في السنوات الأخيرة، وصفت منظمات حقوق الإنسان والخبراء القانونيون بشكل متزايد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين بأنها تمييز عنصري يذّكر بما كان قائما في دولة جنوب أفريقيا، بحسب أيان محمد علي في تقرير بموقع "بوليتيكس توداي" الأمريكي (politics today) ترجمه "الخليج الجديد".

وتجدد التركيز على ممارسات إسرائيل العنصرية جراء حرب مدمرة تشنها على غزة للشهر الثاني على التوالي، ما خلّف آلاف التقلى، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال، في القطاع الذي يسكنها نحو 2.

3 مليون فلسطيني ويحاصره الاحتلال منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وفي 1973، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لمكافحة جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها. ويعرّف المركز الدولي لمنع القسوة على الأطفال الفصل العنصري بأنه "أفعال غير إنسانية ترتكب لغرض إقامة والحفاظ على سيطرة مجموعة عنصرية واحدة من الأشخاص على أي مجموعة عنصرية أخرى واضطهادهم بشكل منهجي".

ولفتت أيان إلى  "سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا فرضت على مواطنيها غير البيض، وهم غالبية السكان، الإقامة في مناطق منفصلة عن مناطق جنوب البلاد البيضاء واستخدام مرافق عامة منفصلة".

ومن بين القوانين العنصرية التي كانت في جنوب أفريقيا، قانون جلين جراي 1894، الذي أطلق عليه رئيس الوزراء آنذاك سيسيل رودس اسم "مشروع قانون من أجل أفريقيا"، لزيادة حرمان السود من حقوقهم والحد من فرصهم الاقتصادية.

وقانون تسجيل السكان لعام 1950 على أساس سماتهم العرقية، بحيث تحدد المجموعة التي ينتمي إليها الفرد حقوقه الاجتماعية والسياسية وآفاقه التعليمية ومكانته الاقتصادية.

وكذلك قانون المرافق المنفصلة لعام 1953، الذي سمح بالفصل العنصري في الأماكن العامة ووسائل النقل والخدمات.

اقرأ أيضاً

عريضة لمئات الأكاديميين: الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أسفر عن "نظام فصل عنصري"

دولة يهودية 

في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، كتب وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور رسالة شهيرة، تُعرف باسم "وعد بلفور"، إلى زعيم الجالية اليهودية البريطانية  ليونيل روتشيلد، يعد فيها بـ"إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".

وقالت أيان إن "إنشاء دولة يهودية على أرض غير يهودية أصبح ركيزة أساسية للفصل العنصري، وبالتالي أصبح الفلسطينيون، مسلمين ومسيحيين، الأغلبية المضطهدة في أرضهم".

وتحت عنوان "الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام قاسٍ للسيطرة وجريمة ضد الإنسانية"، رصدت منظمة العفو الدولية عبر تقرير شامل في 2022 كيف يتم الاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية، وعمليات القتل غير القانوني والتهجير القسري والقيود الشديدة على الحركة والحرمان من حقوق الإنسان.

وشددت على أن "الجنسية والمواطنة الفلسطينية كلها مكونات لنظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي، ويستمر هذا النظام عبر انتهاكات تمثل جريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي (المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية) واتفاقية الفصل العنصري".

وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامارد، في بيان، إن "تقريرنا يكشف عن المدى الحقيقي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي. وسواء كانوا يعيشون في غزة أو القدس الشرقية أو بقية الضفة الغربية، أو في إسرائيل نفسها، فإن الفلسطينيين يُعاملون على أنهم مجموعة عنصرية أدنى ويحُرمون من حقوقهم".

وتابعت: "سياسات إسرائيل القاسية، المتمثلة في الفصل والسلب والإقصاء في جميع الأراضي الخاضعة لسيطرتها، ترقى بوضوح إلى مستوى الفصل العنصري، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك".

اقرأ أيضاً

طبيعة العرب.. تسريب لتصريحات عنصرية من قائد الشرطة الإسرائيلية تثير غضبا

استراتيجية تهويد

ومنذ إنشاء إسرائيل عام 1948، قامت الإدارات المتعاقبة بسن وإنفاذ نظام من القوانين والسياسات والممارسات لقمع الفلسطينيين والسيطرة عليهم، والهدف هو تفضيل اليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين، كما زادت أيان.

وأوضحت أن إسرائيل حققت ذلك من خلال "الحفاظ على السيطرة والهيمنة على السكان غير اليهود. وفي 2018، سن الكنيست مشروع قانون يتمتع بسلطة دستورية يؤكد أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، ويؤكد أن الحق في تقرير المصير "فريد للشعب اليهودي" في تلك المنطقة، ويحدد "الاستيطان اليهودي كقيمة وطنية".

