الجزيرة:
2025-04-25@06:58:02 GMT

ما هي التكلفة التي تريدها إسرائيل لإيقاف الحرب!

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

ما هي التكلفة التي تريدها إسرائيل لإيقاف الحرب!

إنه لأمر مفجع أن نشاهدَ تزايد أعداد القتلى في الأسبوع الأخير للحرب، ويستحيل معها تصور معاناة المدنيين في الصراع الدائر بين غزة وإسرائيل، لا سيما أن الضحية الكبرى هم الأطفال والنساء والشيوخ، وقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين حتى كتابة هذه السطور عشرة آلاف، وعشرات الآلاف من الجرحى.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت إسرائيل عن مقتل 1500 وجرح 5 آلاف، أما قلق المنظمات الإنسانية الأكبر فيكمن في القصف الجويّ من قبل القوات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، والذي تسبب بتدمير البنية الأساسية والمدارس والمستشفيات، وتهجير عدد لا محدود من المدنيين وتركهم بلا مأوى.

الحصيلة البالغة من المدنيين لآلة القتل الإسرائيلية تنقض ادعاء إسرائيل حق الدفاع عن النفس، ويقابل هذا الادعاء بانتقادات واسعة باعتباره تبريرًا للخروقات المستمرة لاتفاقيات جنيف لعام 1949.
وهنا يبرز سؤال ملحّ- وهو مطروح على مختلف الصعد- ما هي الحصيلة الكافية للقتلى المدنيين التي تستدعي وقف الحرب؟

إنّ التصريحات التي تعتبر سكان غزة "حيوانات بشرية" تدقّ ناقوس الخطر، ولا يمكن أن تكون مقبولة، بل إن ما يضاعف الذعر والهلع إقدام مسؤول دولي على التصريح "بالقتل بدون رحمة"، وهو ما يعني الرغبة بسحق كل من هو غير مسلح، ولا يملك وسيلة للدفاع عن نفسه.

يعيش الفلسطينيون الأبرياء منذ 16 عامًا في مكان محاصر بجدران إسمنتية وأسلاك شائكة في سجن قطاع غزة المفتوح، وحرم ملايين الفلسطينيين في هذا المكان حقوقهم الأساسية لحساب حياة مرفهة لسكان نظام الفصل العنصري في إسرائيل، ووصل الأمر في الأشهر القليلة الأخيرة إلى أن تثير الحكومة اليمينية في إسرائيل التوتر في غزة بهدف إرهاب الشعب الفلسطيني.

لا شكّ أن استفزازات حكومة إسرائيل اليمينية المتواصلة خلال الأشهر القليلة الماضية هي التي فجّرت التوتر مع غزة، والهدف من إحداث التوتر هو تهديد الشعب الفلسطيني وترويعه.

وبتعاظم هذا الترويع واستمراره في الأيام المقبلة تظهر حاجة ماسّة لتدخل جميع الأطراف بمن فيهم القوى الدولية الكبرى في العالم، وتوحيد الجهود من أجل وقف إطلاق النار، وخفض التصعيد الذي من شأنه أن يشعل المنطقة بأكملها.

ومن المهمّ كذلك عدم السماح باتساع الصراع ليطال المنطقة بأسرها، ومن هنا تكرّر ماليزيا دعواتها بإلحاح لوقف فوري للصراع مع إدانة صريحة لعدوان الكيان الإسرائيلي المستمر.
لكن المؤسف جدًا هو أن بعض القوى تصمّ آذانها إلى اليوم، وفي نفاق مؤلم لمبادئ حقوق الإنسان التي تدعي هذه القوى الدفاع عنها، إذ لا يمكن لأحد ادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان وهو يغمض عينيه عن المذبحة التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
ومن خلال سلسلة اتصالات هاتفية ولقاءات مباشرة، تحدثت مع عدد من نظرائي واتفقنا على الحاجة إلى معالجة القضية بشكل عاجل، فإيصال المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق يحتل أهمية قصوى.
وفي اجتماعها الطارئ لمناقشة الصراع العنيف والتوتر المتصاعد نددت منظمة التعاون الإسلامي بشدّة بالعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على المدنيين الفلسطينيين، وبصفتها عضوًا في المنظمة، أيدت ماليزيا البيان النهائي الذي يشدد على وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، كما دعا المجتمع الدولي إلى تميكن المساعدات الإنسانية العاجلة للوصول إلى الشعب الفلسطيني.

