غدًا .. الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
يتوافد محبو الإمام الحسين من جميع أنحاء مصر إلى مسجده في القاهرة القديمة، احتفالا بمولده الشريف، وبدأت الاحتفالات يوم الثلاثاء الماضي، وتستمر حتى غدًا الثلاثاء ، الموافق 7 نوفمبر 2023.
أمسيات دينية وثقافيةوتنظم وزارة الأوقاف أمسيات دينية وثقافية في المسجد، بمشاركة كبار علماء الأزهر الشريف، كما تبدأ الطرق الصوفية احتفالاتها بمحيط المسجد.
ويحتفل المصريون بمولد الإمام الحسين مرتين خلال السنة، الأولى في شهر شعبان بمناسبة مولده الشريف، والثانية في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر بمناسبة وصول رأسه الشريف إلى مصر.
لهداية أولادك.. أفضل دعاء مستحب لأبنائكويحتفل المصريون بمولد الإمام الحسين مرتين خلال السنة، الأولى في شهر شعبان وذلك بمناسبة مولده الشريف الذي وقع في اليوم الثالث من هذا الشهر عام 4 للهجرة في المدينة المنورة، وكذلك يحتفلون في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الآخر بـ«المولد الثاني» وهى ذكرى وصول الرأس الشريف لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مدينة عسقلان في فلسطين لتستقر في مصر.
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب
هو سبط النبي محمد، وخامس أصحاب الكساء، وأحد الأئمة عند الشيعة. ولد في المدينة المنورة في الثالث من شعبان سنة أربع من الهجرة، وعاش مع جده النبي محمد نيفًا وست سنوات.
أفضل دعاء بوقت اذان الفجرالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الحسین
إقرأ أيضاً:
المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
قالت دار الإفتاء المصرية إنه ورد في فضل ليلة النصف من شعبان كثيرٌ من الأحاديث النبوية الشريفة، وهذه الليلة لها فضل عظيم، وقد كان السلف الصالح يعظّمون هذه الليلة ويتأهبون للعبادة فيها، ولكن اختلف العلماء في المقصود بالليلة في الآية المذكورة؛ وأحد القولين على أنها ليلة النصف من شعبان، والقول الآخر وهو المشهور: أنها ليلة القدر، فعلى المسلم أن يبادر باغتنام هذه الليلة؛ ليلة النصف من شعبان لما فيها من الفضل والخير.
فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان كثيرٌ من الأحاديث النبوية الشريفة منها: ما رواه ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، والحديث صحَّحه الإمام ابن حبان. "صحيح ابن حبان" بترتيب ابن بلبان (12/ 481، ط. الرسالة)، وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 307، ط. دار الكتب العلمية): [إن إسناده لا بأس به] اهـ.
وروي أيضًا عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ». ونزول الله تعالى كنايةً عن نزول رحمته أو بعض ملائكته؛ لتعاليه تبارك وتعالى عن الجهة، والمكان، والجسم، والزمان.
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ نَادَى مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ، إِلَّا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا أَوْ مُشْرِكٌ».
المقصود من الليلة في قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾
واوضحت الإفتاء أن هناك قولين في قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]، منها أنها ليلة النصف من شعبان؛ فقد روى الطبري هذا عن عكرمة حيث قال: في ليلة النصف من شعبان، يبرم فيه أمر السنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ ولعل مستند ذلك القول ما رواه ابن جرير في "تفسيره" مرسلًا عن عثمان بن محمد بن المُغيرة بن الأخنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تُقْطَعُ الآجالُ مِنْ شَعْبان إلى شَعْبانَ، حتى إن الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهْ، وَقَدْ خَرَجَ اسمُهُ فِي المَوْتَى» انظر: "تفسير الطبري" (22/ 10، ط. مؤسسة الرسالة).
وقال الشيخ أبو عبد الله بن الحاج العبدري الفاسي المالكي في كتابه "المدخل" (1/ 299، ط. دار التراث): [ولا شكَّ أنها ليلة مباركة عظيمة القدر عند الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم هل هي هذه الليلة، أو ليلة القدر؟ على قولين؛ المشهور منهما: أنها ليلة القدر، وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر، فلها فضل عظيم وخير جسيم، وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمِّرون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها، على ما قد علم من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره، هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة] اهـ.
وقال العلامة الغماري في "حسن البيان" (ص: 23-24، ط. عالم الكتب): [ولك أن تسلك طريقة الجمع -يعني بين القولين-؛ بما رواه أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر"، وحاصل هذا: أن الله يقضي ما يشاء في اللوح المحفوظ ليلةَ النصف من شعبان، فإذا كان ليلة القدر سلَّم إلى الملائكة صحائف بما قضاه، فيسلم إلى ملك الموت صحيفة الموتى، وإلى ملك الرزق صحيفة الأرزاق، وهكذا إلى كل ملك يتسلم ما نيط به، وفي قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4] أشار إلى هذا -والله أعلم-؛ حيث قال ﴿يُفْرَقُ﴾، ولم يقل: يقضى، أو يكتب. والفرق: التمييز بين الشيئين؛ فالآية تشير إلى أن المقضيات تفرق ليلة القدر بتوزيعها على الملائكة الموكلين بها، أما كتابتها وتقديرها فهو حاصل في ليلة نصف شعبان كما في الأحاديث المذكورة، وبهذا يجمع شمل الأقوال المتضاربة في هذا الباب، ويرأب صدعها، والحمد لله رب العالمين] اهـ.