صور العري المفبركة في ازدياد.. مخاوف بشأن تهديدات الذكاء الاصطناعي للمراهقات والنساء
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن انتشار هائل لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في نشر "صور العري"، مما يهدد النساء وخصوصا المراهقات حول العالم، في ظل عدم توصل أغلب دول العالم حتى الآن لقوانين حاكمة ومنظمة لتلك الأدوات.
ويمكن لبرنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي، أن يصنع صورا عارية بناء على تحليلات للصور العادية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعل تبدو وكأنها حقيقية بدرجة كبيرة ومتناسقة.
وسلطت الصحيفة الأميركية الضوء على المؤثرة على يوتيوب، غابي بيل (26 عاما)، التي شعرت بصدمة كبيرة عندما علمت أن صورة عارية لها انتشرت على الإنترنت، كونها لم تنشر أي صور مماثلة، لتدرك أنها مزيفة.
,أشارت واشنطن بوست، إلى أن بيل حاولت حذف الصورة، لكن زميلها الذي لجأت إليه قال لها إن هناك "حوالي 100 صورة مزيفة لها منتشرة على الإنترنت، وجميعها لها مصدر واحدK وهي تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي".
"انتشار واسع"وأضاف التقرير أن العام الحالي شهد انتشارا واسعا لمواد العري المفبركة عبر الإنترنت، سواء صور أو مقاطع فيديو، وذلك في ظل وجود أدوات ذكاء اصطناعي رخيصة الثمن وسهلة الاستخدام، يمكنها "تعرية" الصور العادية لأي شخص أو وضع وجهه على فيديو لأشخاص آخرين بتقنية "ديب فيك – Deepfake" (التزييف العميق).
ونقلت الصحيفة عن المحللة في مجال الذكاء الاصطناعي، جينيفيف أوه (Genevieve Oh)، قولها إن "المواقع الـ10 الأولى التي تنشر صورا إباحية، شهدت زيادة بنسبة 290 بالمئة منذ عام 2018، في ظل انتشار الصور الإباحية المزيفة".
الذكاء الاصطناعي جردهن من ملابسهن.. صدمة بعد تداول صور فتيات تحقق الشرطة الإسبانية في تداول صور عارية لفتيات بواسطة الذكاء الاصطناعي في بلدة ألمندراليخو الصغيرة الواقعة في جنوب البلاد، ما تسبب في حالة صدمة بين الأهاليومن المشاكل التي تواجه الضحايا هنا، هو عدم وجود قانون فيدرالي في الولايات المتحدة للتعامل مع مثل هذه الأدوات الجديدة. وبحسب "واشنطن بوست"، فإن "ولايات قليلة جدا هي من صنعت لوائح منظمة".
كما أن الأمر التنفيذي الأخير للرئيس الأميركي جو بايدن، "يوصي فقط ولا يجبر شركات التكنولوجيا على وضع إشارة إلى أن الصور أو مقاطع الفيديو أو الصوت تم صناعتها بالذكاء الاصطناعي".
وقالت أستاذة القانون في جامعة سان فرانسيسكو، تيفاني لي، لواشنطن بوست: "إننا نواجه مشكلة خطيرة جدا"، محذرة مثل أساتذة قانون آخرين من أن "صور الذكاء الاصطناعي المزيفة لا تخضع لقوانين حقوق الملكية الفكرية في ظل التشابه الكبير بينها، نظرا لأنها تعتمد بالأساس على مجموعة بيانات متاحة لملايين الصور بالفعل".
وبالعودة إلى أزمة تزييف الصور العارية للمراهقات والنساء، أشارت دراسة عام 2019 لشركة "سينسيتي" للذكاء الاصطناعي والمخصصة في رقابة المقاطع المزيفة، إلى أن "96 بالمئة من مواد التزييف العميق كانت إباحية، و99 بالمئة منها تستهدف النساء".
واقعة إسبانياوفي سبتمبر الماضي، هزت أزمة كبرى بلدة ألمندراليخو الصغيرة الواقعة جنوبي إسبانيا، بعد تداول صور عارية لفتيات صنعت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وبدأت الشرطة تحقيقا في القضية.
وأوردت صحف إسبانية وبريطانية، آنذاك، أن الشرطة فتحت تحقيقا بعد إبلاغ أمهات بتداول صور، تم تعديلها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لأكثر من 20 فتاة في البلدة التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف شخص، في مقاطعة بداخوث.
وتضم ألمندراليخو 5 مدارس متوسطة، وفي 4 منها على الأقل انتشرت صور عارية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لطالبات.
بعد "أزمة الطنطاوي" في مصر.. كيف نحمي أنفسنا من التجسس الإلكتروني؟ يبدو أن المعركة بين شركات برامج التجسس ومؤسسات التكنولوجيا الكبرى لن تنتهي في القريب العاجل، حيث تتواصل الشكاوى من شخصيات سياسية وصحفيين وغيرهم من استخدام تلك البرامج في محاولات اختراق وتجسس بشكل غير قانوني.وتأتي هذه الحوادث في وقت أثارت فيه برامج الذكاء الاصطناعي، ومن بينها روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، مخاوف من تأثيرها على الخصوصية.
