أكد الاتحاد الإفريقي، اليوم الاثنين، أهمية الاستثمار في التعليم وتنمية مهارات الشباب، ما يوفر فرصا عديدة في مجالات التوظيف والمساهمة في التحول الاقتصادي.
وأفادت اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة - في بيان بثته على موقعها الرسمي عبر شبكة الإنترنت - بأنه بالنظر إلى مستقبل إفريقيا، يمكن للشباب أن يساهموا في التحول الاقتصادي للقارة ولكنهم بحاجة إلى مهارات ليكونوا قابلين للتوظيف، وهو تحدٍ ينبغي معالجته من خلال الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات.


وفي كلمته أمام الدورة الخامسة للجنة الفنية المختصة بالسياسة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، أكد مفوض الاتحاد الأفريقي للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار محمد بلحسين، أن بناء عقد اجتماعي جديد يرتكز على التعليم وتنمية المهارات هو المفتاح لتحقيق ذلك وإطلاق العنان لإمكانات أفريقيا وتحقيق تطلعات شعوبها.
وقال بلحسين، إن "نجاح عقد اجتماعي جديد يتطلب أن تستغل إفريقيا عائدها الديموجرافي السكاني، وخاصة النساء والشباب، الذين يجب أن تقود طاقتهم وإبداعهم وشجاعتهم أجندة التنمية الخاصة بها"، مضيفا أن هناك حاجة إلى تحول نموذجي في نهج التعليم وتنمية المهارات لتجاوز النماذج التقليدية وتبني أساليب مبتكرة تسخر التكنولوجيا والإبداع والتعلم التجريبي وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى سد الفجوة بين الجنسين في التعليم وتنمية المهارات.
وأشار إلى أن "تمكين النساء والفتيات من خلال التعليم ليس مجرد ضرورة أخلاقية بل هو ضرورة اقتصادية"، مضيفا أنه "عندما تحصل المرأة على فرص متساوية في التعليم والفرص، فإنها تساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية".
وبيَّن بلحسين، أن إفريقيا تعيش مفارقة؛ حيث إن القارة كانت مهد الإنسانية وموقع تنوع لا مثيل له مع سكانها الشباب، وكانت لديها موارد طبيعية وفيرة، مع إمكانات هائلة للنمو والازدهار، ومع ذلك كانت القارة نفسها تتصارع مع العديد من التحديات، بما في ذلك الفقر وعدم المساواة والتفاوتات الاجتماعية.
ووفقًا لبنك التنمية الإفريقي، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد الشباب في إفريقيا إلى 830 مليونًا بحلول عام 2050، مما يجعل التعليم وتنمية المهارات أكثر أهمية، وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا لديها أعلى معدل بطالة بين الشباب على مستوى العالم، حيث وصلت إلى أكثر من 20% في بعض البلدان.
ووفقا لليونسكو، فإنه من بين 500 مليون طفل في الفئة العمرية 5-19 عاما، هناك ما يقرب من 100 مليون خارج المدرسة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأكد بلحسين، أن "هذه مأساة يجب علينا معالجتها بشكل عاجل، يجب علينا أن نضمن حصول كل طفل في أفريقيا على تعليم جيد، بغض النظر عن خلفيته أو موقعه"، مشددا على أنه "يجب علينا الاستثمار في البرامج التي تزود الشباب الأفريقي بالمهارات اللازمة للنجاح في سوق الوظائف الحديثة ويشمل ذلك محو الأمية الرقمية، والتدريب المهني، وتعليم ريادة الأعمال.. ومن خلال القيام بذلك، فإننا لا نطلق العنان للإمكانات الاقتصادية فحسب، بل نعزز أيضًا الابتكار والاعتماد على الذات".
وحث الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص على التعاون للاستثمار في التعليم وتنمية المهارات، مبينا أن "الشمولية يجب أن تكون المبدأ التوجيهي لدينا في ضمان وصول التعليم وتنمية المهارات إلى المجتمعات الأكثر تهميشًا وضعفًا"، داعيا إلى "الاعتراف بإمكانات العلوم والتكنولوجيا والابتكار كأدوات متعددة الوظائف وعامل تمكين لتحقيق أهداف التنمية القارية، ولكي تلعب العلوم والتكنولوجيا والابتكار دورها المحوري والحاسم في التحول الاجتماعي والاقتصادي في أفريقيا، لا بد من تجديد الاستثمارات في التعليم".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاتحاد الافريقي الاستثمار في التعليم التعلیم وتنمیة المهارات فی التعلیم وتنمیة الاستثمار فی

إقرأ أيضاً:

