إسرائيل خط أحمر.. أمريكا ترسل غواصة نووية مدمرة بالشرق الأوسط وتحذر هذه الدول
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الغواصة النووية من طراز "أوهايو" وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في تغريدة على حسابها في منصة "إكس"، تويتر سابقا، اليوم الاثنين، إن الغواصة النووية من فئة "أوهايو" وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط.
تعتبر الغواصة النووية أوهايو من ضمن الغواصات الضخمة التي تستخدم للردع النووي، وهي قادرة على إطلاق الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.
كما تعد من أكبر غواصات الصواريخ الباليستية في العالم، إذ تستطيع كل غواصة أن تحمل 24 صاروخ ترايدنت النووي، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة التقليدية.
صممت للعمليات السرية والقتال تحت الماء، ولديها القدرة على البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 3 أشهر، وتعتبر واحدة من أكثر الغواصات قدرة على التخفي بـ"صمت"، ودخلت الخدمة في العام 1981 وتعتبر مثالا لقوة الردع الأمريكية.
تم بناء 18 غواصة من هذه الفئة بين عامي 1976 و1997، ولا يزال نحو 14 منها في الخدمة حاليًا، وإلى ذلك، يعتبر هذا النوع من الغواصات التابع للبحرية الأميركية بمثابة رادع نووي متنقل.
وتكشف تلك الخطوة الأميركية مدى الاستنفار الحاصل في منطقة الشرق الأوسط، منذ تفجر الصراع في السابع من أكتوبر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وسط مخاوف من توسع المواجهات إلى حرب إقليمية أوسع.
فقبل أيام قليلة وصلت مجموعة "دوايت دي أيزنهاور " إلى المنطقة، وقبلها أيضا تمركزت حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وكان نشر حاملتي الطائرات في المنطقة هو المرة الأولى منذ مارس 2020، عندما أدت الهجمات الصاروخية التي استهدفت "معسكر التاجي"، وهي منشأة عسكرية عراقية شمال بغداد، إلى مقتل جنديين أميركيين وبريطاني واحد.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية المتخصص في الشؤون الأمريكية بالأهرام، إن وصول "الغواصة أوهايو النووية" الأمريكية إلى الشرق الأوسط الى جانب الحشد العسكري الأمريكي السابق منذ السابع من أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى وإرسال حاملات طائرات التي تعمل بالطاقة النووية ثم السفن الحربية وتحريكها إلى شرق البحر المتوسط قبيل السواحل الإسرائيلية يعكس حالة الاستنفار الأمريكي والدعم العسكري الأمريكي الكبير اللامحدود لإسرائيل وإطلاق يدها في عملية القصف الشامل على قطاع غزة.
وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": كما يمثل رسالة رادعة للقوة في المنطقة خاصة فيما يعرف بمحور المقاومة إيران وحلفائها في المنطقة مثل حزب الله وتنظيماتها الأخرى، معقبا: "أمريكا تقول لهم إذا دخلوا هذه الحرب ستكون هناك مواجهة مع أمريكا"، وبالتالي الحشد العسكري الأمريكي في الأساس للردع ومنع دخول أطراف أخرى مثل إيران وحلفائها في القتال بجانب حماس لمواجهة إسرائيل، بجانب أن ذلك يعكس رسائل أيضا للأطراف الدولية الأخرى مثل الروس والصين وتقول إن أمريكا عادت مرة أخرى للشرق الأوسط وأنها لم تنسحب كما كان في السابق.
وتابع: انها لاتزال الفاعل الرئيسي في إدارة التفاعلات في المنطقة، وبالتالي هو أيضا نوع من استعراض القوة لأمريكا، وهي أيضا محاولة لطمأنة حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بأن أمريكا الآن موجودة بكل قوتها العسكرية النووية والقوات الضاربة لها.
واختتم حديثه قائلا: فيمكن القول إن هذا الحشد العسكري الضخم من أسلحة أمريكية وطائرات ومن غواصات نووية لن يكون الهدف منه فقط حماس وصواريخها ولكن لتوفير مظل حماية لإسرائيل وإطلاق يدها في الأراضي الفلسطينية في غزة تحديدا والعمل على ردع القوة في المنطقة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل دائما وحذر من أنه لا ينبغي لأي عدو لإسرائيل أن يستغل تلك الهجمات.
وأضاف بايدن في البيت الأبيض وبجواره وزير الخارجية أنتوني بلينكن "لن نتركها أبدا".
وتابع "هذه ليست اللحظة المناسبة لأي جهة معادية لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات".
في اليوم الـ31 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت مقاتلات الاحتلال قصف المدنيين وحصار القطاع، وارتكبت مجازر جديدة وذلك بالتزامن مع قطع الاتصالات وخدمات الإنترنت عن القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أسفر عن سقوط 9770 مواطنا فلسطينيا، بينهم 4800 طفل، و2550 امرأة، إضافة إلى 24808 جريح، و2660 مفقود بينهم 1270 طفلا.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا، إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، تتركز معظمها على الشريط الغربي والشمالي الغربي لمدينة غزة.
وأضافت أن الغارات، تزامنا مع قصف بالمدفعية، استهدفت مخيم الشاطئ والشريط الغربي لمدينة غزة، كما قصفت محيط مستشفى الشفاء.
ووسط قطاع غزة، قصفت الطائرات الحربية منزلا على الأقل في دير البلح ما أدى لمقتل وإصابة أكثر من 15 مواطنا غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما شنت عدة غارات أيضا على شرق مخيم البريج، ومخيم المغازي.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى لمقتل 10 مواطنين وإصابة آخرين.
