الجيش الإسرائيلي يرى تراجعاً في تهديدات "حزب الله"
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
انتظرت إسرائيل بفارغ الصبر خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي كان الأول له منذ اشتعال فتيل الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
نصرالله ليس راغباً في التصعيد بشكل كبير
وعلى نحو يعكس توترهم، أصدر جنرالات وساسة إسرائيليون في الأسابيع الأخيرة تحذيرات شديدة للزعيم الشيعي من الانخراط في هذه الحرب.
وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير لـ"المونيتور"، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، بعد خطاب نصر الله يوم الجمعة: "الجميع يتحدثون عن كثافة هجمات سلاح الجو على غزة. لكن الحقيقة هي أن سلاح الجو لا يعمل إلا بنسبة 40% من قدراته، لأن الأنظار كلها مصوّبة نحو الشمال حيث نصرالله. ولو اشتعلت الساحة الشمالية، فسيشعر حزب الله بقدرة سلاح الجو الكاملة".
وأضاف قائلاً إن حزب الله ينبغي أن يعلم أن قدرات إسرائيل تطورت بشكل كبير منذ حرب لبنان الثانية سنة 2006. "مخيّب للآمال"
ظاهرياً، حاولت إسرائيل أن تبدو وكأن الأمور تسير كالمعتاد قبل خطاب نصرالله. وفي قرار غير معتاد، اتفقت جميع القنوات التلفزيونية الكبرى في إسرائيل على عدم بث الخطاب على الهواء مباشرة حتى لا يصبّ في مصلحة الزعيم الشيعي، الذي دأب على إبقاء إسرائيل في حالة من الترقب عندما يلقي خطاباً أمام أنصاره.
After Nasrallah’s speech, Israeli military sees diminished Hezbollah threat.
Israeli security experts estimate that the large American military presence in the region is currently serving as deterrence against Hezbollah.https://t.co/37gllcgBew
ومع ذلك فالمسؤولون الإسرائيليون يأخذون نصرالله والتهديد الذي يشكله حزبه على محمل الجد، حيث قام الجنرال المتقاعد غادي آيزنكوت، الرئيس السابق لأركان قوات الدفاع الإسرائيلية والعضو الحالي في مجلس حرب الحكومة الإسرائيلية، بجولة تفقدية لحدود إسرائيل الشمالية يوم الخميس ونقل رسالة إلى حزب الله.
ونادراً ما تصدر تهديدات عن آيزنكوت، الذي قضى أربعة عقود في الجيش الإسرائيلي، ولم يتحدث كثيراً بشكل علني منذ اشتعال فتيل الحرب. وكان آيزنكوت يشغل منصب رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي إبان حرب 2006 مع حزب الله، وكان مؤيداً قويّاً لما تسمى "عقيدة الضاحية" المتمثلة في استخدام المدفعية والغارات الجوية ضد البنية التحتية المدنية لتحقيق الردع.
واتُّبع هذا المبدأ لتدمير مقر نصرالله في حي الضاحية في بيروت سنة 2006. وظل هذا الردع فعالاً على مدى أكثر من 15 سنة، لكن مع سير عجلة الحرب في غزة، خشي الكثيرون في إسرائيل أن يكون ذلك الوقت قد انتهى بالنسبة لنصرالله.
وعندما جاء الخطاب، كان مخيباً للآمال. فكعادته حذر نصرالله إسرائيل من شن هجوم واسع النطاق على لبنان، ونفى أن يكون لحزبه أي دور في الهجوم الذي شنته حماس. وقال نصر الله: "كان القرار والتنفيذ فلسطينياً 100%".
وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي كبير للمونيتور مشترطاً عدم الكشف عن هويته: "يبدو أنه بدأ يستكين"، مشيراً إلى أن نصرالله ليس راغباً في التصعيد بشكل كبير على الرغم من ازدياد الهجمات الصاروخية لحزب الله على أهداف إسرائيلية في الأيام الأخيرة.
