المُجرمُون الجُدُد- الجرائم المُخلة بالآداب العامة (33)
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (ظمان التركية)-من بين جرائم المجرمين الجدد التي تهدد المجتمعات والأفراد، الجرائم الجنسية الفاضحة، أو الجرائم المخلة بالآداب والأخلاقيات العامة، التي تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة بما فيها تقنية الذكاء الاصطناعي بصورة مُسيئة تضر بأخلاقيات المجتمع، خاصة في تلك المجتمعات المحافظة التي لها طابع أخلاقي وديني ولديها أخلاقيات واعراف محافظة.
وهناك صور وأشكال عديدة لهذه الجرائم منها الأتي:
· التحريض على الانتهاكات الجنسية: بعض الجهات الفاعلة تستخدم الروبوتات والشات بوتس لتحريض الأفراد على ارتكاب جرائم جنسية أو الانضمام إلى مجتمعات ضارة على الإنترنت.
· تداول الفيديوهات الإباحية المزيفة: تمكنت التكنولوجيا من إنشاء فيديوهات جنسية واقعية باستخدام وجوه أشخاص حقيقيين دون موافقتهم. ومما لاشك فيه أن هذا يُعرض الأفراد لخطر فقدان سيطرتهم على صورتهم وسمعتهم.
وهذا موضوع خطير للغاية لأنه يعني ايضاً أن شخصاً ما يظهر في فيديو يتحدث في محاضرة أو شئ أخر عادي، يتم التلاعب في هذا الفيديو وجعله فيديو إباحي أو تحريضي أو غير ذلك مما لم يقم به أصلاً. ومثال ذلك هذه الواقعة التي نشرها موقع بي بي سي عربي بتاريخ الرابع والعشرين من سبتمب، حيث أصيب سكان بلدة ألمندراليخو الهادئة في جنوب إسبانيا بصدمة كبيرة، بعد تداول صور عارية لفتيات من البلدة على وسائل التواصل الاجتماعي، تبين أنها صنعت باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي دون علم الفتيات.
وهذه الصور كانت في الأصل صور طبيعية للفتيات بملابسهن العادية وبعضها كان على حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم التلاعب بها ومعالجتها من خلال تطبيق يجرد الشخص من ملابسه.
نعم هكذا الموضوع بهذه البساطة، وبهذا القدر الكبير من الخطر علي الفرد وأسرته، ففي مثل هذه الحالات فعلي فرض أن جهات التحقيقات توصلت الي أن هذا الفيديو مختلق وغير حقيقي، فهذا يكون بعد نشر الفيديو بفترة، وبعد أن تشوه سمعة الشخص، ويلحق به الأذي، فكيف يمكن حل هذه المعضلة ؟ التي تتمثل في حماية الإنسان من هذا الخطر في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العصر، وفي ظل واقع لا يستطيع أحد تغيره وهو وجود مجرمين يُطوعون هذا التقدم لخدمة أهدافهم الإجرامية وضرر الإنسان؟؟
· الإحتيال عبر الهوية الافتراضية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا لإنشاء هويات افتراضية واقعية للتلاعب بالأفراد على الإنترنت والوصول إلى معلومات شخصية حساسة.
· التحريض والابتزاز عبر الإنترنت: المجرمون قد يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإرسال رسائل إلكترونية أو محادثات عبر الشات مزيفة للأفراد بهدف التحريض على سلوكيات جنسية غير ملائمة أو لابتزازهم. وقد سبق وتحدثت عن ذلك مفصلا في أكثر من مقال عن جرائم الابتزاز.
· استهداف الأطفال: فاالمجرمون الجدد يمكن أن يستخدموا الذكاء الاصطناعي لاستدراج الأطفال عبر الإنترنت والتلاعب بهم بهدف استغلالهم جنسياً. وهي قضية كبيرة وخطيرة سبق وتحدثت عنها أيضا في المقالات السابقة من هذه السلسلة.
