إصدارات مشوّقة عن «الساحرة المستديرة» في «الشارقة للكتاب»
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
عشاق «الساحرة المستديرة» بالملايين، ونسبة كبيرة منهم بقدر ما يفضلون مشاهدة مباريات كرة القدم، يعشقون أيضاً القراءة عن سيرة حياة لاعبيهم المفضلين، وعن أسرار هذه الرياضة الشعبية الأولى في العالم، فنيّاتها وتكتيكاتها، ومختلف التفاصيل المرتبطة بها.
وفي الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلق تحت شعار «نتحدث كتباً»، يحرص المعرض على أن يلبي جميع احتياجات زواره من القراء، ولذلك تزدان أرففه بالكثير من المؤلفات الكروية الممتعة، عن ساحرة العالم المستديرة، وأبطالها الخالدين.
وهنا مجموعة من أبرز الإصدارات التي نرشحها لعشاق كرة القدم من زوار «الشارقة الدولي للكتاب».
كتاب كرة القدم
سواء كنتَ لاعباً أو مشجعاً لأحد الأندية، أو حتى مدرباً، فإن كتاب «ذا فووتبول بوك» يعتبر أحد أهم الكتب بالنسبة لك، ففي هذا الكتاب ستكتشف كل شيء عن كرة القدم، بدءاً من القوانين والتكتيكات وأدوار اللاعبين وتشكيلات الفريق والاستراتيجيات ومهارات كرة القدم الفردية، وصولاً إلى أدق تفاصيل هذه اللعبة العالمية. وكذلك يوفر لك الكتاب الخرائط والاقتباسات والإحصائيات وجميع الحقائق الأساسية عن المنتخبات الوطنية، والأندية الشهيرة، ولاعبي كرة القدم البارزين.
50 مرةً غيرت العالم
في هذا كتاب «50 مرةً غيرت فيها كرة القدم العالم» يقدم أسطورة كرة القدم الإنجليزية غاري لينيكر، مجموعة رائعة من القصص الملهمة والمحفزة وغير العادية التي ألهمته طوال حياته المهنية، فمثلاً سيعرف القراء في هذا الكتاب ما هو الهدف الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم، وسيعرفون أيضاً الفريق النسائي الذي أظهر للعالم أن كرة القدم للجميع، والفريق الذي فاز بمباراة دون أن يسجل هدفاً واحداً، كل ذلك وأكثر يشاركه لينيكر مع القراء في هذا الكتاب الممتع والمليء بالحقائق واللحظات المذهلة التي غيرت اللعبة إلى الأبد.
قصص لا تُصدق
وللأطفال المتيّمين بكرة القدم، نرشحُ كتاب «قصص كرة القدم التي لا تُصدق»، الأكثر مبيعاً لمات أولدفيلد، الذي حصل على جائزة «كتاب التلجراف الرياضي للأطفال» لعام 2020، ففيه سيتعرف الأطفال على الكثير من القصص العجيبة والمثيرة عن كرة القدم. وسيقرؤون عن الأخطبوط الذي يستطيع التنبؤ بالفائز، وعن الكلب البوليسي الذي أنقذ كأس العالم، وغيرها من الحكايات الحقيقية من اللعبة المفضلة في العالم.
فلسفة كرة القدم
أما كتاب «فلسفة كرة القدم: ما وراء اللعبة»، فهو من تأليف الفيلسوف والروائي الإنجليزي ستيفن مامفورد، الذي يبحث من وجهة نظر نفسية وفلسفية شكل العلاقة التي تجمع ما بين المشجع وكرة القدم، ويفسر اللحظات التي تحمل الكثير من الغرابة والتساؤل، ويناقش القيمة الحقيقية للفوز والخسارة في حد ذاتهما متجردين من كافة العناصر الأخرى كالتنافسية والزمان والمكان والمناسبة.
كتب السير الذاتية
وكذلك بإمكان زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب أن يجدوا أيضاً عشرات الكتب التي تتناول السير الذاتية لأشهر اللاعبين في العالم، منذ بدايات هذه اللعبة وحتى اليوم، ومن هذه الكتب «السيرة الذاتية لبيليه»، الكتاب رقم واحد في مبيعات الكتب الرياضية حول العالم، وكذلك «السيرة الذاتية لمارادونا» التي كتبها هو بنفسه، وقال عنها: «كانت هناك أشياء موجودة في قلبي فقط، ولا يعرفها أحد. أخيراً قررت أن أقول كل شيء»، وهناك أيضاً الكثير من السير الذاتية المشوقة عن النجوم الحاليين متوفرة في المعرض، مثل كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وهالاند، ومحمد صلاح، غيرهم الكثير.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة للكتاب معرض الشارقة الدولي للكتاب کرة القدم الکثیر من فی هذا
إقرأ أيضاً:
عُمان وروسيا والتاريخ الذي لا ينتهي
تحمل زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لروسيا الاتحادية ولقاؤه الرئيس فلاديمير بوتين الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية التي تتجاوز المعطيات الآنية إلى رؤية أكثر عمقا تنطلق من فهم ووعي بالتحولات الكبرى، ليس بدءا من سقوط القيم والمبادئ التي كانت تشكل أبعاد العالم، أو هكذا طموحها، وليس انتهاء بدخول العالم إلى ما يمكن أن يسمى «مرحلة ما بعد النظام» بما فـيها من عودة للإمبريالية والهيمنة والحروب الاقتصادية.. لا يمكن تجاوز كل هذه المتغيرات التي تحدث فـي العالم عند قراءة هذه الزيارة التاريخية وفهم أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافـية.
