سودانايل:
2025-04-16@15:40:16 GMT

الدعم السريع: التفلت مهنتي (1/2)

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

إذا أغرت قوات "الدعم السريع" مكاسبها في ولاية دارفور خلال الأسبوع الماضي بالاستيلاء على كل السودان، كما صرح نائب القائد العام لهذه القوات عبدالرحيم دقلو، فيصح أن نسأل: ما هوية هذه القوات التي بدا أنها رتبت نفسها لحكم السودان؟
اقتصر فهمنا لهوية هذه القوات على سياستها، فخصومها يرونها حالة ارتزاق كاملة الدسم، بينما يعلق عليها آخرون ما تزعمه هي من خروجها لخلاص البلاد من الفلول (الإسلاميين أنصار نظام الإنقاذ) الذين حرضوا الجيش على حربها والقضاء عليها ليعودوا إلى الحكم، وقل أن تعثر على من يربط بين هويتها السياسة وهويتها كمؤسسة استثمارية عسكرية، ناهيك بربط أي من هاتين الهويتين بهويتها المهنية.


ونعني بالهوية المهنية عنصر الضبط والربط فيها الراكز في سلسلة قيادة من أعلى إلى أسفل. ولا أعرف تزكية للمهنية مثل تزكية جي أم كويتزي الروائي من جنوب أفريقيا في روايته "العصر الحديدي". قال فيها إنه لم يمنع النظام العنصري في جنوب أفريقيا أن يهلك "الرفاق" (وهو ما كان يطلق على الشباب الذين صارعوه بقوة) عن بكرة أبيهم، إلا أن قوات أمنه، مهما قلت عنها، استعصمت بالمهنية. فعصمتها مهنيتها دون ألا تبقى من الرفاق دياراً.
وليس كسب "الدعم السريع" في الميدان مع ذلك مما يتعزز به، فقد خالطه من التعديات ما قالت به "السودان ور مونيتر" إن كسبها من هجوماتها هو مزيد من النهب من مدن تعاني تردي اقتصادها ونظامها الصحي، وأهلك الجوع أهلها المروعين من انفراط متزايد للقانون. وكانت هذه المنقصة في أداء "الدعم السريع" المهني في مركز دائرة خطاب الفريق أول حميدتي في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. فحذر فيه جنده من التفلتات بالعدوان على حق المواطن والمساس بعرضه. وبدا وكأنه يرد على النقد الذي طال قواته عن احتلالها بيوت الناس، ونهبها أموالهم، والإساءة إلى عرضهم، ناهيك بالتطهير العرقي، مما وثقت له دوائر عالمية معنية بحقوق الإنسان والقانون الإنساني للحرب.
ولا نعرف كلمة صارت مضغة على فم حميدتي مثل "تفلتات" منذ دخل باب السياسة بعد ثورة 2018. ولا نعرف مع ذلك قوة مارست هذا التفلت بلا شفقة في حين واظب قائدها على إنكاره. ويسعى مع ذلك من وراء القانون لاستخلاص جنوده بفدية للمجني عليهم.
كانت حجة حميدتي دائماً أن قواته مقصودة بأطراف تريد أن تشينها في أعين الناس. فيصرف كل تهمة بالتفلت إلى هؤلاء المغرضين ممن أرادوا الإيقاع بينه وبين الشعب. وجاء بهذه الحجة في خطابه الأخير، فقال إن الفلول رتبوا منذ زمن طويل لدمغ قواته بالنهب والقتل والاغتصاب. فأطلقوا سراح كل المساجين بمعتادي إجرامهم في أول أيام الحرب ليعيثوا فساداً في الأرض وينسبوه لقواته. وزاد بقوله إنهم وقعوا على مخزن بأكمله مليء بملابس "الدعم السريع" طولاً وعرضاً لترتديه عناصر الفلول، فترتكب الموبقات، فينسبها الناس إليهم.
وبلغ من نكد سمعة النهب والقتل والاغتصاب عن قواته أن أنشأ حميدتي في الـ28 من يونيو (حزيران) الماضي محكمة ميدانية لمحاسبة المتفلتين والظواهر السالبة بقيادة اللواء عصام صالح فضيل، وهو من ضباط القوات المسلحة المعارين لـ"الدعم السريع" وبقي فيه عاصياً أمرها بعودته إلى صفها. ولا يعرف المرء المتظلم من "الدعم السريع" كيف يحمل ظلامته للمحكمة بعد. ولم يصدر منها كذلك تقرير عن حصيلتها بعد. وأوثق ما سمعنا عنها هي مساعي فضيل لرأب الصدع بين "متفلتين" من جنده وجماعة من عرب الكبابيش بعد مقاتل بينهما. فقتل الدعامة (أي منسوبو "الدعم السريع") لواحد منهم رفض أن يتنازل لهم عن سيارته. وجلس عصام إلى الطرفين وتكفل عن "الدعم السريع" بدفع الديات عنهما. وورد أخيراً خبر غير مؤكد أن فضيل نفسه تعرض لمحنة خلال أداء واجبه.
ونواصل

