شبكة اخبار العراق:
2025-03-29@11:08:13 GMT

خطاب الأجندة الإيرانيّة

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

خطاب الأجندة الإيرانيّة

آخر تحديث: 6 نونبر 2023 - 9:53 صبقلم:خيرالله خيرالله كان الخطاب الأخير للأمين العام لـ“حزب الله” حسن نصرالله خطابا في غاية الأهمّية، خصوصا بعدما أكّد الأخير ما ليس في حاجة إلى تأكيد وهو أنّ الحزب بات هو لبنان. لم يعد من وجود لدولة لبنانيّة. لم يكن ينقص حسن نصرالله غير القول: “أنا الدولة والدولة أنا”، على طريقة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر (1638 – 1715) أحد رموز السلطة المطلقة خلال العهد الملكي في فرنسا.

اختزل الأمين العام للحزب لبنان واللبنانيين في شخصه وحزبه. حدّد خيارات البلد كمشارك في حرب غزّة من دون المشاركة فيها في الوقت ذاته. أبقى كلّ الخيارات المستقبلية مطروحة من بوابة “الغموض”. لكنّه حرص، من دون كشف ذلك صراحة، على إيضاح أنّ هناك أجندة إيرانيّة في المنطقة وأن لبنان، ممثلا بـ“حزب الله”، جزء لا يتجزأ من هذه الأجندة. يفسّر ذلك تشديد حسن نصرالله على الدور الأميركي في شأن كلّ ما له علاقة بحرب غزّة، التي لا دخل لإيران فيها، على حد قوله. حصر مسؤولية الحرب بـ“حماس”. كشف أنّ الولايات المتحدة، التي ذكّرها بما تعرضت له في لبنان في العام 1983 (تفجير مقر المارينز وقبل ذلك سفارتها في بيروت)، هي الأساس وأنّ إسرائيل ليست سوى “منفّذ” لدى أميركا.في النهاية تسعى “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران إلى صفقة مع “الشيطان الأكبر” الأميركي وليس مع أي طرف آخر. الأكيد أنّ هذه الصفقة تشمل لبنان ومستقبله وتكريس الوصاية الإيرانيّة عليه. لا تزال إيران في انتظار المكافأة الأميركيّة منذ سماحها للرئيس السابق ميشال عون بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قبل أسابيع قليلة من انتهاء الولاية الرئاسيّة لميشال عون في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2022. عكس الأمين العام للحزب كلّ أنواع القلق التي تساور القيادة الإيرانيّة بسبب حرب غزّة في ظلّ الإصرار الإسرائيلي على اجتثاث “حماس”. حاول حسن نصرالله استعادة تجربة حرب صيف 2006 في لبنان، وهي حرب تَواجه فيها “حزب الله” وإسرائيل بعد خطف الحزب لجنديّيْن إسرائيليين تبيّن لاحقا أنّهما قتلا. أراد عمليا استعادة الطريقة التي انتهت بها تلك الحرب بدءا بوقف لـ“الأعمال العدائية” وصدور القرار 1701… وانتهاء بعملية تبادل للأسرى بين الجانبين. ذكّر بذلك من أجل إنقاذ “حماس”. خرج “حزب الله” منتصرا من حرب صيف 2006. كان لديه هدف واضح وقتذاك. كان الهدف تحقيق انتصار على لبنان وتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري وغيرها من الجرائم… تمهيدا للسيطرة على البلد. هذا ما حصل بالفعل. الفارق الآن أنّ حرب غزة لا تشبه في شيء حرب صيف العام 2006 كي يكون هناك وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى. يعود ذلك إلى أنّ “حماس” هزمت إسرائيل في أقلّ من 24 ساعة، لكنّ الحركة الإسلاميّة لم تجد مكانا تترجم فيه الهزيمة التاريخية التي ألحقتها بإسرائيل إلى انتصار على الأرض. ليس في استطاعة الدولة العبريّة سوى الانتقام نظرا إلى أنّ حرب غزّة معركة حياة أو موت بالنسبة إليها. من هنا، يمكن تفسير الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل والذي لا يتناسب مع الضربة التي تلقتها. ليس ما يبرر بأي شكل قتْل نساء وأطفال وشيوخ واستهداف مستشفيات ومدارس في عالم يُفترض أن يكون متحضرا ولو قليلا. ليس ما يبرّر اعتبار الجيش الإسرائيلي مستشفيات غزّة “أهدافا مشروعة”. في الواقع، عكس خطاب حسن نصرالله رؤية “الجمهوريّة الإسلاميّة” لحرب غزة. غابت عن الخطاب عبارة “وحدة الساحات”. في المقابل، كان هناك عرض لنقاط القوة التي تتمتع بها إيران عبر ميليشياتها المنتشرة في المنطقة مع تركيز خاص على العراق. تحدث الأمين العام لـ“حزب الله” غير مرّة عن الميليشيات المذهبيّة العراقية المنضوية تحت لافتة “الحشد الشعبي”. أشاد باستعداد هذه الميليشيات للانخراط في حرب غزّة ودعم القضية الفلسطينية. بات العراق مكانا آخر تحت السيطرة الإيرانيّة، خصوصا في ضوء إعلان “الحشد الشعبي” أخيرا أنّه صار “الدولة”. هذا مثبت في شريط فيديو ظهر فيه قادة “الحشد” أخيرا. جاء ظهور هؤلاء في الفيديو في وقت أجرى رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني تغييرات عسكرية شملت، بين ما شملت، تعيين قائد جديد لمكافحة الإرهاب بديلا من عبدالوهاب الساعدي، الضابط المحترف الذي لا غبار على وطنيته. القائد الجديد الذي حلّ مكان الساعدي محسوب على “عصائب أهل الحق”، إحدى الميليشيات العراقيّة الموالية لإيران! كان خطاب الأمين العام للحزب بمثابة عرض عضلات لإيران ولأوراقها في المنطقة. جاء الخطاب في مناسبة اقتراب مرور شهر على حرب غزّة. ركز حسن نصرالله أيضا على الحوثيين في اليمن من منطلق أنّهم يشاركون في دعم غزّة عن طريق قصف إيلات بواسطة صواريخ بعيدة المدى. لكن اللافت في الخطاب كان شبه التجاهل لسوريا. لم يأت على ذكرها سوى بالصدفة في سياق كلام عام. يكشف ذلك نظرة حسن نصرالله ومن خلفه إيران إلى النظام السوري الذي تحوّل فيه الأسد من رئيس دولة إلى مجرد “مسهّل” لنشاطات “جبهة الممانعة”. صار بشّار الأسد مجرد حارس لمستودع للأسلحة والذخائر والمخدرات لدى الحلف الممانع. تبدو سوريا بوضعها الراهن دولة من الدول العربية التي تسيطر عليها إيران وتتحكم بها تباعا واحدة تلو الأخرى.كان لبنان في غنى عن خطاب الأمين العام لـ“حزب الله” وكان في غنى عن التورط في حرب غزّة والعيش تحت رحمة تطوراتها. كان في استطاعة لبنان، لو بقيت مؤسساته ولم يسقط في يد إيران، الوقوف على مسافة من الحدث مثله مثل بقية الدول العربيّة التي تفكّر في رفاه شعوبها ومستقبلها.لكن ما العمل عندما لا يعود مكان للمنطق الذي تحلّ مكانه مزايدات لا طائل منها، مزايدات مستمرّة منذ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في مثل هذه الأيام من العام 1969…