لكن الواضح للجميع أن الزيارة تكتب فصلا جديدا على هامش عالم يتغير بعمق وبسرعة كبيرة؛ فموسكو لم تكن وجهة تقليدية لعُمان فـي أي مرحلة من مراحل التاريخ رغم العلاقات الثنائية القائمة منذ عقود، والعالم الذي يراقب هذه الزيارة ليس هو ذاته عالم 1991 حين اعتقد البعض أننا دخلنا مرحلة «نهاية التاريخ» بتفكك الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين، ولا عالم 2003 حين بدا أن واشنطن وحدها تمسك بخيوط المعادلة الكونية بعد أن احتلت العراق. ما يحدث الآن أننا أمام لحظة انتقال غامضة، يتآكل فـيها النظام الليبرالي من الداخل، وتتفتت فـيها السلطة الغربية التي كانت تدّعي لنفسها وظيفة الحَكم الأخلاقي للعالم.
أما سلطنة عُمان فإنها بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- تسير بحذر وسط عالم يبدو أنه يحتضر وعالم آخر ما زال فـي طور التشكّل إلى أن تحين لحظة ميلاده. والسير فـي هذه المساحة الشائكة لا يتقنها إلا القادة الذين يملكون رؤية عميقة وليس فـي تاريخ سياستهم ما يمكن أن يُخشى انكشافه أو ما يشين.. لذلك فإن الزيارة التي ستشغل العالم، لفترة ليست قصيرة، تؤكد بعمق وتقدمية أكثر من أي وقت مضى مكانة عُمان وسياستها القائمة على المبادئ والقيم، وتطرح مفهوما جديدا للدبلوماسية القائمة على بناء «الممرات» الاقتصادية و«الممرات» السياسية لا على المحاور التي تلاشت مع الزمن، كما أنها تصنع خطوط تواصل فـي عالم يعيد ترتيب علاقاته فـي ضوء كل المتغيرات الكبرى التي تتوالى فـي هذا المشهد المخيف.
ومن «ممر» الهيدروجين الذي كشفت عنه عُمان الأسبوع الماضي فـي أمستردام الذي يربط موانئها بموانئ أوروبا، إلى «ممر» سياسي مع موسكو يمكن أن تتضح رؤية سلطنة عُمان بشكل أكبر وهي رغم عمقها وتعقيد مركّباتها الكيميائية فإنها تقوم على إبقاء الخيارات مفتوحة مع الجميع دون انكفاء على الذات شرط أن تكون التحركات كلها قائمة على حفظ المصالح الوطنية وعدم الإضرار بمصالح الآخرين والتحرك وفقا للمبادئ السياسية الراسخة لعُمان والتي باتت معروفة للجميع.
وإذا كانت شرعية النظام العالمي الحالي قد بُنيت بعد نهاية الحرب الباردة على فكرة أن التاريخ قد حُسم لصالح الديمقراطية الليبرالية والسوق المفتوحة، فإن ما نقرأه اليوم فـي كثير من أحداث العالم، بما فـي ذلك تحركات السياسة العمانية فـي الجمع بين أمريكا وإيران، وبين إيران ودول خليجية وعربية وفـي ممراتها الاقتصادية مع أوروبا وممراتها السياسية فـي المنطقة الأوراسية، كل هذه التحركات تؤكد أن شيئا لم يُحسم أبدا وما نعيشه اليوم ليس ما بعد التاريخ، بل استمرار للتاريخ ولكن ليس بسردية واحدة، بل بسرديات عدة وبتعددية عقلانية، وممرات آمنة وسط كل هذا الضجيج.وإذا كان العالم منشغلا اليوم بإعادة بناء جدران تجارية تعيد تقسيمه إلى أجزاء ومحاور فإن عُمان تعيد بناء جسور وممرات جديدة تربطها أكثر بالعالم.. وهي تعلم جيدا أن هذه الجسور والممرات هي من ستجعلها جزءا أصيلا من التاريخ القادم.