الشعب يحترق بين ديمقراطية الجنجويد…. وكرامة البلابسة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
تحقيقات ” الجريدة “ هذا الصباح… الاعتقالات التعسفية … حصار وفدية مالية … ابشع جريمة انسانية … مخالفة قانون القوات المسلحة … كتائب البراء والاعتقالات … عدد المختفين …
* عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري : 715 حالة اختفاء قسري منذ ١٥ أبريل حتى أكتوبر الماضي
* لجان مقاومة الفتيحاب: تعرض اكثر من 100 الف مواطن من سكان مدينة الفتيحاب الحصار من قبل مليشيا الدعم
* رئيس الهيئه الدائمة للدفاع عن المعتقلين و الحريات العامة: ماقام به أفراد الجيش من انتهاكات في حق المواطنين يخالف قانون القوات المسلحة
* عضو لجنة محامو الطوارئ :كتائب البراء البراء تقوم بتنفيذ حمالات واسعة باعتقال الناشطين والشباب المتطوعين في غرف الطوارئ
خسر المواطنون سُبل كسب عيشهم ومنازلهم والأهم ارواحهم التي أصبحت تؤخذ رخيصة بدمٍ بارد في الشوارع و المنازل طوال فترة الحرب بين قوات الشعب المسلحة ومليشيا الدعم السريع، ومع استمرار تلقي الضربات من الطرفين في مناطق النزاع وتعرضهم للإنتهاكات في حرب وصفها الطرفين بانها عبثية والجميع فيها خاسر، مما يوجه أصابع الاتهام إلى عناصر النظام البائد التي حرصت علي أن تتواجد في جميع الأطراف حيث نجد أثر اقدامها واضحة في تأجيج الصراع، وعلى الرغم من إن البرهان وحميدتي لقد اختلفا في الحكم إلا أنهم اتفقا في تسجيل أكبر عدد من الإنتهاكات في حق الشعب على حسب كل التقارير التي تؤكد ذلك وخاصة الإختفاء القسري، حيث شهدت مناطق النزاع كثير من حالات الاختفاء القسري منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ م بداية الحرب حيث طلت انتهاكات حقوق الإنسان بشكل سافر المتمثلة في القتل خارج القانون والاغتصاب والتعذيب وارتفعت حالات الاختفاء القسري الى ٧١٥ مختفي، حسب المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري، وأكدت بأن كل هذه الانتهاكات وبالاخص الاختفاء القسري ترتكب ضد المدنيين بتوجيه تهمة أنهم متعاونون أو متعاطفون مع أي من طرفي النزاع، حسب مزاعم الطرفين.
تحقيقات الجريدة : فدوى خزرجي
دون اي مسوغات قانونية
على الرغم من إن الشباب اختاروا تكريس حياتهم وتعريضها للخطر في سبيل تخفيف أثار الحرب علي المواطن إلا انهم ظلوا يتعرضون لحملات الاستهداف والاعتقالات وذلك بدواعي التخابر للجانب الآخر، حيث نفذت الاستخبارات العسكرية حملات اعتقال للفاعلين دون أي مسوغات قانونية واعتقلت الفاعل والناشط ضد الحرب بكري محمد الشهير ب " ود السائح " بقرية المعيلق في 1 اكتوبر ٢٠٢٣ م دون أي مسوغات قانونية تخول للاستخبارات العسكرية سلطة القبض،هذا ما أكده بيان لجنة محامو الطواري، وذكرت في بيانها : قضى الفاعل المدني والمناهض للحرب الشهير بود السائح مدة شهر من الاعتقال التعسفي داخل زنازين الاستخبارات العسكرية بمدينة ود مدني ويستمر اعتقاله تعسفيا في ذات الوقت الذي تشعر فيه أسرته ببالغ القلق علي سلامته حيث لم يسمح لهم بمقابلته، وحملت استخبارات القوات المسلحة مسؤولية سلامته وطالبت بالإفراج عنه فورا.