وأردفت: "قامت إدارات إسرائيلية مختلفة بسن قوانين وسياسات لضمان استمرار تجزئة السكان الفلسطينيين، إذ يقتصر وجودهم على جيوب في إسرائيل والضفة الغربية وغزة ومخيمات اللاجئين. وساهم ذلك في تآكل التحالفات الاجتماعية والسياسية بين الجماعات الفلسطينية، فضلا عن خنق المقاومة الطويلة ضد نظام الفصل العنصري".

وزادت بأنه "في الضفة الغربية المحتلة، قامت إسرائيل بنقل الفلسطينيين قسرا وهدمت منازلهم لإفساح المجال أمام إقامة المستوطنات غير القانونية المخصصة لليهود فقط، والتي يدينها المجتمع الدولي باعتبارها غير شرعية".

و"في صحراء النقب في إسرائيل، حيث يعيش الفلسطينيون البدو الآن في البلدات، انتقدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في السكن الملائم، راكيل رولنيك، خطة إسرائيل للتطهير العرقي المنسق ووصفتها بأنها "استراتيجية تهويد" "تستبعد الأقليات وتشريدها"، كما تابعت أيان.

اقرأ أيضاً

استدعاء السفير الإسرائيلي بعمّان.. الأردن وفلسطين ومصر تستهجن تصريحات سموتريتش العنصرية

دعم لفلسطين

أيان قالت إنه "منذ أن تولى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السلطة في (جنوب أفريقيا) عام 1994، فإن السياسة الخارجية للبلاد ثابتة في دعمها للدولة الفلسطينية، ولهذا برزت جنوب أفريقيا كواحدة من أبرز منتقدي إسرائيل في العالم".

وقال المتحدث باسم الحزب ماهلينجي بينجو موتسيري إن "تاريخ الفصل العنصري في جنوب أفريقيا هو واقع فلسطين المحتلة".

وشدد على أن "حزب المؤتمر يقف إلى جانب شعب فلسطين المحتلة؛ فمن الواضح أن الوضع الأمني المتدهور يرتبط ارتباطا مباشرا بالاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي".

ويدعم حزب المؤتمر "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (BDS)، التي تهدف إلى تكرار حملة مناهضة الفصل العنصري والمقاطعة المعروفة، ومع اكتساب المطالبات بمقاطعة البضائع الإسرائيلية زخما واسع النطاق، توفر حركة المقاطعة للفلسطينيين أداة جديدة للتحرر سبق وأن تم استخدامها في جنوب أفريقيا، كما ختمت أيان.

((4))

المصدر | أيان محمد علي/ بوليتيكس توداي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين فصل عنصري جنوب أفريقيا تهويد فی جنوب أفریقیا الفصل العنصری

إقرأ أيضاً:

حزب الله يُكبِّد العدو خسائر فادحة

 

 

الثورة / متابعات
أكّدت وسائل إعلام عبرية أن الإرهابي بنيامين نتنياهو رئيس حكومة والكيان وعدداً من كبار مسؤولي دولة الاحتلال هرعوا إلى الملاجئ تحت الأرض مع اتساع نطاق نيران صواريخ المقاومة اللبنانية.
وأكد موقع “والاه” العبري أنّ نتنياهو كان موجوداً في منزله في قيسارية عندما دوّت صفارات الإنذار، مشيراً إلى أنه هرع إلى الملجأ في إثرها.
أتى ذلك في وقت توسع المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله- دائرة نيرانها شمالي فلسطين المحتلة، وتواصل عملياتها النوعية ضد الاحتلال، متصديةً لمحاولات التوغل الصهيونية جنوبي البلاد، وذلك دعماً لغزة ومقاومتها، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية «الإسرائيلية» للمدن والقرى والمدنيين.
ومنذ ساعات الصباح أمس الجمعة، دوّت صفارات الإنذار في “مرغليوت” و”مسكاف عام” و”حانيتا” وحيفا و”الكرايوت” وعكا و”نهاريا”، وفي “غور بيت شان”، و”غيشر”، و”ميناحيميا”، بالتوازي مع انطلاق رشقات صواريخ من لبنان، فيما وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه “جنون في سماء حيفا والكاريوت”.
وكانت وسائل إعلام العدو ذكرت أيضاً أن نتنياهو وعدداً من الوزراء اختبأوا أثناء الهجوم الإيراني على “إسرائيل” في مكان محصّن تحت الأرض في مدينة القدس، فيما تحصن وزير الأمن يوآف غالانت في مبنى تحت الأرض تابع للوزارة في “تل أبيب”.
وكان حزب الله قد أعلن عن تنفيذ عدة عمليات أمس ضد القوات الصهيونية التي تحاول التوغل في جنوب لبنان، بالإضافة لقصف مواقع عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وجاء في بيان للحزب أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ودفاعاً عن لبنان وشعبه وردا على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين قصف مقاتلونا عند الساعة السابعة من صباح اليوم الكريوت شمال حيفا بصليات صاروخية”..

