تسرب مياه الصرف الصحي في غزة جراء العدوان يهدد بكارثة أخرى
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
كارثة صحية وبيئية خطيرة تهدد مدن وبلدات ومخيمات قطاع غزة المحاصر، جراء توقف محطات الصرف الصحي، نتيجة قطع الاحتلال الإسرائيلي الكهرباء، ومنعه إدخال الوقود منذ بداية عدوانه المتواصل لليوم الـ 31، يضاف إلى ذلك تعمد الاحتلال قصف البنية التحتية والمرافق العامة.
ويقول محمد أبو مهدي من مخيم النصيرات وسط القطاع لمراسل سانا: تحولت شوارع وأزقة المخيم إلى مستنقعات بفعل تسرب مياه الصرف الصحي، وتوقف المحطات عن سحبها، بعد نفاد الوقود الذي يواصل الاحتلال منع دخوله إلى القطاع للأسبوع الخامس على التوالي.
مياه الصرف الصحي حاصرت مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا التي لجأ إليها أكثر من 600 ألف نازح فقدوا منازلهم، وخاصة في شمال قطاع غزة ووسطه، ما فاقم معاناتهم وخاصة من الناحيتين الصحية والبيئية.
ويؤكد عبد الهادي بركة وهو نازح بمركز إيواء أن مياه الصرف الصحي باتت تتجمع في باحات المركز ولا تصريف لها لتوقف عمليات سحبها، وقال: إضافة إلى معاناتنا ونزوحنا عن منازلنا التي هدمها الاحتلال فإننا نغرق في برك من الصرف الصحي.
ولا تتوقف معاناة المنكوبين بفعل العدوان الإسرائيلي عند هذا الحد، فالقمامة مكدسة في الشوارع وتنبعث منها روائح كريهة وتهدد الصحة العامة، وذلك لعدم قدرة الشاحنات على نقلها لنفاد الوقود واستهداف طيران الاحتلال لكل سيارة تتحرك، بهدف شل حياة الفلسطينيين الذين يتهددهم الموت تحت القصف، أو جراء المرض والجوع والعطش.
وجه آخر للمعاناة يرويه أهالي شمال قطاع غزة، يوضحون فيه صعوبة الحصول على رغيف الخبز، بعد توقف جميع المخابز عن العمل، إما بسبب تدمير الاحتلال لها أو نفاد الدقيق والوقود.
ويقول محمد الكحلوت من مخيم جباليا الذي يقصفه الاحتلال على مدار الساعة: إن الأطفال والنساء في المخيم يموتون جوعاً وعطشاً، فعلى سبيل المثال لم أحصل على رغيف خبز واحد لأطفالي منذ يومين، والأمر ينطبق على كل سكان المخيم الذين يواجهون آلة الموت الإسرائيلية ويدافعون عن المخيم، محذراً من وفاة مئات الأطفال والنساء جوعاً وعطشاً، في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي بقطع كل شرايين الحياة عن القطاع، وتدمير كل شيء فيه.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی
إقرأ أيضاً:
ضحاياه يفوقون العدوان العسكري.. تداعيات الحصار الصهيوني على غزة
يمانيون../
يواصل العدوّ الصهيوني ارتكابَ المجازر الجماعية في قطاع غزة لقرابة شهرين على التوالي منذ نكثه وقف إطلاق النار، موقعاً الآلاف من الشهداء والمصابين.
وبالرغم من خروقات العدوّ الصهيوني لبنود وقف إطلاق النار منذ بدء إعلان الاتفاق في 19 يناير 2025م وحتى نكثه الشامل لبنود الاتفاق في 18 مارس 2025م، معلناً العودة مجدداً للحرب، إلا أن الجولة الثانية من العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر ضراوة وإجراماً من الجولة السابقة، حيثُ يمارس الكيان الصهيوني حربَ إبادة جماعية وتدمير شامل للقطاع، في مخطط إجرامي يعكس النوايا الصهيونية في السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتهجير من تبقى من أبنائه وبالتالي تطبيق مخطط التهجير الأمريكي.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية فإن عشرات الشهداء والمصابين يسقطون يومياً بفعل العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر2023م.
