شبكة اخبار العراق:
2025-01-16@05:33:30 GMT

حفلة القتل في غزة مَن يديرها؟

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

حفلة القتل في غزة مَن يديرها؟

آخر تحديث: 6 نونبر 2023 - 9:46 صبقلم:فاروق يوسف يمكن لإسرائيل أن تكذب ويصدقها العالم. يمكن للعالم أن يصدق إسرائيل وهو يعرف أنها تكذب.أكان الغرب ينتظر زلة من حركة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة تنظيما إرهابيا لكي يساهم في إبادة أهل غزة وهو يعرف جيدا أن مَن يديرون الحرب ضد إسرائيل يقيمون في قطر بعيدا عن أي خطر؟لعبة مفخخة أو كذبة تنفجر كما يفعل اللغم، تلك هي الحرب على أهل غزة وليست على حركة حماس التي لا يمكن التفريق بين مسلحيها والمدنيين.

ليسوا جنودا نظاميين وليست حماس جيشا. يمكن للجميع أن يكونوا ضحايا وفي الوقت نفسه يمكن لإسرائيل أن تعتبرهم مجرمين. حماسيين كانوا أم أفرادا عاديين قُدر لهم أن يكونوا من أهل غزة. كل الاحتمالات واردة. بعد أن مرت جريمة قصف مستشفى المعمداني بغزة كما لو أنها لم تقع ولم تعتذر إسرائيل ولم يتردد الغرب في تأييد الرواية الإسرائيلية لم يعد هناك ما يمنع إسرائيل من ارتكاب أية مجزرة جديدة في حق المدنيين. أهل غزة هم الهدف؛ كلهم من غير استثناء، نساء وأطفالا وشيوخا ومرضى وأطباء ومعاقين. كلهم صاروا أعداء. ليس لإسرائيل وحدها، بل وللغرب أيضا.كم مرة يجب تدمير غزة لكي تضمن إسرائيل أمنها؟ كم ألفا من أهل غزة يجب أن يُقتلوا لكي يكون الإسرائيليون في أمان؟ كم مليارا من الدولارات يجب أن يتم هدرها في عمليات إعمار، ستبدو بعد كل حرب كما لو أنها لم تقع؟ دورة حياة غزة تبدأ بالموت لتنتهي إليه كما أن دمارها يمر بالإعمار لينتهي إلى دمار جديد.لا يجد أهل غزة متسعا للسؤال “متى وقعت الحرب الأخيرة؟” فهم في انتظار حرب لم تقع، غير أنها ستقع. لا بد أن تقع. من غير حرب لا يمكن أن تستمر دورة الحياة ولا يبدأ الإعمار ولا تُفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية. أهناك أسوأ من هذا القدر المسموم والملغوم بمزيج من الخبث والدناءة والوضاعة والفحشاء والجريمة؟ ما يحدث لأهل غزة من كوارث متتالية يمكن تفسيره إذا ما تم تسطيح المشكلات العالقة بين إسرائيل وحركة حماس التي هي بالتأكيد ليست حركة تحرير وطني. ولكن الأمر ليس كذلك في العمق. هناك رغبة إسرائيلية في ألّا يعود القطاع إلى سابق عهده، جزءا من فلسطين التي صارت نثارا.أما السلطة الفلسطينية التي تحكم في رام الله فلا أحد في إمكانه أن يفسر وجودها، مريضة تقيم في غرفة الإنعاش، لا يفكر المنتفعون من وجودها إلا في الخلافة. ماذا لو اختفى محمود عباس فجأة، فمَن الذي سيخلفه في منصب رمزي لا قيمة حقيقية له؟ ولكن رئيس السلطة الفلسطينية لا موقع له في ما يقع في غزة ولا في ما يتعرض له أهلها من مآس كما لو أنهم ليسوا فلسطينيين. ما فعلته حركة حماس حين اختطفت غزة وأهلها إنما يعبر عن رثاثة الوضع الفلسطيني الذي عملت إسرائيل على ترسيخه من غير أن يسمح الفلسطينيون للعرب بالتدخل لرأب الصدع. لقد أدارت إسرائيل اللعبة عن بعد. قبلها كان لحماس مكتبها السياسي في دمشق. أما حين حدثت القطيعة بين النظام السوري ودمشق فقد كانت قطر مأوى جاهزا لمَن صاروا يشتمون بشار الأسد ونظامه.ليست حماس صناعة إيرانية ولكنها صارت فيما بعد ذراعا إيرانيا. هل كان على العرب أن يمنعوا وقوع ذلك التحول؟ ولكن كان عليهم ألّا يقفوا وراء قيام تنظيم ديني مسلح، يعرفون جيدا أنه سينقلب عليهم لأنه لا يؤمن بالعروبة ولا بفلسطين وقضيتها الوطنية. كان عليهم ألّا يستمروا في تشجيع الانشقاقات الفلسطينية في ظل ما شهدته المنطقة من تغييرات جوهرية بعد هيمنة إيران على أربع دول عربية. لقد وُهبت غزة إلى إيران مجانا. لم تكن إسرائيل منزعجة لما تشهده الساحة الفلسطينية من انهيارات. كل أجهزة المخابرات الغربية كانت على علم بما ينتظر إسرائيل بعد أن تحولت غزة إلى موقع للرهانات الإيرانية كما هو الحال في جنوب لبنان. لذلك كان الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، في انتظار الخطأ الذي يفتح على غزة أبواب الجحيم. هناك مَن يقول إن الغرب تعرى من أخلاقه من غير أن ينتبه إلى أن الولايات المتحدة بالذات لا تملك أخلاقا، لا مع العرب ولا مع الآخرين.حرب غزة ليست حفلة قتل ترعاها إسرائيل بمعداتها العسكرية الثقيلة، بل هي حفلة الغرب كله. ولم يعد هناك مَن يُخفي رأسه ولكنّ أحدا لم يوجه اللوم إلى إيران. وهو ما يعني أن حركة حماس جرت أهل غزة إلى المجزرة فيما ظلت إيران وصنيعتها حزب الله في منجى من الدمار.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حرکة حماس أهل غزة من غیر

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترفض تسليم جثمان يحيى السنوار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مصدر حكومي قوله "لن تسلم إسرائيل جثمان يحيى السنوار إلى حماس كجزء من الصفقة لن يحدث هذا".
وأضاف المصدر، "لن تقوم إسرائيل بتسليم جثمان زعيم حركة حماس يحيى السنوار ضمن صفقة تبادل أسرى غزة والمعتقلين الفلسطينيين".
وكان يحيى السنوار قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس قد استشهد على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر، بعد اغتيال سلفه إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو.

مقالات مشابهة

  • التوصل لاتفاق وقف النار في غزة بين حماس و إسرائيل
  • الصمت الحقيقي عند إسرائيل؟
  • وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق: الهدنة المرتقبة لا يمكن تناولها بشكل سطحي.. والوضع بغزة معقد
  • لهذا السبب.. حماس لم تسلم إسرائيل رداً على اتفاق وقف إطلاق النار
  • بلينكن: لا يمكن فرض دولة فلسطينية تحت قيادة حماس على إسرائيل
  • صفقة استسلام إسرائيل
  • إسرائيل ترفض تسليم جثمان يحيى السنوار
  • WP: ما هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟
  • WP: كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟
  • كاتب أمريكي.. يتساءل كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة؟