الاعتقالات التعسفية
في ظل غياب تام للأجهزة العدلية اعتقلت الأجهزة الأمنية عضو لجنة مقاومة الثورة في يوم الأحد - عصر 15 اكتوبر ٢٠٢٣ م من الحارة 23 أنس عبدالماجد عضو اللجنة وعضو غرفة الطوارئ بالحارة واقتادته لجهة غير معلومة، هذا ما أعلنته تنسيقية لجان مقاومة كرري في بيان لها وقالت إننا في لجنة مقاومة الحارة 23 ندين هذه الإعتقالات التعسفية والتي ظلت تتبعها الأجهزة النظامية ضد المدنيين خاصة المتطوعين وشباب لجان المقاومة وبدون اي مسوغ قانوني في ظل غياب تام للأجهزة العدلية، حملت جهات الإعتقال كامل المسؤولية وضمان أمن وسلامة أنس ماجد كما طالبتهم بالإفراج الفوري عنه دون قيود أو شروط، كما قامت قوة من الاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة بتاريخ ٢٩/اكتوبر/٢٠٢٣ باختطاف المتطوع بدور إيواء النازحين بمدينة الحصاحيصا محمد أزهري واقتادته إلى جهة غير معلومة. حسب بيان لجنة محامو الطواري، وطالبت الاستخبارات العسكرية بإطلاق سراحه فورا وحملتها سلامته.
حصار وفدية مالية
لم تسلم مليشيات الدعم السريع من سجل الإخفاء القسري ، هي بدورها قد شاركت وبدور أكبر في إخفاء المدنيين قسرياً، فضلا حصارهم وتهديد حقوقهم في الحرية والحياة، مُنذ ظهورها على الساحة حيث أكد عدد من المواطنين لـ"الجريدة" إقتحام أفراد مليشات الدعم السريع المنازل والاعتداء بالضرب على الأسر واستخدامهم كدروع بشرية، بجانب نهب الممتلكات، فضلاً عن تنفيذ حملة اعتقالات للشباب وتعذيبهم بتهم مختلفة ومن ثم الاتصال بالأسر ومطالبتهم بفدية مالية قدرها ٢٠٠ الف للفرد حتى يتم الإفراج، وطالب المواطنين أطراف الصراع بعدم إقحامهم في الصراع الدائر، وناشدوا بفتح ممرات آمنة لدخول السلع الاستهلاكية والأدوية.
كما كشف عضو لجان مقاومة الفتيحاب مصطفي سيف الدين عن تعرض الالاف الأسر بالفتيحاب ابو سعد إلى حصار تام تفرضه مليشيات الدعم السريع، بالإضافة إلى تهجيرهم من مربعات آخرى، ورسم صورة قاتمة لوضع المواطنين، في ظل الحصار المستمر، ووصف الوضع بالكارثي، وقال في تصريح لـ"الجريدة" : يعيش المواطنين المحاصرين في أربعة مربعات وهي ( 1، 2، 3، 4) بالفتيحاب أبو سعد التي تقع بالقرب من سلاح المهندسين معاناة بسبب عدم توفر مياه الشرب و انقطاع الكهرباء وانعدام في الأدوية، ونوه إلى أنه يوجد مرضى مصابين بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكري والأزمه، وأردف : للأسف تم فرض حصار شامل مما يعني (لا داخل لامارق) ، وتخوف من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية للسكان ووفاة بعضهم لانعدام الرعاية الصحية ونقص الدواء والغذاء.
ابشع جريمة انسانية
ومن جهتها أعلنت لجان مقاومة الفتيحاب بتاريخ ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣م عن تعرض اكثر من 100 الف مواطن من سكان مدينة الفتيحاب لحصار من قبل مليشيا الدعم السريع وصفتها بابشع جريمة انسانية يشهدها السودان منذ العام 1956، وقالت في بيان لها : حيث تحاصر مليشيا الدعم السريع المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والادوية اليها في ظل انقطاع تام للكهرباء و الماء كما تمنع خروج المدنيين منها ، مما ادى الى الانعدام التام للمواد الغذائية و انعدم الأدوية ، و أضافت : قد أصبح للأسف ما حذرنا منه في بيان سابق أمر واقع و هو حدوث المجاعة، فاغلب الأسر لم تذق طعم الطعام لثلاثة أيام متتالية. وأكدت بأنها ظلت تطالب باستمرار قادة سلاح المهندسين بفتح ممرات آمنة لدخول المواد الغذائية والادوية، واردفت : ولكن للأسف لم يتم فتح هذه الممرات حتي الآن ، ومما زاد الطين بلة إن مليشيا الدعم السريع زادت من قبضة حصارها للفتيحاب وواصلت قصفها لمنازل المواطنين الأبرياء،مما نتح عن ذلك إستشهاد عدد كبير من الأهالي أكثرهم من الأطفال و النساء.