في السياق ذاته، دعت ماليزيا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراء حازم لمنع مزيد من الاعتداءات والعدوان، وطالبت مجلس الأمن في الأمم المتحدة بتحمل المسؤوليات المنوطة به في ميثاق الأمم المتحدة، التي تشمل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وقوبلت نتائج التصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالترحاب، وتمّ التصويت على هدنة إنسانية.

إن ماليزيا بقيادة رئيس الوزراء أنور إبراهيم سوف تستمر بالتأكيد على الأهمية القصوى للسلام وإقامة ممر آمن وبدون أي إعاقات لمعالجة عاجلة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وقد استغلّ رئيس الوزراء فرصة انعقاد قمة آسيان – ومجلس التعاون الخليجي، في الرياض لبحث تطورات الصراع في غزة مع ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، بما في ذلك جهود خفض تصعيد التوتر وضمان أمن وسلامة المدنيين.

وأخذًا في الاعتبار المكانة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي، وما لها من أثر بالغ في مجال القضية الفلسطينية، يلتقي هذا الموقف الثابت مع الوضع الإنساني على الأرض.
ولذلك، فمن خلال الجهود الدبلوماسية فإن رئيس الوزراء أنور إبراهيم واصل المناقشات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحثا الجهود المشتركة للوصول إلى حل جذري للصراع المقلق، وفي القاهرة تمركزت مباحثات رئيس الوزراء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول جهود وقف الأعمال العدائية وفتح ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية لأهل غزة من خلال معبر رفح الحدودي.

وفي هذه المرحلة الحرجة، تعرب ماليزيا عن استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ونقلها من خلال جهود دولية منظمة، خصوصًا ما يتعلق بالمواد الغذائية والطبية، وتعكس هذه الجهود التزام ماليزيا الثابت تجاه القضية الفلسطينية والتخفيف من مأساة الشعب الفلسطيني ومحنته المستمرة، والتي هي نتيجة مباشرة لسياسات التهجير التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي منذ 75 عامًا.

ومع استمرار المحنة فإن واجب ماليزيا أن تستنفر ضمير الشعوب التي تؤمن بقيم العدالة والإنسانية والحرية والحب والوئام، وأن تستمر في البحث عن حل سلمي للصراع المستمر منذ عقود.

وبعد 30 عامًا من التوقيع على اتفاقية أوسلو فإنه لمن المؤسف جدًا أن استمرار الهجمات على الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وطردهم من وطنهم تسببت في عرقلة الحل الممكن، ولذلك فإن ماليزيا ستبقى ثابتة على موقفها الداعم لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وهو حق غير قابل للتصرف، وذلك بما يتماشى مع الموقف المبدئي بأن الشعب الفلسطيني يستحقّ العيش في ظلّ دولة مستقلة في حدود معترف بها دوليًا، قبل عام 1967، وعاصمتها القدس.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الشعب الفلسطینی رئیس الوزراء قطاع غزة من خلال

إقرأ أيضاً:

هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيين

سلّطت صحيفة "إل فاتو كوتيديانو" الإيطالية الضوء على تقرير حديث يكشف استخدام إسرائيل كلابا مدربة مستوردة من هولندا لتعذيب الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، ضمن عملية ممنهجة وثّقتها شهادات مرعبة.

وقال الكاتب يوسف طابي إن التقرير الجديد الذي أصدره مركز البحوث حول الشركات متعددة الجنسيات "سومو" (SOMO) يكشف عن صناعة صامتة، وهي صناعة كلاب الهجوم المدربة التي تصدّرها شركات هولندية إلى إسرائيل وتستخدمها وحدة الكلاب "عوكتس" التابعة للجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبوان تكشف التأريخ السري لاتفاقيات الجزائر عام 1968list 2 of 2هل يتخلص ترامب من وزير دفاعه نتيجة فضيحة سيغنال الثانية؟end of list

وحسب تقرير "سومو"، فإن هولندا التي تعد واحدة من أكبر مصدّري الكلاب إلى إسرائيل لأغراض عسكرية، أرسلت ما لا يقل عن 110 كلاب بين عامي 2023 و2025.

وفي ظل لوائح السرية التجارية التي تمنع من معرفة عدد الحيوانات المعنية بدقة أو أسماء الشركات الموردة، استطاع مركز سومو أن يحصل على الأرقام بفضل الشهادات البيطرية الإلزامية للتصدير، والتي كشفت أنه بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفبراير/ شباط 2025 تم تصدير ما لا يقل عن 110 كلاب إلى إسرائيل من شركات هولندية، من بينها 100 كلب من مركز "فور ويندس كيه 9″، وهو مركز لتدريب كلاب الشرطة مقره في خيفن جنوبي البلاد.

إعلان

وكانت شركة "فور ويندس كيه 9" محل دعوى قضائية عام 2017 بسبب بيعها كلابًا للجيش الإسرائيلي، لكن الصادرات لم تتراجع من ذلك الحين بل زادت الأعداد، وفقا للكاتب.

ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفبراير/شباط 2025 تم تصدير ما لا يقل عن 110 كلاب إلى إسرائيل من شركات هولندية، من بينها 100 كلب من مركز "فور ويندس كيه 9″، وهو مركز لتدريب كلاب الشرطة مقره في خيفن جنوبي البلاد.

شهادات صادمة

وأكد مركز سومو أن الكلاب الهولندية تُستخدم لتعذيب المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة، مما يؤدي غالبًا إلى إصابات خطيرة وأحيانا حالات وفاة.

وأضاف المركز أن الأمر لا يتعلق بحوادث فردية، بل بعملية ممنهجة، حيث "يستخدم الجيش والشرطة ومصلحة السجون الإسرائيلية الكلاب منذ سنوات لمهاجمة وتعذيب الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات اغتصاب حسب وسائل الإعلام"، كما جاء في التقرير.

 

وأشار الكاتب إلى أن الشهادات التي جمعتها منظمة سومو عام 2024 تُظهر بوضوح فظاعة هذه الممارسات، حيث تقول آمنة، وهي أم فلسطينية من نابلس إن ابنها أحمد (3 سنوات) كان نائمًا بين ذراعيها عندما اقتحم الجنود الإسرائيليون منزلها برفقة كلب هجوم.

وتروي آمنة "هاجمني الكلب وهاجم ابني، وعضّ مؤخرة أحمد بفكيه لعدة دقائق. كنت أسمع ابني يصرخ، وبناتي يبكين من شدة الرعب".

وتتابع أن الجنود أخذوا أحمد والكلب إلى أسفل الدرج، وضربوها لإيقافها، وعندما أعادوا لها الطفل، كان "فاقدًا للوعي، ملفوفًا ببطانية مغطاة بالدماء". نُقل أحمد إلى المستشفى لمدة 8 أيام، واحتاج إلى 42 غرزة.

ويروي فلسطيني يبلغ من العمر 77 عامًا، أنه احتُجز لمدة شهر في غزة، مؤكدا أن "أسوأ الأيام كانت الليالي التي يأمروننا فيها بالاستلقاء على وجوهنا  في تمام الساعة الحادية عشرة ويُطلقون الكلاب. عضّني أحدها في يدي وجرّني خارج الغرفة، ثم ضربوني بالهراوات ووجّهوا لي اللكمات. كان أمرًا مرعبًا".

