كيف تؤثر الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
الزي الرسمي في الصباح، وفي المساء مؤتمرات عبر الإنترنت: بالنسبة للعقيد السابق في وحدة النخبة الإسرائيلية، بوبي جيلبورد، أصبح ذلك جزءاً من حياته اليومية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
ويقول الرجل البالغ من العمر 45 عاماً، والذي عمل لمدة 26 عاماً في "وحدة 8200"، وهي الاستخبارات السيبرانية الإسرائيلية: "بمجرد إنهائي الخدمة، قمت بتغيير ملابسي، وركبت سيارتي أمام القاعدة العسكرية، واتصلت بعملاء في الولايات المتحدة وأوروبا"، مضيفاً أنه يعمل الآن في الواقع في القطاع الخاص، لكنه عاد إلى الجيش بسبب الحرب ضد حركة حماس التي تحكم قطاع غزة.
ويجلس جيلبورد في مكتبه في تل أبيب مجدداً منذ بضعة أيام. إنه لا يعرف كم من الوقت مضى. 10% من موظفي شركته المتخصصة في التكنولوجيات الفائقة تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية من بين أكثر من 300 ألف جندي احتياطي.
"صدمة الحرب" تدفع الاقتصاد الإسرائيلي إلى المجهول https://t.co/vYaDOb2WdZ
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023ويقول جيلبورد: "لا يمكننا أن نتحمل التوقف عن العمل". لذلك يعمل العديد من زملائه من الجبهة باستخدام هواتف محمولة أو أجهزة كمبيوتر محمولة. ويضيف أنه منذ أن بدأت الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم الوفاء بكل موعد نهائي لتسليم العمل، موضحاً أن معظم المحادثات تُجرى الآن عبر الإنترنت، وغالباً في المساء، وتابع "العملاء متفهمون للغاية، ويعلمون أننا في حالة حرب هنا"، مشيراً إلى أن هذا ينطبق أيضاً عند انطلاق صفارات أجهزة الإنذار بهجوم صاروخي.
وأردف قائلاً: "لقد أدى ذلك إلى قطع عدد هائل من الاجتماعات، ولكن هذا ما هو عليه الحال الآن"، مؤكداً على الأهمية البالغة للحفاظ على الإنتاجية، قال جيلبورد التي تعمل شركته في مجال الأمن السيبراني: "القطاع يتطور بسرعة كبيرة لدرجة أننا لا نستطيع أن نقول إننا سنغيب الآن ثم نعود بعد بضعة أشهر".
تأثر قطاع التكنولوجياويعتبر قطاع الشركات الناشئة والتكنولوجيات الفائقة في الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 10 ملايين نسمة قوة دافعة للاقتصاد الإسرائيلي. وفي العام الماضي - وفقاً لهيئة الابتكار الإسرائيلية - شكل هذا القطاع أكثر من 18% من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 50% من الصادرات.
وتقول أندريا فرام، ممثلة الرابطة الاتحادية الألمانية للشركات متوسطة الحجم (BVMW) في تل أبيب، إن الكثير من الشباب يعملون في إسرائيل وقد تم نقلهم الآن إلى الجبهة، مشيرة إلى أن للحرب أيضاً عواقب مباشرة على قطاعات مثل السياحة والتجارة، حيث كانت تهيمن الوظائف ذات الداوم القصير.
وبحسب مكتب الإحصاء الإسرائيلي، فإن أكثر من نصف الشركات في البلاد تشكو من خسائر فادحة. يقول عيران ياشيف، الخبير الاقتصادي في جامعة تل أبيب، إن المزارع ومواقع البناء متوقفة تماماً، خاصة في المنطقة الحدودية. وقد غادر حوالي ربع مليون إسرائيلي محل إقامتهم بسبب الحرب. ويشارك نصفهم في برامج الإخلاء التي تمولها الحكومة، وتضاف إلى ذلك تكاليف إعادة بناء المدن المدمرة.
كما توقفت السياحة إلى حد كبير منذ بداية الحرب. وتُظهِر الشواطئ الفارغة في تل أبيب والبلدة القديمة الخاوية في القدس حجم هذا الضرر. ولم تعد تقريباً أي شركة طيران تسيّر رحلات إلى إسرائيل حالياً. ويتحدث مسافرون قلائل يهبطون في مطار بن جوريون بالقرب من تل أبيب عن صالات فارغة. وصل الشيكل الإسرائيلي إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ أكثر من 20 عاماً.