مخالفة قانون القوات المسلحة
لا زال طرفا النزاع يمارسان الإنتهاكات ضد المدنيين العزّل، هذا ما اكدته رئيس الهيئه الدائمة للدفاع عن المعتقلين و الحريات العامة المحامية ايمان حسن عبد الرحيم عن تعرض عضو لجان مقاومة الصحافة (ع، أ) بالاعتداء للضرب المبرح من قبل أفراد من الجيش في ارتكاز خور الحارة الستين الثورة ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣م، بعد ان وجهوا له تهمة التعاون مع الدعم السريع، وصفته بالانتهاك الصارخ، وقالت في تصريح لـ"الجريدة" ترجع تفاصيل الحادثة حسب الشكوى التي تلقيناها بأن الشاب المجني عليه كان متجها الي الثورة الحارة الستين وعندما وصل إلى نقطة ارتكاز الجيش في خور الستين تم إيقافه من قبل الأفراد طلبوا منه إشهار البطاقة الشخصية ومن ثم أصبحوا يوجهون له التهم بأنه مرشد للدعم السريع و بدأوا بالبحث في هاتفه ووجدوا بعض الفيديوات والصور للمظاهرات مع الاعتداء بالضرب، وأضافت : قالوا له انتو الثوار ديل خربتو البلد دي وجبتو الدعامة وانتو علمانيين)، وأشارت إلى أنه منذ اندلاع الحرب الدائرة ظل أعضاء لجان المقاومة يتعرضون لحملة اعتقالات واسعة من طرفي النزاع بتهم مختلفة سوا من مراكز الإيواء أو من غرف الطواريء بالمستشفيات، واكدت بأن لك استهداف ممنهج لهم .
واستنكرت ماقام به أفراد الجيش من انتهاكات في حق المواطنين لجهة انه يخالف القوانين الداخلية والمواثيق الدولية المتعلقة بالحريات العامة وحماية المدنيين في النازعات المسلحة، كما أنه يخالف قانون القوات المسلحة، لجهة انها قوة نظامية الدور المنوط بها الدفاع وحماية المواطنين.
وتابعت : لكن للأسف يتعرض الشباب للاعتفال والاعتداء بالضرب المبرح والنهب من قبل قوة نظامية من المفترض هي التي تقوم بالدفاع وحماية المواطنين، الا انها استدركت قائلة : هذا لا يعني ان الدعم السريع لن يرتكب جرائم، لكن انتهاك الجيش يعتبر انتهاك مخالف لقانون القوات المسلحة، واردفت للأسف َالمواطن في كلا الحالتين بين بين المطرقة والسندان، ودعت قادة هؤلاء الجنود بعدم الصمت والتستر وإن تشرع في التحقيق حتى تتم محاسبتهم على هذه الجرائم التي ارتكبوها.
كتائب البراء والاعتقالات
وحول إقتحام المنازل وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة للناشطين والشباب المتطوعين في غرف الطوارئ، كشفت عضو ة لجنة محامو الطوارئ المحامية رحاب مبارك سيد أحمد عن أن كتائب البراء البراء تقوم باستخدام المستنفرين الذين قدموا من الولاية الشمالية لمساندة القوات المسلحة في الحرب الدائرة تسخدمهم في تنفيذ حمالات واسعة لاعتقال الناشطين الذين يعملون في مجال العمل العام. بالإضافة إلى اعتقال الشباب المتطوعين الذين يعملون في غرف الطوارئ بالمستشفيات والمراكز الصحية في مدينه أم درمان، وقالت في تصريح لـ"الجريدة" حسب المعلومات الموثقه لدينا بأن تلك القوات تقوم بإقتحام منازل الناشطين من بينهم عددمن المحامين والمتطوعين في غرف الطوارئ حتى يتم اعتقالهم، كما لدينا معلومة مؤكدة وموثقة لدينا توجد مدرسة بالقرب من وادي سيدنا يوجد فيها عدد من المعتقلين في ظروف صحية سيئة جدا وفي غاية التعقيد، على الرغم من ان المدرسة تتعرض للقصف يوميا من قبل مليشيا الدعم السريع وان حمله البحث والاعتقالات تتم في محليه كرري ومناطق غرب الحارات
وأعلنت عن وفاة المواطن محمد عبدو حسين الذي تم اعتقاله من قبل أفراد الاستخبارات العسكرية قبل خمسة أشهر من الدروشاب وتم اتهامه بأنه يتعاون مع الدعم السريع وتم حبسه في سلاح الذخيرة بحري، وأضافت : وبكل أسف علمت أسرته قبل ثلاثه أيام بأنه توفى بسبب التعذيب والجوع وعدم الرعاية الصحية، بالإضافة إلى وقوع حالات وفاة وسط المسنين لعدم توفر الغذاء والدواء في مدينة الفتيحاب بسبب محاصرة قوات الدعم السريع للمواطنين لثلاثة ايام متواصلة
وكشفت عن انتشار مرض السعر وسط الكلاب بالخرطوم بسبب تناول الجثامين الآدمية.