التأكيد على أهمية الاستثمار لتطوير الأنظمة الرقمية في إدارة الوثائق والمحفوظات

أكدت توصيات وقرارات المؤتمر الدولي الثالث للمكتبات والمعلومات على أهمية تشجيع الاستثمار في تطوير الأنظمة الرقمية والبرمجيات الداعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والمحفوظات لتوفير بيئة رقمية متكاملة تضمن سهولة الوصول إلى المعلومات وتحليلها وتحسين عملية صنع القرار، واستثمار مؤسسات المعلومات ودوائر الوثائق في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الفهرسة والتصنيف والبحث واسترجاع المعلومات، جاء ذلك في ختام المؤتمر الذي نظمته الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير الجاري تحت شعار "تعزيز خدمات المكتبات والمعلومات والأرشيف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي" بمشاركة واسعة من أساتذةٍ وباحثين ومتخصصين وممثلي المكتبات في سلطنة عمان والوطن العربي وذلك بفندق معاني بمسقط.

وسجلت جلسات اليوم الأخير تفاعلا كبيرا ونقاشات هادفة أثرت الجلسات وأوراق العمل المقدمة وعززت من مخرجات المؤتمر حيث أقيمت اليوم جلسات اليوم الثالث والختامي للمؤتمر بتقديم الجلستين العاشرة والحادية عشرة، حيث تضمنت الجلسة العاشرة أربع أوراق عمل الأولى تناولت "دور الذكاء الاصطناعي فـــي التخطيط وصنع القرار بمراكز مصادر التعلم: دراسة حالة وزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان" قدمها أحمد المحروقي وليلى العقيلية، أما الورقة الثانية فتناولت "تأثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي فـــي تحسن تجربة القراءة لدى المكفوفين دراسة حالة" قدّمتها الدكتورة مريم الشيزاوية، وتضمنت الورقة الثالثة "تحديات دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة المعرفة المؤسسية في المكتبات الأكاديمية" قدمتها حليمة البلوشية وأماني الرواحية، وتضمنت الورقة الرابعة "تقنيات الذكاء الاصطناعي فـــي المكتبات الأكاديميـة بسلطنة عُمان: الواقع والتحديات" قدمتها نجلاء البلوشية.

كما تضمنت الجلسة الحادية عشرة من المؤتمر التي أدارتها الدكتورة موزة السعدية ثلاث أوراق عمل تتضمن الأولى "تطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي ودورها في تطوير مراكز التعلم المدارس الحكومية في سلطنة عُمان" قدمتها نورة الرئيسية وحمدة البادية وجميلة العامرية، وتضمنت الورقة الثانية "توظيف الذكاء الاصطناعي في المكتبات ومراكز المعلومات دراسة تحليلية نقدية المقالات المنشورة بقاعدة بيانات سكوبس في ٢٠٢٤" قدمها الدكتور حمد العزري وخديجة العبرية وهالة المعمرية، أما الورقة الثالثة فتناولت "استخدام الذكاء الاصطناعي في المكتبات والمؤسسات العُمانية والتحديات المصاحبة لتطبيقها" قدمتها جيهان السعيدية.

مخرجات مهمة..

وفي ختام الجلسات والحلقات النقاشية المصاحبة استعرض عبدالله بن سالم الهنائي رئيس الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات قرارات وتوصيات المؤتمر والتي أكد خلالها على أهمية هذه المخرجات لتعزيز الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والمكتبات، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية، والمكتبات العُمانية، فقال: خرج المؤتمر الدولي الثالث بعدة توصيات وقرارات مهمة حيث أكدت التوصيات على أهمية استثمار مؤسسات المعلومات ودوائر الوثائق في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الفهرسة والتصنيف والبحث واسترجاع المعلومات، وتشجيع الاستثمار في تطوير الأنظمة الرقمية والبرمجيات الداعمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الوثائق والمحفوظات لتوفير بيئة رقمية متكاملة تضمن سهولة الوصول إلى المعلومات وتحليلها وتحسين عملية صنع القرار باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، كما أكد المؤتمر على أهمية تطوير برامج تدريبية موجهة لأمناء المكتبات والكوادر المعلوماتية لتعزيز مهارات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وعلى ضرورة توفير الدعم المالي والمادي لدعم البرامج التدريبية التي ترفع مستوى الوعي لدى موظفي دوائر الوثائق ومؤسسات المعلومات حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: من بين توصيات المؤتمر التأكيد على ضرورة تعزيز الشراكات والتعاون المؤسسي بين المكتبات ودوائر الأرشيف والمؤسسات الأكاديمية والبحثية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودعم الدراسات التحليلية حولها، وتشجيع التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مشتركة في التحول الرقمي وإدارة المعرفة، وإرساء سياسات وأطر تنظيمية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مؤسسات المعلومات بشقيها المكتبات ودوائر الأرشيف، مع مراعاة المعايير الأخلاقية والمهنية والممارسات العالمية الفُضلى، وأكدت التوصيات على ضرورة تحديث قانون الوثائق والمحفوظات بسلطنة عُمان لتضمين نصوص قانونية متعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الوثائق والمحفوظات، ومواءمة البرنامج الوطني للتحول الرقمي الحكومي (2021-2025) - وغيرها من البرامج الوطنية المستقبلية - مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وبما يعزز إمكانية الاستفادة من هذه التقنيات في إدارة الوثائق والمحفوظات، وعلى ضرورة تشجيع البحث العلمي والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مؤسسات المعلومات، ونشر نتائج الأبحاث والدراسات العلمية لتعميم المعرفة وتحفيز الابتكار في هذا المجال، بالإضافة إلى أهمية تبني حلول الذكاء الاصطناعي لتطوير خدمات المعلومات والوثائق باستخدام الذكاء الاصطناعي وبما يتناسب مع احتياجات المستخدمين في العصر الرقمي، والاستفادة من التجارب الدولية والمحلية في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خدمات المعلومات وادارة الوثائق.

