كيف تستفيد من سماع النقد البناء أو السلبي؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
البوابة – انه موسم مراجعة الأداء، وقد تسمع القليل من النقد البناء أثناء ذلك. وفي حين أنه ليس من السهل في كثير من الأحيان سماع ردود الفعل سواء البناءة أو السلبية، فإن التحسن في تلقيها يعد جزءًا أساسيًا من التطوير الوظيفي والمهني، كما يقول آندي مولينسكي، أستاذ الإدارة الدولية والسلوك التنظيمي في كلية إدارة الأعمال الدولية بجامعة برانديز ومؤلف كتاب (Reach: A New Strategy to Help You Step Outside Your Comfort Zone, Rise to the Challenge, and Build Confidence).
يقول آندي: "إن الانتقادات مهمة عندما تصمم أسلوبك الخاص وتدخل في أسلوبك كمحترف". "فكر في الانتقادات كبيانات. في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه منطقة حساسة، ولكن إذا كنت تستطيع التفكير فيها كبيانات، فيمكنك استخدامها للتحسين.
إن الطريقة التي تتعامل بها مع ردود الفعل تعكس ذكائك العاطفي، كما تقول تاليا فوكس، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات التعلم KUSI Global ومؤلفة كتاب (The Power of Conscious Connection: 4 Habits to Transform How You Live and Lead). وتضيف: "نحن بحاجة إلى مهارات لزيادة الوعي بمحفزاتنا وإدارة ردود أفعالنا". "يمكن أن تكون ردود الفعل السلبية مثيرة للاهتمام، خاصة إذا كنا نعتقد أن الانتقادات ليست دقيقة أو عادلة. يمكن أن تكون شدة هذه المشاعر علامة على مدى تحديد قيمتك الذاتية من خلال وظيفتك أو كيف ينظر إليك الآخرون. سواء كان ذلك في مراجعة رسمية أو في تعليق عابر، يمكنك تحسين قدرتك على تلقي النقد البناء من خلال النظر في هذه النصائح الأربع.
كيف تستفيد من سماع النقد البناء أو السلبي؟4 نصائح هامة للاستفادة من النقد البناء
1. كن مستمعًا متفاعلاً
على الرغم من أن مقدمي الملاحظات غالبًا ما يقولونها عن حسن النية، إلا أنه في بعض الأحيان يضيع التواصل وتصبح الأمور غير واضحة بعض الشيء. لتسهيل دمج المعلومات في المستقبل، كرر المعلومات والاقتراحات مرة أخرى على الشخص للتأكد من أنك تفهمها وأنك على نفس الصفحة.
يقول مولينسكي: "أنت تريد أن تفهم بشكل فعال ما يقوله هذا الشخص". "أن تكون مستمعًا نشطًا يعني الاهتمام حقًا بما يقوله الشخص. قد يكون الأمر صعبًا عندما تشعر بالضعف، لكن الاستماع النشط يمكّنك من تحقيق أقصى استفادة من ردود الفعل.
من جهتها تقول فوكس، "واصل التركيز على الحل واطلب تفاصيل محددة للغاية لتجنب الافتراضات. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "أنا أفهم أنك تريد مني أن أشارك أكثر في الاجتماعات. هل يمكنك وصف كيف تبدو المشاركة الجيدة حقًا، حتى أتمكن من فهم كيفية التحسين بشكل أفضل. تقول فوكس: "ركز على فهم ردود الفعل، وليس الدفاع عن النهج الذي تتبعه".
2. تجنب الرغبة في الرد المباشر
على الرغم من أن الشعور بالدفاع أمر طبيعي، إلا أن مولينسكي يقول أنك لا تريد التصرف بشكل متهور عندما تتلقى ردود فعل. يقول: "بدلاً من ذلك، توقف مؤقتًا". "إن الاستجابة في الوقت الحالي أمر طبيعي، ولكن من المحتمل أيضًا أن يكون ضارًا باستخدام هذه التعليقات بطريقة بناءة في نهاية المطاف."
في هذه اللحظة، أنت الأكثر ضعفًا وقد تشعر بمشاعر قوية، مثل الغضب أو الإحراج أو القلق. يقول مولينسكي: ربما تخرج عقليًا من موقف ما أو ترغب في تصحيح الأخطاء الموجودة في عقلك والرد بطريقة ما. يقول: "لن يساعدك أي من هذا في الواقع". "فهم التعليقات واختيار الأجزاء التي يمكن أن تكون مفيدة لك."
