النفط يرتفع بعد تأكيد السعودية وروسيا على خفض الإنتاج
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
ارتفعت أسعار النفط، الاثنين، بعد أن أكدت السعودية وروسيا، أكبر بلدين مصدرين للنفط في العالم، مواصلة الخفض الطوعي لإنتاجهما حتى نهاية العام مما يبقي على شح المعروض بينما يترقب المستثمرون عقوبات أميركية أشد وطأة على النفط الإيراني.
وبحلول منتصف الليل بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا، بما يعادل 0.
وقال مصدر بوزارة الطاقة السعودية في بيان إنه تماشيا مع توقعات المحللين، أكدت المملكة أنها ستواصل تخفيض إنتاجها الطوعي البالغ مليون برميل يوميا، وبذلك سيصل إنتاجها إلى تسعة ملايين برميل يوميا في ديسمبر.
وأكد المصدر أن "هذا الخفض الطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك+ بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها".
وفي أعقاب البيان السعودي، أعلنت موسكو أيضا مواصلة الخفض الطوعي للإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يوميا من صادراتها من النفط الخام والمنتجات البترولية حتى نهاية ديسمبر.
وشهد كلا العقدين الانخفاض الأسبوعي الثاني لهما على التوالي الأسبوع الماضي، بانخفاض حوالي 6 بالمئة، مدفوعا بتخفيف علاوة المخاطر الجيوسياسية التي نشأت من مخاوف انقطاع الإمدادات بسبب احتمال اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
ورفضت إسرائيل أمس الأحد الضغوط الدولية المتزايدة من أجل وقف إطلاق النار في الوقت الذي سعى فيه وزير الخارجية الأميركي لاحتواء الأزمة التي تهدد بمزيد من التصعيد في لبنان المجاور.
وقال محللون من "إيه.إن.زد" في مذكرة "لقد اختفت علاوة المخاطر المرتبطة بالخلفية الجيوسياسية تماما بعد أسبوعين من الأسعار المتقلبة".
وأضافوا "تحول تركيز السوق إلى توقعات الطلب التي لا تزال غير مؤكدة."
ويتطلع المستثمرون هذا الأسبوع إلى مزيد من البيانات الاقتصادية من الصين بعد أن أصدرت ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بيانات المصانع المخيبة للآمال لشهر أكتوبر الأسبوع الماضي.
ويتوقع توني سيكامور المحلل لدى آي جي ماركتس في سيدني أن تتأثر أسعار النفط بالأخبار الواردة من الشرق الأوسط والرسوم البيانية الفنية هذا الأسبوع.
وأضاف أن خام غرب تكساس الوسيط يحتاج إلى البقاء فوق مستوى الدعم عند 80 دولارا للبرميل في أوائل هذا الأسبوع، وإلا فقد تنخفض الأسعار إلى أدنى مستوى عند 77.59 دولار الذي سجلته في أغسطس.
ووافق مجلس النواب الأميركي، الجمعة، على مشروع قانون لتعزيز العقوبات على النفط الإيراني من شأنه فرض إجراءات على الموانئ والمصافي الأجنبية التي تقوم بتكرير النفط المصدر من إيران إذا تم التوقيع عليه ليصبح قانونا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البترول موسكو أسعار النفط نفط السعودية روسيا البترول موسكو أسعار النفط نفط
إقرأ أيضاً:
الدراما السعودية بين التكرار والابتكار!
عبده الأسمري
بدأت «الدراما السعودية» منذ عامين توهجها من خلال «أعمال» تحاكي البيئة المحلية وترصد تداعيات مختلفة وتعالج قضايا متجددة.. وقد رأينا الكثير من الأعمال المختلفة بعد أن ارتفعت أعداد المشاهدات لبعض الأفلام والمسلسلات المحلية.. مما أوقع بعض شركات الإنتاج في تكرار «الأفكار» وأوجد سقطات في بعض الأعمال نتيجة اللهاث خلف «التقليد».
كثيرة هي الأعمال التي جاءت برداء مختلف ولكن «الخلل» يكمن في تكرار الفكرة في قوالب مختلفة تحت «العناوين» ذاتها والدليل الأكبر أن مسلسل «العاصوف» تكررت أجزاء منه في نسخ مختلفة من خلال «العرض» والقالب واللباس والحكايات والقصص والأسواق الشعبية وحكايات «الجدات» ومرويات «الأمهات» وكدح «الآباء» والتركيز على «اللهجات المحلية» التي تشابهت كثيراً إلى حد «الاستنساخ» ثم جاءت أفكار أخرى وآخرها عمل «شارع الأعشى» لتروي القضايا من زوايا مماثلة.
