بعد أن رفضت إسرائيل الدعوات لوقف إطلاق النار بدعم من حليفتها الولايات المتحدة، ربما تتعرض لضغوط مستمرة الإثنين لتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين خلال حربها على غزة التي دخلت شهرها الثاني، في حين تسعى حملة دبلوماسية أمريكية في المنطقة لتقليص مخاطر توسع الصراع، بحسب تقرير لوكالة "رويترز" ترجمه "الخليج الجديد".

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره التركي في أنقرة الإثنين، بعد ساعات من محاولة مئات المحتجين المؤيدين للفلسطينيين اقتحام قاعدة جوية تضم قوات أمريكية جنوبي تركيا.

والأحد، زار بلينكن الضفة الغربية والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي انضم إلى النداءات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار. لكن بعد أن كرر بلينكن مخاوف بلاده من أن وقف إطلاق النار يمكن أن يساعد حركة "حماس"، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك ما لم يتم إطلاق سراح الأسرى لدى "حماس".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسرت "حماس" ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

وأعلن جيش الاحتلال الأحد أنه حاصر مدينة غزة. وتحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن "قصف غير مسبوق" من إسرائيل، وأبلغت شركة الاتصالات "بالتل" عن انقطاع ثالث لخدمات الاتصالات والإنترنت عن القطاع.

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، يقطع الاحتلال إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

اقرأ أيضاً

الحرب على غزة تدخل شهرها الثاني.. إسرائيل تقطع الاتصالات والإنترنت وتواصل القصف

غوصة نووية

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، من المقرر أن يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إسرائيل الإثنين؛ لبحث الحرب والمعلومات الاستخبارية مع كبار المسؤولين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تسمه قوله إن بيرنز سيزور أيضا دولا أخرى في الشرق الأوسط لبحث الوضع في غزة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت الأحد و"كرر التزامه الصارم بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشدد على أهمية حماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية".

وأكد أوستن "التزام الولايات المتحدة بردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذا الصراع".

كما قال مكتب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إنها ستتصل بالزعماء الأجانب الإثنين لبحث الصراع وتعزيز جهود إدارة الرئيس جو بايدن لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.

وفي وقت مبكر الإثنين، أسقطت القوات الجوية الأردنية مساعدات طبية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني في غزة.

فيما قالت القيادة المركزية الأمريكية، التي تغطي الشرق الأوسط، إن غواصة صاروخية نووية من طراز "أوهايو" وصلت إلى المنطقة، وهو إعلان غير عادي عن موقع غواصة نووية اعتبره مستخدمون لمنصة "إكس" بمثابة رسالة إلى إيران.

وتعتبر كل من تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

اقرأ أيضاً

تغيير مسار.. هكذا يمكن للحكام العرب اكتساب شرعية من فلسطين

لحم ممزق

في مخيم المغازي للاجئين بغزة، يبحث فلسطينيون عن ضحايا أو ناجين، إذ قالت وزارة الصحة في القطاع إن قوات الاحتلال قتلت 47 شخصا على الأقل في غارة الأحد.

وقال سعيد النجمة (53 عاما): "طوال الليل كنت أنا والرجال الآخرون نحاول انتشال الموتى من تحت الأنقاض، عثرنا على أطفال ممزقين ولحم ممزق.. كنت نائما مع عائلتي عندما وقع الانفجار".

وأعلنت وزارة الصحة أن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة، بينهم نساء وأطفال، قتلوا في هجوم منفصل.

وللشهر الثاني على التوالي، يشن جيش الاحتلال الإثنين حربا مدمرة على غزة قتل فيها 9770 فلسطينيا، بينهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما قتل 151 فلسطينيا واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية.

وقال عباس لبلينكن: "نطالبكم بمنعهم من ارتكاب هذه الجرائم على الفور"، وحث إسرائيل على "وقف فوري لإطلاق النار"، مشددا على أن الفلسطينيين يواجهون حرب "إبادة ودمار".

اقرأ أيضاً

خلاف عربي أمريكي.. بلينكن من الأردن: نرفض وقف القتال في غزة

رفض أمريكي

والسبت، اجتمع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات مع بلينكن في عمان، وحثوه على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار. كما زار بلينكن العراق، الأحد، وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء محمد السوداني.

