حفلة القتل في غزة مَن يديرها؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
آخر تحديث: 6 نونبر 2023 - 9:46 صبقلم:فاروق يوسف يمكن لإسرائيل أن تكذب ويصدقها العالم. يمكن للعالم أن يصدق إسرائيل وهو يعرف أنها تكذب.أكان الغرب ينتظر زلة من حركة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة تنظيما إرهابيا لكي يساهم في إبادة أهل غزة وهو يعرف جيدا أن مَن يديرون الحرب ضد إسرائيل يقيمون في قطر بعيدا عن أي خطر؟لعبة مفخخة أو كذبة تنفجر كما يفعل اللغم، تلك هي الحرب على أهل غزة وليست على حركة حماس التي لا يمكن التفريق بين مسلحيها والمدنيين.
ليسوا جنودا نظاميين وليست حماس جيشا. يمكن للجميع أن يكونوا ضحايا وفي الوقت نفسه يمكن لإسرائيل أن تعتبرهم مجرمين. حماسيين كانوا أم أفرادا عاديين قُدر لهم أن يكونوا من أهل غزة. كل الاحتمالات واردة. بعد أن مرت جريمة قصف مستشفى المعمداني بغزة كما لو أنها لم تقع ولم تعتذر إسرائيل ولم يتردد الغرب في تأييد الرواية الإسرائيلية لم يعد هناك ما يمنع إسرائيل من ارتكاب أية مجزرة جديدة في حق المدنيين. أهل غزة هم الهدف؛ كلهم من غير استثناء، نساء وأطفالا وشيوخا ومرضى وأطباء ومعاقين. كلهم صاروا أعداء. ليس لإسرائيل وحدها، بل وللغرب أيضا.كم مرة يجب تدمير غزة لكي تضمن إسرائيل أمنها؟ كم ألفا من أهل غزة يجب أن يُقتلوا لكي يكون الإسرائيليون في أمان؟ كم مليارا من الدولارات يجب أن يتم هدرها في عمليات إعمار، ستبدو بعد كل حرب كما لو أنها لم تقع؟ دورة حياة غزة تبدأ بالموت لتنتهي إليه كما أن دمارها يمر بالإعمار لينتهي إلى دمار جديد.لا يجد أهل غزة متسعا للسؤال “متى وقعت الحرب الأخيرة؟” فهم في انتظار حرب لم تقع، غير أنها ستقع. لا بد أن تقع. من غير حرب لا يمكن أن تستمر دورة الحياة ولا يبدأ الإعمار ولا تُفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية. أهناك أسوأ من هذا القدر المسموم والملغوم بمزيج من الخبث والدناءة والوضاعة والفحشاء والجريمة؟ ما يحدث لأهل غزة من كوارث متتالية يمكن تفسيره إذا ما تم تسطيح المشكلات العالقة بين إسرائيل وحركة حماس التي هي بالتأكيد ليست حركة تحرير وطني. ولكن الأمر ليس كذلك في العمق. هناك رغبة إسرائيلية في ألّا يعود القطاع إلى سابق عهده، جزءا من فلسطين التي صارت نثارا.أما السلطة الفلسطينية التي تحكم في رام الله فلا أحد في إمكانه أن يفسر وجودها، مريضة تقيم في غرفة الإنعاش، لا يفكر المنتفعون من وجودها إلا في الخلافة. ماذا لو اختفى محمود عباس فجأة، فمَن الذي سيخلفه في منصب رمزي لا قيمة حقيقية له؟ ولكن رئيس السلطة الفلسطينية لا موقع له في ما يقع في غزة ولا في ما يتعرض له أهلها من مآس كما لو أنهم ليسوا فلسطينيين. ما فعلته حركة حماس حين اختطفت غزة وأهلها إنما يعبر عن رثاثة الوضع الفلسطيني الذي عملت إسرائيل على ترسيخه من غير أن يسمح الفلسطينيون للعرب بالتدخل لرأب الصدع. لقد أدارت إسرائيل اللعبة عن بعد. قبلها كان لحماس مكتبها السياسي في دمشق. أما حين حدثت القطيعة بين النظام السوري ودمشق فقد كانت قطر مأوى جاهزا لمَن صاروا يشتمون بشار الأسد ونظامه.ليست حماس صناعة إيرانية ولكنها صارت فيما بعد ذراعا إيرانيا. هل كان على العرب أن يمنعوا وقوع ذلك التحول؟ ولكن كان عليهم ألّا يقفوا وراء قيام تنظيم ديني مسلح، يعرفون جيدا أنه سينقلب عليهم لأنه لا يؤمن بالعروبة ولا بفلسطين وقضيتها الوطنية. كان عليهم ألّا يستمروا في تشجيع الانشقاقات الفلسطينية في ظل ما شهدته المنطقة من تغييرات جوهرية بعد هيمنة إيران على أربع دول عربية. لقد وُهبت غزة إلى إيران مجانا. لم تكن إسرائيل منزعجة لما تشهده الساحة الفلسطينية من انهيارات. كل أجهزة المخابرات الغربية كانت على علم بما ينتظر إسرائيل بعد أن تحولت غزة إلى موقع للرهانات الإيرانية كما هو الحال في جنوب لبنان. لذلك كان الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، في انتظار الخطأ الذي يفتح على غزة أبواب الجحيم. هناك مَن يقول إن الغرب تعرى من أخلاقه من غير أن ينتبه إلى أن الولايات المتحدة بالذات لا تملك أخلاقا، لا مع العرب ولا مع الآخرين.حرب غزة ليست حفلة قتل ترعاها إسرائيل بمعداتها العسكرية الثقيلة، بل هي حفلة الغرب كله. ولم يعد هناك مَن يُخفي رأسه ولكنّ أحدا لم يوجه اللوم إلى إيران. وهو ما يعني أن حركة حماس جرت أهل غزة إلى المجزرة فيما ظلت إيران وصنيعتها حزب الله في منجى من الدمار.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حرکة حماس أهل غزة من غیر