أما عن الوسائل والسُبل لحماية الفرد وأسرته من خطر هذا النوع من الجرائم، ففي التعامل مع هذا النوع من الجرائم التدابير لا تكون قانونية فقط، وإنما تكون أخلاقية أيضاً، ومن هذه التدابير التشريعات القانونية: فيجب أن تتبنى الحكومات تشريعات تكنولوجية تجرم هذه الأنشطة وتفرض عقوبات صارمة على الجرائم الجنسية الفاضحة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وكا أؤكد دوما أن هذه التشريعات لو لم تتبع بتنفيذ شديد علي أرض الواقع فلا قيمة لها وتصبح مجرد حبر علي ورق .
ومن التدابير الهامة أيضا رفع الوعي بهذا النوع من الجرائم، والتثقيف: فيجب توعية الناس بخطورة هذا النوع من الجرائم وكيفية الوقاية منها والإبلاغ عنها.
وأخيرا وليس اخرا تقنيات الكشف والحماية: حيث يجب تطوير تقنيات الكشف عن هذا النوع من الأنشطة الضارة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتوفير أدوات لحماية الأفراد منها.
يسعدني التواصل وإبداء الرأي
[email protected]
مراجع للمقال:
Citron, Danielle Keats, and Mary Anne Franks. “Criminalizing revenge porn.” Washington Law Review 89.1 (2014): 9-70.
Brundage, Miles, et al. “The malicious use of artificial intelligence: Forecasting, prevention, and mitigation.” arXiv preprint arXiv:1802.07228 (2018).
Barocas, Solon, and Andrew D. Selbst. “Big data’s disparate impact.” California Law Review 104.3 (2016): 671-732.
Warzel, Charlie, and Stuart A. Thompson. “The Follower Factory.” New York Times (2018).
موقع بي بي سي عربي علي شبكة الإنترنت
Tags: الاغتصابالجرائم المخلة بالآدابالعنف الجنسيالمجرمون الحددالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الاغتصاب العنف الجنسي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الأحد المقبل.. سلطنةُ عُمان تستضيف مؤتمرًا دوليًّا حول الذكاء الاصطناعي
تستضيف سلطنة عُمان ممثلة بجامعة السُّلطان قابوس أعمال المؤتمر الدولي الرابع (الاتِّصال والإعلام وثورة الذّكاء الاصطناعي: الحاضر والمستقبل)، في الـ 17 من نوفمبر الحالى وتستمر ثلاثة أيام، تحت رعاية الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي، وزير الإعلام العمانى .
ويُعدُّ المؤتمر منصَّة للباحثين والأكاديميين والمتخصِّصين لمناقشة وتبادل المعارف والخبرات والتَّجارِب العربية والدولية ذات الصِّلة باستخدامات الذَّكاء الاصطناعي في حقل الاتِّصال والإعلام، وما تُفرزه هذه التَّجارب من ظواهر إعلاميَّة مختلفة.
ويسعى المؤتمر إلى التركيز على تغيُّرات البيئة الإعلامية والاتصالية والمشتغلين فيها، والمهارات اللازمة لمواكبتها، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتوظيف الذَّكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي.
ويتناول المؤتمر الذي يُشارك فيه أكثر من 70 متحدثًا وباحثًا محليًّا ودوليًّا، يقدِّمون أكثر من 60 ورقة علمية، عددًا من المحاور؛ أهمها: الأُطُر الفلسفيَّة والمفاهيميَّة في استخدامات الذَّكاء الاصطناعي في الاتِّصال والإعلام، وتجارب تطبيق الذَّكاء الاصطناعي في صناعات الاتصال والإعلام عربيًّا ودوليًّا، وإشكالات وتحدّيات الاتِّصال والإعلام في ظلِّ الذَّكاء الاصطناعي، وبرامج التَّعليم والتَّدريب الإعلامي في حقل الاتِّصال والإعلام في ظلِّ تطبيقات الذَّكاء الاصطناعي، ومستقبل الصَّناعة الإعلامية في ظلِّ ثورة الذَّكاء الاصطناعي.
وأعلن المؤتمر الدولي الرابع لقِسم الإعلام بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذَّكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF)، عن إطلاق مسابقة تمثِّل أول تحدٍّ من نوعه، بعنوان: (تحدِّي مبتكري المحتوى بالذَّكاء الاصطناعي شباب GEN AI) بمشاركة أكثر من 50 متدربًا، لتعزيز مهارات الذَّكاء الاصطناعي لدى طلبة جامعة السُّلطان قابوس، والصحافيين في المؤسسات الصحفية العُمانية.