أسقط الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته من حسابات الكثيرين نظرية "ما قبل وما بعد"، لأن ما سيحصل على أرض الواقع الجنوبي بعد 3 تشرين الثاني سيكون مشابهًا لما حصل في 2 منه وما قبله، مع احتمال توسيع رقعة العمليات التي تنطلق من لبنان ضد العدو الإسرائيلي، سواء تلك التي تنفذها المقاومة وتعلن عنها في بياناتها الرسمية والفورية، أو تلك التي تقوم بها "سرايا المقاومة"، أو تلك التي تنفذها مجموعات فلسطينية تابعة لحركة "حماس" بلباس ما يُعرف بـ "قوات الفجر" التابعة لـ "الجماعة الإسلامية"، التي لم يذكرها في كلمته لا من قريب ولا من بعيد.
فما قيل قد قيل. وقد يكون ما هُيئ لما قيل موازيًا في وقعه لما قيل. وماذا بعد كل هذا الكلام؟ ماذا بعد 3 تشرين الثاني؟ ماذا ينتظر لبنان واللبنانيين من تطورات ومفاجآت؟ وماذا يمكن أن يُقال أكثر مما قيل؟ وهل كل ما قيل قد شفى الغليل؟
المهمّ في كلمة 3 تشرين الثاني، فضلًا عن إبقاء اليد على الزناد، أنها فتحت الباب واسعًا أمام المساعي الديبلوماسية لوقف العدوان المتمادي على غزة، والذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع حركة "حماس"، وبالتالي إبقاء لبنان في منأى عن أي ردّة فعل غير متوقعة، مع استمرار الاشتباكات الحاصلة على الجبهة الجنوبية على وتيرتها الحالية، مع الحفاظ على "قواعد الاشتباك" المعمول بها، والتي يمكن أن تتطور وفق ما يستجدّ من معطيات ميدانية وآخرها المجزرة التي وقعت ليل امس وادت الى استشهاد ثلاثة اطفال وجدتهم. ومن بين هذه المساعي ما يقوم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اتصالات، وما يقوم به من زيارات خارجية، وهو الذي طرح مبادرة حلّ للوضع المستجدّ في غزة بدأت تتلمس طريقها لدى المحافل الدولية والعربية، وتلقى قبولًا ديبلوماسيًا من المتوقع أن تتفاعل في الأيام القليلة المقبلة. وهذه المبادرة تتلازم مع ما سبق أن أعلنه من أن بقاء الوضع في قطاع غزة على تفجّره ينذر بتعميم الفوضى في مختلف دول الجوار، ومن بينها لبنان، مع التشديد على أن يستمرّ الجيش بالقيام بما يقوم به من مهمات داخلية، وعلى الحدود الشرقية والشمالية، منها المباشر ومنها الاستباقي والمخابراتي، وذلك لتفويت الفرصة على المصطادين بالمياه العكرة والذين يتحينون الفرص لنقل الفوضى إلى الداخل اللبناني.
وما هو مهمّ في الحراك اللبناني محاولة إقناع جميع المعنيين بضرورة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وتعزيز دور الجيش وقوات الطوارئ الدولية جنوب نهر الليطاني، على رغم ما يحدث على مختلف الجبهات القتالية الحدودية من مناوشات وضعها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في نصابها الطبيعي كجزء مكمّل لعمليات التخفيف من الضغط العسكري عن غزة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قواعد البأس الشديد
مصطفى عامر
القاعدة الأولى يا نتنياهو:
لا فرق بين جبال اليمن وبين رجالها، ومن الحماقة بالطبع أن تناطح جبلًا!
القاعدة الثانية:
حتى لو استوعبت القاعدة الأولى، وقمت بتنفيذ مضامينها، فمن أولوياتنا تكسير رأسك! وما دمت قابعًا في الحياة الدنيا، فمن واجبنا إرسالك إلى جحيم الآخرة!
ليس من المناسب، لنا، أن نتغاضى!
لقد أرسلنا الله لفض الإشتباك بين رأس كلّ خنز.يرٍ، وكتفيه!
القاعدة الثالثة:
لقد سبقك كثيرون إلى تجريب اليمن، ومثلك تمامًا لم يفهموا- قبل فوات الأوان- أن هذه أرضٌ لا تبقي على أعدائها، ولا تذر! ولهذا فمن الطّبيعيّ أن ترتكب نفس أخطائهم!
لأننا أرسلناهم بالطبع إلى دار البقاء،
وكفى بالفناء المحض واعظًا ومعلّم!
القاعدة الرابعة:
أعداؤنا السابقين استحالوا أممًا بائدة،
لأننا- على نحوٍ ما- عذاب الله وعباده أولي البأس الشديد، وآيتنا “فجاسوا خلال الديار”، ونؤمن تمامًا بأنّ وعد الله كان مفعولا.
مثالٌ توضيحي:
في صنعاء حيٌّ يُدعى “مذبح”، وقد سمّيناهُ هكذا لأسبابٍ تشرحها التسمية، وبإمكان أردوغان تزويدك بمعلوماتٍ إضافيّةٍ، لو فكّرت بالاستزادة!
القاعدة الخامسة:
أمامنا فلا يرفعنّ عدوٌّ رأسه، ومن ثقُلت عليه فليرفعها، إذن! وبالطبع:
إن هي إلا مرّة، ولن يجد من بعدها رأسًا لإعادة الكرّة!
لأننا نعرف تمامًا كيف نحيل رأس العدو المرفوع، إلى محض رأسٍ مقطوع!
القاعدة السادسة:
هذه أرضٌ حرون، ولهذا فأبنائها الحقيقيون فرسانها، وعلى العدو فإنهم بالتأكيد نار الله الموقدة!
القاعدة السابعة:
فرط صوتيّة!
ولهذا فليس من الضروري أن تفهمها الآن،
إنّ بعض الدروس تُفهم ساخنة.
القاعدة الجامعة:
نحن لا نركع إلا لله، ولا نستعين إلا بالله، ولا نتوكل إلا على الله، ولا نخاف ما دون الله، ونوقن أن أعمارنا بيد الله، وأن الكون ما كان إلا بعد “كُن”، وما دمنا مع الله فإن الله معنا.
“فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.