بعد استشهاد 46 صحفيًا .. جيراسلوم بوست تستهدف بالستيا العقاد وأحمد حجازي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
تزامنًا مع "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في 2 تشرين الثاني/نوفمبر"، نشرت صحيفة جيراسلوم بوست الإسرائيلية تقريرًا مثيرًا اتهمت فيه مجموعة من الصحفيين المستقلين بادعاءات كاذبة مما أثار مخاوف بشأن استهدافهم وتعريض حياتهم للخطر.
اقرأ ايضاًأصوات غزة للعالم.. فلسطينيون يكشفون الوجه الحقيقي للعدو الإسرائيليوتحت عنوان "مكشوف: فريق حماس الدعائي.
هل هؤلاء الأفراد صحفيون مستقلون أم أنهم مرتبطون بحماس؟"
نشرت الصحيفة الإسرائيلية تقريرًا ممتلئًا بالادعاءات الكاذبة حول مجموعة من الصحفيين والمصورين الصحفيين وناشطين، ومنهم أحمد حجازي ومعتز العزايزة وبالستيا العقاد وبيسان عودة، وكأنها تريد تسليط علامات الاستفهام حولهم وتبرير أي هجوم قد يتعرضوا له في المستقبل القريب أو البعيد.
وتعمّدت الصحيفة الإسرائيلية تزين مقالتها المليئة بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية بصورة للصحفية الغزاوية بالستيا العقاد، التي عرضت حياتها للخطر من أجل نقل الصورة الحقيقة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على بلادها وارتكاب مجازر بشرية وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأبدى عدد من مراقبي الحدث خوفهم على الصحفيين والنشطاء الذين ورد ذكرهم في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، خاصة بعدما طال القصف الإسرائيلي العديد من الصحفيين والمصورين الصحفيين واستهدف عائلاتهم منذ السابع من أكتوبر.
وتضمن تقرير الصحيفة الإسرائيلية الكثير من الأكاذيب وعزز من خطاب الكراهية ضد الصحفيين والمراسلين من خلال اتهامهم بارتباطهم بحركة حماس، على الرغم من أن مهنتهم تقتصر فقط على نقل الحقيقة للعالم أجمع.
وقالت الصحيفة في تقريرها المثير للجدل: "يشن حوالي خمسة عشر شخصًا، بعضهم مرتبط بحركة حماس، ويفتخرون بشكل جماعي بأكثر من 100 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، حملة دعائية ضد إسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة منذ بدء حرب السيوف الحديدية في 7 أكتوبر”.
اتهامات صحيفة جيراسلوم بوستوتابعت الصحيفة الإسرائيلية أكاذيبها بالقول: "غالبًا ما يُرى هؤلاء المؤثرون، الذين يُعرفون بأنهم صحفيون مستقلون، وهم يرتدون سترات وخوذات صحفية زرقاء، ولجأوا إلى مستشفى الشفاء، الذي كشف الجيش الإسرائيلي مؤخرًا أنه بمثابة مركز قيادة وسيطرة لحماس، حيث يوفر لهم إمكانية الوصول إلى الكهرباء والإنترنت”.
وتابعت: "وفي حين قد يبدو أن هؤلاء الأفراد يتحدثون بشكل مستقل، إلا أنهم يعملون فعليًا بمثابة الناطق بلسان المنظمة الإرهابية. علاوة على ذلك، فإنهم يظهرون بشكل متكرر في المقابلات ويتم اقتباسهم في وسائل الإعلام الرئيسية، مما يتسبب في انتشار أكاذيبهم”.
وقد حددت صحيفة جيروزاليم بوست بعض هؤلاء المؤثرين من خلال مصادر داخلية ومفتوحة، وتخطط للكشف عن هوياتهم في الأسابيع المقبلة.
وهنا بعض الأمثلة:
بلستيا العقادلديها في حسابها على إنستغرام @byplestia أكثر من مليون متابع، وتطلق على نفسها اسم صحفية مستقلة.
اتهمت صحيفة جيراسلوم بوست بلستيا العقاد بأنها نشرت أكاذيب على إنستغرام بشأن قصف مستشفى المعمداني، وبأنها قالت في مقابلة مع التلفزيون البريطاني بأن إسرائيل قصفت المستشفى الأهلي وقتلت أكثر من 1000 شخص.