إحدى طرق تهدئة الاندفاع هي إعادة صياغة عملية المراجعة السنوية باعتبارها لقطة سريعة في الوقت المناسب، وليس إعلانًا عن قيمتك أو قدراتك، كما تقول ماري سي. مورفي، الرئيس التنفيذي لشركة Equity Accelerator ومؤلفة كتاب (Cultures of Growth: How the New Science of Mindset Can Transform Individuals, Teams, and Organizations).
تقول مورفي: "إنها لحظة من الزمن، وهناك مجال للنمو والتطور". "تذكر أن معظم الناس لا يقدمون تعليقات بناءة إلا إذا كانوا يؤمنون بقدرتك على النمو والتحسن؛ وإلا فلن يقدموا تعليقات على الإطلاق.
3. تقييم المُقيّم
في بعض الحالات، قد لا توافق على النقد البناء. يمكن أن يكون جمع التعليقات من عدة أشخاص فكرة جيدة. ويقول مولينسكي إنه إذا كان لدى أكثر من شخص نفس الرأي، فإن ذلك يزيد من صحة المعلومات.
ويقول: "أنت لا تريد الاعتماد على شخص واحد للحصول على تعليقات سلبية أو حتى للحصول على تعليقات إيجابية". "يمكن أن يكون لدى شخص ما أجندة معينة. إذا كان هدفك هو إنتاج أفضل شيء أو تحسين مهاراتك مع مرور الوقت، فمن الأفضل أن تحصل على مجموعة من مدخلات الأشخاص.
استشر مجموعتك - ابحث عن المستشارين والزملاء والأصدقاء الموثوق بهم وقل لهم التعليقات، كما يقول مورفي. وتقول: "اسمح لهم بمساعدتك في معرفة الإجراءات التي يمكنك اتخاذها وما هي الموارد التي قد تحتاج إلى طلبها للاستجابة والتحسين". "وأيضًا، اعمل معهم لمعرفة كيفية تعظيم التعلم الذي يمكنك الحصول عليه من التعليقات التي تلقيتها."
4. كن شاكراً
إذا كانت ردود الفعل حاسمة، ضع نفسك في مكان المانح، كما يقترح مولينسكي. ويقول: "ليس من الجيد تلقي التعليقات، ولكن ليس من السهل أيضًا تقديمها". "قد يخرج الشخص من منطقة الراحة الخاصة به. ربما يقدمون لك معروفًا حقيقيًا وقد يكون من الصعب عليهم القيام به. من الممارسات الجيدة أن تقول "شكرًا لك".
يقول مورفي إن التطوير عملية مستمرة وليس حالة أو نتيجة ثابتة. وتقول: "إن الأمر يتطلب ردود فعل حتى نتمكن من معرفة أين نحن في الوقت الحالي، وكيف يمكننا تحسين المضي قدمًا". "التعليقات البناءة هي هدية لتطويرك."
المصدر: فاست كومباني
اقرأ أيضاً:
كيفية الموازنة بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية؟
لماذا تشعر بالخوف و العجز وكيف تتغلب على هذا الشعور؟
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ عمل إدارة ردود الفعل یمکن أن أن تکون ما یقول
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن يقول العرب لا؟!
الموقف الأمريكي من مصر ليس جديدا ولا مستغربا، فلقد شهدت العلاقات بين البلدين منذ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، في مصر أوضاعا متناقضة على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في مقدمة الدول التي أيدت الثورة المصرية، وقد اتسمت العلاقات خلال الفترة من ١٩٥٢إلى ١٩٥٤ بقدر من التفاهم السياسي، إلا أن ما كان يصرح به جمال عبد الناصر دائما من موقفه من إسرائيل ومن حديثه الدائم عن الوحدة العربية، كل ذلك كان يثير حفيظة الأمريكان، وخصوصا بعد أن تبنت أمريكا حماية إسرائيل بعد أن قررت بريطانيا الخروج من المشهد ونجاح مصر في التوصل معها إلى مشروع سحب قواتها من منطقة قناة السويس، وعلى الرغم مما ساد العلاقات المصرية الأمريكية من وئام، إلا أن أمريكا لم تكن صادقة ولا حسنة النية في علاقاتها مع مصر، خاصة بعد أن حددت حكومة ٢٣ يوليو أهدافا للثورة كان في مقدمتها إقامة جيش وطني قوي، وتمكنت بدعم سوفييتي من الحصول على صفقة الأسلحة التشيكية، وهي اللحظة التي شعرت فيها أمريكا بالخطر على إسرائيل وعلى مصالحها في المنطقة في ظل الصراع الأمريكي السوفييتي.