وأضاف المصدر: "يبدو أنه (أي نصر الله) فهم أن هذا الحدث أكبر منه. كما أن الوجود الأمريكي هنا ساعد أيضاً"، في إشارة منه إلى المجموعتين الهجوميتين لحاملتي الطائرات اللتين نشرتهما الولايات المتحدة في البحر المتوسط.
وبالتالي تبقى الحرب بين إسرائيل وحماس في هذه المرحلة. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس، لكنه أصر على ضرورة زيادة المعونات الإنسانية وإعلان هدنة إنسانية لمساعدة المدنيين الفلسطينيين على الوصول إلى المعونات.
ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أي خيار لوقف إطلاق النار لا يشتمل على إطلاق سراح أكثر من 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ أربعة أسابيع. كما رفض اقتراحات بأن تسمح إسرائيل بدخول الوقود إلى غزة عبر مصر.
ومع ذلك لا يُعتقد أن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن القضية الإنسانية خطيرة. فعلى الرغم من أن إسرائيل ليست راضية عن زيادة المعونات، خشية أن تشد عضد حماس، إلا أنها تتفهم الاحتياجات السياسية الداخلية للرئيس الأمريكي جو بايدن، ولا ترى زيادة الإمدادات الإنسانية كشيء يغيّر قواعد اللعبة في الحرب.
ويبدو أن الموقف نفسه هو السائد فيما يتعلق بالاقتراح الأمريكي بشأن إعلان هدنة إنسانية. فعلى الرغم أن غالبية الرأي العام في إسرائيل تعارض بشدة أي وقف لإطلاق النار إلى أن تتم هزيمة حماس، فإن الإسرائيليين يدركون أيضاً أن هدنة لعدة ساعات ليست مؤشراً على نهاية الحرب. وتعتقد الحكومة الإسرائيلية أن التحالف مع الولايات المتحدة أهم بكثير من الصدام حول هذه النقطة.
وأوضح مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى، لم تسمه المونيتور: "كل شيء يعتمد على الصياغة. فلو صيغ الأمر على أنه وقف لإطلاق النار لبضع ساعات للسماح بوصول المعونات المدنية، فإن إسرائيل تستطيع احتمال ذلك".
وسمحت إسرائيل بدخول أكثر من 260 شاحنة تحمل الغذاء والدواء إلى غزة في الأيام الأخيرة، لكنها رفضت مطالبة حماس بالحصول على الوقود.
ونشر الجيش الإسرائيلي تسجيلاً لمحادثة جرت يوم الخميس بين مسؤول إسرائيلي ومسؤول كبير في النظام الصحي الذي تسيطر عليه الحركة في غزة، حيث أكد المسؤول الغزّي ما كانت تعرفه إسرائيل، وهو أن حماس تحتفظ باحتياطيات كبيرة من البنزين والديزل يمكن استخدامها لمواصلة تشغيل مستشفيات غزة وغيرها من الخدمات.
وعلى العموم فإن الرأي العام الإسرائيلي يعارض الإذعان لمطالبات الحصول على الوقود. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير للمونيتور: "ومع ذلك فإن الديزل لن يؤثر على محصلة الحرب في كلتا الحالتين".
ويقول نتنياهو وكبار الجنرالات في إسرائيل إن القوات الإسرائيلية طوقت مدينة غزة، قلب قيادة حماس العسكرية وشبكة أنفاقها الهائلة.
وأكد مصدر رفيع المستوى في مجلس حرب الحكومة الإسرائيلية للمونيتور، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن "التقدم أفضل وأسرع مما كان مخططاً له، لكن مقاومة حماس عنيدة وصعبة".
وأضاف قائلاً: "تكبدنا خسائر، وسنتكبد المزيد على الأرجح، لكن ما نراه الآن على أرض الواقع هو ما قلناه في السابق: عندما يستخدم الجيش الإسرائيلي قوته بأكملها، فلا يمكن الوقوف في طريقه".