كما قالت العقاد لقناة جي بي نيوز البريطانية: "إنها إبادة جماعية، إبادة جماعية بالمعنى الحرفي للكلمة، وليست مذبحة".
View this post on InstagramA post shared by Plestia Alaqad | بلستيا العقاد (@byplestia)
بيسان عودةشخصية مؤثرة أخرى معروفة باسم @wizard_bisan1 على إنستغرام، التي تقدم نفسها كمخرجة أفلام تنحدر من غزة، فلسطين، ولها عدد كبير من المتابعين يصل عددهم إلى مئات الآلاف. تحافظ بيسان عودة أيضًا على حضور نشط على منصات مثل TikTok وYouTube.
والجدير بالذكر أن منشوراتها تحظى بتأييد من شخصيات معروفة، بما في ذلك شون كينغ، الذي دعا متابعيه على إنستغرام البالغ عددهم 5 ملايين إلى "من فضلكم استمعوا إلى @wizard_bisan1 وتابعوها. إنها على الأرض في غزة الآن. و يجب أن يكون اسمًا مألوفًا."
وقد نُقلت عن عودة باعتبارها "سفيرة للنوايا الحسنة" على قناة ABC News، كما تمت مقابلتها وإضفاء الشرعية عليها على هيئة الإذاعة البريطانية، على سبيل المثال لا الحصر.
واتهمت جيراسلوم بوست بيسان عودة بأنها ساعدت أيضًا في نشر الأكاذيب حول المستشفى الأهلي: "قُتل 800 شخص في غارة جوية واحدة في غزة، الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لإجلائهم، وقاموا بقتلهم داخل المستشفى". وقالت أيضًا إن الممر الإنساني "كان فخًا" وأن إسرائيل تقتل الأشخاص الذين فروا إلى الجنوب.
أحمد حجازييتابع أحمد حجازي (@ahmedhijazee2)، على إنستغرام نحو 2 مليون.
قالت جيراسلوم بوست أن حجازي شارك في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مقطع فيديو لما يبدو أنه مجموعة مسلحة تابعة لحماس تعود في سيارة جيب من الهجوم الذي وقع في جنوب إسرائيل، مصحوبًا بتعليق "هؤلاء هم رجال غزة" ورمز تعبيري على شكل قلب. وقد حصل المنشور على أكثر من 200 ألف إعجاب.
اقرأ ايضاًڤوغ العربية تُكرّم أبطال غزة من الأطباء والممرضين والصحفيينوقال مصدر مطلع للصحيفة إنه تم اكتشاف أن نسبة عالية من هؤلاء الصحفيين المزعومين يعملون لصالح حماس وتم منحهم وسائل الراحة للقيام بعملهم، مثل سيارة وسائق وإنترنت ومأوى في الشفاء.
وزعمت الصحيفة أن حماس تراقب عمل هؤلاء النشطاء للتأكد من أنهم يشاركون رواية حماس للأحداث في غزة، ووصفتهم بأنهم بمثابة مكبر صوت لحماس، مثل دعوة الناس إلى عدم التوجه جنوبًا كما طلبت إسرائيل ضمان سلامتهم، ولكن بدلًا من ذلك، ادعوا أن الطلب كان فخًا وسوف يُقتلون في الطريق.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ معتز العزايزة غزة إسرائيل الصحیفة الإسرائیلیة على إنستغرام تقریر ا
إقرأ أيضاً:
من يريد أن يعرف حقاً من أين جاء هؤلاء الناس: لجنة إزالة التمكين
عبد الله علي إبراهيم
(عادت لجنة تفكيك تمكين نظام يونيو 1989 إلى واجهة الأنباء بعد الترويج الرقيع لحديث المقدم عبد الله سليمان، الذي خدم في اللجنة، عن فسادها. وجاء الترويج وأنا أحرر كتابي عنها بعنوان "لجنة تفكيك التمكين: لم ينجح أحد". وتجد أدناه مقالاً منه).