ونقلت "وفا" عن مصادر محلية، بأن الطائرات الحربية قصفت منزلا في تل السلطان غرب مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغواصة النووية أوهايو الغواصة النووية أوهايو القيادة المركزية الأميركية القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط الغواصة النوویة الشرق الأوسط فی المنطقة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عُمان والتوجه شرقا
لم يعد طرح "التوجه شرقا"، مجرد استدعاء أو رمزية مستقبلية، بل بات واقعا وضرورة ملحة تمثل عدة فرص وتحديات مستقبلية عدة أيضا.
أما الفرص فيجب على الدول العربية استثمارها الآن لا بعد حين، من أجل المساهمة بشكل جاد في توازن القوى الدولية أمنيا واقتصاديا، نظرا لاعتبارات عدة، تجلت في موقف واشنطن من قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ لم تتخذ الإدارة الأمريكية أي خطوات تعبر عن حسن النية أو مراعاة قيم الشراكة والتحالف مع أي من دول المنطقة.
الاتجاه شرقا، ليس بالضرورة فك الارتباط مع الغرب، لكن المساهمة في تعزيز التوازن الدولي هو الخيار المتاح حاليا أمام المنطقة العربية، ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح في زيارة جلالة سلطان عمان إلى موسكو في 22 من إبريل الجاري، والتي شهدت توقيع اتفاقيات عدة في جل مجالات التعاون الحالي والمستقبلي، ومثلت خطوة هامة في ظل ما تعيشه المنطقة من تفاقم التوتر، وترقب الهدوء أو الانفجار الكبير على بين إيران وواشنطن.
خلال اللقاء بجلالة سلطان عمان، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن قمة عربية مرتقبة تجمع روسيا بجامعة الدول العربية هذا العام، وهي خطوة سيسعى الجانب الغربي لعرقلتها بكل السبل، لكن الفرصة مواتية أمام الصين أيضا لحضور هذه القمة بدعوة من روسيا أو من جامعة الدول العربية، الأمر الذي يمكن أن يفرض واقعا مغايرا يؤسس لدور محوري للدول العربية التي دفعت فاتورة باهظة نتيجة الصراع بين الشرق والغرب الذي يدور على أرضها منذ عقود، بداية من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وجميعها تتصل بشكل أو بآخر بهذا الصراع، الأمر الذي يحتم على الجميع الآن التحرك تدريجيا نحو الانخراط في المشهد، مع إدراك أن التبعات ليست هينة.
ربما أن الزيارة التاريخية لجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى موسكو، تعد بمثابة خطوة استراتيجية دقيقة تعبر عن رؤية ثاقبة، في ظل ما عرف عن السياسة العمانية من هدوء ودقة، الأمر الذي يعطي هذه الزيارة أهمية أوسع من الجوانب الثنائية، مع الأخذ بالاعتبار الدور المحوري والهام الذي تقوم به السلطنة في وساطتها بين واشنطن وطهران، والدول الآخر الذي قامت به بين الرياض وطهران في فترة سابقة.
من جهة فإن تعزيز العلاقة مع موسكو يفتح آفاق التعاون والاستثمار وزيادة الحركة السياحية بين البلدين، لكنه يؤكد أيضا أن الأبعاد الإقليمية حاضرة وبقوة، إذ يمكن استثمار علاقة موسكو مع إيران من جهة ما ينسحب بالضرورة على ملف اليمن ولبنان والجماعات الأخرى التي ترتبط بإيران إذ تبحث موسكو عن دعم الاستقرار في الوقت الذي تحتاج فيه إيران أيضا لتحسين علاقتها مع دول المنطقة.
ومن جهة أخرى أيضا يمكن الاستفادة من الموقف الروسي والصيني في عديد القضايا من جهة، وكذلك الاستفادة القصوى من الاستثمارات الصينية الروسية، التي باتت تبحث عن أسواق وبيئات آمنة أكبر في ظل الإجراءات التي قام بها الرئيس الأمريكي وفرضه لضرائب باهظة أضرت بشعبه وشعوب دول أخرى، بالإضافة أيضا لحالة العداء الأوروبي لروسيا، ما يجعل الدول العربية هي الملاذ الآمن لرجال الأعمال الروس، وهو ما بدأ فعليا مع بدء الأزمة الأوكرانية.
رغم كل هذه الفرص التي تبدو مواتية بشكل كبير، ويمكن أن تعززها بصورة أكبر المملكة العربية السعودية، التي تعد قوة اقتصادية هائلة في المنطقة، لكن التحديات أيضا ليست هينة، فمن جهة ترتبط العديد من الدول العربية باتفاقيات أمنية ضخمة مع واشنطن وكذلك على المستوى الاقتصادي، في ظل عقوبات على روسيا وإيران وحرب مع الصين، لكن الانتظار لن يحسن من وضع التحديات بل سيزيدها تعقيدا، ويمكن أن يبقي على المنطقة لعقود أخرى مجرد ساحة لإدارة الصراع دون أن تكون فاعلة شرقا أو غربا.
في المجمل فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق التي أسست لقمة عربية روسية مرتقبة، تعد بوابة هامة نحو الاتجاه شرقا، بما يعزز من توازن القوى العالمية، ويصون مقدرات المنطقة، ويدفع نحو تثبيت عوامل الاستقرار والأمن للأجيال القادمة التي توشك أن ترث منقطة مفتتة متنازعة الأطراف ومحترقة القلب عن آخرها.