وتخطط إسرائيل لإحكام قبضتها على مدينة غزة ومحاصرة حكومة حماس مع مواصلة التقدم إلى الداخل وتقويض قدرات حماس العسكرية.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير: "جيش الدفاع الإسرائيلي يقتل مئات الإرهابيين. حماس تُظهر قدرة قتالية وروحاً قتالية. إنها تملك القدرة على إلحاق الضرر بنا، وسنبذل قصارى جهدنا للحد من هذا الضرر".
وستسعى إسرائيل جاهدة للقضاء على قيادة حماس العسكرية والسياسية برمتها، داخل قطاع غزة وخارجه، وقتل أكبر عدد ممكن من مقاتلي النخبة، وتجريد حماس من قدرتها على السيطرة على قطاع غزة.
ومن المتوقع أن يتواصل القتال بمستواه الحالي من الشدة لمدة شهر أو شهرين، وبعد ذلك ستُسحب القوات ويتحول الجيش الإسرائيلي إلى تكتيكات أخرى، كالمداهمات والغارات الجوية الدورية، بغية سحق ما تبقى من البنية التحتية لحماس.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع للمونيتور: "لا أحد [من المسؤولين الإسرائيليين] لديه أي نية للسيطرة على قطاع غزة. هذا ليس مطروحاً على جدول الأعمال".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی فی إسرائیل نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يفجّر المنازل في 3 بلدات حدودية بجنوب لبنان
بيروت "أ.ف.ب": فجّر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم منازل داخل ثلاث بلدات حدودية في جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، تقع في منطقة تحاول القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة التوغل فيها.
وأوردت الوكالة "يُسجل منذ الصباح قيام جيش العدو الاسرائيلي بأعمال تفجير داخل بلدات يارون وعيترون ومارون الراس في منطقة بنت جبيل، تستهدف تدمير منازل سكنية فيها".
وأفادت عن شنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي... غارة جوية مستهدفا مدينة بنت جبيل" القريبة والتي تحظى برمزية خاصة لدى حزب الله، إذ ألقى أمينه العام السابق حسن نصرالله من ملعبها عام 2000 خطاب "التحرير" بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد 22 عاما من احتلاله.
وتحاول القوات الإسرائيلية منذ أيام التقدم في منطقة بنت جبيل، في إطار عمليات توغل بري في جنوب لبنان بدأتها في 30 سبتمبر.
وأعلن حزب الله منذ الأربعاء استهدافه ثماني مرات على الأقل تحركات وتجمعات لجنود اسرائيليين عند أطراف مارون الراس. وقال الخميس إنه "كمن" لقوة مشاة إسرائيلية واستهدف عناصرها لدى محاولتها التقدم باتجاه يارون.
وأعلن الحزب اليوم استهداف مستوطنة كريات شمونة الإسرائيلية برشقة صاروخية.
كما أعلن في بيانين سابقين أنه استهدف صباح اليوم قاعدة "ستيلا ماريس" البحرية الإسرائيلية شمال غرب مدينة حيفا، وقاعدة ومطار رامات ديفيد الإسرائيلية جنوب شرق مدينة حيفا بصليات صاروخية نوعية.
وتعرّضت بلدات حدودية عدة في جنوب لبنان في الأسابيع الأخيرة لعمليات تفجير. وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مطلع الأسبوع مقطع فيديو، تحققت وكالة فرانس برس من صحته، يُظهر لحظة تفجير حيّ في بلدة ميس الجبل الحدودية، حيث دمّرت اسرائيل وفق مسؤول محلي أكثر من سبعين في المئة من منازلها خلال أكثر عام من التصعيد.
وبين 20 و31 أكتوبر، أحصت الوكالة الوطنية عمليات تفجير اسرائيلية في سبع قرى حدودية على الأقل، بينها بلدة محيبيب الواقعة على تلة والمحاذية لميس الجبل.
وبعد عام من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود، بدأت دولة الاحتلال في 23 سبتمبر تكثيف غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
وأسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن استشهاد 2600 شخص على الأقل، من إجمالي أكثر من 3000 قضوا بنيران اسرائيلية، وفق وزارة الصحة، منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع اسرائيل قبل اكثر من عام.