تواترت مؤخراً كتابات تطلب من لجنة إزالة التمكين أن تتوقف قليلاً لجرد الحساب لتأمين ما حصدت إلى يومنا وحسن تدبير عملها المنتظر. وهي كتابات صدرت عن حرص عظيم على إداء اللجنة في صلاحياتها الدستورية المعروفة. وقد عرفت عن صديق أم بدة وعمر عشاري، ممن تفضلا بهذه الكتابات، ومن تجربة شخصية، أن من زينة عقلهما الحق والقسط معاً. وقد أزعجني من اللجنة واقعة خشيت منها أنها ربما صارت عرضة لفقدان البوصلة. فوجدتها تدخلت أخيراً في نزاع عمالي في جامعة المغتربين مما يقع في اختصاص مكتب العمل.
لا تزال اللجنة عندي تعمل بالدفع الأساسي حتى بعد أن نضب، أو كاد، دفق ثورية البرجوازية الصغيرة. فاستهولت هذه الفئة التفكيك الذي نبحتنا به سدى لعقود ثلاثة. وأخذت تمشي في ظل حائط "ودوهم المحكمة. القضاء" من فرط لين ركبها حيال هجمة الثورة المضادة. ولاد الحنتة. وراحت تهرف ب"مفوضية الفساد" تستر بها مؤخرتها الثورية. وهذه شنشنة أعرفها عن هذه الفئة الاجتماعية. أعرفها كجوع بطني. ترمي على عاتقك بالأثقال وتنملص في أول لفة. وتتفرج في متاعبك مما سماه عبد الله الطيب ب"كيد الأفندية".
رغبت أن لو تحسبت اللجنة لما بعد نضوب ثورية الأفندية. وددت لو جعلت من مؤتمرها الصحفي ثقافة عن سبل "تكوين النفس"، وهي عبارتنا في كسب المال ومراكمته، من موقع السلطان في الإنقاذ. وهو تكوين استباحت به المال العام بلا وازع. فانتظرت منها أن تكون مؤتمراتها حسنة الإعداد لتكون مقرراً دراسياً في علم "وظائف أعضاء" جسد الإنقاذ. فما تزال اللجنة وكثير من الناس تنظر للإنقاذ كنظام فاسد. وحاربته المعارضة طويلاً على زعم فساده. وهو أقبح من هذا بكثير. فيقع الفساد حتى في نظم محروسة بنظم مالية وإجرائية تتربص بالفاسدين وتوقعهم في حبائلها. وكنت أقرأ أمس عن رأسمالي أمريكي هو بوب بروكمان، ذي الباع الطويل في صناعة السوفت وير، عمل السبعة وذمتها فساداً. ويكفي أن مصلحة الضرائب غرمته ملياري دولار جزاء وفاقاً. هذا فساد. وهو كالكذب حبله قصير في الغالب. أما الإنقاذ فدولة عطلت النظم المالية والمحاسبية بالكلية في مثل "التجنيب" ليُكون الحاكم وبطانته أنفسهم كما يحلو لهم. فليست الإنقاذ فاسدة فساد بوب بروكمان. إنها حالة رُفعت فيها الصحف وكسرت الأقلام لتثرى بطانة الحكم مثنى وثلاث ورباع وإلخ.
وهو نظام مدروس في أفريقيا من حولنا لم يقع لنا دون سائر العالمين من "الكيزان ديل" الذين لا نعرف بعد من أين جاؤوا. ولا نريد أن نعرف. وللنظام مسميات مثل "دولة اللصوص" (kleptocracy)، أو الأبوية الجديدة (neo patrimonialism)، أو السوق السياسي. والقاسم المشترك الأعظم فيها استباحة المال لتثرى الصفوة الحاكمة منه. ومتى علمنا طبيعة النظام وفرنا على أنفسنا حجاج القائلين بعرضهم للقضاء لينظر في صحة ملكيتهم في حين أنها ملكية ناجمة عن نشاط غير شرعي مثل غسيل الأموال. ومناط التحقق في مثل هذا المال حتى في بلاد ديمقراطية كأمريكا وغيرها هو النيابة العامة وأجهزة الأمن بسلطات واسعة في حجز المال ومصادرته كما كتبت هنا مراراً.