أخبار قد تهمك العاصوف يتصدر البحث مع عرض أولى حلقاته.. شاهدها من هنا 3 أبريل 2022 - 12:35 صباحًاوفي ذات النسق تحوم الفكرة حول مسلسل «الشميسي» وغيرها وكان قبل ذلك «ثانوية النسيم» لنرى الإمعان في التركيز على «الأماكن» كعنوان جاذب لارتباطه بدوائر الزمن ووجوده قائماً في «حد الذاكرة» مما يستدعي وجود الاهتمام بالاسم أولاً ثم تدوير حركة “الشخصيات” في النصوص، ولكن التكرار يظل قائماً في نوعية «الحبكة» الدرامية والخروج من «الواقع» المفروض إلى «الخيال» المفترض بحثاً عن «تشويق» منتظر في مساحات قادمة من «التنبؤات».
عانت الدراما السعودية في فترات سابقة من «أزمة نصوص» تحت «احتكار» أسماء معينة وظل «التكرار» مستمراً إلى حد «البؤس»؛ وكأن كتاب تلك «النصوص» يكتبون أعمالهم في مكان واحد وبتفكير متشابه؛ مما جعل «المشاهد» يبحث عن زوايا متجددة وأفكار مبتكرة.
هنالك أبعاد متعددة للنجاح الدرامي تعتمد على النص والإنتاج والأداء مع أدوات أخرى تتجه إلى «سد فراغات» الخلل من خلال البحث عن «أسماء» ذات خبرة فنية توازي العمل مع ضرورة دراسة «الكاريزما» التي يمتلكها الممثل أو الممثلة والتي تمنحه «الأحقية» بتمثيل الدور وتبقى الفجوة في إسناد أدوار رئيسة إلى بعض «الفنانين والفنانات» على ضوء «المجاملات» أو من أجل نجاحات سابقة في حين أن الأدوار المحلية والتي ترتبط بالبيئة تحتاج إلى «شخصية» ذات قدرات عالية تصنع الفرق وتؤدي المطلوب بكفاءة عالية سواء في اللغة أو حركة الجسد أو تجويد الأداء.
وبالنظر إلى المعايير الفنية الدقيقة والمقاييس الدرامية المفصلة فإن مسلسل «خيوط المعازيب» كان ولا يزال «أنموذجاً» حقيقياً للمواءمة بين الفكرة والنص والأداء والاحترافية في توزيع الأدوار واختيار ممثلين وممثلات من «ذات البيئة» المرتبطة بالعمل حتى يتم احتراف اللهجة وتسخير المهارات في خدمة المنتج دون الاعتماد على الأسماء وتاريخها فقط دون تحقيق «الانسجام» الفني بين النص والأداء وديناميكية الدور واحترافية الإنتاج.
لابد أن يكون هنالك تفريق بين تحويل رواية كاملة لعب فيها «الخيال» لعبته وما بين مسلسل يقتضي تحوير «الإنتاج» ليحاكي البيئة مع ضرورة توظيف النصوص وتجسيدها فنياً وسلوكياً على أرض الواقع مع أهمية التفريق بين شخصيات وأحداث مقروءة وما بين حكايات وأحاديث مشاهدة والتي تتجلى على ضوئها «معايير» النقد.
على شركات الإنتاج أن تستفيد من «تجارب سابقة» في بلدان الخليج والعالم العربي بعد أن ترسخت «الصورة الذهنية» عن الظواهر المتفشية في المجتمعات والمظاهر الشائعة في المناسبات حيث توقفت الأعمال الخليجية في أعوام خلت أمام «التكرار» في العنف وقضايا الطلاق والجريمة والمخدرات وترويج الحزن؛ وظلت الأعمال الدرامية الشامية تكرر نفسها بتراجع مخيف في المسلسلات المكررة؛ والحكايات المنسوجة من بعضها في الحارات القديمة.
يجب التركيز على الابتكار والتعاطي مع القضايا المهمة والقصص الموثوقة دون الدخول في مساحة «الشبهات» التاريخية أو الأخطاء الجغرافية أو الأمور القبلية أو الاعتماد على «روايات» صنعت في أفق تخيلي وترويضها لتكون مسلسلاً يتحدث عن أزمنة وأمكنة تتقاطع مع ذاكرة المشاهد مع ضرورة البحث عن «كتاب» من طراز رفيع يمتلكون المهارات ويملكون «الحس الفكري» لصناعة الفارق بعيداً عن استنساخ الأفكار وتعاقب التكرار.
* كاتب وإعلامي سعودي
*نقلاً عن: al-jazirah.com