وفي بيان ثان أعلن الحزب عن استهداف دبابة ميركافا للعدو الصهيوني في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها ووقوع أفرادها بين قتيل ومصاب.
كما استهدف الحزب حسب بيان ثالث مرابض مدفعية العدو الصهيوني في جنوب كريات شمونه صباح أمس، وكذلك قاعدة إيلانيا بصليتين صاروخيتين.
كما استهدف حزب الله العدو في مدينة ‏صفد المحتلة بصلية صاروخية.. واستهدف قوة ‏لآليات وجنود العدو الصهيوني في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية، وأوقع فيهم ‏إصابات مؤكدة بين قتيل ومصاب واستهدف في وقت لاحق أمس العدو في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة ‏بقذائف المدفعية، وحقق إصابة مباشرة.‏
من جهته اعترف جيش العدو الصهيوني، أمس، بأنه رصد أكثر من 20 صاروخا أطلقت باتجاه حيفا والجليل الأعلى، فيما دوت صافرات الإنذار في عدد من مناطق شمال فلسطين المحتلة بينها حيفا وعكا ونهاريا.
وقال جيش العدو، في بيان له: إنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار بين الساعة 7:01 و7:04 في منطقة خليج حيفا والجليل الغربي، تم رصد نحو 20 قذيفة انطلقت من لبنان.. تم اعتراض معظم القذائف من قبل سلاح الجو الصهيوني، وسقطت البقية في مناطق مفتوحة».
وأضاف: «بعد انطلاق صفارات الإنذار في الساعة 7:23 في منطقة الجليل الأعلى، تم رصد عدة قذائف انطلقت من لبنان.. تم اعتراض بعض القذائف بنجاح، وسقطت البقية في مناطق مفتوحة.»
وكانت وسائل إعلام العدو، قد أفادت بدوي صفارات الإنذار في مستوطنات عدة بالجليل الأعلى، وذلك عقب إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه أهداف إسرائيلية في الجليل الغربي.. مشيرة إلى سماع أصوات انفجارات.
جيش العدو من جهته واصل غاراته الوحشية على المناطق والمدن السكنية في مختلف انحاء لبنان ونفذ قصفا مدفعيا على بلدتي الناقورة ومجدل زون بمنطقة صور جنوب لبنان.
واصل العدو الصهيوني عدوانه على الضاحية الجنوبية لبيروت وعدة مناطق لبنانية، مخلفاً عددا كبيرا من الشهداء والجرحى وتدميرا واسعا في المباني والمنشآت والبنية التحتية.
وأفاد مصادر لبنانية بأن طيران الاحتلال وسلاح المدفعية شن ضربات استهدفت بلدات: الخيام، وبنت جبيل، وطورا، والطيري، وكفر كلا، وخربة سلم، واللبونة، والعلام، وطير حرفا، والعديسة، وعيتا الشعب، والضهيرة، والبستان، ومجدلزون، وشقرا، والمجادل، وعيتيت، جنوب لبنان.
كما أغار الطيران الحربي على منطقة المصنع على الحدود اللبنانية السورية ما أدى إلى قطع الطريق الدولي.
كما استهدفت الغارات مدينة بعلبك، وبلدات: بوداي، وشمسطار، وطاريا، وعلي النهري، في البقاع.

مقالات مشابهة

  • مظاهرة حاشدة في جنوب أفريقيا في الذكرى السنوية لحرب غزة (شاهد)
  • وفد «كنائس جنوب أفريقيا» فى القاهرة
  • إسرائيل تشن غارة جوية قرب مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان
  • حزب الله يُكبِّد العدو خسائر فادحة
  • معظمهن طفلات.. السجن مدى الحياة لمدان بـ90 جريمة اغتصاب في جنوب أفريقيا
  • حكم تاريخي بعد 90 جريمة اغتصاب على البستاني المزيف في جنوب أفريقيا
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين في قصف العدو دير البلح وخان يونس
  • المقاومة العراقية تقصف هدفاً جنوب إسرائيل بطائرة تستخدم لأول مرة
  • وزير خارجية السعودية يصف الفلسطينيين الرافضين الاعتراف بالاحتلال بـالمتطرفين
  • غضب بجنوب أفريقيا بعد اتهام مزارعين بقتل امرأتين ورميهما طعاما للخنازير