ولا بد لي في سياق حدثننا عن "تكوين النفس" أو رسملتها من وقفة عند الحزب الشيوعي لو لايزال مهتماِ بدراسة التكوين الطبقي لمجتمعنا. وسبق لي أخذه بالشدة لخذلانه لجنة الإزالة. فلا يخلو بيان من بياناته الباكرة عن وجوب تفكيك النظام. بل كان يستبطئ التفكيك بغير إشارة، ولو عابرة، لعمل اللجنة ناهيك عن تقييم ما تقوم به واقعاً وتقويمه. وانتهي الحزب الآن إلى الدعوة لقيام مفوضية لمكافحة الفساد بغير تعيين منزلتها من لجنة إزالة التمكين. وسبقت بالقول إن الفساد كما رأينا ليس مصابنا في الإنقاذ. فمصابنا فيها "الترسمل" من المال العام بلا وازع. ولو أحسن الحزب إلى ماركسيته لعرف أن هذا ديدن الطبقة البرجوازية الصغيرة في أفريقيا. فيتم تحولها إلى برجوازية بحيازتها "سلطة للساق". وأمام أعيننا. والقول الشائع المتمزح إنهم جاؤوا بشنط حديد وسكنوا الشاهقات تعبير واحد في استنكار التربح من شوكة الحكم. وهذا الترسمل باب من أبواب "التراكم البدائي" الفظ لرأس المال كما نوه بذلك ماركس.
وليست هذه مرة البرجوازية الصغيرة الأولى للرسملة من المال العام. فحاولت ذلك بدرجة أقل في دولة مايو حتى قال الزين كو عن دولتهم "الغنا غنا والما غنا يركب هنا" مع حركة بالأصبع. وشكل النظامان، مايو والإنقاذ، إساءة مرة للحس السوداني بالمساواتية "egalitarianism" فثار الشعب عليهما. بل سبق إلى ذلك حتى نظام عبود. فنشأت فيه طبقة أفندية ثرية من باطن الدولة سماها الحزب الشيوعي ب"البرجوازية البيروقراطية" في تقرير مؤتمره الرابع (١٩٦٧). واقترنت هذه النظم جميعها بأمرين. أولهما الاعتداء على مال بيوت الإرث كما حدث لآل المهدي والميرغني، وقمع الرأسمالية الوطنية سياسياً بمصادرة موجودها كما حصل لشركات عثمان صالح وتجارة محمد أحمد عباس وعثمان محد خير أوماك وكثير غيرهم. والأمر الثاني هو قيامها على ديكتاتورية متمكنة لكي تثري صفوة الحكم وأضانها باردة.
إني معجب بجهارة أعضاء اللجنة في الدفاع عن اختصاصها الثوري الفريد. فباختصاصها نريد للمرة الأولى توطين "المساءلة" كعقيدة سياسية وتقوى اجتماعية. فلم نستكمل هذه المساءلة في كل المرات الماضية التي قبضنا فيها الديكتاتوريين بسروال ناصل ـ فأذكر اسقاط البرلمان في ١٩٦٥ بقيادة جبهة الميثاق الإسلامي لمطلب للنائب العام بمحاسبة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولم أكن بالبلد لأعرف ملابسات محاكمة مجلس قيادة انقلاب مايو ١٩٦٩. ولكن أعرف أن الإنقاذ أطلقت سرح السجين منهم، وأعادت نميري للبلاد معززاً، وشيعته رسمياً. وسمت أكاديمية عسكرية ما باسمة. وأذكر بياناً أصدرته خلال حملتي الانتخابية الموءودة استنكرت فيها هذا الدس اللئيم على ثورة ١٩٨٥.
يروج بعضنا أننا لم نخلق للديمقراطية: وين نحن من الغرب، فينا عقل بدوي، فينا قبائلية وفينا وفينا والله يطلع ميتينا. وقيل ما الديمقراطية يا عبد الله؟ قال ال accountability قالها ثلاثاً. لم يولد بها أي شعب. وهي ما نتعلمه نقع ونقوم. وإزالة التمكين هي الدرس الأول من دروسها.
ibrahima@missouri.edu