بدأ العداء سافرا حينما وقفت الإدارة الأمريكية ضد مشروع بناء السد العالي، وقام الرئيس الأمريكي (أيزنهاور) بدور كبير بهدف إعاقة تمويل البنك الدولي لهذا المشروع، الذي كانت تعوّل عليه مصر في برامجها التنموية الطموحة، ورغم كل العقبات التي وضعتها أمريكا أمام الإدارة الجديدة في مصر، إلا أن الاتحاد السوفييتي قام بالدور الأهم في تمويل المشروع ماليا وفنيا، وأصبح مثالا للمشروعات التنموية الكبرى في العالم الثالث، بعدها راحت الولايات المتحدة الأمريكية تمارس دورها في قضية الصراع العربي الإسرائيلي مقدمة كل الدعم العسكري والسياسي والمالي لإسرائيل منتظرة اللحظة التي تمكنها من ضرب مصر عسكريا واقتصاديا وإنزال هزيمة ساحقة بها، غير مكتفية بالهزيمة العسكرية، بل كانت طامحة إلى شيوع مناخ عام من الغضب ضد جمال عبد الناصر، سواء في مصر أو في كل العالم العربي، ولما كانت مصر تعمل جاهدة على استكمال مشروعها التنموي الكبير، وكان البنك الدولي متطلعا إلى دعم المشروع (السد العالي) باعتباره المشروع (الأنموذج) لكل دول العالم الثالث، وقد قطعت مصر شوطا كبيرا في التفاهم مع البنك، بعد إعداد كل الدراسات الفنية والمالية وجدوى المشروع اقتصاديا، إلا أن السياسة الإمريكية كانت تخطط لإفشال المشروع، وبذلت في سبيل ذلك قدرا كبيرا حال دون قيام البنك بدوره، ولم تخف أمريكا دورها في إفشال المشروع.
القضية كانت مثار غضب لكثير من دول العالم، لذا أقدم الاتحاد السوفييتي (وقتئذ) على تبني المشروع ودعمه ماليا وفنيا، ومضى المشروع الذي حظي برأي عام مصري هائل، أكسب جمال عبد الناصر قدرا هائلا من الشعبية في داخل مصر وخارجها، وخصوصا في العالم العربي الذي حظي فيه جمال عبد الناصر بشعبية كبيرة، وهكذا انشغلت مصر ببرامجها التنموية الكبيرة في الصناعة والزراعة والتعليم، وكان السد العالي هو أهم هذه المشروعات، إلا أن أمريكا لم تكن بعيدة عن المشهد، حينما تحيّنت الفرصة في وقت لم تكن فيه مصر مستعدة للحرب، ولم يكن اقتصادها مؤهلا لذلك، وكان جيشها يخوض حربا في اليمن، لذا جاءت حرب ٥ يونيو ١٩٦٧، وكانت أمريكا بأسلحتها واقتصادها وخبرائها وراء هذه الحرب التي أصابت كل مشروعات جمال عبد الناصر في مقتل، وبدا واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية حلت بدلا من بريطانيا في تبني قضية إسرائيل، وظهر واضحا عداؤها لجمال عبد الناصر شخصيا، واستطاعت بنفوذها وعلاقاتها الاقتصادية مع بعض الحكام العرب الذي كان جمال عبد الناصر يهدد مصالحهم الخاصة، وقد اصطف بعضهم لضرب مشروع جمال عبد الناصر السياسي والاقتصادي في مقتل.
بدا العداء سافرا وواضحا، ليس مع إسرائيل فقط بل ومع الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهما معظم الدول الأوروبية، ولم يبق لمصر من أصدقاء إلا الاتحاد السوفييتي، الذي أمد مصر بأسلحة جديدة، مكنتها خلال 3 سنوات من أن تعيد بناء جيشها، وأن تُعنى بثقافة الجند، بعد أن التحق بالجيش كل خريجي الجامعات المصرية، وتمكنت مصر رغم تباين القوى من إنزال ضربات موجعة لإسرائيل خلال حرب الاستنزاف، وأتذكر أننا كنا طلابا في الجامعة، وقد التحقنا بالتدريب العسكري، وامتلكنا قدرا هائلا من الطاقة والرغبة في خوض الحرب في أقرب وقت ممكن. وجاءت الفاجعة الكبرى التي هزت وجداننا، حينما فاجأنا جمال عبد الناصر بالرحيل ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، وكان الرحيل في أخطر وأصعب الأوقات، بعدها اعتلى الرئيس السادات سدة الحكم، وكانت الجامعات تموج بموجات متعاقبة من الثورة والغضب، سواء بسبب الرحيل المفاجئ لجمال عبد الناصر أو لموقفنا السلبي من الرئيس السادات، الذي لم نكن نراه بديلا مناسبا لجمال عبد الناصر، بل لم نكن بحكم عمرنا نرى أي شخص آخر بديلا لجمال عبد الناصر، وأعتقد أن طلبة الجامعة قد أرهقوا الرئيس الجديد، الذي أشهد له أنه تحملنا بصبر وثقة لم نكن نعرف مصدرها، وخصوصا بعد أن اتخذ قرارا كنا نراه متهورا حينما أقدم على طرد الخبراء العسكريين الروس، وكنا نعتقد أن ذلك مؤشرا لعدم رغبته في خوض الحرب التي نذر جمال عبد الناصر نفسه لها ومات من أجلها.