فلسطيني من غزة: كان نحو 6 جنود يعذبونني.. نمت على زجاج مكسور، وكان دمي في كل مكان.. عندما طلبت ماءً، سكبوه على رأسي، وأطلقوا 3 كلاب، قامت بلعق الدم على جسدي، وأطفؤوا السجائر على ظهري

وأفاد سائق سيارة إسعاف، تم اعتقاله خلال مداهمة أحد المستشفيات، أن الجنود "كانوا يأمروننا بالاستلقاء على الأرض ويُطلقون الكلاب التي كانت تعضنا في الفخذ والكتف.. أحدهم أطعم كلبه أمامي أثناء الاستجواب، وهدد بأن يجعله يهاجمني إن لم أعترف".

إعلان

وروى فلسطيني آخر من غزة ما حدث خلال اقتحام منزله في ديسمبر/كانون الأول 2023: "كان نحو ستة جنود يعذبونني.. نمت على زجاج مكسور، وكان دمي في كل مكان.. عندما طلبت ماءً، سكبوه على رأسي، وأطلقوا ثلاثة كلاب، قامت بلعق الدم على جسدي، وأطفؤوا السجائر على ظهري".

تايم: هولندا تقوم بجهد ضئيل للغاية لمنع تصدير الأسلحة والكلاب إلى إسرائيل. تُستخدم الكلاب لتهديد وعضّ الفلسطينيين. يجب أن يتوقف هذا

دعاوى قضائية

يضيف الكاتب أن هولندا واصلت تزويد إسرائيل بكلاب الهجوم رغم الجدل والاحتجاجات التي أثارتها منظمات المجتمع المدني وعدد من البرلمانيين. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت في يناير/كانون الثاني 2024 عن صفقة جديدة مع مورّدين "موثوق بهم" من هولندا وألمانيا.

وتشير منظمة سومو إلى أن تصدير هذه الحيوانات لا يزال عملية غير منظمة إلى حد كبير، إذ يخضع للإجراءات الإدارية المعتمدة في نقل الحيوانات الأليفة إلى الخارج، دون أي تقييم لتأثير تصدير الكلاب البوليسية المدربة على احترام حقوق الإنسان، وفي ظل غياب تام للشفافية.

ويقول كريستيان ألبر دينك تايم، محامي المنظمات التي رفعت دعوى قانونية ضد الحكومة الهولندية بسبب تصدير الكلاب المدربة إلى إسرائيل "إن هولندا تقوم بجهد ضئيل للغاية لمنع تصدير الأسلحة والكلاب إلى إسرائيل. تُستخدم الكلاب لتهديد وعضّ الفلسطينيين. يجب أن يتوقف هذا".

وبالاشتراك مع منظمة سومو، تتهم 9 منظمات غير حكومية هولندية وفلسطينية الحكومة الهولندية بتسهيل الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، بما في ذلك الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية والإبادة الجماعية.

ومن بين المطالب المطروحة ضمن هذه الدعاوى التي بلغت طور الاستئناف، الوقف الفوري لتصدير الكلاب العسكرية إلى إسرائيل، أو فرض نظام تراخيص يحد من نطاق استخدامها.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي سعى ومعه بعض الأبواق العربية على تأليب الفلسطينيين في قطاع غزة ضد المجاهدين
  • «لنحمي الإنسانية».. الهلال الأحمر ينظم وقفة تضامنا مع المسعفين الفلسطينيين
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • لبنان.. العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين
  • العفو الدولية : “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين في لبنان
  • أبو الغيط: الحرب الوحشية الإسرائيلية تتواصل يوميا ضد المدنيين في غزة
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني
  • هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيين
  • القدس للدراسات: جيش الاحتلال يقصف المدنيين عمدًا دون تردد أو خوف أمام أعين العالم