الأمم المتحدة هي منظمة دولية أنشئت لتعزيز السلام والأمن والتعاون بين الدول الأعضاء. ومع ذلك، فإن عجزها عن وقف إراقة الدماء في غزة بشكل فعال أدى إلى فقدان هيبتها بين الدول. هناك عدة أسباب لذلك

الافتقار إلى سلطة التنفيذ: تعتمد الأمم المتحدة على الدول الأعضاء في إنفاذ قراراتها ومقرراتها. وفي حالة غزة، لم تتمكن الأمم المتحدة من التنفيذ الفعال لدعواتها لوقف إطلاق النار أو وقف العنف.

وهذا النقص في قوة التنفيذ يقوض مصداقية وفعالية المنظمة.

حق النقض للأعضاء الدائمين يتكون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المسؤول عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، من خمسة أعضاء دائمين (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، يتمتع كل منهم بحق النقض. وكثيراً ما أدت هذه القوة إلى الجمود والتقاعس عن معالجة القضايا الحاسمة، بما في ذلك الوضع في غزة. فحين يعطي واحد أو أكثر من الأعضاء الدائمين الأولوية لمصالحهم الخاصة على حساب أهداف الأمم المتحدة، فإن هذا يقلل من قدرة المنظمة على التصرف بشكل حاسم.

الانقسامات السياسية بين الدول الأعضاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مسيس إلى حد بعيد، وغالبًا ما يكون للدول الأعضاء مصالح أو تحالفات خاصة تؤثر على موقفها بشأن هذه القضية. وهذه الانقسامات السياسية تجعل من الصعب على الأمم المتحدة أن تتوصل إلى الإجماع وأن تتخذ إجراءات فعالة لوقف إراقة الدماء في غزة. وهذا الافتقار إلى الوحدة يقوض مصداقية المنظمة وقدرتها على معالجة الصراعات.

التحيز الملحوظ أو المعايير المزدوجة اتُهمت الأمم المتحدة بالتحيز في تعاملها مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث لاحظت بعض الدول والمراقبين تركيزًا غير متناسب على الإجراءات الإسرائيلية بينما يقللون من شأن العنف الفلسطيني أو يتجاهلونه. وهذا التصور للتحيز يؤدي إلى تآكل الثقة والمصداقية في قدرة الأمم المتحدة على معالجة الصراعات بشكل محايد.

محدودية الموارد والقدرات إن قدرة الأمم المتحدة على التدخل في الصراعات مقيدة بموارد وقدرات محدودة. وفي حالة غزة، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو جهود الوساطة قد لا تكون كافية للتصدي بفعالية للصراع المعقد وطويل الأمد. وهذا الضعف الملحوظ يقوض قدرة التنظيم على منع أو إيقاف إراقة الدماء.

وبشكل عام، أدى عجز الأمم المتحدة عن وقف إراقة الدماء في غزة إلى فقدان هيبتها بين الدول. إن افتقار المنظمة إلى سلطة التنفيذ، والانقسامات السياسية بين الدول الأعضاء، والتحيز الملحوظ، والموارد المحدودة، كلها عوامل تساهم في تضاؤل التصورالذي في أذهننا لفعالية الأمم المتحدة في حل الصراعات والحفاظ على السلام.

zuhairosman9@gmail.com
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدول الأعضاء الأمم المتحدة بین الدول

إقرأ أيضاً:

أمنستي تنتقد إدارة ترامب لـتدميرها الحق في طلب اللجوء على حدود المكسيك

أفاد تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية بأنه لم يعد للحق في طلب اللجوء أي وجود على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وحمل إدارة الرئيس دونالد ترامب المسؤولية عن هذا "الانتهاك الخطير".

وقال التقرير إن الولايات المتحدة الأميركية بذلك تتخلى عن التزاماتها الوطنية والدولية في مجال حقوق الإنسان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من "التهجير" إلى "التطهير".. في التغريبة الفلسطينية ترامب لن يكون الأخيرlist 2 of 2القضاء التونسي يفرج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرينend of list

وأشارت المنظمة إلى أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص الهجرة واللجوء "دمرت" الحق في طلب اللجوء على حدودها الجنوبية. وأكدت أنه لم يعد هناك أي وجود لأي وسيلة تقريبا للأشخاص الباحثين عن الأمان للخضوع للإجراءات القانونية. وعزت ذلك للإجراءات التنفيذية لإدارة ترامب و"العسكرة المتزايدة" للحدود من قبل الحكومة المكسيكية.

