بوابة الوفد:
2025-02-04@17:51:20 GMT

بالكلمة والحرف.. سجل أنا عربى

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

 

 

سجل برأس الصفحة الأولى 

 أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد 

 ولكنى إذا ما جعت آكل لحم مغتصبى 

 حذار حذار من جوعى ومن غضبى» 

الصرخة الكبرى فى وجه المحتل، المواجهة الأعتى والأمضى والأطول أثرًا، تلك التى تكون بالقلم، هكذا تكون المقاومة بسلاح الكلمة والحرف.. ويا لها من مقاومة!

ففى طرحه لأدب المقاومة، يقول د.

السيد نجم، فى كتابه «أدب المقاومة.. المفاهيم والمعطيات»: «إن أدب المقاومة يصبح أدباً إنسانياً، موضوعه وهدفه الإنسان، يهدف فى الأساس للكشف عن حقيقة جوهر «الوجود» بالمعنى الفلسفى؛ وعليه فإن رصد التاريخ النضالى للإنسان وحده، هو القادر على كشف الحقائق، وبيان حكمة الوجود الإنسانى».

فيما رأى الكاتب الصحفى الراحل صلاح عيسى 

إن أدب المقاومة هو الكتابة الأدبية المعبرة عن الحروب والمعارك ومقاومة العدو، ويعتبر اصطلاح المقاومة هو الأكثر شمولية من أدب الحرب أو أدب المعارك، ويعبر هذا اللون عن القهر والاستبداد الذى تعانيه الشعوب تحت العدوان والاحتلال، ومن ثم ترسيخ فكرة المقاومة للعدو سواء كان شخصًا أو فكرة.

وفى حديثنا عن ذلك النوع من الأدب الأهم، لا يمكننا أن نغفل أن أوَّل من أطلق مصطلح «أدب المقاومة» هو الأديب الفلسطينى غسان كنفانى، حيث اهتم هذا الأدب بالكتابة عن أوضاع فلسطين السياسية تحت الاحتلال، ومازال مفجرًا ومعبرًا عما يجيش بالنفوس المناضلة، فهو من أهم الأسلحة الفتاكة للشعب الفلسطينى، لأنه بمنزلة صوت الشعب الحر حيث تحدَّى أدب المقاومة الاحتلال، وأصبح حلقة الوصل مع باقى شعوب العالم. 

ورغم شهرته فلسطينياً فإن أدب المقاومة قد تخطى حدود فلسطين إلى غيرها، لكننا هنا سنركز طرحنا على النسخة الفلسطينية من ذلك الأدب الأهم، ذلك أن القضية الفلسطينية فى كل مراحلها تعد مصدر إلهام لغالبية الأدباء العرب، فقلما نجد شاعراً أو أديباً عربياً لم تكن فلسطين أحد أضلاع مثلثه الإبداعى، ويمتد «أدب المقاومة» لعقود طويلة من النضال سبقت نكبة 1948، حيث تعددت مسميات أدب المقاومة الفلسطينى ومر بمراحل عدة منها «أدب النكبة» الذى رصد آثار نكبة العرب فى 1948 وما تلاها، وفى مرحلة الستينيات ارتبط أدب المقاومة بشكل كبير بالوضع العالمى المناهض للاستعمار وموجة الاستقلال الوطنى التى شهدها العالم، ثم جاء ما يسمى بأدب الانتفاضة وهو الذى تفاعل وشارك فى الانتفاضة الأولى التى عرفت بانتفاضة «أطفال الحجارة» «1987- 1993» والانتفاضة الفلسطينية الثانية – انتفاضة الأقصى – «2000- 2005». 

ولأن أدب المقاومة يكرس ويوثق لنضال الفرد والجماعات ضد القوى التى تحاول إيذاء الوطن أو سحق شخصيته أو إمحاء هويته، كما يكرّس الذاكرة، كى لا تنسى الشعوب قضاياها أو يطمسها الطغاة والمحتلون، فقد تعرّض الشعب الفلسطينى وما زال لكل ما ذكرنا، كما عانت شعوب أخرى وخاضت مواجهات كبرى ضد الاحتلال، اغتصاب الحقوق، طمس الهويّة، سلب الأراضى، التهجير القسرى، فرض المعتقدات، الإجبار على نمط حياة معين، الاستغلال البدنى والجنسى، التمييز العنصرى.. وأبشعها بالطبع الإبادة الجماعية التى عانت منها شعوب كثيرة على مرّ العصور ويعانيها الشعب الفلسطينى على يد العدو الصهيونى الغاصب.