وفي مارس الماضي، وجه باحثون وقادة قطاع التكنولوجيا رسالة مفتوحة يحذرون فيها من "المخاطر الجسيمة" على المجتمع والإنسانية لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
إجراءات "غير كافية"وتمتلك الشركات الكبرى مثل غوغل، سياسات متعلقة بمنع ظهور الصور الجنسية التي التقطت دون موافقة، من الظهور عبر محرك البحث الخاص بها، لكن وسائل الحماية من انتشار الصور المزيفة ليست قوية، بحسب واشنطن بوست.
وقال المتحدث باسم غوغل، نيد أدريانس، إن شركته "تعمل بجدية من أجل توفير مزيد من الحماية في عملية البحث"، وأنها "تمنح المستخدمين حق طلب حذف المواد الإباحية المزيفة والمنتشرة بشكل غير طوعي".
ونقلت واشنطن بوست، أيضًا عن المدير التنفيذي لمنظمة "ويتنس" المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان في المجال التكنولوجي، سام غريغوري، أن "الضغط من أجل الوصول إلى لوائح منظمة لمواد الذكاء الاصطناعي، يركز على منع الانتشار الكبير، ومواجهة المخاوف المتعلقة بإمكانية التأثير على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، المقررة العام المقبل".
وأضاف أن تلك اللوائح "تقدم القليل فيما يتعلق بمكافحة المواد الإباحية المزيفة، حيث يتم نشر الصور ضمن مجموعات صغيرة (من الأشخاص)، ويمكنها تدمير حياة شخص ما".
وتشرح بيل، المؤثرة على يوتيوب، أنها "حتى الآن لا تعرف بالتحديد عدد الصور المزيفة المنتشرة لها على الإنترنت". وأضافت أن "هناك حاجة لقواعد منظمة قوية لمواجهة مثل هذه المشاكل".
واختتمت حديثها بالقول: "لا مساحة أمان لكِ كامرأة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بواسطة الذکاء الاصطناعی واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يقترب من شراء تيك توك بعد تهديدات بالحظر في الولايات المتحدة
في تطور مهم لأزمة تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، أفادت صحفية «جارديان» البريطانية بأن المسؤولين الصينيين قد أجروا محادثات أولية لبحث بيع تيك توك إلى الملياردير إيلون ماسك، وذلك في حال فشل التطبيق في تجنب قرار الحظر داخل الولايات المتحدة.
ويأتي ذلك بعدما أعربت المحكمة العليا الأمريكية عن تأييدها لقانون الكونجرس الذي يفرض على الشركة الصينية الأم، بايت دانس، بيع أو الحظر الكامل للتيك توك في الولايات المتحدة، بحلول 19 يناير المقبل.
ما أسباب الحظر في الولايات المتحدة؟تتزايد المخاوف الأمريكية بشأن ما يسمى بـ«الحصة الذهبية» التي تمتلكها الحكومة الصينية في الشركة الأم للتطبيق، بايت دانس، وهو ما يعتقد بعض المشرعين أنه يمنح الحكومة الصينية سلطة على تيك توك، مما يزيد من الشكوك بشأن أمان وخصوصية البيانات الأمريكية، وذلك رغم أن تيك توك أوضح إن حصة الحكومة «ليس لها أي تأثير على المنصة خارج الصين».
تداعيات بيع تيك توك إلى ماسكوفي حال تم بيع تيك توك إلى إيلون ماسك، فإن ذلك سيمنح أغنى رجل في العالم مزيدًا من السيطرة على المنصات الاجتماعية في الولايات المتحدة، بعد أن استحوذ على منصة «إكس» في أكتوبر 2022.
حيث أثار ماسك الجدل بشأن استخدام «إكس» لتوجيه الخطاب السياسي كما فعل مع حملات دعم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ما يزيد من القلق لدى البعض بشأن إمكانية استغلاله لهذه المنصات لتوجيه الرأي العام الأمريكي.
تأثير تيك توك في الولايات المتحدةمنذ إطلاقه، حقق تيك توك نجاح غير مسبوق، حيث أصبح واحد من أكبر المنصات الاجتماعية في العالم، حيث تجاوز عدد تنزيلات تطبيقات فيسبوك وإنستجرام وسناب شات ويوتيوب في عام 2018، وأصبح منذ ذلك الحين واحدًا من أكثر التطبيقات استخدامًا في الولايات المتحدة، بعدد 170 مليون مستخدم أمريكي.
وفي حال تم حظر تيك توك في الولايات المتحدة، قد يشعر العديد من المستخدمين الأمريكيين بالقلق والإحباط، وأشهر من علق علي ذلك القرار هو المؤثر الأمريكي الشهير، مستر بيست، الذي سخر من احتمال حظر التطبيق عبر منشور على منصة «إكس»، قائلًا: «حسنا، سأشتري تيك توك حتى لا يتم حظره»، مما يعكس تأثير تيك توك الكبير في الولايات المتحدة.