وأفادت الوزارة في آخر تقدير إحصائي لها بأن 51 شهيدًا منهم شهيد تم انتشاله و113مصاباً وصلوا مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة ماضية، وهو ما يثبت إمعان العدوّ الصهيوني في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق المدنيين والتي ترتقي إلى حرب إبادة جماعية.
ولا يقتصر الإجرام الصهيوني على ما سبق وحسب، بل يعمد العدوّ على استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، ويعمد العدوّ أيضاً استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، في مؤشرات خطيرة تثبت النوايا الإسرائيلية في تعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي جديد الإجرام الصهيوني أكّدت مراسلة قناة “المسيرة” بقطاع غزة، دعاء روقة، ارتقاء 21 شهيدًا منذ فجر اليوم الأربعاء بفعل غارات العدوّ الإسرائيلي على منازل ومخيمات المواطنين في القطاع.
وأوضحت روقة أن العدوّ الإسرائيلي منذ فجر اليوم أغار على العديد من الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في خان يونس جنوبي القطاع وجباليا والنصيرات؛ ما أدى إلى ارتقاء العشرات من الشهداء، مؤكدة أن عدداً من الشهداء ارتقوا متأثرين بجراحهم.
وأشارت روقة إلى أن العدوّ الصهيوني يقصفُ بالمدفعية بشكل متواصل منازَل ومخيمات المواطنين في حي الزيتون والشجاعية وحي التفاح، لافتة إلى أن طيران العدوّ يحلّق بشكل مكثف في أجواء القطاع.
ونوهت إلى أن العدوّ الصهيوني يسيطر كلياً على مدينة رفح، مؤكدة أن العدوّ أقام منطقةً عازلةً تفصل رفح عن جنوب خان يونس.
ولفتت إلى أن العدوّ الصهيوني دمّر منازل المواطنين في رفح بنسبة 95 % كما دمرت نسبة 85 % من البنى التحتية في المدينة ذاتها.
وفيما يواصل العدوان الصهيوني مجازره المروّعة في قطاع غزةَ، مستهدفاً كلّ مقومات الحياة تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً في القطاع؛ بفعل حصار الصهيوني المطبق على القطاع وإغلاقه الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء.
العدو الصهيوني يعتقل 360 كادراً صحياً
ومنذ عودة العدوان على قطاع غزة في 18 مارس 2025م وحتى الآن والعدوّ الصهيوني يمنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية بشكل نهائي للقطاع؛ الأمر الذي يسهم في مفاقمة المعاناة الإنسانية لدى أهالي غزة.
وأكّد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، أن العدوّ الصهيوني يهدف من خلال المجازر الجماعية والحصار المطبق على القطاع إبادة النسل الفلسطيني.
وأوضح في تصريح إعلامي له أن قطاع غزة يواجه أزمة كبيرة جدًّا، الأطفال والحوامل الأكثر تأثراً بها.
وقال البرش: “العدوّ الإسرائيلي يمنع الماء والغذاء عن أبنائنا، مردفاً القول: “إن الأطفال يموتون من نقص الغذاء”.
وأشار المدير العام لوزارة الصحة إلى أن إغلاق المعابر زاد حالة التدهور في القطاع، لا سيَّما المستشفيات، لافتاً إلى أن 20 مستشفى تعمل بشكل جزئي من أصل 38 في القطاع.
وتطرق إلى أكثر من 40 ألف طفل في القطاع باتوا أيتاماً، مشيرًا إلى أن العدوّ الإسرائيلي اعتقل أكثر من 360 عنصراً من كوادرنا الصحية، مؤكدًا أن 100 طفل ماتوا وهم ينتظرون فتح المعبر.
وشدّد البرش بأن نحو مليون طفل في القطاع محرومون من المساعدات المنقذة للحياة، لافتاً إلى أن عدد ضحايا التبعات غير المباشرة للعدوان على قطاع غزة أكثر ممن قتل بنيران العدوّ.
ولا تقتصر على الانتهاكات الصهيونية على المدنيين وحسب، بل امتدت لتطال موظفي وكالة الأونروا، حيثُ أفاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بأن العدوّ الإسرائيلي اعتقل أكثر من 50 موظفاً من الوكالة بينهم معلمون وأطباء.
وكانت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي قد وصفت الوضع في قطاع غزة بالصعب للغاية، مؤكدة نفادَ مخزون الغذاء.
محمد ناصر حتروش | المسيرة