لذا فقد تمثل دور أدب المقاومة فى الذود عن الأوطان، استنفار الهمم واستنهاضها لردع المعتدين، كشف مساوئهم وخستهم مقابل استبسال المواطنين فى الدفاع عن أرضهم وقضاياهم الوطنية.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

غزة تعلن بثبات للعالم: لا لمخططات التهجير

غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:

وسط دمار الحرب وآلام الحصار، يثبت الفلسطينيون في غزة أنهم صخرة صلبة في وجه كل المخططات التي تستهدف اقتلاعهم من أرضهم. وعلى مدار العقود، كان ارتباطهم بالمقاومة الفلسطينية جزءًا من نسيج حياتهم اليومي، يتجلى في كل موقف وحدث.

ومؤخرًا، شهد العالم مثالًا حيًا على هذا الترابط خلال عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين التي تمت في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وأمام منزل الشهيد يحيى السنوار في مدينة خان يونس، وميناء غزة البحري، حيث تجمعت الحشود بالآلاف، في مشهد لم يكن مجرد تبادل للأسرى، بل إعلانًا شعبيًا عن الوقوف مع المقاومة في خندق واق، ورفضًا لكل مشاريع التهجير، وعلى رأسها المخطط الذي تحدث عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

في قلب مدينة خان يونس، أمام منزل الشهيد يحيى السنوار، كان المواطنون الفلسطينيون على موعد مع لحظة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني. تسليم المجندة الإسرائيلية أربيل يهود والأسير غادي موزيس، إلى جانب 5 من العمال التايلانديين، لم يكن مجرد حدث سياسي أو تفاوضي، بل كان محطة نضالية استثنائية تعكس إرادة الشعب الفلسطيني.

المواطن الفلسطيني محمود الزين، كان بين الحشود، عبّرعن فرحته قائلاً: «نحن سعيدون أن أسراهم يعودون إلى أهلهم، كما يعود أسرانا إلى عائلاتهم، نحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب».

وأكد الزين لـ«عُمان» رفضه لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن نقول لنتنياهو وغير نتنياهو: «نحن صامدون على أرضنا حتى لو عشنا على أكوام الدمار. لن نغادر حتى لو قرر ترامب أن يضعنا في نيويورك».

وشدد على أن «فلسطين كلها وحدة واحدة، وسوف نبقى هنا حتى لو عشنا على الزيتون والخبز الناشف».

حشود جباليا: مشاركة شعبية واسعة

لم يكن مخيم جباليا بعيدًا عن هذه المشاهد وميناء غزة البحري، بل كان مسرحًا آخر للمقاومة الشعبية. في ساحة الرزان، احتشد الآلاف لمتابعة عملية تسليم المجندة الإسرائيلية أجام بيرنر، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المؤيدة للمقاومة. كانت المشاركة تعبيرًا واضحًا عن الالتفاف الجماهيري حول المقاومة ورفض التهجير.

سناء أبو رامي، وهي مواطنة فلسطينية ثلاثينية، قالت: «رغم القتل، الدمار، النزوح، إلا أننا صامدون على موقفنا. نحن مع المقاومة رغم كل شيء. المقاومة لم تتخل عنا، ولم نسلم الأسرى إلا بعد تحقيق شروطنا في خروج الاحتلال من غزة وتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين». وتابعت خلال حديثها لـ«عُمان»: «حققنا كل مطالبنا في الصفقة ولم نخضع».

أثر الصفقة على الشارع الفلسطيني

لم يكن حدث تسليم الأسرى مجرد إجراء تفاوضي، بل كان له أثر معنوي وسياسي هائل على الفلسطينيين في غزة. الشعور العام كان مزيجًا من الفخر والرضا، حيث عكس هذا الإنجاز قدرة المقاومة على فرض شروطها في الميدان السياسي.

رنا الكرمي، مواطنة فلسطينية أخرى كانت بين الحشود في جباليا، أكدت على هذا المعنى بقولها: «كل مخططات الاحتلال باءت بالفشل، والمقاومة هي التي انتصرت. صحيح أننا خسرنا شهداء ومنازل، لكننا اخترنا أن نعيش بعزة وكرامة».

وأضافت لـ«عُمان»: «نحن انتصرنا على الجوع، انتصرنا على حرب الإبادة، وانتصرنا على كل مخططات التهجير». مشيرة أن شقيقها استُشهد أثناء القتال مع كتائب الشهيد عز الدين القسام، لكنها تؤمن أن روحه باقية في قلوبهم وقلوب المقاومين.