إقرأ أيضاً:
القيادية الفلسطينية المحررة خالدة جرار: إسرائيل لا تعامل الأسرى كبشر
#سواليف
قالت الأسيرة المحررة والقيادية الفلسطينية #خالدة_جرار، إن إدارات #السجون_الإسرائيلية لا تتعامل مع #الأسرى والأسيرات كبشر، ووصفت أوضاع السجون في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها الأسوأ منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش استقبالها المهنئين في قاعة عامة بمدينة رام الله، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال ليلة الأحد/ الاثنين ضمن أخريات، بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في المقابل، أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” الأحد سراح 3 أسيرات “مدنيات” إسرائيليات من قطاع #غزة كن في حالة صحية جيدة ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل ومنحتهن هدايا تذكارية.
مقالات ذات صلة من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه 2025/01/21وذكرت جرار أن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل “هي الأصعب منذ عام 1967”.
وقالت: “لم تكن الظروف بمثل هذه القسوة، سواء من حيث الاعتداء المتكرر على الأسرى والأسيرات أو رش الغاز المستمر، أو رداءة نوعية وكمية الطعام، أو سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها سلطات الاحتلال”.
وأضافت: “مكثت 6 أشهر في العزل وخرجت منه أمس الاثنين”.
والأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين #حماس وإسرائيل ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، كما تم إطلاق 3 إسرائيليات من غزة، و90 أسيرة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، بينهم خالدة جرار.
وأشارت القيادية الفلسطينية إلى أن “ما يجري في السجون نتيجة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية و(وزير الأمن القومي المستقيل) إيتمار بن غفير الذي يحاول أن يتعامل مع الأسيرات والأسرى وكأنهم ليسوا بشرا”.
وظهرت جرار (61 عاما) لحظة الإفراج عنها فجر الاثنين من سجن عوفر غرب رام الله، بمظهر غير مألوف: بيضاء الشعر نحيلة الجسد لا تكاد تقوى على السير.
وتعد جرار قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإحدى أبرز الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيات لا سيما الأسيرات، وهي برلمانية سابقة، وتملك حضورا شعبيا، وتحظى بتقدير واحترام واسعين.
واعتقلت في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023 من منزلها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفا سريا يُمنع المحامي و/ أو المعتقل من الاطلاع عليه.
وقالت الأسيرة المحررة: “قبيل الإفراج عنا، تم التعامل معنا بقسوة كبيرة جدا وتعرضنا للاعتداء بالضرب في محاولة لإذلالنا وإهانتنا بشكل مقصود متعمد”.
وشددت في حديثها على أن قضية الأسرى والأسيرات “جزء من قضايا شعبنا ويجب التصدي بشكل وطني لكل السياسات التي تمارس بحقهم لحين تحررهم جميعا”.
ولفتت إلى عدم تمييز سلطات السجون الإسرائيلية بين الأسرى والأسيرات “فالجميع يتلقى #معاملة_قاسية: استفزاز ليلي، مصادرة كل شيء حتى الملابس، حرمان من الزيارات”.
وتحدثت جرار عن “وجود عدد كبير من الأسرى في زنازين انفرادية وظروف قاسية جدا”.
ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل 1737 أسيرا فلسطينيا بينهم 295 محكومون بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وفق ما أعلنه مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.