بعد شهر على الحرب .. 7 ملامح لفشل الاحتلال
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
سرايا - بالرغم من محاولات التسويق والتباهي التي يحاول قادة الاحتلال تصديرها إلى العالم في تحقيق أهداف من الحرب على قطاع غزة، باتت تتصاعد الأصوات داخل الكيان التي تتحدث عن ملامح الفشل والتشكيك بجدوى القرارات التي تتخذ باستمرايتها.
ففي جولة على أبرز ما يطرحه المعلقون والسياسيون في الإعلام العبري، يرصد الباحث المتخصص بالإعلام العبري، عزام أبو العدس عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، العديد من ملامح التشكيك في الكيان، بل إنه بات واضحا أن ما يقوم به الاحتلال الآن هو مزيدا من الارتهان لعقلية اشباع الرغبات السياسية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يعيش على حافة المقصلة لمستقبله السياسي.
ويشير أبو العدس إلى أن تكرار حديث الناطق باسم جيش الاحتلال أو وزير الجيش أو نتنياهو عن طول مدة الحرب هو حديث غير واقعي وناجم عن ضعف الثقة بالنفس وعدم الثقة بالقدرة على تحقيق الاهداف، والدليل على ذلك أن الاحتلال حتى اللحظة لم يستطع أن يقدم أي إنجاز ميداني على الأرض.
وما يعزز ذلك، وفقا لقراءة أبو العدس، فإن الاحتلال يحاول بكل ما أوتي من قوة الضغط على المقاومة من خلال تحويل غزة مكانا غير قابل للحياة حتى يدفع الناس للضغط على المقاومة أو أن تثور بوجه المقاومة، إلا أن الواقع يبرز تشبث الفلسطينيين بمواقفهم ودعهم للمقاومة واحتضانهم لها.
أما الملمح الثاني، فيمكن رصده من خلال أن حالة الجدل داخل الكيان بمستوياته المختلة ما بين الشارع الإسرائيلي والحكومة والجيش، تتزايد وباتت فجوة الثقة تتسع، فلا الجمهور الإسرائيلي يثق بالحكومة، ولا الحكومة تثق بالجيش، ولا الجيش يثق بالحكومة، وهناك حالة من التصدع في الاجمال حول هذه الحرب، وهذا يبدوا واضحا من طبيعة الملامح التي يخرج بها قادة الاحتلال في مؤتمراتهم الصحفية وهروبهم من الحديث عن مستوى الخلافات الداخلية التي تدور بينهم.
في حين يمثل الملمح الثالث، في أن خصوم نتنياهو السياسيين أدركوا أمرين، الأول هو أن نتنياهو يريد إطالة أمد هذه الحرب إلى أبعد مدى ممكن ليحافظ على حكمه ويكسب الوقت، وثانياً أنه لا يمكن تحقيق أهداف هذه الحرب، وبالتالي أصبحت تخدم مصالح نتنياهو أكثر من خدمتها مصالح الكيان ، وما يعزز ذلك تصريحات رئيس المعارض الإسرائيلية “يائير لبيد” أمس الأحد إن "إسرائيل" “لن تكون آمنة ولا دولة أخلاقية ولن تربح الحرب ما لم يعد المخطوفون”.
ويشكل ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، الملمح الرابع من حالة الفشل والاخفاق الداخلي إسرائيليا، فهذه الورقة ذات بعد كبير في الضغط على نتنياهو، وقد بدأت عائلات وأهالي الأسرى الإسرائيليين بالضغط أكثر وأكثر على حكومة نتنياهو، الأمر الذي يمكن أن يتصاعد في الأيام المقبلة سيما أن خصوم نتنياهو السياسيين باتوا أيضا ينخرطون إلى جانب هذه العائلات لزيادة الضغط الشعبي عليه.
في حين، بات واضحا، في الملمح الخامس، أن الرواية الإسرائيلية التي حاول الاحتلال تقديمها إلى العالم تكشفت أكاذيبها وزيفها، وبات الضغط الشعبي العالمي يزداد الى مستويات غير مسبوقة وحالة لا يمكن للاحتلال تجاهلها طويلا سيما أن هذه الحالة هي في العمق الاستراتيجي للاحتلال وهو العالم الغربي والرأي العام الغربي.