فاجأنا الرئيس السادات بحرب أكتوبر ١٩٧٣، واكتسب الرجل شعبية كبيرة لأول مرة، لكنه راح يردد مقولة إن أوراق القضية برمتها في يد الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن لعبت دورا رئيسا في وقف إطلاق النار، وراحت تخوض دور الوسيط المفاوض الذي لم نكن نراه نزيها أو محايدا، واستمرت المفاوضات التي مرت بظروف معقدة، لكن كانت مصالح إسرائيل هي القضية الأهم للولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ذلك نجح السادات في استرداد سيناء كاملة بجهد دبلوماسي شاق، وزاد الأمر تعقيدا حينما قطعت الدول العربية باستثناء سلطنة عمان ومعها السودان والصومال علاقتها بمصر، وخلال كل العقود المنصرمة راحت إسرائيل تزداد صلفا واستقواء، وخلال حكم الحزبين الأمريكيين (الجمهوري والديمقراطي) وكلاهما قدما دعما إسرائيل سياسيا وعسكريا وماليا دعما غير مسبوق، ودخلت قضية فلسطين في أتون مفاوضات غير مجدية، وزاد الأمر تعقيدا تلك الصراعات المحتدمة بين الفلسطينيين، لدرجة أنه بات من الصعب جمع الفلسطينيين على قلب رجل واحد، لكي ينتهي الأمر بالعدوان الإسرائيلي على غزة ووصول الرئيس الجديد (ترامب) إلى سدة الحكم، لكي يفاجئ العالم بمشروع صهيوني يستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولعله المشهد الأكثر تعقيدا طوال فترة الصراع العربي الإسرائيلي، بل يعد المشهد الأصعب في تاريخ هذا الصراع.
يمارس الرئيس الأمريكي (ترامب) نفوذه على كثير من دول العالم، معتقدا أنه رئيس العالم كله، إلا أن معظم دول العالم رفضت هذا المشروع باعتباره تطهيرا عرقيا لا مثيل له في التاريخ، وأصبحت مصر والأردن وربما غيرهما من دول عربية أخرى مهددة لاستقبال أكثر من مليوني فلسطيني، بعدها تنتهي القضية الفلسطينية حيث يعيش الفلسطينيون في الشتات لكي يحيل ترامب فلسطين إلى أرض لا صاحب لها يحتلها الإسرائيليون، وقد صرح ترامب في أحاديثه بأن إسرائيل بلد صغير (لا حول له ولا قوة) في حاجة إلى أن تتمدد إلى أرض مجاورة، وهكذا أصبحت القضية مثار حديث العالم، ولعل هذا يدفعنا إلى أن نتساءل: ماذا نحن فاعلون ونحن أمام قضية وجود وسوف يحاسبنا التاريخ بكل قسوة؟ ألم يحن الوقت بعد لكي يجتمع العرب ويتفقوا لأول مرة في حياتهم على موقف حاسم وجاد ويقولون لا؟ ماذا سيفعل حينها ترامب أمام الموقف الصلب الموحد الذي يمكن أن يقفه العرب؟ إن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالح اقتصادية وأمنية وسياسية في منطقتنا، باستطاعتنا أن نقول لا. ولن نخسر الكثير وربما تخسر أمريكا أكثر منا بكثير. هل يستطيع حكامنا في اجتماعهم القادم أن يقولوا لا وأن يعبروا عن غضب شعوبهم؟ حينئذ سوف يحظون بدعم شعبي هائل من شعوبهم، ومن كثير من دول العالم. وحتى يقول العرب كلمتهم فسنظل في انتظار قرارهم متفائلين ومتوجسين أيضا.
د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري