه "بطل شجاع في المجتمعات الدينية الشاملة". وسلطت المنظمة الضوء على مساهماته، قائلة "حتى في وفاته، نحتفي بالإمام محسن لمساهمته الدؤوبة في بناء مجتمعات إيمانية شاملة".