يذكر أن تنظيم الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات للمؤتمر جاء بهدفِ تبادلِ المعرفةِ وتشارُكِها بين الأساتذةٍ والباحثين والمتخصصين والمهتمين بالمجال من داخلِ سلطنة عمانَ وخارجِها، ورفْدِ الإنتاج الفكريِّ في مجالِ المكتبات والمعلومات والأرشيف، بمحتوى علميّ يُسهم بدوره في الرقيّ بهذا المجالِ وتطويرِه، وتفعيل التواصل العلميِّ المشترك بين المتخصصين والمهتمين، وتطويرِ المهنة وجعلها مواكبةً للتطورات العلمية، وكان المؤتمر ركيزة علمية مهمة أتاح المجال للباحثين والمهتمين بالتخصُّص؛ للدراسة والبحث اللذينِ من شأنِهِما تطويرِ التخصصِ وممارساتِهِ المهنية، وإيجادِ البيئةِ الملائمةِ للتواصلِ العلمي الفاعلِ بينهم داخل السلطنةِ وخارجها، وركَّزَتْ محاوِرُ المؤتمرِ على موضوعِ الذكاء الاصطناعي، وتطبيقه في كلٍ من: إدارة المعرفة، والخدمات العامة والفنية بالمكتبات ومؤسسات المعلومات، وتدريس علم المكتبات والمعلومات والأرشيف، وجاء اختيار موضوعِ المؤتمر مواكبًا للتغيرات الحاصلةِ بالتخصص، ومتزامِنًا مع التطوراتِ العالميةِ في العلومِ المختلِفَةِ، كونُ مجالِ المكتباتِ والمعلوماتِ والأرشيفِ جزءًا لا يتجزأُ من منظومةِ هذهِ العلومِ، وحجر أساس في العديدِ منها، إضافة إلى التأكيدِ على رؤيةِ السلطنةِ وتوجُّهِهَا نحوَ التحوُّل الرقمي، وتفعيل الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة في خدماتها.

وتعد مخرجات المؤتمر خطوة مهمة لتعزيز المعرفة والمعلومات وتنظيم المكتبات والارشفة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • إنسان تتصدر المركز الأول في جائزة مجموعة دبي للجودة بمسار التعليم والتدريب
  • برنامج تدريبي بالداخلية لتعزيز مهارات القيادة والابتكار
  • المغرب في قمة الاتحاد الإفريقي يؤكد التزامه بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل ويدعو لمحاربة الإرهاب والانفصال
  • التطوع ينمي مهارات الشباب ويترجم دورهم بالمشاركة المجتمعية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبي لتنفيذ خطة التعافي بقطاع غزة
  • نيجيرفان بارزاني يؤكد أهمية استمرار الدعم الأمريكي لاستقرار المنطقة
  • تهدف لتطوير المهارات الرياضية وربطها بالحياة اليومية.. بدء التسجيل بمسابقة “كانجارو موهبة” لطلبة التعليم العام
  • نيجيرفان بارزاني يؤكد أهمية توسيع التعاون بين كوردستان والبحرين
  • التأكيد على أهمية الاستثمار لتطوير الأنظمة الرقمية في إدارة الوثائق والمحفوظات
  • جامعة القاهرة تعلن فوز كلية الإعلام بمشروع تنمية المهارات المهنية والعملية لطلابها