وانضم بابا الفاتيكان فرانسيس إلى الدعوات من أجل السلام. وقال "توقفوا باسم الرب"، داعيا إلى تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة الجرحى لتخفيف الوضع "الخطير للغاية" في غزة.

لكن بلينكن زعم أن وقف إطلاق النار سيفيد "حماس" وسيسمح لها بإعادة تنظيم صفوفها والهجوم مرة أخرى، مضيفا أن واشنطن تريد "هدنات" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومغادرة الرعايا الأجانب لغزة.

اقرأ أيضاً

خلاف عربي أمريكي.. بلينكن من الأردن: نرفض وقف القتال في غزة

المصدر | الخليج الجديد- رويترز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حرب أمريكا مدنيون ضحايا وقف إطلاق النار اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحف ومواقع عالمية تركز على السياق الزمني لهجوم إسرائيل على جنين

هيمنت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة على تغطيات بعض الصحف والمواقع العالمية.

فقد سلط تقرير في صحيفة "الغارديان" الضوء على السياق الزمني الذي جاءت فيه أحدث عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، ولفت إلى أنها تأتي بعد هجمات عنيفة نظمها مستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية، كما تأتي بعيد إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات التي أقرتها إدارة جو بايدن ضد المستوطنين المتورطين في أعمال عنف.

ورأى تقرير في "وول ستريت جورنال" أن هجمات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية انعكاس مباشر للغضب في أقصى اليمين الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن الكثير من المستوطنين داخل الضفة من أنصار مواصلة الحرب وبناء مستوطنات جديدة في غزة وهم من أشد المعارضين لإطلاق سراح الفلسطينيين.

وحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن "إلغاء ترامب العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين فور وصوله إلى البيت الأبيض هو بمنزلة ابتعاد سريع عن سياسات بايدن في هذا الملف"، وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية السابقة سعت خلال أيامها الأخيرة إلى توسيع نطاق العقوبات، لكن مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية أوقفوا المبادرة وحذروا من إلغائها بمجرد تسلم ترامب مقاليد الحكم.

إعلان

ومن جهة أخرى، وصف مقال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مشهد تسليم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للأسيرات بأنه "تأكيد على حجم الهزيمة السياسية لدولة وحكومة تسببت سياساتها في إدامة حكم حماس".

فقد أثبتت حماس أنها باقية بعد 15 شهرا من الحرب، كما جاء في المقال، الذي أشار أيضا إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تعهدت بالقضاء على وجود حماس لكنها فشلت وأصرت على رفض مناقشة حكم غزة ما بعد الحرب.

وركزت صحيفة "ليبيراسيون" على قول الرئيس الأميركي ترامب إنه غير واثق من صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ووصفت هذا التصريح بالصادم بعد 3 أيام فقط من سريان الهدنة، مبرزة أن "التصريح يجعل مستقبل القطاع ومصير الرهائن أكثر غموضا من أي وقت مضى، رغم الضغوط التي مارسها ترامب نفسه من أجل التوصل إلى اتفاق".

وفي موضوع آخر، نبهت افتتاحية "هآرتس" إلى أن "حكومة نتنياهو تستغل تركيز اهتمام الجمهور والمعارضة على صمود وقف إطلاق النار في غزة وعودة جميع الرهائن وتعمل على المضي قدما في تقويض استقلالية المحكمة الإسرائيلية"، مشيرة إلى مناقشات داخل الكنيست بشأن طريقة تعيين القضاة، و"تحذر من تحول المحاكم إلى هيئات لخدمة المصالح السياسية وترتيب الصفقات المشبوهة".

مقالات مشابهة

  • نيبينزيا: روسيا ستتابع تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"
  • إسرائيل ستفرج عن 180 أسيرا فلسطينيا مقابل 4 محتجزات
  • دبابة إسرائيلية تقتل فلسطينيين في رفح
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • مبعوث ترامب: سأتوجه إلى إسرائيل لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • صحف ومواقع عالمية تركز على السياق الزمني لهجوم إسرائيل على جنين
  • بعد 471 يوما.. عائلة رهينة إسرائيلية مفرج عنها: فقدت إصبعين أثناء احتجازها
  • غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل
  • 900 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت غزة الإثنين