رفض مخطط التهجير إلى مصر والأردن

بالتزامن مع تسليم الأسرى، عاد الحديث عن مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو المخطط الذي سبق أن طرحه ترامب ضمن صفقة القرن. إلا أن الشعب الفلسطيني كان له موقف واضح من هذا المقترح. وعاد وطرحه مجددًا بعد توليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية أواخر الشهر الجاري.

«إلى أين يريدنا ترامب أن نذهب؟!» تساءلت أم ياسين، وهي مواطنة فلسطينية كانت ضمن الحشود في جباليا.

وأشارت إلى الأعداد الهائلة من المواطنين الذين خرجوا لدعم المقاومة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتهجير، وأن غزة وفلسطين بأكملها ستظل موطنهم الوحيد.

في مشهد آخر، قال عبد الرحمن قديح، أحد الحاضرين: «لسنا شعبًا معتديًا، هم الذين اعتدوا علينا وأخذوا بلادنا. نحن هنا باقون رغم كل شيء».وأكد دعمه الكامل للمقاومة: «هم من دافعوا عن أرضي وعن الوطن ككل. ووضعوا زهرة شبابهم في السجون».

والخميس 31 يناير 2025، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحاته الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وقال إن «على مصر والأردن قبولهم». جاء ذلك خلال رد ترامب على أسئلة لصحفيين في البيت الأبيض بشأن القضايا الراهنة، والتي نقلتها وكالة الأناضول. وردا على سؤال بشأن إمكانية قبول مصر والأردن للفلسطينيين من غزة، قال ترامب: «ستفعلان ذلك». مضيفًا: «لقد قدمنا لهما (مصر والأردن) الكثير، وسوف يقومان بذلك».

ولكن ردود فعل مصرية وأردنية رافضة للتهجير قد توالت منذ اقتراح ترامب، السبت 25 يناير 2025، نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ«عدم وجود أماكن صالحة للسكن في غزة»، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا. كما أضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترامب من جهات عدة، بينها العراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.

تسليم الأسرى كأداة مقاومة

لطالما كان ملف الأسرى جزءًا أساسيًا من معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد استخدمت المقاومة هذا الملف كأداة ضغط على الاحتلال لإجباره على تقديم تنازلات، وهو ما تجلى في عدة صفقات تبادل أسرى خلال العقود الماضية، أبرزها صفقة شاليط عام 2011. لكن الصفقة الأخيرة، التي جرت في ظل عدوان مستمر وحصار خانق، حملت معاني إضافية، إذ أثبتت أن المقاومة قادرة على فرض إرادتها رغم محاولات الحصار والعزل السياسي.

ما جرى في جباليا وخان يونس وغزة لم يكن مجرد مشهد عابر، بل تأكيد على أن غزة ليست وحدها، وأن شعبها متمسك بأرضه ومقاومته. في ظل الضغوط السياسية والعسكرية، يحاول الاحتلال وحلفاؤه فرض مخططات التهجير، لكن الحشود التي ملأت الشوارع كانت رسالة قوية للعالم أن الفلسطينيين، رغم الجوع والدمار، لن يغادروا أرضهم.

ولم ارتباط الغزيين بالمقاومة وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضحيات، حيث يظل كل مواطن فلسطيني جنديًا في معركة البقاء والصمود. وبينما يراهن الاحتلال على انهيار الإرادة الفلسطينية، يثبت الواقع أن غزة وشعبها قادرون على كتابة المستقبل بأيديهم، بعيدًا عن أي مخططات خارجية تريد اقتلاعهم من وطنهم.

مقالات مشابهة

  • جناح «الإفتاء» في معرض الكتاب.. منصة لمعالجة قضايا العصر بمنظور شرعي
  • عبد العاطي يؤكد ضرورة بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • مصممة أزياء بمسلسل كوكب الشرق: فساتينها «حادة» ولا تعترف بالقصير والكعب العالي
  • قائد الثورة: المجاهدون في فلسطين ولبنان هم المترس الأول للأمة الإسلامية
  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • غزة تعلن بثبات للعالم: لا لمخططات التهجير
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • التهجير والفشل الاستعماري
  • يسرا زهران تكتب: عدم دفع أجور عادلة للعاملين يضعف قدرة المستهلكين على الطلب.. ويؤدي لإضعاف الاقتصاد ويضر صاحب العمل