طي هذا الزمن البائس في بلدنا تأتينا الفجائع واحدة تلو الأخرى برحيل أحبابنا وأعزائنا في المنفى. ها هو كمال عوض الجزولي الشاعر الكاتب القانوني النشط في العمل العام يرحل فجأة بالقاهرة وكان قبل أسبوع واحد تجلجل معي ضحكاته عبر الهاتف . وكان قد استلم كتابتي التي هي بمثابة تقديم لروايته قيامة الزئبق قيد النشر وأشار على بنشر ما كتبت.
كمال الجزولي متعدد الاهتمامات والأنشطة فهو جمع من الأناسي في واحد ولعل الشعر منذ كتاباته الباكرة ( أم درمان تأتي في قطار الثامنة) يأتي في مقدمة أنشطته الابداعية والفكرية جميعاً بما فيها نشاطه السياسي القيادي . كانت الروزنامة التي حررها كمال خلال سنوات صفحة تنبض بنثره الفني الآسر. والمقالات التي كتبها كمال وفاءً لمن رحلوا تكشف عن حبه لهم وإجلاله العميق لتلك الرموز.هذا بالإضافة إلى كون كمال قيادة سياسية وفكرية وناقد حصيف ومستشار قانوني. كان أميناً عاماً سابقاً لإتحاد الكتاب السودانيين. وكمال أم درماني صميم. لاتذكر أم درمان إلا ويأتي ذكره فيها.هو من الأشخاص الذين تعرف الأماكن بهم مثل على المك وغيره ممن رحلوا. وسيطلع القراء في روايته (قيامة الزئبق) التي هي قيد النشر كيف أن أم درمان مكان الرواية كانت كما لو أنها شخصية حية تنبض بالحياة.. مثل شخوص الرواية نفسها.ولعل القراء يذكرون هجاءه الداوي الغاضب ضد من يحاولون خنق الحياة في هذه العاصمة الوطنية. (أم درمان ليست تغتصب). وبعد أن اندلعت الحرب المدمرة لجأ كمال وعائلته لمصر ولعل هذا السفر الشاق كان سبباً في رحيله. عزائي لزوجته و لنجله د.أبي وبنته المهندسة أروى.عزائي لأشقائه وشقيقاته منعم وأميرة ومنى ومها وحسن ومحمد ومجدي. عزائي لدكتور مصطفى مدثر وكل أهلهم. يرحم الله كمال الجزولي. سنبكيه طويلاً وداعاً يا كمال
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أم درمان
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تقصف قاعدة وادي سيدنا الجوية ومقر الكلية الحربية بأم درمان
الخرطوم - "الجزيرة"/ أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الدعم السريع قصفت مساء أمس الجمعة بالمسيّرات قاعدة وادي سيدنا الجوية ومقر الكلية الحربية في أم درمان، وكان مصدر عسكري سوداني قال للجزيرة قبل ذلك بساعات إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة مقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم انطلاقا من مناطقها بأم درمان مما أدى لتصاعد أعمدة الدخان داخل المقر.
وتأتي هذه الهجمات على مقار عسكرية في الخرطوم بعد نحو شهر من طرد الجيش مسلحي الدعم السريع من العاصمة.
وكانت شبكة أطباء السودان قالت أمس الجمعة إن 11 شخصا قتلوا وأصيب 22 في قصف مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مخيمَ نازحين بمدينة عَطْبَرة بولية نهر النيل شمالي السودان.
كما قالت مصادر سودانية محلية للجزيرة إن طائرات مسيّرة هاجمت مواقع في مدينة عطبرة مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وتواترت في الأشهر الماضية هجمات بالطائرات المسيّرة على مرافق خدمية في مدن خارج نطاق الصراع، على غرار عطبرة ومروي والقضارف وسنّار شمال وشرق السودان.
وتعرضت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة لانتكاسات عسكرية كبيرة أبرزها هزيمتها في الخرطوم وقبل ذلك في ولاية الجزيرة، علما أنها تسيطر على معظم إقليم دارفور الشاسع .