عدد المختفين
وحول ارتفاع عدد المختفين قسريا من المدنيين لدى طرفي الصراع، كشف عضو مجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري المحامي عثمان البصري عن ارتفاع عدد المختفين ل 715 حالة اختفاء قسري منذ اندلاع الحرب من ١٥ أبريل حتى أكتوبر الماضي ، وأكد على أنه ترتكب كل الانتهاكات وبالاخص الاختفاء القسري ضد المدنيين بتهمة انهم متعاونون أو متعاطفون مع أي من طرفي النزاع، وذكر بأنه من بين ٧١٥ مختفي تم فتخ بلاغات لعدد ٤٤٦ مختفي لدى نيابة ود مدني بولاية الجزيرة، موضحاً في تصريح لـ"الجريدة" بأنه بلغ عدد السيدات المختفيات ٤٩ سيدة مختفية و ١٨ طفل وطفلة بين المختفين، مؤكدا بأن ذلك يعد انتهاك لعدد من احكام اتفاقية الطفل.
وأكد بأن المدن التي شملها الحصر متوقف فيها عمل النيابات واقسام الشرطة حتى المحاكم، وقال : بسبب غياب كامل للاجهزة العدلية والادهى تحويل مقارها الى ثكنات عسكرية واماكن احتجاز، مما جعل ذوي الضحايا يلجئون الى وسائل التواصل الاجتماعي للإبلاغ عن احبابهم المختفين وبعد مرور شهر ونص وبمساعدة قانونين من المجموعة السودانية تم فتح بلاغ ٤٤٦ مختفي
ونوه إلى أنه لا يوجد حصر محدد لإعداد الناشطين المعتقلين، الا انه استدرك قائلا َ لكن هنالك اعداد كبيرة من الناشطين طالهم الاعتقال من غرف الطوارئ بالخرطوم من طرفي النزاع سوا كان من الاستخبارات العسكرية أو من قوات الجنجويد، أيضاً الاعتقالات طالت الناشطين في الولايات غير المتاثرة بالحرب من قبل الاستخبارات العسكرية بسب دعوتهم لوقف الحرب، مثل ولاية الجزيرة َ، النيل الأزرق، سنار، وولاية الشمالية.
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاستخبارات العسکریة ملیشیا الدعم السریع الاختفاء القسری من طرفی النزاع ضد المدنیین لجان مقاومة فی تصریح لـ من قبل عدد من
إقرأ أيضاً:
قوة من الدعم السريع تستسلم للجيش السوداني في سنجة
استسلمت قوة من الدعم للجيش السوداني في سنجة عاصمة ولاية سنار، اليوم الاثنين، وذلك في تطور جديد لمسار المعارك بين الجانبين.
وحسب وسائل سودانية، تتألف القوة المستسلمة من 41 فردًا، بينهم 10 ضباط، ينتمون إلى مجموعة حمودة البيشي، قائد منطقة سنار الذي تولى القيادة بعد مقتل شقيقه عبد الرحمن.
وأوضحت أن القوة وصلت من قرية بوزي بمنطقة المزموم بقيادة ميرغني طه إبراهيم.
قوات الدعم السريع
وكانت قوات الدعم السريع انسحبت إلى المزموم بعد دخول الجيش إلى سنجة في الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي.
يُذكر أن الجيش السوداني تمكن من استعادة السيطرة على سنجة بعد سلسلة من الانتصارات في المنطقة، حيث استعاد مدن السوكي والدندر والقرى المحيطة بها.
وكانت قوات الدعم السريع دخلت سنجة في يونيو الماضي بعد انسحاب الجيش دون قتال يُذكر.