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الأمین العام حسن نصرالله الإیرانی ة حزب الله ة التی

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية التركي في واشنطن: تعزيز العلاقات ورفع العقوبات على رأس الأجندة

في أول لقاء بينهما، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تركيا إلى دعم الاستقرار في كييف، فيما يسعى هاكان فيدان إلى تحسين العلاقات مع واشنطن. وناقش الجانبان جهود وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وسط تأكيد أنقرة دعمها للمبادرات الأمريكية.

اعلان

خلال لقائه الأول مع نظيره التركي هاكان فيدان، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنقرة لدعم السلام والاستقرار في كييف، حسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية.

ويسعى فيدان، خلال زيارته إلى واشنطن التي تمتد ليومين، إلى تعزيز العلاقة مع الجانب الأمريكي وكسر جدار الجليد الذي تشكّل خلال فترة رئاسة جو بايدن السابقة.

وقالت وكالة الأناضول التركية الرسمية إن روبيو وفيدان ناقشا الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، حيث أكدت أنقرة دعمها للمبادرات الأمريكية.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية-الروسية، حافظت تركيا على علاقة طيبة مع كلا البلدين، حيث عرضت في وقت سابق التوسط في المحادثات واستضافت جولة من محادثات السلام في عام 2022، وإن لم تُسفر عن نتائج ملموسة.

وكانت العلاقة بين واشنطن وأنقرة قد توترت خلال حكم الرئيس الديمقراطي بسبب تجارة الأخيرة المستمرة مع روسيا.