أما على صعيد الجبهة الشمالية، التي كانت حاضرة منذ بداية الحرب، يتضح أنها بدأت في حالة تسخين وتسخين شديد، ومع أن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اعتبره البعض لم يلامس مشاعر الناس من الناحية العاطفية، إلا أنه من الناحية السياسية والاستراتيجية كان يعمل وفق ما يسمى “سُلم التصعيد”، وهو ما يعني أنه قد هذا الانخراط قد يتسع وربما تنزلق الى مواجهة أوسع بما يحمله الميدان من تطورات ومفاجآت، وهذا ما يشكل ملمحا سادسا وفقا لقراءات الإعلام العبري.
بينما، يتمثل الملمح السابع، فإن الإدارة الامريكية التي تتبنى موقف الاحتلال ، ترغب في أن يتم القضاء على حماس، وبالتالي تدفع تشجع إسرائيل على المضي في هذه المعركة، لكن المعضلة الأساس أن إسرائيل نفسها لم تكن جاهزة أو مستعدة أصلا لهذه المعركة، وبالتالي لربما هذا السلوك الأمريكي يورط الاحتلال أكثر مما يساندها في هذه المرحلة لأن أي خسارة للكيان ستكون خسارة على مستوى استراتيجي كبير لا يمكن تحمله.
ويخلص الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي أبو العدس في قراءته إلى أن التقديرات تشير إلى أن حرب أهلية قد تبرز داخل الكيان عقب هذه المعركة، وذلك لأن نتنياهو لا ينوي الاستقالة ويريد مواجهة لجان التحقيق، إضافة إلى الخلافات البنيوية التي يعيشها الكيان، وبالتالي سيتهم خصومه السياسيين أنهم أضعفوا الدولة، وأن احتجاجات جنود الاحتياط التي كانت ضد محاولته تمرير ما أطلق عليها بالإصلاحات القضائية قبل الحرب، هي من شجع حماس على مهاجمة إسرائيل، وهذا سيرافقه حملة تحريض شديدة على خصوم نتنياهو ولا سيما أن اليمين لن يتقبل خسارته للحكم، وبالتالي سيتمسك باتهام اليسار وهو ما قد يمهد لحالة من العنف الداخلي ما بين التيارات الإسرائيلية.
ويقدم أبو العدس نصيحته لكل من يراهن على سقوط المقاومة بدعوة الجميع للحاق بركب المقاومة لأن احتمالات فشل الكيان هي الأقرب، حيث أنها ستخسر، فالاحتلال لن ينتصر حتى وإن تحقق له بعض الأهداف، لأن المقاومة ستحافظ على وجودها بعد هذه الحرب، وهذا بحد ذاته الانتصار الكبير الذي سيمكنها فيما بعد إنجاز صفقة تبادل الأسرى التي سترفع من اسهمها بشكل كبير، كما أنها ستتحول إلى لاعب إقليمي لا يمكن تجاهله، في حين أن من راهن على فشلها سيبقون مجرد اتباع فاقدين للاحترام والشعبية.
إقرأ أيضاً : مقتل ابن شقيق نتنياهو في اشتباكات مع المقاومة - صورة إقرأ أيضاً : تصدر وسم #المستشفى_الميداني_الاردني منصة "أكس" في الأردن
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: هذه الحرب لا یمکن
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
يحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، من خلال فرض حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
View this post on InstagramA post shared by وسيم خليف (@wsym._.2003)
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع !! pic.twitter.com/JwVTx52siA
— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) November 6, 2024
كما علق أحد المدونين: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: "صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك".
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: "جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود".
عملية نسف كارثية ضخمة تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل المحور الجديد.
محور عسكري يُنشأ فوق المباني والعمارات في منطقة ذات كثافة معمارية هائلة.
من تبقى في منازله سينتهي به المطاف تحت الأنقاض؛ إنها عملية مسح إجرامية لأرض مكتظة بالسكان . https://t.co/BkAJSOV6L3 pic.twitter.com/xz4JNJ2cyB
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 6, 2024
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات".
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
جباليا تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????#جباليا_تُباد pic.twitter.com/r6s7VvtVMR
— ???????????????????? ???? (@amany__wishes) November 6, 2024
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: "صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.