ويقدر بنك "جيه بي مورغان" الأمريكي، أن الناتج الاقتصادي الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11% على أساس سنوي في هذا الربع.
ووفقاً للخبير الاقتصادي ياشيف، لا يزال من السابق لأوانه وضع توقعات، حيث قال: "كل شيء يتوقف على المسار المستقبلي للحرب"، موضحاً أن العواقب على الاقتصاد الإسرائيلي قد تكون أشد فداحة مما كانت عليه في حروب سابقة، مشيراً إلى أن العامل الحاسم هنا هو ما إذا كانت الأوضاع ستتفاقم في جبهات أخرى، مثل الجبهة مع ميليشيات حزب الله الإرهابية، أو ما إذا كانت إيران ستتدخل بشكل أكثر مباشرة في الحرب.
أدنى مستوى في 8 أعوام.. تدهور الشيكل الإسرائيلي https://t.co/wt785enC36
— 24.ae (@20fourMedia) October 9, 2023 آثار مباشرةوتؤثر الحرب أيضاً على الشركات الألمانية العاملة في إسرائيل. وتقول فرام: "تتبنى بعض الشركات لأول مرة نهجاً حذراً عبر التمهل في القيام بالاستثمارات المخطط لها... لقد غادرت بالفعل العديد من العمالة المغتربة وتعمل حالياً من ألمانيا".
ومع ذلك لا تلاحظ فرام أن الشركات تتخلى الآن عن أعمالها في إسرائيل على نطاق واسع، مشيرة إلى أن هناك علاقات وثيقة بين الشركات متوسطة الحجم في إسرائيل وألمانيا، خاصة في قطاع التكنولوجيات الفائقة. مضيفة "نحن نعمل الآن على إعادة جدولة المؤتمرات والفعاليات المخطط لها خلال الأشهر المقبلة، بين شركات التكنولوجيات الفائقة والشركات الصناعية أو إرجائها إلى أجل غير مسمى".
وتتمتع ألمانيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وثيقة - على الرغم من أن إسرائيل شريك تجاري صغير نسبيا للجمهورية الاتحادية. ووفقا للبنك المركزي الألماني، فإن هناك 103 شركات ألمانية لديها فروع في إسرائيل، حيث يعمل حوالي 10 آلاف موظف.
وبسبب الحرب تم بالفعل اتخاذ إجراءات احترازية في ألمانيا. يقوم معهد بون الاتحادي للأدوية والمنتجات الطبية بتحليل مخاطر محتملة لتوقف تسليم بضائع من إسرائيل. وبحسب بيانات المعهد، فإنه من المحتمل أن تكون هناك "ظروف تقييدية" تخص توريد ثماني مواد فعالة، والتي يتم التحقق من وضعها بشكل خاص حالياً.
وتقول شركة الأدوية الإسرائيلية "تيفا" إن الإنتاج "لا يزال غير متأثر إلى حد كبير". ولدى الشركة، التي تعتبر رائدة عالمياً في مجال الأدوية البديلة وتمثلها في ألمانيا شركة "راتسيوفارم"، "خطط طوارئ تتضمن مواقع إنتاج احتياطية".
تفاؤل رغم الحربوأعرب رئيس البنك المركزي الإسرائيلي، أمير يارون، عن تفاؤله رغم كل شيء، حيث قال: "الاقتصاد الإسرائيلي قوي ومستقر"، مضيفاً أنه أصبح من المألوف معرفة كيفية التعافي من الأوقات الصعبة والعودة بسرعة إلى الرخاء، وقال: "ليس لدي شك في أن هذا سيكون هو الحال هذه المرة أيضاً".
والعقيد بوبي جيلبورد مقتنع بذلك أيضاً، ويلاحظ الكثير من الإبداع. ويقول: "يتصل بي جنود من الجبهة ويقولون إن لديهم هذه الفكرة الجديدة أو تلك"، مضيفاً أنه على يقين من أن واحدة أو اثنتين منها ستؤدي إلى إنشاء شركات جديدة بعد الحرب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الاقتصاد الإسرائیلی فی إسرائیل تل أبیب أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإسرائيلي: للأسف علينا أن نتعايش مع حالة الحرب هذه
بغداد اليوم -