Relatedهل يعيد اعتقال إمام أوغلو خلط الأوراق في تركيا قبل الانتخابات المقبلة؟خامس ليلة من الاحتجاجات في تركيا بعد أن أمر القضاء بسجن خصم أردوغان أكرم إمام أوغلوغضبٌ لا يهدأ في تركيا.. مظاهرات حاشدة تندد باعتقال عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان لها إن روبيو "شجّع على إقامة شراكة اقتصادية أكبر" مع تركيا، البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

هذا ويُتوقّع أن يضغط فيدان على الولايات المتحدة لرفع العقوبات المفروضة على بلاده ويدعو إلى السماح لها بالعودة إلى برنامج الطائرات المقاتلة من طراز F-35، الذي كانت قد شاركت في تطويره مع شركاء آخرين في الناتو قبل أن تُستبعَد منه في عام 2019.

ووفقًا لوكالة الأناضول، سيخوض الطرفان في مزيد من النقاشات لحل "المشاكل القائمة". ويتوقع أن تكون العقوبات على رأس تلك القضايا. فخلال ولاية ترامب الأولى، فرض البيت الأبيض على تركيا عقوبات بسبب "استحواذها على أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400".

ولم يتطرق البيان الأمريكي إلى قضايا الدفاع، ولم تتمكن يورونيوز من التحقق من التقارير بشكل مستقل.

وتأتي زيارة فيدان إلى واشنطن في أعقاب مكالمة هاتفية بين رئيسي البلدين، وصفها المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف بأنها "تحوّلية".

أردوغان يواجه احتجاجات في جميع أنحاء البلاد

على الصعيد الداخلي، يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء تركيا، بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وعدد من الشخصيات المعارضة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن روبيو أعرب عن قلقه" بشأن الاعتقالات والمظاهرات".

وبعد اعتقال رئيس البلدية الأسبوع الماضي، أوضحت بروس حياد الإدارة الأمريكية قائلة إنها "لن تعلق على الشؤون الداخلية الخاصة بالدول الأخرى".

في هذا السياق، يعتقد بعض المراقبين أن نهج ترامب "التصالحي" مع موسكو قد ساهم أيضًا في تعزيز آمال أنقرة بتحسين العلاقات مع البيت الأبيض أيضًا.

وحتى الآن، تبدو علاقة الرئيسين إيجابية، فقد مدح ترامب يوم الثلاثاء تركيا وأردوغان في حفل استقبال لتوم باراك، السفير الأمريكي الجديد لدى أنقرة، "بأنها دولة جيدة وقائدها جيد".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ زعيم المعارضة التركية يزور إمام أوغلو في سجنه أردوغان يصف المحتجين بـ"الإرهابيين".. والأمم المتحدة تشدد على حق التظاهر السلمي رجب طيب إردوغانتركيادونالد ترامبعقوباتالإتحاد الأوروبي وتركيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ترامب يفرض رسومًا جمركية على واردات السيارات بنسبة 25% وامتعاض في أوروبا كندا يعرض الآنNext البرهان من القصر الرئاسي: الخرطوم حرة الآن يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يتمتع بأعلى نسبة تأييد عالمية بين المواطنين يعرض الآنNext الذكاء الاصطناعي في السيارات... تعاون بين "علي بابا" و"بي.إم.دبليو" يعرض الآنNext باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيت هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميع مقتل مراسلة القناة الروسية الأولى بانفجار لغم أرضي بالقرب من الحدود الأوكرانية ما هي الدوامة الغريبة المتوهجة في ليل أوروبا الحالِك؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلروسياحروبالمفوضية الأوروبيةرجب طيب إردوغانحركة حماسالسياسة الأوروبيةالصيندونالد ترامبأمطارحزب العدالة والتنميةانهيارات أرضية -انزلاقات أرضيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • عن الصواريخ التي أُطلقت من لبنان.. هذا ما كشفه وزير الإعلام
  • ابنة «حسن نصرالله»: لبنان لن يصبح إسرائيلياً أبداً ومستمرون في طريق المقاومة
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • بعد تطوّرات اليوم... تأجيل كلمة أمين عام حزب الله
  • كونديه يفتح النار على الأجندة المزدحمة: «نحن لسنا آلات»!
  • حزب الله: لا علاقة لنا بالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان
  • هذه التعيينات القضائية التي أٌقرّت في مجلس الوزراء
  • وزير الخارجية التركي في واشنطن: تعزيز العلاقات ورفع العقوبات على رأس الأجندة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عدد الأهداف التي قصفها في غزة وسوريا ولبنان
  • الرئيس عون دعا وفد المحافظين لتطبيق القانون ومحاربة الفساد بعيدا عن الضغوط والانتماءات