IbrahimA@missouri.edu
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل

قال الإعلامي أحمد عيد، إنّ مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان تشهد تصعيدًا خطيرًا بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الدعم السريع منذ العاشر من أبريل 2025، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والمصابين، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

بريطانيا: تقارير صادمة عن مقتل مدنيين وإغاثيين في الفاشر بهجمات الدعم السريعوزير خارجية السودان: الفاشر تواجه خطرًا كبيرًا بسبب هجمات الدعم السريع

وأضاف عيد، في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "وقد أدانت الأمم المتحدة هذه الهجمات، ووصفتها بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وتقع مدينة الفاشر على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر، وتبعد نحو 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم".


وتابع: "تاريخيًا، كانت الفاشر مركزًا للتجارة ومحطةً للقوافل في العصور القديمة، واشتهرت بطريق "ضرب الأرين" الذي ربط السودان بمصر، لنقل سلع مثل العاج وريش النعام وخشب الأبنوس من وسط إفريقيا إلى الأسواق المصرية، وفي سياق متصل، قالت منظمة "ريليف إنترناشونال"، وهي آخر منظمة تقدم خدمات إنسانية في معسكر زمزم للاجئين بالفاشر، إن المركز الطبي التابع لها تعرض لهجوم مباشر، أسفر عن مقتل عدد من موظفيها، من بينهم أطباء وسائقون، مشيرة إلى أن الاستهداف طال الفئات الأضعف من كبار السن والنساء والأطفال".

وأكد، أنّ الولايات المتحدة عبّرت بدورها عن "قلق بالغ" إزاء التقارير التي تفيد باستهداف مخيمات النازحين في الفاشر، داعية إلى وقف فوري للهجمات على المدنيين، وحماية المنشآت الإنسانية والطبية من أي عمليات عسكرية.

من جهته، حذّر وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، من أن قوات الدعم السريع تسعى إلى إسقاط الفاشر، التي وصفها بأنها "المعقل الأخير للجيش السوداني في دارفور"، كاشفًا عن أن المدينة تعرضت لنحو 200 هجوم منذ بدء الحرب، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من صدّها حتى الآن.

وأتمّ: "في ظل هذه التطورات، يبقى مصير الفاشر مجهولًا وسط قلق دولي متصاعد من تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم".

مقالات مشابهة

  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • قائد الدعم السريع يعلن قيام حكومة موازية في السودان تمثّل الوجه الحقيقي .. سودانايل تنشر نص خطاب حميدتي
  • عاجل:- الجيش الأميركي يخطط لخفض قواته في سوريا إلى النصف
  • رويترز: الجيش الأميركي يستعد لخفض قواته في سوريا
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • القوات المسلحة تنفذ ضربات ناجحة وتكبّد مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة شمال شرق الفاشر
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل
  • الأمم المتحدة: 400 قتيل على يد قوات الدعم السريع في دارفور
  • ضبط منظومة مسيرات متطورة في منزل قائد لقوات الدعم السريع
  • فى تطور خطير.. الهادي إدريس يكشف تواصل مناوي مع حميدتي وشقيقه