ووفق المنظمة، فإن إدارة ترامب جعلت الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك منطقة معادية بشكل صريح لحقوق الإنسان، وتُظهر تجاهلا تاما لإنسانية وكرامة الأشخاص الذين يتنقلون.

وأضافت أن الحق في طلب اللجوء غير موجود ببساطة على الحدود، والأشخاص الضعفاء عالقون مع منظمات الحدود المعرضة للانتقام والتجريم من قبل حكومة الولايات المتحدة، والتي "تكافح لمنع كارثة إنسانية أكبر".

ولفتت العفو الدولية إلى أن إنهاء العمل بأحد تطبيقات طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة "ترك عشرات الآلاف من الأشخاص عالقين في المكسيك بلا مكان يذهبون إليه ودون وسيلة لطلب الأمان".

إعلان

وبدون خدمات التطبيق، تقول المنظمة، "يصبح الناس محاصرين في مواقف محفوفة بالمخاطر وغير مستقرة على الجانب الجنوبي من الحدود، وهو أمر خطير بشكل خاص بالنسبة لطالبي اللجوء المكسيكيين".

وذكرت المنظمة أنه إلى جانب "استهداف" تطبيقات طلب اللجوء في جميع أنحاء الولايات المتحدة، "قامت إدارة ترامب بتفكيك برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة وأنهت الحقوق المنصوص عليها في دستور الولايات المتحدة مثل المواطنة بالولادة، إلى جانب إجراءات متوقعة أخرى متجذرة في العنصرية والتفوق الأبيض".

وبشأن دور المكسيك، قالت المنظمة إن حكومتها عززت "العسكرة" على الحدود بإرسال 10 آلاف عنصر جديد من الجيش المكسيكي، مما أدى إلى تأجيج مناخ الخوف بين الباحثين عن الأمان، وأدى إلى الاحتجاز الجماعي والترحيل.

ودعت المنظمة الولايات المتحدة إلى تبني حلول عاجلة تنطلق من التزاماتها في حقوق الإنسان والتوقف عن اللعب بالسياسة وتأجيج الخوف لدى الناس، وطالبتها بالتوقف عن تبني سياسات حدودية "متزايدة القسوة تنتهك حقوق الإنسان للأشخاص الباحثين عن الأمان، وتغذي العنف ضد المجتمعات السمراء والسكان الأصليين، وتفاقم الخلل في نظام الهجرة المحاصر بالفعل".

كما حثت المنظمة الحكومة المكسيكية على وقف التعاون مع الولايات المتحدة بشأن سياسات الهجرة الضارة وتنفيذ التدابير اللازمة على الفور لضمان سلامة وأمن طالبي اللجوء العابرين عبر المكسيك.

مقالات مشابهة

  • اقترحته على الأمم المتحدة لحل النزاع.. مشروع أمريكي يتجاهل وحدة أوكرانيا
  • البحث العلمي ومركز تكنولوجيا دول عدم الانحياز ينظمان ورشة عمل دولية
  • لرسم سلام أوكرانيا.. روبيو يدعو لدعم "الخطوة الأميركية"
  • اليمن ثالث الدول الأعلى في العالم بالإصابة بالكوليرا خلال يناير الماضي
  • موسكو: الامم المتحدة ليست مثالية
  • الأردن يستضيف الجمعية العامة الرابعة لـ"التعاون الرقمي"
  • أمنستي تنتقد إدارة ترامب لـتدميرها الحق في طلب اللجوء على حدود المكسيك
  • رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني يستقبل أمين عام منظمة التعاون الرقمي ورؤساء الوفود المشاركة في الجمعية العامة الرابعة للمنظمة
  • وزير أردني: اجتماعات منظمة التعاون تعزز استراتيجية التحول الرقمي بالعالم العربي
  • منظمة التعاون الرقمي تعتمد أجندة 2028 وتطلق 13 مبادرة لدعم الاقتصاد الرقمي